الباحث القرآني
﴿والقَمَرُ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتّى عادَ كالعُرْجُونِ القَدِيمِ﴾ ”قَرَأ نافِعٌ وابْنُ كَثِيرٍ وأبُو عَمْرٍو ورَوْحٌ عَنْ يَعْقُوبَ بِرَفْعِ (والقَمَرُ) فَهو إمّا مَعْطُوفٌ عَلى“ والشَّمْسُ ”تَجْرِي عَطْفَ المُفْرَداتِ، وإمّا مُبْتَدَأٌ والعَطْفُ مِن عَطْفِ الجُمَلِ.
(p-٢٢)وجُمْلَةُ قَدَّرْناهُ إمّا حالٌ وإمّا خَبَرٌ. وقَرَأهُ ابْنُ عامِرٍ وعاصِمٌ وحَمْزَةُ والكِسائِيُّ وأبُو جَعْفَرٍ ورُوَيْسٌ عَنْ يَعْقُوبَ وخَلَفٍ بِنَصْبِ“ القَمَرَ ”عَلى الِاشْتِغالِ فَهو إذَنْ مِن عَطْفِ الجُمَلِ.
وتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ مَنازِلِ القَمَرِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والحِسابَ﴾ [يونس: ٥] في سُورَةِ يُونُسَ.
والتَّقْدِيرُ: يُطْلَقُ عَلى جَعْلِ الأشْياءِ بِقَدَرٍ ونِظامٍ مُحْكَمٍ، ويُطْلَقُ عَلى تَحْدِيدِ المِقْدارِ مِن شَيْءٍ تُطْلَبُ مَعْرِفَةُ مِقْدارِهِ مِثْلُ تَقْدِيرِ الأوْقاتِ وتَقْدِيرِ الكِمِّيّاتِ مِنَ المَوْزُوناتِ والمَعْدُوداتِ، وكِلا الإطْلاقَيْنِ مُرادٌ هُنا. فَإنَّ اللَّهَ قَدَّرَ لِلشَّمْسِ والقَمَرِ نِظامَ سَيْرِهِما وقَدَّرَ بِذَلِكَ حِسابَ الفُصُولِ السَّنَوِيَّةِ والأشْهُرِ والأيّامِ واللَّيالِي.
وعُدِّيَ فَعْلُ“ قَدَّرْنا ”إلى ضَمِيرِ (القَمَرَ) الَّذِي هو عِبارَةٌ عَنْ ذاتِهِ وإنَّما التَّقْدِيرُ لِسَيْرِهِ ولَكِنْ عُدِّيَ التَّقْدِيرُ إلى اسْمِ ذاتِهِ دُونَ ذِكْرِ المُضافِ مُبالَغَةً في لُزُومِ السَّيْرِ لَهُ مِن وقْتِ خَلْقِهِ حَتّى كَأنَّ تَقْدِيرَ سَيْرِهِ تَقْدِيرٌ لِذاتِهِ.
وانْتَصَبَ“ مَنازِلَ ”عَلى الظَّرْفِيَّةِ المَكانِيَّةِ مِثْلُ: سِرْتُ أمْيالًا، أيْ قَدَّرْنا سَيْرَهُ في مَنازِلَ يَنْتَقِلُ بِسَيْرِهِ فِيها مَنزِلَةً بَعْدَ أُخْرى.
و“ حَتّى ”ابْتِدائِيَّةٌ، أيْ لَيْسَتْ حَرْفَ جَرٍّ فَإنَّ ما بَعْدَها جُمْلَةٌ. ومَعْنى الغايَةِ لا يُفارِقُ“ حَتّى ”فَآذَنَ ما فِيها مِن مَعْنى الغايَةِ بِمُغَيًّا مَحْذُوفٍ، فالغايَةُ تَسْتَلْزِمُ ابْتِداءَ شَيْءٍ. والتَّقْدِيرُ: فابْتَدَأ ضَوْءُهُ وأخَذَ في الِازْدِيادِ لَيْلَةً قَلِيلَةً ثُمَّ أخَذَ في التَّناقُصِ حَتّى عادَ، أيْ صارَ كالعُرْجُونِ التَّقْدِيمِ، أيْ شَبِيهًا بِهِ.
وعُبِّرَ عَنْهُ بِهَذا التَّشْبِيهِ إذْ لَيْسَ لِضَوْءِ القَمَرِ في أواخِرِ لَيالِيهِ اسْمٌ يُعْرَفُ بِهِ، بِخِلافِ أوَّلِ أجْزاءِ ضَوْئِهِ المُسَمّى هِلالًا، ولِأنَّ هَذا التَّشْبِيهَ يُماثِلُ حالَةَ اسْتِهْلالِهِ كَما يُماثِلُ حالَةَ انْتِهائِهِ.
وعادَ بِمَعْنى صارَ شَكْلُهُ لِلرّائِي كالعُرْجُونِ.
والعُرْجُونُ: العُودُ الَّذِي تُخْرِجُهُ النَّخْلَةُ، فَيَكُونُ الثَّمَرُ في مُنْتَهاهِ وهو الَّذِي يَبْقى مُتَّصِلًا بِالنَّخْلَةِ بَعْدَ قَطْعِ الكِباسَةِ مِنهُ وهي مُجْتَمَعُ أعْوادِ التَّمْرِ.
(p-٢٣)والقَدِيمُ: هو البالِي لِأنَّهُ إذا انْقَطَعَ الثَّمَرُ تَقَوَّسَ واصْفَرَّ وتَضاءَلَ فَأشْبَهَ صُورَةَ ما يُواجِهُ الأرْضَ مِن ضَوْءِ القَمَرِ في آخِرِ لَيالِي الشَّهْرِ وفي أوَّلِ لَيْلَةٍ مِنهُ، وتَرْكِيبُ“ ﴿عادَ كالعُرْجُونِ القَدِيمِ﴾ " صالِحٌ لِصُورَةِ القَمَرِ في اللَّيْلَةِ الأخِيرَةِ وهي الَّتِي يَعْقُبُها المُحاقُ ولِصُورَتِهِ في اللَّيْلَةِ الأُولى مِنَ الشَّهْرِ هو الهِلالُ.
وقَدْ بَسَّطَ لَهم بَيانُ سَيْرِ القَمَرِ ومَنازِلِهِ لِأنَّهم كانُوا يُتْقِنُونَ عِلْمَهُ بِخِلافِ سَيْرِ الشَّمْسِ.
{"ayah":"وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَـٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِیمِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق