الباحث القرآني
﴿وقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ والنَّهارِ إذْ تَأْمُرُونَنا أنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ ونَجْعَلَ لَهُ أنْدادًا﴾ لَمْ تَجْرِ حِكايَةُ هَذا القَوْلِ عَلى طَرِيقَةِ حِكايَةِ المُقاوَلاتِ الَّتِي تُحْكى بِدُونِ عَطْفٍ عَلى حُسْنِ الِاسْتِعْمالِ في حِكايَةِ المُقاوَلاتِ كَما اسْتَقْرَيْناهُ مِنِ اسْتِعْمالِ الكِتابِ المَجِيدِ وقَدَّمْناهُ في قَوْلِهِ وإذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إنِّي جاعِلٌ في الأرْضِ خَلِيفَةً الآيَةَ، فَجِيءَ بِحَرْفِ العَطْفِ في حِكايَةِ هَذِهِ المَقالَةِ مَعَ أنَّ المُسْتَضْعَفِينَ جاوَبُوا بِها قَوْلَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا أنَحْنُ صَدَدْناكُمُ الآيَةَ لِنُكْتَةٍ دَقِيقَةٍ، وهي التَّنْبِيهُ عَلى أنَّ مَقالَةَ المُسْتَضْعَفِينَ هَذِهِ هي في المَعْنى تَكْمِلَةٌ لِمَقالَتِهِمْ تَلَقَّفَها الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا فابْتَدَرُوها بِالجَوابِ لِلْوَجْهِ الَّذِي ذَكَرْناهُ هُنالِكَ بِحَيْثُ لَوِ انْتَظَرُوا تَمامَ كَلامِهِمْ وأبْلَغُوهم رِيقَهم لَحَصَلَ ما فِيهِ إبْطالُ كَلامِهِمْ ولَكِنَّهم قاطَعُوا (p-٢٠٨)كَلامَهم مِن فَرْطِ الجَزَعِ أنْ يُؤاخَذُوا بِما يَقُولُهُ المُسْتَضْعَفُونَ.
وحُكِيَ قَوْلُهم هَذا بِفِعْلِ المُضِيِّ لِمُزاوَجَةِ كَلامِ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِأنَّ قَوْلَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا هَذا بَعْدَ أنْ كانَ تَكْمِلَةً لِقَوْلِهِمُ الَّذِي قاطَعَهُ المُسْتَكْبِرُونَ، انْقَلَبَ جَوابًا عَنْ تَبَرُّؤِ المُسْتَكْبِرِينَ مِن أنْ يَكُونُوا صَدُّوا المُسْتَضْعَفِينَ عَنِ الهُدى، فَصارَ لِقَوْلِ المُسْتَضْعَفِينَ مَوْقِعانِ يَقْتَضِي أحَدُ المَوْقِعَيْنِ عَطْفَهُ بِالواوِ، ويَقْتَضِي المَوْقِعُ الآخَرُ قَرْنَهُ بِحَرْفِ بَلْ وبِزِيادَةِ مَكْرُ اللَّيْلِ والنَّهارِ، وأصْلُ الكَلامِ: يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أنْتُمْ لَكُنّا مُؤْمِنِينَ إذْ تَأْمُرُونَنا بِاللَّيْلِ والنَّهارِ أنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ الَخْ. فَلَمّا قاطَعَهُ المُسْتَكْبِرُونَ بِكَلامِهِمْ أُقْحِمَ في كَلامِ المُسْتَضْعَفِينَ حَرْفُ ”بَلْ“ إبْطالًا لِقَوْلِ المُسْتَكْبِرِينَ ”بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ“، وبِذَلِكَ أفادَ تَكْمِلَةَ الكَلامِ السّابِقِ والجَوابَ عَنْ تَبَرُّؤِ المُسْتَكْبِرِينَ، ولَوْ لَمْ يَعْطِفْ بِالواوِ لَما أفادَ إلّا أنَّهُ جَوابٌ عَنْ كَلامِ المُسْتَكْبِرِينَ فَقَطْ، وهَذا مِن أبْدَعِ الإيجازِ.
وبَلْ لِلْإضْرابِ الإبْطالِيِّ أيْضًا إبْطالًا لِمُقْتَضى القَصْرِ في قَوْلِهِمْ أنَحْنُ صَدَدْناكم عَنِ الهُدى فَإنَّهُ واقِعٌ في حَيِّزِ نَفْيٍ لِأنَّ الِاسْتِفْهامَ الإنْكارِيَّ لَهُ مَعْنى النَّفْيِ.
ومَكْرُ اللَّيْلِ والنَّهارِ مِنَ الإضافَةِ عَلى مَعْنى ”في“، وهُنالِكَ مُضافٌ إلَيْهِ ومَجْرُورٌ مَحْذُوفانِ دَلَّ عَلَيْهِما السِّياقُ، أيْ مَكْرُكم بِنا.
وارْتَفَعَ ”مَكْرُ“ عَلى الِابْتِداءِ. والخَبَرُ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ مُقابَلَةُ هَذا الكَلامِ بِكَلامِ المُسْتَكْبِرِينَ إذْ هو جَوابٌ عَنْهُ. فالتَّقْدِيرُ: بَلْ مَكْرُكم صَدَّنا، فَيُفِيدُ القَصْرَ، أيْ ما صَدَّنا إلّا مَكْرُكم، وهو نَقْضٌ تامٌّ لِقَوْلِهِمْ أنَحْنُ صَدَدْناكم عَنِ الهُدى وقَوْلِهِمْ ”بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ“ .
والمَكْرُ: الِاحْتِيالُ بِإظْهارِ الماكِرِ فِعْلَ ما لَيْسَ بِفاعِلِهِ لِيُغَرَّ المُحْتالُ عَلَيْهِ، وتَقَدَّمَ وفي قَوْلِهِ تَعالى ومَكَرُوا ومَكَرَ اللَّهُ في آلِ عِمْرانَ.
وإطْلاقُ المَكْرِ عَلى تَسْوِيلِهِمْ لَهُمُ البَقاءَ عَلى الشِّرْكِ، بِاعْتِبارِ أنَّهم يُمَوِّهُونَ عَلَيْهِمْ ويُوهِمُونَهم أشْياءَ كَقَوْلِهِمْ: إنَّهُ دِينُ آبائِكم وكَيْفَ تَأْمَنُونَ غَضَبَ الآلِهَةِ عَلَيْكم إذا (p-٢٠٩)تَرَكْتُمْ دِينَكم ونَحْوَ ذَلِكَ. والِاحْتِيالُ لا يَقْتَضِي أنَّ المُحْتالَ غَيْرُ مُسْتَحْسِنٍ الفِعْلَ الَّذِي يَحْتالُ لِتَحْصِيلِهِ.
والمَعْنى: مُلازَمَتُهُمُ المَكْرَ لَيْلًا ونَهارًا، وهو كِنايَةٌ عَنْ دَوامِ الإلْحاحِ عَلَيْهِمْ في التَّمَسُّكِ بِالشِّرْكِ. وإذْ تَأْمُرُونَنا ظَرْفٌ لِما في مَكْرِ اللَّيْلِ والنَّهارِ مِن مَعْنى صَدَّنا أيْ حِينَ تَأْمُرُونَنا أنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ.
والأنْدادُ: جَمْعُ نِدٍّ، وهو المُماثِلُ، أيْ نَجْعَلُ لِلَّهِ أمْثالًا في الإلَهِيَّةِ.
وهَذا تَطاوُلٌ مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ عَلى مُسْتَكْبِرِيهِمْ لَمّا رَأوْا قِلَّةَ غَنائِهِمْ عَنْهم، واحْتَقَرُوهم حِينَ عَلِمُوا كَذِبَهم وبُهْتانَهم.
وقَدْ حُكِيَ نَظِيرُ ذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعالى إذْ تَبَرَّأ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا الآيَتَيْنِ في سُورَةِ البَقَرَةِ.
* * *
﴿وأسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأوُا العَذابَ﴾ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلى جُمْلَةِ ﴿يَرْجِعُ بَعْضُهم إلى بَعْضٍ القَوْلَ﴾ [سبإ: ٣١] فَتَكُونُ حالًا. ويَجُوزُ أنْ تُعْطَفَ عَلى جُمْلَةِ ﴿إذِ الظّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [سبإ: ٣١] .
وضَمِيرُ الجَمْعِ عائِدٌ إلى جَمِيعِ المَذْكُورِينَ قَبْلُ وهُمُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا والَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا. والمَعْنى: أنَّهم كُشِفَ لَهم عَنِ العَذابِ المُعَدِّ لَهم، وذَلِكَ عَقِبَ المُحاوَرَةِ الَّتِي جَرَتْ بَيْنَهم، فَعَلِمُوا أنَّ ذَلِكَ التَّرامِيَ الواقِعَ بَيْنَهم لَمْ يُغْنِ عَنْ أحَدٍ مِنَ الفَرِيقَيْنِ شَيْئًا، فَحِينَئِذٍ أيْقَنُوا بِالخَيْبَةِ ونَدِمُوا عَلى ما فاتَ مِنهم في الحَياةِ الدُّنْيا وأسَرُّوا النَّدامَةَ في أنْفُسِهِمْ، وكَأنَّهم أسَرُّوا النَّدامَةَ اسْتِبْقاءً لِلطَّمَعِ في صَرْفِ ذَلِكَ عَنْهم أوِ اتِّقاءً لِلْفَضِيحَةِ بَيْنَ أهْلِ المَوْقِفِ، وقَدْ أعْلَنُوا بِها مِن بَعْدُ كَما في قَوْلِهِ تَعالى ﴿قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها﴾ [الأنعام: ٣١] في سُورَةِ الأنْعامِ، وقَوْلِهِ ﴿لَوْ أنَّ لِي كَرَّةً فَأكُونَ مِنَ المُحْسِنِينَ﴾ [الزمر: ٥٨] في سُورَةِ الزُّمَرِ.
وذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ وابْنُ عَطِيَّةَ: أنَّ مِنَ المُفَسِّرِينَ مَن فَسَّرَ ”أسَرُّوا“ هُنا بِمَعْنى أظْهَرُوا، وزَعَمَ أنَّ أسَرَّ مُشْتَرِكٌ بَيْنَ ضِدَّيْنِ. فَأمّا الزَّمَخْشَرِيُّ فَسَلَّمَهُ ولَمْ يَتَعَقَّبْهُ وقَدْ فَسَّرَ الزَّوْزَنِيُّ الإسْرارَ بِالمَعْنَيَيْنِ في قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:(p-٢١٠)
؎تَجاوَزْتُ أحْراسًا إلَيْها ومَعْشَرًا عَلَيَّ حِراصًا لَوْ يُسِرُّونَ مَقْتَلِي
وأمّا ابْنُ عَطِيَّةَ فَأنْكَرَهُ، وقالَ: ولَمْ يَثْبُتْ قَطُّ في اللُّغَةِ أنَّ أسَرَّ مِنَ الأضْدادِ. قُلْتُ: وفِيهِ نَظَرٌ. وقَدْ عَدَّ هَذِهِ الكَلِمَةَ في الأضْدادِ كَثِيرٌ مِن أهْلِ اللُّغَةِ وأنْشَدَ أبُو عُبَيْدَةَ قَوْلَ الفَرَزْدَقِ:
؎ولَمّا رَأى الحَجّاجَ جَرَّدَ سَيْفَهُ ∗∗∗ أسَرَّ الحَرُورِيُّ الَّذِي كانَ أضْمَرا
وفِي كِتابِ الأضْدادِ لِأبِي الطَّيِّبِ الحَلَبِيِّ: قالَ أبُو حاتِمٍ: ولا أثِقُ بِقَوْلِ أبِي عُبَيْدَةَ في القُرْآنِ ولا في قَوْلِ الفَرَزْدَقِ والفَرَزْدَقُ كَثِيرُ التَّخْلِيطِ في شِعْرِهِ. وذَكَرَ أبُو الطَّيِّبِ عَنِ التَّوَّزِيِّ أنَّ غَيْرَ أبِي عُبَيْدَةَ أنْشَدَ بَيْتَ الفَرَزْدَقِ والَّذِي جَرَّ عَلى تَفْسِيرِ ”أسَرُّوا“ بِمَعْنى أظْهَرُوا هُنا هو ما يَقْتَضِي إعْلانَهم بِالنَّدامَةِ مِن قَوْلِهِمْ ﴿لَوْلا أنْتُمْ لَكُنّا مُؤْمِنِينَ﴾ [سبإ: ٣١]، وفي آياتٍ أُخْرى مِثْلَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿ويَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: ٢٧] الآيَةَ.
والنَّدامَةُ: التَّحَسُّرُ مِن عَمَلٍ فاتَ تَدارُكُهُ. وقَدْ تَقَدَّمَتْ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿فَأصْبَحَ مِنَ النّادِمِينَ﴾ [المائدة: ٣١] في سُورَةِ العُقُودِ.
* * *
﴿وجَعَلْنا الأغْلالَ في أعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إلّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿إذِ الظّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ﴾ [سبإ: ٣١]، والتَّقْدِيرُ: ولَوْ تَرى إذْ جَعَلْنا الأغْلالَ في رَقَبَةِ المَأْسُورِ ونَحْوِهِ ويُشَدُّ إلَيْها بِسِلْسِلَةٍ أوْ سَيْرٍ مِن جِلْدٍ أوْ حَبْلٍ، وتَقَدَّمَ في أوَّلِ سُورَةِ الرَّعْدِ. وجَعْلُ الأغْلالِ في الأعْناقِ شِعارٌ عَلى أنَّهم يُساقُونَ إلى ما يُحاوِلُونَ الفِرارَ والِانْفِلاتَ مِنهُ. وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وأُولَئِكَ الأغْلالُ في أعْناقِهِمْ﴾ [الرعد: ٥] في الرَّعْدِ. والَّذِينَ كَفَرُوا هم هَؤُلاءِ الَّذِينَ جَرَتْ عَلَيْهِمُ الضَّمائِرُ المُتَقَدِّمَةُ فالإتْيانُ بِالِاسْمِ الظّاهِرِ وكَوْنُهُ مَوْصُولًا لِلْإيماءِ إلى أنَّ ذَلِكَ جَزاءُ الكُفْرِ، ولِذَلِكَ عَقَّبَ بِجُمْلَةِ ﴿هَلْ يُجْزَوْنَ إلّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ مُسْتَأْنَفَةً اسْتِئْنافًا بَيانِيًّا (p-٢١١)كَأنَّ سائِلًا اسْتَعْظَمَ هَذا العَذابَ وهو تَعْرِيضٌ بِهِمْ.
والِاسْتِفْهامُ بِـ ”هَلْ“ مُسْتَعْمَلٌ في الإنْكارِ بِاعْتِبارِ ما يَعْقُبُهُ مِنَ الِاسْتِثْناءِ، فَتَقْدِيرُ المَعْنى: هَلْ جُزُوا بِغَيْرِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ، والِاسْتِثْناءُ مُفَرَّغٌ.
وما كانُوا يَعْمَلُونَ هو المَفْعُولُ الثّانِي لِفِعْلِ يُجْزَوْنَ لِأنَّ جَزى يَتَعَدّى إلى مَفْعُولٍ ثانٍ بِنَفْسِهِ لِأنَّهُ مِن بابِ أعْطى، كَما يَتَعَدّى إلَيْهِ بِالبابِ عَلى تَضْمِينِهِ مَعْنى: عَوَّضَهُ.
وجُعِلَ جَزاؤُهم ما كانُوا يَعْمَلُونَ عَلى مَعْنى التَّشْبِيهِ البَلِيغِ، أيْ مِثْلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ، وهَذِهِ المُماثَلَةُ كِنايَةٌ عَنِ المُعادَلَةِ فِيما يُجاوِزُونَهُ بِمُساواةِ الجَزاءِ لِلْأعْمالِ الَّتِي جُوزُوا عَلَيْها حَتّى كَأنَّهُ نَفْسُها كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿جَزاءً وِفاقًا﴾ [النبإ: ٢٦] .
واعْلَمْ أنَّ كَوْنَهُ مُماثِلًا في المِقْدارِ أمْرٌ لا يَعْلَمُهُ إلّا مُقَدِّرُ الحَقائِقِ والنِّيّاتِ، وأمّا كَوْنُهُ وِفاقًا في النَّوْعِ فَلِأنَّ وضْعَ الأغْلالِ في الأعْناقِ مَنعٌ مِن حُرِّيَّةِ التَّصَرُّفِ في أنْفُسِهِمْ لِأصْنامِهِمْ كَما قالَ تَعالى ﴿أتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ﴾ [الصافات: ٩٥]، وما تَقَبَّلُوهُ مِنِ اسْتِعْبادِ زُعَمائِهِمْ وكُبَرائِهِمْ إيّاهم قالَ تَعالى ﴿وقالُوا رَبَّنا إنّا أطَعْنا سادَتَنا وكُبَراءَنا فَأضَلُّونا السَّبِيلا﴾ [الأحزاب: ٦٧] .
ومِن غُرَرِ المَسائِلِ أنَّ الشَّيْخَ ابْنَ عَرَفَةَ لَمّا كانَ عَرَضَ عَلَيْهِ في دَرْسِ التَّفْسِيرِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿إذِ الأغْلالُ في أعْناقِهِمْ والسَّلاسِلُ﴾ [غافر: ٧١] فَسَألَهُ بَعْضُ الحاضِرِينَ: هَلْ يَسْتَقِيمُ أنْ نَأْخُذَ مِن هَذِهِ الآيَةِ ما يُؤَيِّدُ فِعْلَ الأُمَراءِ أصْلَحَهُمُ اللَّهُ مِنَ الإتْيانِ بِالمُحارِبِينَ ونَحْوِهِمْ مَغْلُولِينَ مِن أعْناقِهِمْ مَعَ قَوْلِ مالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِجَوازِ القِياسِ في العُقُوباتِ عَلى فِعْلِ اللَّهِ تَعالى ”في حَدِّ الفاحِشَةِ“ فَأجابَهُ الشَّيْخُ بِأنْ لا دَلالَةَ فِيها لِأنَّ مالِكًا إنَّما أجازَ القِياسَ عَلى فِعْلِ اللَّهِ في الدُّنْيا، وهَذا مِن تَصَرُّفاتِ اللَّهِ في الآخِرَةِ فَلا بُدَّ لِجَوازِهِ مِن دَلِيلٍ.
{"ayah":"وَقَالَ ٱلَّذِینَ ٱسۡتُضۡعِفُوا۟ لِلَّذِینَ ٱسۡتَكۡبَرُوا۟ بَلۡ مَكۡرُ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ إِذۡ تَأۡمُرُونَنَاۤ أَن نَّكۡفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجۡعَلَ لَهُۥۤ أَندَادࣰاۚ وَأَسَرُّوا۟ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا۟ ٱلۡعَذَابَۚ وَجَعَلۡنَا ٱلۡأَغۡلَـٰلَ فِیۤ أَعۡنَاقِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۖ هَلۡ یُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











