الباحث القرآني
(p-٢١١)﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ وما بَيْنَهُما في سِتَّةِ أيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ ما لَكم مِن دُونِهِ مِن ولِيٍّ ولا شَفِيعٍ أفَلا تَتَذَكَّرُونَ﴾
لَمّا كانَ الرَّكْنُ الأعْظَمُ مِن أرْكانِ هُدى الكِتابِ هو إثْباتُ الوَحْدانِيَّةِ لِلْإلَهِ وإبْطالُ الشِّرْكِ عَقِبَ الثَّناءِ عَلى الكِتابِ بِإثْباتِ هَذا الرُّكْنِ.
وجِيءَ بِاسْمِ الجَلالَةِ مُبْتَدَأً لِإحْضارِهِ في الأذْهانِ بِالِاسْمِ المُخْتَصِّ بِهِ قَطْعًا لِدابِرِ عَقِيدَةِ الشَّرِيكِ في الإلَهِيَّةِ، وخَبَرُ المُبْتَدَأِ جُمْلَةُ ﴿ما لَكم مِن دُونِهِ مِن ولِيٍّ ولا شَفِيعٍ﴾، ويَكُونُ قَوْلُهُ ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ وما بَيْنَهُما﴾ [الفرقان: ٥٩] صِفَةً لِاسْمِ الجَلالَةِ.
وجِيءَ بِاسْمِ المَوْصُولِ لِلْإيماءِ إلى وجْهِ بِناءِ الخَبَرِ وأنَّهُ الِانْفِرادُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لِجَمِيعِ الخَلائِقِ في السَّماواتِ والأرْضِ وما بَيْنَهُما، ومِن أُولَئِكَ المُشْرِكُونَ المَعْنِيُّونَ بِالخَبَرِ. والخِطابُ مُوَجَّهٌ إلى المُشْرِكِينَ عَلى طَرِيقَةِ الِالتِفاتِ.
والوَلِيُّ: مُشْتَقٌّ مِنَ الوَلاءِ بِمَعْنى العَهْدِ والحَلِفِ والقَرابَةِ. ومِن لَوازِمِ حَقِيقَةِ الوَلاءِ النَّصْرُ والدِّفاعُ عَنِ المَوْلى. وأُرِيدَ بِالوَلِيِّ المُشارِكُ في الرُّبُوبِيَّةِ.
والشَّفِيعُ: الوَسِيطُ في قَضاءِ الحَوائِجِ مِن دَفْعِ ضُرٍّ أوْ جَلْبِ نَفْعٍ.
والمُشْرِكُونَ زَعَمُوا أنَّ الأصْنامَ آلِهَةٌ شُرَكاءُ لِلَّهِ في الإلَهِيَّةِ ثُمَّ قالُوا ﴿هَؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٨] وقالُوا ﴿ما نَعْبُدُهم إلّا لِيُقَرِّبُونا إلى اللَّهِ زُلْفى﴾ [الزمر: ٣] .
ومِن في قَوْلِهِ (مِن دُونِهِ) ابْتِدائِيَّةٌ في مَحَلِّ الحالِ مِن ضَمِيرِ لَكم، ودُونَ بِمَعْنى غَيْرُ، ومِن في قَوْلِهِ (مِن ولِيٍّ) زائِدَةٌ لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ، أيْ لا ولِيَّ لَكم ولا شَفِيعَ لَكم غَيْرُ اللَّهِ فَلا وِلايَةَ لِلْأصْنامِ ولا شَفاعَةَ لَها إبْطالًا لِما زَعَمُوهُ لِأصْنامِهِمْ مِنَ الوَصْفَيْنِ إبْطالًا راجِعًا إلى إبْطالِ الإلَهِيَّةِ عَنْها. ولَيْسَ المُرادُ أنَّهم لا نَصِيرَ لَهم ولا شَفِيعَ إلّا اللَّهُ لِأنَّ اللَّهَ لا يَنْصُرُهم عَلى نَفْسِهِ ولا يَشْفَعُ لَهم عِنْدَ نَفْسِهِ، قالَ اللَّهُ تَعالى ﴿ذَلِكَ بِأنَّ اللَّهَ مَوْلى الَّذِينَ آمَنُوا وأنَّ الكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ﴾ [محمد: ١١] وقالَ ﴿مَن ذا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلّا بِإذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥] .
وتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ نَظِيرِهِ ﴿إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ في سِتَّةِ أيّامٍ (p-٢١٢)ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ﴾ [الأعراف: ٥٤] وبَيانُ تَأْوِيلِ ﴿ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ﴾ [الأعراف: ٥٤] في سُورَةِ الأعْرافِ.
وفُرِّعَ عَلى هَذا الدَّلِيلِ إنْكارٌ عَلى عَدَمِ تَدَبُّرِهِمْ في ذَلِكَ، وإهْمالُهُمُ النَّظَرَ بِقَوْلِهِ (أفَلا تَتَذَكَّرُونَ) فَهو اسْتِفْهامٌ إنْكارِيٌّ. والتَّذَكُّرُ: مُشْتَقٌّ مِنَ الذُّكْرِ الَّذِي هو بِضَمِّ الذّالِ وهو التَّفَكُّرُ والنَّظَرُ بِالعَقْلِ.
{"ayah":"ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَا فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِیࣲّ وَلَا شَفِیعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











