الباحث القرآني
﴿ألَمْ يَرَوْا أنّا جَعَلْنا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ والنَّهارَ مُبْصِرًا إنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ هَذا الكَلامُ مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ ﴿ووَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا﴾ [النمل: ٨٥] أيْ بِما أشْرَكُوا (p-٤٣)فَذَكَّرَهم بِدَلائِلِ الوَحْدانِيَّةِ بِذِكْرِ أظْهَرِ الآياتِ وأكْثَرِهِمْ تَكْرارًا عَلى حَواسِّهِمْ وأجْدَرِها بِأنْ تَكُونَ مُقْنِعَةً في ارْعِوائِهِمْ عَنْ شِرْكِهِمْ. وهي آيَةٌ مُلازِمَةٌ لَهم طُولَ حَياتِهِمْ تَخْطُرُ بِبالِهِمْ مَرَّتَيْنِ كُلَّ يَوْمٍ عَلى الأقَلِّ. وتِلْكَ هي آيَةُ اخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ الدّالَّةُ عَلى انْفِرادِهِ تَعالى بِالتَّصَرُّفِ في هَذا العالَمِ؛ فَأصْنامُهم تَخْضَعُ لِمَفْعُولِها فَتَظْلِمُ ذَواتِهِمْ في اللَّيْلِ وتُنِيرُ في النَّهارِ، وفِيها تَذْكِيرٌ بِتَمْثِيلِ المَوْتِ والحَياةِ بَعْدَهُ بِسُكُونِ اللَّيْلِ وانْبِثاقِ النَّهارِ عَقِبَهُ.
والجُمْلَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ جُمْلَةِ ﴿ووَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ﴾ [النمل: ٨٥] وجُمْلَةِ ﴿ويَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ﴾ [النمل: ٨٧] لِيُتَخَلَّلَ الوَعِيدُ بِالِاسْتِدْلالِ فَتَكُونَ الدَّعْوَةُ إلى الحَقِّ بِالإرْهابِ تارَةً واسْتِدْعاءِ النَّظَرِ تارَةً أُخْرى.
والِاسْتِفْهامُ مُسْتَعْمَلٌ كِنايَةً عَنِ التَّعْجِيبِ مِن حالِهِمْ؛ لِأنَّها لِغَرابَتِها تَسْتَلْزِمُ سُؤالَ مَن يَسْألُ عَنْ عَدَمِ رُؤْيَتِهِمْ فَهَذِهِ عَلاقَةُ أوْ مُسَوِّغُ اسْتِعْمالِ الِاسْتِفْهامِ في التَّعْجِيبِ، وهي عَلاقَةٌ خَفِيَّةٌ أشارَ سَعْدُ الدِّينِ في المُطَوَّلِ إلى عَدَمِ ظُهُورِها وتَصَدّى السَّيِّدُ الشَّرِيفُ إلى بَيانِها غايَةَ البَيانِ وأرْجَعَها إلى المَجازِ المُرْسَلِ فَتَأمَّلْهُ.
والرُّؤْيَةُ يَجُوزُ أنْ تَكُونَ قَلْبِيَّةً وجُمْلَةُ ”أنّا جَعَلْنا“ سادَّةٌ مَسَدَّ المَفْعُولَيْنِ، أيْ كَيْفَ لَمْ يَعْلَمُوا أنّا جَعَلْنا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ والنَّهارَ مُبْصِرًا مَعَ أنَّ ذَلِكَ واضِحُ الدَّلالَةِ عَلى هَذا الجَعْلِ. واخْتِيرَ مِن أفْعالِ العِلْمِ فِعْلُ الرُّؤْيَةِ لِشَبَهِ هَذا العِلْمِ بِالمَعْلُوماتِ المُبْصَرَةِ.
ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ الرُّؤْيَةُ بَصَرِيَّةً والمَصْدَرُ المُنْسَبِكُ مِنَ الجُمْلَةِ مَفْعُولَ الرُّؤْيَةِ.
والمَعْنى: كَيْفَ لَمْ يُبْصِرُوا جَعْلَ اللَّيْلِ لِلسُّكُونِ والنَّهارِ لِلْإبْصارِ مَعَ أنَّ ذَلِكَ بِمَرْأى مِن أبْصارِهِمْ. والجَعْلُ مُرادٌ مِنهُ أثَرُهُ وهو اضْطِرارُ النّاسِ إلى السُّكُونِ في اللَّيْلِ وإلى الِانْتِشارِ في النَّهارِ. فَجُعِلَتْ رُؤْيَةُ أثَرِ الجَعْلِ بِمَنزِلَةِ رُؤْيَةِ ذَلِكَ الجَعْلِ وهَذا واسِعٌ في العَرَبِيَّةِ أنْ يُجْعَلَ الأثَرُ مَحَلَّ المُؤَثِّرِ، والدّالُّ مَحَلَّ المَدْلُولِ. قالَ النّابِغَةُ:
؎وقَدْ خِفْتُ حَتّى ما تَزِيدُ مَخافَتِي عَلى وعِلٍ في ذِي المَطارَةِ عاقِلِ
أيْ عَلى مَخافَةِ وعِلٍ.
والمُبْصِرُ: اسْمُ فاعِلِ أبْصَرَ بِمَعْنى رَأى. ووَصْفُ النَّهارِ بِأنَّهُ مُبْصِرٌ مِن قَبِيلِ (p-٤٤)المَجازِ العَقْلِيِّ؛ لِأنَّ نُورَ النَّهارِ سَبَبُ الإبْصارِ. ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ الهَمْزَةُ لِلتَّعْدِيَةِ مِن أبْصَرَهُ، إذا جَعَلَهُ باصِرًا.
وجُمْلَةُ ﴿إنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ﴾ تَعْلِيلٌ لِلتَّعَجُّبِ مِن حالِهِمْ إذْ لَمْ يَسْتَدِلُّوا بِاخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ عَلى الوَحْدانِيَّةِ ولا عَلى البَعْثِ.
ووَجْهُ كَوْنِ الآياتِ في ذَلِكَ كَثِيرَةً كَما اقْتَضاهُ الجَمْعُ هو أنَّ في نِظامِ اللَّيْلِ آياتٍ عَلى الِانْفِرادِ بِخَلْقِ الشَّمْسِ وخَلْقِ نُورِها الخارِقِ لِلظُّلُماتِ، وخَلْقِ الأرْضِ، وخَلْقِ نِظامِ دَوَرانِها اليَوْمِيِّ تُجاهَ أشِعَّةِ الشَّمْسِ وهي الدَّوْرَةُ الَّتِي تُكَوِّنُ اللَّيْلَ والنَّهارَ، وفي خَلْقِ طَبْعِ الإنْسانِ بِأنْ يَتَلَقّى الظُّلْمَةَ بِطَلَبِ السُّكُونِ لِما يَعْتَرِي الأعْصابَ مِنَ الفُتُورِ دُونَ بَعْضِ الدَّوابِّ الَّتِي تَنْشَطُ في اللَّيْلِ كالهَوامِّ والخَفافِيشِ وفي ذَلِكَ أيْضًا دَلالَةٌ عَلى تَعاقُبِ المَوْتِ والحَياةِ، فَتِلْكَ آياتٌ وفي كُلِّ آيَةٍ مِنها دَقائِقُ ونُظُمٌ عَظِيمَةٌ لَوْ بُسِطَ القَوْلُ فِيها لَأوْعَبَ مُجَلَّداتٍ مِنَ العُلُومِ.
وفِي جَعْلِ النَّهارِ مُبْصِرًا آياتٌ كَثِيرَةٌ عَلى الوَحْدانِيَّةِ ودِقَّةِ الصُّنْعِ تُقابِلُ ما تَقَدَّمَ في آياتِ جَعْلِ اللَّيْلِ سَكَنًا. وفِيهِ دَلالَةٌ عَلى أنْ لا إحالَةَ ولا اسْتِبْعادَ في البَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وأنَّهُ نَظِيرُ بَعْثِ اليَقَظَةِ بَعْدَ النَّوْمِ، وفي جَلِيلِ تِلْكَ الآياتِ ودَقِيقِها عِدَّةُ آياتٍ فَهَذا وجْهُ جَعْلِ ذَلِكَ آياتٍ ولَمْ يُجْعَلْ آيَتَيْنِ.
ومَعْنى ﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ لِناسٍ شَأْنُهُمُ الإيمانُ والِاعْتِرافُ بِالحُجَّةِ ولِذَلِكَ جُعِلَ الإيمانُ صِفَةً جارِيَةً عَلى قَوْمٍ لِما قُلْناهُ غَيْرَ مَرَّةٍ مِن أنَّ إناطَةَ الحُكْمِ بِلَفْظِ ”قَوْمٍ“ يُومِئُ إلى أنَّ ذَلِكَ الحُكْمَ مُتَمَكِّنٌ مِنهم حَتّى كَأنَّهُ مِن مُقَوِّماتِ قَوْمِيَّتِهِمْ ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى ﴿ويَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إنَّهم لَمِنكم وما هم مِنكم ولَكِنَّهم قَوْمٌ يَفْرَقُونَ﴾ [التوبة: ٥٦]، أيِ الفَرَقُ مِن مُقَوِّماتِ قَوْمِيَّتِهِمْ فَكَيْفَ يَكُونُونَ مِنكم وأنْتُمْ لا تَفْرَقُونَ، أيْ في ذَلِكَ آياتٌ لِمَن مَن شِعارُهُمُ التَّدَبُّرُ والِاتِّصافُ، أيْ فَهَؤُلاءِ لَيْسُوا بِتِلْكَ المَثابَةِ.
ولِكَوْنِ الإيمانِ مَقْصُودًا بِهِ أنَّهُ مَرْجُوٌّ مِنهم جِيءَ فِيهِ بِصِيغَةِ المُضارِعِ إذْ لَيْسَ المَقْصُودُ أنَّ في ذَلِكَ آياتٍ لِلَّذِينَ آمَنُوا؛ لِأنَّ ذَلِكَ حاصِلٌ بِالفَحْوى والأوْلَوِيَّةِ، فَصارَ المَعْنى: إنَّ في ذَلِكَ لِآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ ولِمَن يُرْجى مِنهُمُ الإيمانُ عِنْدَ النَّظَرِ في الأدِلَّةِ. وقَرِيبٌ مِن هَذا المَعْنى قَوْلُهُ تَعالى ﴿إنْ هو إلّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ﴾ [التكوير: ٢٧] لِمَن شاءَ (p-٤٥)مِنكم أنْ يَسْتَقِيمَ. ولِهَذا خُولِفَ بَيْنَ ما هُنا وبَيْنَ ما في سُورَةِ يُونُسَ إذْ قالَ ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ والنَّهارَ مُبْصِرًا إنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [يونس: ٦٧]؛ لِأنَّ آيَةَ يُونُسَ مَسُوقَةٌ مَساقَ الِاسْتِدْلالِ والِامْتِنانِ فَخاطَبَ بِها جَمِيعَ النّاسِ مِن مُؤْمِنٍ وكافِرٍ فَجاءَتْ بِصِيغَةِ الخِطابِ، وجُعِلَتْ دَلالَتُها لِكُلِّ مَن يَسْمَعُ أدِلَّةَ القُرْآنِ فَمِنهم مُهْتَدٍ وضالٌّ ولِذَلِكَ جِيءَ فِيها بِفِعْلِ يَسْمَعُونَ المُؤْذِنِ بِالِامْتِثالِ والإقْبالِ عَلى طَلَبِ الهُدى.
وأمّا هَذِهِ الآيَةُ فَمَسُوقَةٌ مَساقَ التَّعْجِيبِ والتَّوْبِيخِ فَجُعِلَ ما فِيها آياتٍ لِمَنِ الإيمانُ مِن شَأْنِهِمْ لِيُفِيدَ بِمَفْهُومِهِمْ أنَّهُ لا تَحْصُلُ مِنهُ دَلالَةٌ لِمَن لَيْسَ مِن شَأْنِهِمُ الإنْصافُ والِاعْتِرافُ ولِذَلِكَ أُوثِرَ فِيهِ فِعْلُ ”يُؤْمِنُونَ“ .
وجاءَ ما في اللَّيْلِ مِنَ الخُصُوصِيَّةِ بِصِيغَةِ التَّعْلِيلِ بِاللّامِ بِقَوْلِهِ ﴿لِيَسْكُنُوا فِيهِ﴾، وما في النَّهارِ بِصِيغَةِ مَفْعُولِ الجَعْلِ بِقَوْلِهِ مُبْصِرًا تَفَنُّنًا، ولِما يُفِيدُهُ ”مُبْصِرًا“ مِنَ المُبالَغَةِ. والمَعْنى عَلى التَّعْلِيلِ والمَفْعُولُ واحِدٌ في المَآلِ. وبِهَذا قالَ في الكَشّافِ (التَّقابُلُ مُراعًى مِن حَيْثُ المَعْنى وهَكَذا النَّظْمُ المَطْبُوعُ غَيْرُ المُتَكَلَّفِ) أيْ فَفي الآيَةِ احْتِباكٌ إذِ المَعْنى: جَعَلْنا اللَّيْلَ مُظْلِمًا لِيَسْكُنُوا فِيهِ والنَّهارَ مُبْصِرًا لِيَنْتَشِرُوا فِيهِ.
واعْلَمْ أنَّ ما قُرِّرَ هُنا يَأْتِي في آيَةِ سُورَةِ يُونُسَ عَدا ما هو مِن وُجُوهِ الفُرُوقِ البَلاغِيَّةِ فارْجِعْ إلَيْها هُنالِكَ.
{"ayah":"أَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّا جَعَلۡنَا ٱلَّیۡلَ لِیَسۡكُنُوا۟ فِیهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











