الباحث القرآني

﴿ولَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكم ورَحْمَتُهُ وأنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ هَذِهِ ثالِثُ مَرَّةٍ كَرَّرَ فِيها ﴿ولَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكم ورَحْمَتُهُ﴾ . وحَذَفَ في الأوَّلِ والثّالِثِ جَوابَ (لَوْلا) لِتَذْهَبَ النَّفْسُ كُلَّ مَذْهَبٍ مُمْكِنٍ في تَقْدِيرِهِ بِحَسَبَ المَقامِ. (p-١٨٦)٣٣١ وقَدْ ذَكَرَ في المَرَّةِ الأُولى وصْفَ اللَّهِ بِأنَّهُ تَوّابٌ حَكِيمٌ لِلْمُناسَبَةِ المُتَقَدِّمَةِ، وذَكَرَ هُنا بِأنَّهُ رَءُوفٌ رَحِيمٌ؛ لِأنَّ هَذا التَّنْبِيهَ الَّذِي تَضَمَّنَهُ التَّذْيِيلُ فِيهِ انْتِشالٌ لِلْأُمَّةِ مِنِ اضْطِرابٍ عَظِيمٍ في أخْلاقِها وآدابِها وانْفِصامِ عُرى وحْدَتِها فَأنْقَذَها مِن ذَلِكَ رَأْفَةً ورَحْمَةً لِآحادِها وجَماعَتِها وحِفْظًا لِأواصِرِها. وذَكَرَ وصْفَ الرَّأْفَةِ والرَّحْمَةِ هُنا؛ لِأنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَهُ إنْقاذُهُ إيّاهم مِن سُوءِ مَحَبَّةِ أنْ تَشِيعَ الفاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا تِلْكَ المَحَبَّةُ الَّتِي انْطَوَتْ عَلَيْها ضَمائِرُ المُنافِقِينَ كانَ إنْقاذُ المُؤْمِنِينَ مِنَ التَّخَلُّقِ بِها رَأْفَةً بِهِمْ مِنَ العَذابِ ورَحْمَةً لَهم بِثَوابِ المَتابِ. وهَذِهِ الآيَةُ هي مُنْتَهى الآياتِ العَشْرِ الَّتِي نَزَلَتْ في أصْحابِ الإفْكِ عَلى عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، نَزَلَتْ مُتَتابِعَةً عَلى النَّبِيءِ ﷺ وتَلاها حِينَ نُزُولِها وهو في بَيْتِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب