الباحث القرآني
﴿ولَقَدْ كَتَبْنا في الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أنَّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ﴾ ﴿إنَّ في هَذا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عابِدِينَ﴾
إنْ كانَ المُرادُ بِالأرْضِ أرْضَ الجَنَّةِ كَما في قَوْلِهِ تَعالى في سُورَةِ الزُّمَرِ ﴿وسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهم إلى الجَنَّةِ زُمَرًا﴾ [الزمر: ٧٣] إلى قَوْلِهِ تَعالى ﴿وقالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وعْدَهُ وأوْرَثَنا الأرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ﴾ [الزمر: ٧٤] فَمُناسَبَةُ ذِكْرِ هَذِهِ الآيَةِ عَقِبَ الَّتِي تَقَدَّمَتْها ظاهِرَةٌ. ولَها ارْتِباطٌ بِقَوْلِهِ تَعالى ﴿أفَلا يَرَوْنَ أنّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُها مِن أطْرافِها﴾ [الأنبياء: ٤٤] . وإنْ كانَ المُرادُ أرْضًا مِنَ الدُّنْيا، أيْ مَصِيرَها بِيَدِ عِبادِ اللَّهِ الصّالِحِينَ كانَتْ هَذِهِ الآيَةُ مَسُوقَةً لِوَعْدِ المُؤْمِنِينَ بِمِيراثِ الأرْضِ الَّتِي لَقُوا فِيها الأذى، وهي أرْضُ مَكَّةَ وما حَوْلَها، فَتَكُونُ بِشارَةً بِصَلاحِ حالِهِمْ في الدُّنْيا بَعْدَ بِشارَتِهِمْ بِحُسْنِ مَآلِهِمْ في الآخِرَةِ عَلى حَدِّ قَوْلِهِ تَعالى (p-١٦٢)﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أوْ أُنْثى وهو مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ولَنَجْزِيَنَّهم أجْرَهم بِأحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: ٩٧] .
عَلى أنَّ في إطْلاقِ اسْمِ الأرْضِ ما يَصْلُحُ لِإرادَةِ أنَّ سُلْطانَ العالَمِ سَيَكُونُ بِيَدِ المُسْلِمِينَ ما اسْتَقامُوا عَلى الإيمانِ والصَّلاحِ. وقَدْ صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ في الحالَيْنِ وعَلى الِاحْتِمالَيْنِ. وفي حَدِيثِ أبِي داوُدَ والتِّرْمِذِيِّ عَنْ ثَوْبانَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إنَّ اللَّهَ زَوى لِيَ الأرْضَ فَرَأيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها وإنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لِي مِنها» .
وقَرَأ الجُمْهُورُ (في الزَّبُورِ) بِصِيغَةِ الإفْرادِ وهو اسْمُ المَزْبُورِ، أيِ المَكْتُوبِ، فَعُولٌ مَعْنى مَفْعُولٍ، مِثْلَ: ناقَةٌ حَلُوبٌ ورَكُوبٌ. وقَرَأ حَمْزَةُ بِصِيغَةِ الجَمْعِ؛ زَبُورٌ بِوَزْنِ فَعُولٍ؛ جَمْعُ زِبْرٍ بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ أيْ مَزْبُورٌ، فَوَزْنُهُ مِثْلَ قِشْرٍ وقُشُورٍ، أيْ في الكُتُبِ. فَعَلى قِراءَةِ الجُمْهُورِ فَهو غالِبٌ في الإطْلاقِ عَلى كِتابِ داوُدَ قالَ تَعالى ﴿وآتَيْنا داوُدَ زَبُورًا﴾ [الإسراء: ٥٥] في سُورَةِ النِّساءِ وفي سُورَةِ الإسْراءِ، فَيَكُونُ تَخْصِيصُ هَذا الوَعْدِ بِكِتابِ داوُدَ لِأنَّهُ لَمْ يُذْكَرْ وعْدٌ عامٌّ لِلصّالِحِينَ بِهَذا الإرْثِ في الكُتُبِ السَّماوِيَّةِ قَبْلَهُ. وما ورَدَ في التَّوْراةِ فِيما حَكاهُ القُرْآنُ مِن قَوْلِ مُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - (﴿إنَّ الأرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ﴾ [الأعراف: ١٢٨]) فَذَلِكَ خاصٌّ بِأرْضِ المَقْدِسِ وبِبَنِي إسْرائِيلَ.
والزَّبُورُ: كِتابُ داوُدَ وهو مَبْثُوثٌ في الكِتابِ المُسَمّى بِالمَزامِيرِ مِن كُتُبِ اليَهُودِ. ولَمْ أذْكُرِ الآنَ الجُمْلَةَ الَّتِي تَضَمَّنَتْ هَذا الوَعْدَ في المَزامِيرِ. ووَجَدُتْ في مُحاضَرَةٍ لِلْإيطالِيِّ المُسْتَعْرِبِ ”فُوِيدُو“ أنَّ نَصَّ هَذا الوَعْدِ مِنَ الزَّبُورِ بِاللُّغَةِ العِبْرِيَّةِ هَكَذا (صَدِّيقِينَ يَرْشُونَ أرِصْ) بِشِينٍ مُعْجَمَةٍ في يَرْشُونَ وبِصادٍ مُهْمَلَةٍ في أرِصْ، أيِ الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الأرْضَ. والمَقْصُودُ: الشَّهادَةُ عَلى هَذا الوَعْدِ مِنَ الكُتُبِ السّالِفَةِ، وذَلِكَ قَبْلَ أنْ (p-١٦٣)يَجِيءَ مِثْلُ هَذا الوَعْدِ في القُرْآنِ في سُورَةِ النُّورِ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكم وعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهم في الأرْضِ كَما اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ [النور: ٥٥] .
وعَلى قِراءَةِ حَمْزَةَ أنَّ هَذا الوَعْدَ تَكَرَّرَ لِفِرَقٍ مِنَ العِبادِ الصّالِحِينَ. ومَعْنى (مِن بَعْدِ الذِّكْرِ) أنَّ ذَلِكَ الوَعْدَ ورَدَ في الزَّبُورِ عَقِبَ تَذْكِيرٍ ووَعْظٍ لِلْأُمَّةِ. فَبَعْدَ أنْ أُلْقِيَتْ إلَيْهِمُ الأوامِرُ وُعِدُوا بِمِيراثِ الأرْضِ. وقِيلَ المُرادُ بِـ (الذِّكْرِ) كِتابُ الشَّرِيعَةِ وهو التَّوْراةُ. قالَ تَعالى ﴿ولَقَدْ آتَيْنا مُوسى وهارُونَ الفُرْقانَ وضِياءً وذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأنبياء: ٤٨] فَيَكُونُ الظَّرْفُ في قَوْلِهِ تَعالى (مِن بَعْدِ الذِّكْرِ) مُسْتَقِرًّا في مَوْضِعِ الحالِ مِنَ الزَّبُورِ. والمَقْصُودُ مِن هَذِهِ الحالِ الإيماءُ إلى أنَّ الوَعْدَ المُتَحَدَّثَ عَنْهُ هُنا هو غَيْرُ ما وعَدَ اللَّهُ بَنِي إسْرائِيلَ عَلى لِسانِ مُوسى مِن إعْطائِهِمُ الأرْضَ المُقَدَّسَةَ. وهو الوَعْدُ الَّذِي ذُكِرَ في قَوْلِهِ تَعالى حِكايَةً عَنْ مُوسى ﴿يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٢١]، وأنَّهُ غَيْرُ الإرْثِ الَّذِي أوْرَثَهُ اللَّهُ بَنِي إسْرائِيلَ مِنَ المُلْكِ والسُّلْطانِ لِأنَّ ذَلِكَ وعْدٌ كانَ قَبْلَ داوُدَ، فَإنَّ مُلْكَ داوُدَ أحَدُ مَظاهِرِهِ. بَلِ المُرادُ الإيماءُ إلى أنَّهُ وعْدٌ وعَدَهُ اللَّهُ قَوْمًا صالِحِينَ بَعْدَ بَنِي إسْرائِيلَ ولَيْسُوا إلّا المُسْلِمِينَ الَّذِينَ صَدَقَهُمُ اللَّهُ وعْدَهُ فَمَلَكُوا الأرْضَ بِبَرَكَةِ رَسُولِهِمْ ﷺ وأصْحابِهِ واتَّسَعَ مُلْكُهم وعَظُمَ سُلْطانُهم حَسْبَ ما أنْبَأ بِهِ نَبِيئُهم عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في الحَدِيثِ المُتَقَدِّمِ آنِفًا. وجُمْلَةُ ﴿إنَّ في هَذا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عابِدِينَ﴾ تَذْيِيلٌ لِلْوَعْدِ وإعْلانٌ بِأنْ قَدْ آنَ أوانُهُ وجاءَ إبّانُهُ. فَإنَّهُ لَمْ يَأْتِ بَعْدَ داوُدَ قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ ورِثُوا الأرْضَ، فَما جاءَ الإسْلامُ وآمَنَ النّاسُ بِمُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ بَلَّغَ البَلاغَ إلَيْهِمْ. (p-١٦٤)فالإشارَةُ بِقَوْلِهِ تَعالى (إنَّ في هَذا) إلى الوَعْدِ المَوْعُودِ في الزَّبُورِ والمُبَلَّغِ في القُرْآنِ.
والمُرادُ بِالقَوْمِ العابِدِينَ مَن شَأْنُهُمُ العِبادَةُ لا يَنْحَرِفُونَ عَنْها قَيْدَ أُنْمُلَةٍ كَما أشْعَرَ بِذَلِكَ جَرَيانُ وصْفِ العابِدِينَ عَلى لَفْظِ (قَوْمٍ) المُشْعِرِ بِأنَّ العِبادَةَ هي قِوامُ قَوْمِيَّتِهِمْ كَما قَدَّمْناهُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وما تُغْنِي الآياتُ والنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس: ١٠١] في آخِرِ سُورَةِ يُونُسَ. فَكَأنَّهُ يَقُولُ: فَقَدْ أبْلَغْتُكُمُ الوَعْدَ فاجْتَهِدُوا في نَوالِهِ. والقَوْمُ العابِدُونَ هم أصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ورَضِيَ اللَّهُ عَنْهم، والمَوْجُودُونَ يَوْمَئِذٍ والَّذِينَ جاءُوا مِن بَعْدِهِمْ.
والعِبادَةُ: الوُقُوفُ عِنْدَ حُدُودِ الشَّرِيعَةِ. قالَ تَعالى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٠] . وقَدْ ورِثُوا هَذا المِيراثَ العَظِيمَ وتَرَكُوهُ لِلْأُمَّةِ بَعْدَهم، فَهم فِيهِ أطْوارٌ كَشَأْنِ مُخْتَلِفِ أحْوالِ الرُّشْدِ والسَّفَهِ في التَّصَرُّفِ في مَوارِيثِ الأسْلافِ. وما أشْبَهَ هَذا الوَعْدَ المَذْكُورَ هُنا ونَوْطَهُ بِالعِبادَةِ بِالوَعْدِ الَّذِي وُعِدَتْهُ هَذِهِ الأُمَّةُ في القُرْآنِ ﴿وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكم وعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهم في الأرْضِ كَما اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهم دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهم ولَيُبَدِّلَنَّهم مِن بَعْدِ خَوْفِهِمُ أمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ومَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقُونَ﴾ [النور: ٥٥] ﴿وأقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ وأطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكم تُرْحَمُونَ﴾ [النور: ٥٦] .
{"ayahs_start":105,"ayahs":["وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ ٱلصَّـٰلِحُونَ","إِنَّ فِی هَـٰذَا لَبَلَـٰغࣰا لِّقَوۡمٍ عَـٰبِدِینَ"],"ayah":"وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ ٱلصَّـٰلِحُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق