الباحث القرآني
﴿وكُلَّ إنْسانٍ ألْزَمْناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ ونُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابًا يَلْقاهُ مَنشُورًا﴾ ﴿اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾
لَمّا كانَ سِياقُ الكَلامِ جارِيًا في طَرِيقِ التَّرْغِيبِ في العَمَلِ الصّالِحِ والتَّحْذِيرِ مِنَ الكُفْرِ والسَّيِّئاتِ ابْتِداءً مِن قَوْلِهِ تَعالى ﴿إنَّ هَذا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هي أقْوَمُ ويُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: ٩] إلى قَوْلِهِ تَعالى ﴿عَذابًا ألِيمًا﴾ [الإسراء: ١٠]، وما عَقَّبَهُ مِمّا يَتَعَلَّقُ بِالبِشارَةِ والنِّذارَةِ، وما أُدْمِجَ في خِلالِ ذَلِكَ مِنَ التَّذْكِيرِ ثَمَّ بِما دَلَّ عَلى أنَّ عِلْمَ اللَّهِ مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ تَفْصِيلًا، وكانَ أهَمُّ الأشْياءِ في هَذا المَقامِ إحاطَةَ عِلْمِهِ بِالأعْمالِ كُلِّها، فَأعْقَبَ ذِكْرَ ما فَصَّلَهُ اللَّهُ مِنَ الأشْياءِ بِالتَّنْبِيهِ عَلى تَفْصِيلِ أعْمالِ النّاسِ تَفْصِيلًا لا يَقْبَلُ الشَّكَّ ولا الإخْفاءَ، وهو التَّفْصِيلُ المُشابِهُ لِلتَّقْيِيدِ بِالكِتابَةِ، فَعَطْفُ قَوْلِهِ وكُلَّ إنْسانٍ إلَخْ عَلى قَوْلِهِ ﴿وكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا﴾ [الإسراء: ١٢] عَطْفٌ خاصٌّ عَلى عامٍّ؛ لِلِاهْتِمامِ بِهَذا الخاصِّ.
والمَعْنى: وكُلَّ إنْسانٍ قَدَّرْنا لَهُ عَمَلَهُ في عَمَلِنا فَهو عامِلٌ بِهِ لا مَحالَةَ، وهَذا مِن أحْوالِ الدُّنْيا.
والطّائِرُ: أُطْلِقَ عَلى السَّهْمِ، أوِ القِرْطاسِ الَّذِي يُعَيَّنُ فِيهِ صاحِبُ الحَظِّ في عَطاءٍ أوْ قُرْعَةٍ لِقِسْمَةٍ أوْ أعْشارِ جَزُورِ المَيْسِرِ، يُقالُ: اقْتَسَمُوا الأرْضَ فَطارَ لِفُلانٍ كَذا، ومِنهُ قَوْلُ أُمِّ العَلاءِ الأنْصارِيَّةِ في حَدِيثِ الهِجْرَةِ: اقْتَسَمَ الأنْصارُ المُهاجِرِينَ فَطارَ لَنا عُثْمانُ بْنُ مَظْعُونٍ. . . وذَكَرَتْ قِصَّةَ وفاتِهِ.
(p-٤٧)وأصْلُ إطْلاقِ الطّائِرِ عَلى هَذا: إمّا لِأنَّهم كانُوا يَرْمُونَ السِّهامَ المَرْقُومَةَ بِأسْماءِ المُتَقاسِمِينَ عَلى صُبَرِ الشَّيْءِ المَقْسُومِ المُعَدَّةِ لِلتَّوْزِيعِ، فَكُلُّ مَن وقَعَ السَّهْمُ المَرْقُومُ بِاسْمِهِ عَلى شَيْءٍ أخَذَهُ، وكانُوا يُطْلِقُونَ عَلى رَمْيِ السَّهْمِ فِعْلَ الطَّيَرانِ؛ لِأنَّهم يَجْعَلُونَ لِلسَّهْمِ رِيشًا في قُذَذِهِ؛ لِيَخِفَّ بِهِ اخْتِراقُهُ الهَواءَ عِنْدَ رَمْيِهِ مِنَ القَوْسِ، فالطّائِرُ هُنا أُطْلِقَ عَلى الحَظِّ مِنَ العَمَلِ مِثْلَ ما يُطْلَقُ اسْمُ السَّهْمِ عَلى حَظِّ الإنْسانِ مِن شَيْءٍ ما.
وإمّا مِن زَجْرِ الطَّيْرِ لِمَعْرِفَةِ بَخْتٍ أوْ شُؤْمِ الزّاجِرِ مِن حالَةِ الطَّيْرِ الَّتِي تَعْتَرِضُهُ في طَرِيقِهِ، والأكْثَرُ أنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ في أسْفارِهِمْ، وشاعَ ذَلِكَ في الكَلامِ فَأُطْلِقَ الطّائِرُ عَلى حَظِّ الإنْسانِ مِن خَيْرٍ أوْ شَرٍّ.
والإلْزامُ: جَعَلَهُ لازِمًا لَهُ، أيْ غَيْرَ مُفارِقٍ، يُقالُ: لَزِمَهُ إذا لَمْ يُفارِقْهُ.
وقَوْلُهُ (﴿فِي عُنُقِهِ﴾) يَجُوزُ أنْ يَكُونَ كِنايَةً عَنِ المُلازَمَةِ والقُرْبِ، أيْ عَمَلُهُ لازِمٌ لَهُ لُزُومَ القِلادَةِ، ومِنهُ قَوْلُ العَرَبِ تُقَلِّدُها طَوْقَ الحَمامَةِ، فَلِذَلِكَ خُصَّتْ بِالعُنُقِ؛ لِأنَّ القِلادَةَ تُوضَعُ في عُنُقِ المَرْأةِ، ومِنهُ قَوْلُ الأعْشى:
؎والشِّعْرُ قَلَّدْتُهُ سَلامَةَ ذا فائِشٍ والشَّيْءُ حَيْثُما جُعِلا
ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ تَمْثِيلًا لِحالَةٍ لَعَلَّها كانَتْ مَعْرُوفَةً عِنْدَ العَرَبِ وهي وضْعُ عَلاماتٍ تُعَلَّقُ في الرِّقابِ لِلَّذِينَ يُعَيَّنُونَ لِعَمَلٍ ما أوْ لِيُؤْخَذَ مِنهم شَيْءٌ، وقَدْ كانَ في الإسْلامِ يُجْعَلُ ذَلِكَ لِأهْلِ الذِّمَّةِ، كَما قالَ بَشّارٌ:
؎كَتَبَ الحُبُّ لَها في عُنُقِي ∗∗∗ مَوْضِعَ الخاتَمِ مِن أهْلِ الذِّمَمِ
ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ في عُنُقِهِ تَمْثِيلًا بِالبَعِيرِ الَّذِي يُوسَمُ في عُنُقِهِ بِسِمَةٍ؛ كَيْلا يَخْتَلِطَ بِغَيْرِهِ، أوِ الَّذِي يُوضَعُ في عُنُقِهِ جَلْجَلٌ لِكَيْلا يَضِلَّ عَنْ صاحِبِهِ.
(p-٤٨)والمَعْنى عَلى الجَمِيعِ أنَّ كُلَّ إنْسانٍ يُعامَلُ بِعَمَلِهِ مِن خَيْرٍ أوْ شَرٍّ لا يَنْقُصُ لَهُ مِنهُ شَيْءٌ، وهَذا غَيْرُ كِتابَةِ الأعْمالِ الَّتِي سَتُذْكَرُ عَقِبَ هَذا بِقَوْلِهِ ﴿ونُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابًا﴾ . . . الآيَةَ.
وعَطْفُ جُمْلَةِ (﴿ونُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابًا﴾) إخْبارٌ عَنْ كَوْنِ تِلْكَ الأعْمالِ المُعَبَّرِ عَنْها بِالطّائِرِ تَظْهَرُ يَوْمَ القِيامَةِ مُفَصَّلَةً مُعَيَّنَةً لا تُغادَرُ مِنها صَغِيرَةٌ ولا كَبِيرَةٌ إلّا أُحْصِيَتْ لِلْجَزاءِ عَلَيْها.
وقَرَأ الجُمْهُورُ (ونُخْرِجُ) بِنُونِ العَظَمَةِ وبِكَسْرِ الرّاءِ، وقَرَأهُ يَعْقُوبُ بِياءِ الغَيْبَةِ، وكَسْرِ الرّاءِ، والضَّمِيرُ عائِدٌ إلى اللَّهِ المَعْلُومِ مِنَ المَقامِ، وهو التِفاتٌ، وقَرَأهُ أبُو جَعْفَرٍ بِياءِ الغَيْبَةِ في أوَّلِهِ مَبْنِيًّا لِلنّائِبِ عَلى أنَّ لَهُ نائِبَ فاعِلٍ وكِتابًا مَنصُوبًا عَلى المَفْعُولِيَّةِ، وذَلِكَ جائِزٌ.
والكِتابُ: ما فِيهِ ذِكْرُ الأعْمالِ وإحْصاؤُها، والنَّشْرُ: ضِدُّ الطَّيِّ.
ومَعْنى يَلْقاهُ يَجِدُهُ، اسْتُعِيرَ فِعْلُ يَلْقى لِمَعْنى يَجِدُ؛ تَشْبِيهًا لِوِجْدانِ النِّسْبَةِ بِلِقاءِ الشَّخْصِ، والنَّشْرُ كِنايَةٌ عَنْ سُرْعَةِ اطِّلاعِهِ عَلى جَمِيعِ ما عَمِلَهُ بِحَيْثُ إنَّ الكِتابَ يَحْضُرُ مِن قَبْلِ وُصُولِ صاحِبِهِ مَفْتُوحًا لِلْمُطالَعَةِ.
وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ، وأبُو جَعْفَرٍ (يُلَقّاهُ) بِضَمِّ الياءِ، وتَشْدِيدِ القافِ مَبْنِيًّا لِلْمَجْهُولِ عَلى أنَّهُ مُضاعَفُ لَقِيَ تَضْعِيفًا لِلتَّعْدِيَةِ، أيْ يَجْعَلُهُ لاقِيًا كَقَوْلِهِ ﴿ولَقّاهم نَضْرَةً وسُرُورًا﴾ [الإنسان: ١١]، وأُسْنِدَ إلى المَفْعُولِ بِمَعْنى يَجْعَلُهُ لاقِيًا، كَقَوْلِهِ ﴿وما يُلَقّاها إلّا الَّذِينَ صَبَرُوا﴾ [فصلت: ٣٥] وقَوْلِهِ ﴿ويُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وسَلامًا﴾ [الفرقان: ٧٥] .
ونَشْرُ الكِتابِ إظْهارُهُ لِيُقْرَأ، قالَ تَعالى وإذا الصُّحُفُ نُشِرَتْ.
وجُمْلَةُ اقْرَأْ كِتابَكَ مَقُولُ قَوْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ السِّياقُ.
والأمْرُ في اقْرَأْ مُسْتَعْمَلٌ في التَّسْخِيرِ، ومُكَنًّى بِهِ عَنِ الإعْذارِ لَهم، والِاحْتِجاجِ عَلَيْهِمْ كَما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ ﴿كَفى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾، ولِذَلِكَ كانَ مَعْرِفَةُ تِلْكَ الأعْمالِ مِن ذَلِكَ الكِتابِ حاصِلَةً لِلْقارِئِ.
(p-٤٩)والقِراءَةُ مُسْتَعْمَلَةٌ في مَعْرِفَةِ ما أُثْبِتَ لِلْإنْسانِ مِنَ الأعْمالِ أوْ في فَهْمِ النُّقُوشِ المَخْصُوصَةِ إنْ كانَتْ هُنالِكَ نُقُوشٌ وهي خَوارِقُ عاداتٍ.
والباءُ في قَوْلِهِ بِنَفْسِكَ مَزِيدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ داخِلَةٌ عَلى فاعِلِ كَفى كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ ﴿وكَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [النساء: ٧٩] في سُورَةِ النِّساءِ.
وانْتَصَبَ حَسِيبًا عَلى التَّمْيِيزِ لِنِسْبَةِ الكِفايَةِ إلى النَّفْسِ، أيْ مِن جِهَةِ حَسِيبٍ، والحَسِيبُ: فَعِيلٌ بِمَعْنى فاعِلٍ مِثْلُ ضَرِيبِ القِداحِ بِمَعْنى ضارِبِها، وصَرِيمٍ بِمَعْنى صارِمٍ، أيِ الحاسِبُ والضّابِطُ، وكَثُرَ وُرُودُ التَّمْيِيزِ بَعْدَ (كَفى بِكَذا)، وعُدِّيَ بِ (عَلى) لِتَضْمِينِهِ مَعْنى الشَّهِيدِ، وماصَدَقَ النَّفْسِ هو الإنْسانُ في قَوْلِهِ ﴿وكُلَّ إنْسانٍ ألْزَمْناهُ طائِرَهُ﴾ فَلِذَلِكَ جاءَ حَسِيبًا بِصِيغَةِ التَّذْكِيرِ.
{"ayahs_start":13,"ayahs":["وَكُلَّ إِنسَـٰنٍ أَلۡزَمۡنَـٰهُ طَـٰۤىِٕرَهُۥ فِی عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ كِتَـٰبࣰا یَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا","ٱقۡرَأۡ كِتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡیَوۡمَ عَلَیۡكَ حَسِیبࣰا"],"ayah":"وَكُلَّ إِنسَـٰنٍ أَلۡزَمۡنَـٰهُ طَـٰۤىِٕرَهُۥ فِی عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ كِتَـٰبࣰا یَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق