الباحث القرآني
﴿قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وأخِيهِ إذْ أنْتُمْ جاهِلُونَ﴾ ﴿قالُوا أئِنَّكَ لَأنْتَ يُوسُفُ قالَ أنا يُوسُفُ وهَذا أخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا إنَّهُ مَن يَتَّقِ ويَصْبِرْ فَإنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُحْسِنِينَ﴾ ﴿قالُوا تاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وإنْ كُنّا لَخاطِئِينَ﴾ ﴿قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكم وهْوَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ﴾ ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا فَألْقُوهُ عَلى وجْهِ أبِي يَأْتِ بَصِيرًا وأْتُونِي بِأهْلِكم أجْمَعِينَ﴾ الِاسْتِفْهامُ مُسْتَعْمَلٌ في التَّوْبِيخِ.
و(هَلْ) مُفِيدَةٌ لِلتَّحْقِيقِ لِأنَّها بِمَعْنى (قَدْ) في الِاسْتِفْهامِ، فَهو تَوْبِيخٌ عَلى ما يَعْلَمُونَهُ مُحَقَّقًا مَعَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ وأخِيهِ، أيْ أفْعالَهُمُ الذَّمِيمَةَ بِقَرِينَةِ التَّوْبِيخِ، وهي بِالنِّسْبَةِ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ واضِحَةٌ، وأمّا بِالنِّسْبَةِ إلى بِنْيامِينَ فَهي ما كانُوا يُعامِلُونَهُ بِهِ مَعَ أخِيهِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ الإهانَةِ الَّتِي تُنافِيها الأُخُوَّةُ، ولِذَلِكَ جَعَلَ ذَلِكَ الزَّمَنَ زَمَنَ جَهالَتِهِمْ بِقَوْلِهِ (﴿إذْ أنْتُمْ جاهِلُونَ﴾) .
وفِيهِ تَعْرِيضٌ بِأنَّهم قَدْ صَلُحَ حالُهم مِن بَعْدُ، وذَلِكَ إمّا بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ إنْ كانَ صارَ نَبِيًّا أوْ بِالفِراسَةِ لِأنَّهُ لَمّا رَآهم حَرِيصِينَ عَلى رَغَباتِ أبِيهِمْ في طَلَبِ (p-٤٨)فِداءِ بِنْيامِينَ حِينَ أُخِذَ في حُكْمِ تُهْمَةِ السَّرِقَةِ وفي طَلَبِ سَراحِهِ في هَذا المَوْقِفِ مَعَ الإلْحاحِ في ذَلِكَ وكانَ يَعْرِفُ مِنهم مُعاكَسَةَ أبِيهِمْ في شَأْنِ بِنْيامِينَ عَلِمَ أنَّهم ثابُوا إلى صَلاحٍ.
وإنَّما كاشَفَهم بِحالِهِ الآنَ؛ لِأنَّ الِاطِّلاعَ عَلى حالِهِ يَقْتَضِي اسْتِجْلابَ أبِيهِ وأهْلِهِ إلى السُّكْنى بِأرْضِ وِلايَتِهِ، وذَلِكَ كانَ مُتَوَقِّفًا عَلى أشْياءَ لَعَلَّها لَمْ تَتَهَيَّأْ إلّا حِينَئِذٍ. وقَدْ أشَرْنا إلى ذَلِكَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿قالَ مَعاذَ اللَّهِ أنْ نَأْخُذَ إلّا مَن وجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ﴾ [يوسف: ٧٩] فَقَدْ صارَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ جَدَّ مَكِينٍ عِنْدَ فِرْعَوْنَ.
وفِي الإصْحاحِ ٤٥ مِن سِفْرِ التَّكْوِينِ أنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ قالَ لِإخْوَتِهِ حِينَئِذٍ وهو أيِ اللَّهُ قَدْ جَعَلَنِي أبًا لِفِرْعَوْنَ وسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ ومُتَسَلِّطًا عَلى كُلِّ أرْضِ مِصْرَ. فالظّاهِرُ أنَّ المَلِكَ الَّذِي أطْلَقَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ السِّجْنِ وجَعَلَهُ عَزِيزَ مِصْرَ قَدْ تُوُفِّيَ وخَلَفَهُ ابْنٌ لَهُ فَحَجَبَهُ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ وصارَ لِلْمَلِكِ الشّابِّ بِمَنزِلَةِ الأبِ، وصارَ مُتَصَرِّفًا بِما يُرِيدُ، فَرَأى الحالَ مُساعِدًا لِجَلْبِ عَشِيرَتِهِ إلى أرْضِ مِصْرَ.
ولا تُعْرَفُ أسْماءُ مُلُوكِ مِصْرَ في هَذا الزَّمَنِ الَّذِي كانَ فِيهِ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ؛ لِأنَّ المَمْلَكَةَ أيّامَئِذٍ كانَتْ مُنْقَسِمَةً إلى مَمْلَكَتَيْنِ: إحْداهُما مُلُوكُها مِنَ القِبْطِ وهُمُ المُلُوكُ الَّذِينَ يُقَسِّمُهُمُ المُؤَرِّخُونَ الإفْرِنْجُ إلى العائِلاتِ الخامِسَةَ عَشْرَةَ، والسّادِسَةَ عَشْرَةَ، والسّابِعَةَ عَشْرَةَ، وبَعْضِ الثّامِنَةَ عَشْرَةَ.
والمَمْلَكَةُ الثّانِيَةُ مُلُوكُها مِنَ الهُكْسُوسِ. ويُقالُ لَهُمُ: العَمالِقَةُ أوِ الرُّعاةُ وهم عَرَبٌ.
ودامَ هَذا الِانْقِسامُ خَمْسَمِائَةِ سَنَةٍ وإحْدى عَشْرَةَ سَنَةً ٢٢١٤ قَبْلَ المَسِيحِ إلى سَنَةِ ١٧٠٣ قَبْلَ المَسِيحِ.
وقَوْلُهم (﴿أئِنَّكَ لَأنْتَ يُوسُفُ﴾) يَدُلُّ عَلى أنَّهُمُ اسْتَشْعَرُوا مِن كَلامِهِ ثُمَّ مِن مَلامِحِهِ ثُمَّ مِن تَفَهُّمِ قَوْلِ أبِيهِمْ لَهم ﴿وأعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٨٦] إذْ قَدِ اتَّضَحَ لَهُمُ المَعْنى التَّعْرِيضِيُّ مِن كَلامِهِ فَعَرَفُوا أنَّهُ يَتَكَلَّمُ مُرِيدًا نَفْسَهُ.
(p-٤٩)وتَأْكِيدُ الجُمْلَةِ بِـ (إنَّ) ولامِ الِابْتِداءِ وضَمِيرِ الفَصْلِ لِشِدَّةِ تَحَقُّقِهِمْ أنَّهُ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ.
وأُدْخِلَ الِاسْتِفْهامُ التَّقْرِيرِيُّ عَلى الجُمْلَةِ المُؤَكَّدَةِ لِأنَّهم تَطَلَّبُوا تَأْيِيدَهُ لِعِلْمِهِمْ بِهِ.
وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ إنَّكَ بِغَيْرِ اسْتِفْهامٍ عَلى الخَبَرِيَّةِ، والمُرادُ لازِمُ فائِدَةِ الخَبَرِ، أيْ عَرَفْناكَ. ألا تَرى أنَّ جَوابَهُ بِـ أنا يُوسُفُ مُجَرَّدٌ عَنِ التَّأْكِيدِ لِأنَّهم كانُوا مُتَحَقِّقِينَ ذَلِكَ فَلَمْ يَبْقَ إلّا تَأْيِيدُهُ لِذَلِكَ.
وقَوْلُهُ (﴿وهَذا أخِي﴾) خَبَرٌ مُسْتَعْمَلٌ في التَّعْجِيبِ مِن جَمْعِ اللَّهِ بَيْنَهُما بَعْدَ طُولِ الفُرْقَةِ، فَجُمْلَةُ (﴿قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا﴾) بَيانٌ لِلْمَقْصُودِ مِن جُمْلَةِ (﴿وهَذا أخِي﴾) .
وجُمْلَةُ (﴿إنَّهُ مَن يَتَّقِ ويَصْبِرْ﴾) تَعْلِيلٌ لِجُمْلَةِ (﴿مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا﴾) . فَيُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ اتَّقى اللَّهَ وصَبَرَ وبِنْيامِينُ صَبَرَ ولَمْ يَعْصِ اللَّهَ فَكانَ تَقِيًّا. أرادَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ تَعْلِيمَهم وسائِلَ التَّعَرُّضِ إلى نِعَمِ اللَّهِ تَعالى، وحَثَّهم عَلى التَّقْوى والتَّخَلُّقِ بِالصَّبْرِ تَعْرِيضًا بِأنَّهم لَمْ يَتَّقُوا اللَّهَ فِيهِ وفي أخِيهِ ولَمْ يَصْبِرُوا عَلى إيثارِ أبِيهِمْ إيّاهُما عَلَيْهِمْ.
وهَذا مِن أفانِينِ الخَطابَةِ أنْ يَغْتَنِمَ الواعِظُ الفُرْصَةَ لِإلْقاءِ المَوْعِظَةِ، وهي فُرْصَةُ تَأثُّرِ السّامِعِ وانْفِعالِهِ وظُهُورِ شَواهِدِ صِدْقِ الواعِظِ في مَوْعِظَتِهِ.
وذِكْرُ المُحْسِنِينَ وضْعٌ لِلظّاهِرِ مَوْضِعَ المُضْمَرِ إذْ مُقْتَضى الظّاهِرِ أنْ يُقالَ: فَإنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أجْرَهم. فَعَدَلَ عَنْهُ إلى المُحْسِنِينَ لِلدَّلالَةِ عَلى أنَّ ذَلِكَ مِنَ الإحْسانِ، ولِلتَّعْمِيمِ في الحُكْمِ لِيَكُونَ كالتَّذْيِيلِ، ويَدْخُلَ في عُمُومِهِ هو وأخُوهُ.
ثُمَّ إنَّ هَذا في مَقامِ التَّحَدُّثِ بِالنِّعْمَةِ، وإظْهارُ المَوْعِظَةِ سائِغٌ لِلْأنْبِياءِ لِأنَّهُ مِنَ التَّبْلِيغِ كَقَوْلِ النَّبِيءِ ﷺ «إنِّي لَأتْقاكم لِلَّهِ وأعْلَمُكم بِهِ» .
(p-٥٠)والإيثارُ: التَّفْضِيلُ بِالعَطاءِ. وصِيغَةُ اليَمِينِ مُسْتَعْمَلَةٌ في لازِمِ الفائِدَةِ، وهي عِلْمُهم ويَقِينُهم بِأنَّ ما نالَهُ هو تَفْضِيلٌ مِنَ اللَّهِ وأنَّهم عَرَفُوا مَرْتَبَتَهُ، ولَيْسَ المَقْصُودُ إفادَةَ تَحْصِيلِ ذَلِكَ؛ لِأنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ يَعْلَمُهُ. والمُرادُ: الإيثارُ في الدُّنْيا بِما أعْطاهُ اللَّهُ مِنَ النِّعَمِ.
واعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ إذْ قالُوا (﴿وإنْ كُنّا لَخاطِئِينَ﴾)، والخاطِئُ: فاعِلُ الخَطِيئَةِ، أيِ الجَرِيمَةِ، فَنَفَعَتْ فِيهِمُ المَوْعِظَةُ.
ولِذَلِكَ أعْلَمَهم بِأنَّ الذَّنْبَ قَدْ غُفِرَ فَرُفِعَ عَنْهُمُ الذَّمُّ فَقالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكم.
والتَّثْرِيبُ: التَّوْبِيخُ والتَّقْرِيعُ. والظّاهِرُ أنَّ مُنْتَهى الجُمْلَةِ هو قَوْلُهُ عَلَيْكم؛ لِأنَّ مِثْلَ هَذا القَوْلِ مِمّا يَجْرِي مَجْرى المَثَلِ فَيُبْنى عَلى الِاخْتِصارِ فَيَكْتَفِي بِـ (﴿لا تَثْرِيبَ﴾) مِثْلَ قَوْلِهِمْ: لا باسَ، وقَوْلُهُ تَعالى (﴿لا وزَرَ﴾ [القيامة: ١١]) .
وزِيادَةُ (عَلَيْكم) لِلتَّأْكِيدِ مِثْلَ زِيادَةِ لَكَ بَعْدَ سَقْيًا ورَعْيًا، فَلا يَكُونُ قَوْلُهُ (اليَوْمَ) مِن تَمامِ الجُمْلَةِ ولَكِنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِفِعْلِ (﴿يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ﴾) . وأعْقَبَ ذَلِكَ بِأنْ أعْلَمَهم بِأنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهم في تِلْكَ السّاعَةِ لِأنَّها ساعَةُ تَوْبَةٍ، فالذَّنْبُ مَغْفُورٌ لِإخْبارِ اللَّهِ في شَرائِعِهِ السّالِفَةِ دُونَ احْتِياجٍ إلى وحْيٍ سِوى أنَّ الوَحْيَ لِمَعْرِفَةِ إخْلاصِ تَوْبَتِهِمْ.
وأطْلَقَ اليَوْمَ عَلى الزَّمَنِ، وقَدْ مَضى عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكم في أوَّلِ سُورَةِ العُقُودِ.
وقَوْلُهُ (﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا﴾) يَدُلُّ عَلى أنَّهُ أعْطاهم قَمِيصًا، فَلَعَلَّهُ جَعَلَ قَمِيصَهُ عَلامَةً لِأبِيهِ عَلى حَياتِهِ، ولَعَلَّ ذَلِكَ كانَ مُصْطَلَحًا عَلَيْهِ بَيْنَهُما. وكانَ لِلْعائِلاتِ في النِّظامِ القَدِيمِ عَلاماتٌ يَصْطَلِحُونَ عَلَيْها ويَحْتَفِظُونَ بِها لِتَكُونَ وسائِلَ لِلتَّعارُفِ بَيْنَهم عِنْدَ الفِتَنِ والِاغْتِرابِ، إذْ كانَتْ تَعْتَرِيهِمْ حَوادِثُ الفَقْدِ والفِراقِ بِالغَزْوِ والغاراتِ وقَطْعِ الطَّرِيقِ، وتِلْكَ العَلاماتُ مِن لِباسٍ ومِن كَلِماتٍ يَتَعارَفُونَ بِها وهي الشِّعارُ، ومِن عَلاماتٍ في البَدَنِ وشاماتٍ.
(p-٥١)وفائِدَةُ إرْسالِهِ إلى أبِيهِ القَمِيصَ أنْ يَثِقَ أبُوهُ بِحَياتِهِ ووُجُودِهِ في مِصْرَ، فَلا يَظُنُّ الدَّعْوَةَ إلى قُدُومِهِ مَكِيدَةً مِن مَلِكِ مِصْرَ. ولِقَصْدِ تَعْجِيلِ المَسَرَّةِ لَهُ.
والأظْهَرُ أنَّهُ جَعَلَ إرْسالَ قَمِيصِهِ عَلامَةً عَلى صِدْقِ إخْوَتِهِ فِيما يُبَلِّغُونَهُ إلى أبِيهِمْ مِن أمْرِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِجَلْبِهِ فَإنَّ قُمْصانَ المُلُوكِ والكُبَراءِ تُنْسَجُ إلَيْهِمْ خِصِّيصًا ولا تُوجَدُ أمْثالُها عِنْدَ النّاسِ وكانَ المُلُوكُ يَخْلَعُونَها عَلى خاصَّتِهِمْ، فَجَعَلَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ إرْسالَ قَمِيصِهِ عَلامَةً لِأبِيهِ عَلى صِدْقِ إخْوَتِهِ أنَّهم جاءُوا مِن عِنْدِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِخَبَرِ صِدْقٍ.
ومِنَ البَعِيدِ ما قِيلَ: إنَّ القَمِيصَ كانَ قَمِيصَ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَعَ أنَّ قَمِيصَ يُوسُفَ قَدْ جاءَ بِهِ إخْوَتُهُ إلى أبِيهِمْ حِينَ جاءُوا عَلَيْهِ بِدَمٍ كَذِبٍ.
وأمّا إلْقاءُ القَمِيصِ عَلى وجْهِ أبِيهِ فَلِقَصْدِ المُفاجَأةِ بِالبُشْرى لِأنَّهُ كانَ لا يُبْصِرُ مِن بَعِيدٍ فَلا يَتَبَيَّنُ رِفْعَةَ القَمِيصِ إلّا مِن قُرْبٍ.
وأمّا كَوْنُهُ يَصِيرُ بَصِيرًا فَحَصَلَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالوَحْيِ فَبَشَّرَهم بِهِ مِن ذَلِكَ الحِينِ. ولَعَلَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ نُبِّئَ ساعَتَئِذٍ.
وأُدْمِجَ الأمْرُ بِالإتْيانِ بِأبِيهِ في ضِمْنِ تَبْشِيرِهِ بِوُجُودِهِ إدْماجًا بَلِيغًا إذْ قالَ (﴿يَأْتِ بَصِيرًا﴾) ثُمَّ قالَ ﴿وأْتُونِي بِأهْلِكم أجْمَعِينَ﴾ لِقَصْدِ صِلَةِ أرْحامِ عَشِيرَتِهِ. قالَ المُفَسِّرُونَ: وكانَتْ عَشِيرَةُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ سِتًّا وسَبْعِينَ نَفْسًا بَيْنَ رِجالٍ ونِساءٍ.
{"ayahs_start":89,"ayahs":["قَالَ هَلۡ عَلِمۡتُم مَّا فَعَلۡتُم بِیُوسُفَ وَأَخِیهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَـٰهِلُونَ","قَالُوۤا۟ أَءِنَّكَ لَأَنتَ یُوسُفُۖ قَالَ أَنَا۠ یُوسُفُ وَهَـٰذَاۤ أَخِیۖ قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡنَاۤۖ إِنَّهُۥ مَن یَتَّقِ وَیَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ","قَالُوا۟ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَیۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَـٰطِـِٔینَ","قَالَ لَا تَثۡرِیبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡیَوۡمَۖ یَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِینَ","ٱذۡهَبُوا۟ بِقَمِیصِی هَـٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَىٰ وَجۡهِ أَبِی یَأۡتِ بَصِیرࣰا وَأۡتُونِی بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِینَ"],"ayah":"ٱذۡهَبُوا۟ بِقَمِیصِی هَـٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَىٰ وَجۡهِ أَبِی یَأۡتِ بَصِیرࣰا وَأۡتُونِی بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق