الباحث القرآني
﴿ويا قَوْمِ لا أسْألُكم عَلَيْهِ مالًا إنْ أجْرِيَ إلّا عَلى اللَّهِ وما أنا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إنَّهم مُلاقُو رَبِّهِمْ ولَكِنِّي أراكم قَوْمًا تَجْهَلُونَ﴾
إعادَةُ الخِطابِ بِـ يا قَوْمِ تَأْكِيدٌ لِما في الخِطابِ بِهِ أوَّلَ مَرَّةٍ مِنَ المَعانِي الَّتِي ذَكَرْناها، وأمّا عَطْفُ النِّداءِ بِالواوِ مَعَ أنَّ المُخاطَبَ بِهِ واحِدٌ وشَأْنُ عَطْفِ النِّداءِ أنْ يَكُونَ عِنْدَ اخْتِلافِ المُنادى كَقَوْلِ المَعَرِّيِّ:
؎يا ساهِرَ البَرْقِ أيْقِظْ راقِدَ السَّمُرِ لَعَلَّ بِالجِزْعِ أعْوانًا عَلى السَّهَـرِ
ثُمَّ قالَ:
؎ويا أسِيرَةَ حِجْلَيْها أرى سَفَـهًـا ∗∗∗ حَمْلَ الحُلِيِّ بِمَن أعْيا عَنِ النَّظَرِ
فَأمّا إذا اتَّحَدَ المُنادى فالشَّأْنُ عَدَمُ العَطْفِ كَما في قِصَّةِ إبْراهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - في سُورَةِ مَرْيَمَ ﴿إذْ قالَ لِأبِيهِ يا أبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ ولا يُبْصِرُ﴾ [مريم: ٤٢] إلى قَوْلِهِ: ولِيًّا فَقَدْ تَكَرَّرَ النِّداءُ أرْبَعَ مَرّاتٍ.
(p-٥٤)فَتَعَيَّنَ هُنا أنْ يَكُونَ العَطْفُ مِن مَقُولِ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - لا مِن حِكايَةِ اللَّهِ عَنْهُ. ثُمَّ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ تَنْبِيهًا عَلى اتِّصالِ النِّداءاتِ بَعْضِها بِبَعْضٍ، وأنَّ أحَدَها لا يُغْنِي عَنِ الآخَرِ، ولا يَكُونُ ذَلِكَ مِن قَبِيلِ الوَصْلِ لِأنَّ النِّداءَ افْتِتاحُ كَلامٍ فَجُمْلَتُهُ ابْتِدائِيَّةٌ وعَطْفُها إذا عُطِفَتْ مُجَرَّدُ عَطْفٍ لَفْظِيٍّ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ ذَلِكَ تَفَنُّنًا عَرَبِيًّا في الكَلامِ عِنْدَ تَكَرُّرِ النِّداءِ اسْتِحْسانًا لِلْمُخالَفَةِ بَيْنَ التَّأْكِيدِ والمُؤَكَّدِ. وسَيَجِيءُ نَظِيرُ هَذا قَرِيبًا في قِصَّةِ هُودٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وقِصَّةِ شُعَيْبٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ.
ومِنهُ ما وقَعَ في سُورَةِ المُؤْمِنِ في قَوْلِهِ: ﴿وقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إنِّي أخافُ عَلَيْكم مِثْلَ يَوْمِ الأحْزابِ﴾ [غافر: ٣٠] ﴿مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وعادٍ وثَمُودَ والَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وما اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبادِ﴾ [غافر: ٣١] ﴿ويا قَوْمِ إنِّي أخافُ عَلَيْكم يَوْمَ التَّنادِ﴾ [غافر: ٣٢] ﴿يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكم مِنَ اللَّهِ مِن عاصِمٍ﴾ [غافر: ٣٣] ثُمَّ قالَ ﴿وقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أهْدِكم سَبِيلَ الرَّشادِ﴾ [غافر: ٣٨] ﴿يا قَوْمِ إنَّما هَذِهِ الحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وإنَّ الآخِرَةَ هي دارُ القَرارِ﴾ [غافر: ٣٩] ﴿مَن عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إلّا مِثْلَها ومَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أوْ أُنْثى وهو مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ [غافر: ٤٠] ﴿ويا قَوْمِ ما لِي أدْعُوكم إلى النَّجاةِ وتَدْعُونَنِي إلى النّارِ﴾ [غافر: ٤١] . فَعَطَفَ ويا قَوْمِ تارَةً وتَرَكَ العَطْفَ أُخْرى.
وأمّا مَعَ اخْتِلافِ الوَصْفِ المُنادى بِهِ فَقَدْ جاءَ العَطْفُ وهو أظْهَرُ لِما في اخْتِلافِ وصْفِ المُنادى مِن شِبْهِ التَّغايُرِ كَقَوْلِ قَيْسٍ بْنِ عاصِمٍ، وقِيلَ حاتِمٍ الطّائِيِّ:
؎أيا ابْنَةَ عَبْدِ اللَّـهِ وابْـنَةَ مَـالِـكٍ ∗∗∗ ويا ابْنَةَ ذِي البُرْدَيْنِ والفَرَسِ الوَرْدِ
فَقَوْلُهُ: ”ويا بْنَةَ ذِي البُرْدَيْنِ“ عَطْفُ نِداءٍ عَلى نِداءٍ والمُنادى بِهِما واحِدٌ.
لَمّا أظْهَرَ لَهم نُوحٌ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أنَّهُ يُجْبِرُهم عَلى إيمانٍ يَكْرَهُونَهُ انْتَقَلَ إلى تَقْرِيبِهِمْ مِنَ النَّظَرِ في نَزاهَةِ ما جاءَهم بِهِ، وأنَّهُ لا يُرِيدُ نَفْعًا دُنْيَوِيًّا بِأنَّهُ لا يَسْألُهم عَلى ما جاءَ بِهِ ما لا يُعْطُونَهُ إيّاهُ فَماذا يَتَّهِمُونَهُ حَتّى يَقْطَعُونَ بِكَذِبِهِ.
(p-٥٥)والضَّمِيرُ في قَوْلِهِ: عَلَيْهِ عائِدٌ إلى المَذْكُورِ بِمَنزِلَةِ اسْمِ الإشارَةِ في قَوْلِهِ: ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَإنَّ الضَّمِيرَ يُعامَلُ مُعامَلَةَ اسْمِ الإشارَةِ.
وجُمْلَةُ ﴿إنْ أجْرِيَ إلّا عَلى اللَّهِ﴾ احْتِراسٌ لِأنَّهُ لَمّا نَفى أنْ يَسْألَهم مالًا، والمالُ أجْرٌ، نَشَأ تَوَهُّمُ أنَّهُ لا يَسْألُ جَزاءً عَلى الدَّعْوَةِ فَجاءَ بِجُمْلَةِ ﴿إنْ أجْرِيَ إلّا عَلى اللَّهِ﴾ احْتِراسًا. والمُخالَفَةُ بَيْنَ العِبارَتَيْنِ في قَوْلِهِ: مالًا وأجْرِيَ تُفِيدُ أنَّهُ لا يَسْألُ مِنَ اللَّهِ مالًا ولَكِنَّهُ يَسْألُ ثَوابًا. والأجْرُ: العِوَضُ عَلى عَمَلٍ. ويُسَمّى ثَوابُ اللَّهِ أجْرًا لِأنَّهُ جَزاءٌ عَلى العَمَلِ الصّالِحِ.
وعَطَفَ جُمْلَةَ ﴿وما أنا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ عَلى جُمْلَةٍ ﴿لا أسْألُكم عَلَيْهِ مالًا﴾ لِأنَّ مَضْمُونَها كالنَّتِيجَةِ لِمَضْمُونِ المَعْطُوفِ عَلَيْها لِأنَّ نَفْيَ طَمَعِهِ في المُخاطَبِينَ يَقْتَضِي أنَّهُ لا يُؤْذِي أتْباعَهُ لِأجْلِ إرْضاءِ هَؤُلاءِ. ولِذَلِكَ عَبَّرَ عَنْ أتْباعِهِ بِطَرِيقِ المَوْصُولِيَّةِ بِقَوْلِهِ: الَّذِينَ آمَنُوا لِما يُؤْذِنُ بِهِ المَوْصُولُ مِن تَغْلِيطِ قَوْمِهِ في تَعْرِيضِهِمْ لَهُ بِأنْ يَطْرُدَهم بِما أنَّهم لا يُجالِسُونَ أمْثالَهم إيذانًا بِأنَّ إيمانَهم يُوجِبُ تَفْضِيلَهم عَلى غَيْرِهِمُ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ والرَّغْبَةَ فِيهِمْ فَكَيْفَ يَطْرُدُهم. وهَذا إبْطالٌ لِما اقْتَضاهُ قَوْلُهم ﴿وما نَراكَ اتَّبَعَكَ إلّا الَّذِينَ هم أراذِلُنا﴾ [هود: ٢٧] مِنَ التَّعْرِيضِ بِأنَّهم لا يُماثِلُونَهم في مُتابَعَتِهِ.
والطَّرْدُ: الأمْرُ بِالبُعْدِ عَنْ مَكانِ الحُضُورِ تَحْقِيرًا أوْ زَجْرًا. وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعالى: ﴿ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ﴾ [الأنعام: ٥٢] في سُورَةِ الأنْعامِ.
وجُمْلَةُ ﴿إنَّهم مُلاقُو رَبِّهِمْ﴾ في مَوْضِعِ التَّعْلِيلِ لِنَفِيَ أنْ يَطْرُدَهم بِأنَّهم صائِرُونَ إلى اللَّهِ في الآخِرَةِ فَمُحاسِبٌ مَن يَطْرُدُهم، هَذا إذا كانَتِ المُلاقاةُ عَلى الحَقِيقَةِ، أوْ أرادَ أنَّهم يَدْعُونَ رَبَّهم في صَلاتِهِمْ فَيَنْتَصِرُ اللَّهُ لَهم إذا كانَتِ المُلاقاةُ مَجازِيَّةً، أوْ أنَّهم مُلاقُو رَبِّهِمْ حِينَ يَحْضُرُونَ مَجْلِسَ دَعْوَتِي لِأنِّي أدْعُو إلى اللَّهِ لا إلى شَيْءٍ يَخُصُّنِي فَهم عِنْدَ مُلاقاتِي كَمَن يُلاقُونَ رَبَّهم لِأنَّهم يَتَلَقَّوْنَ ما أوْحى اللَّهُ إلَيَّ. وهَذا كَقَوْلِ النَّبِيءِ ﷺ في قِصَّةِ النَّفَرِ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ (p-٥٦)حَضَرُوا مَجْلِسَ النَّبِيءِ ﷺ فَجَلَسَ أحَدُهم، واسْتَحْيا أحَدُهم، وأعْرَضَ الثّالِثُ «”أمّا الأوَّلُ فَآوى إلى اللَّهِ فَآواهُ اللَّهُ، وأمّا الثّانِي فاسْتَحْيا فاسْتَحْيا اللَّهُ مِنهُ، وأمّا الثّالِثُ فَأعْرَضَ فَأعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ“» .
وتَأْكِيدُ الَخَبَرِ بِـ إنَّ إنْ كانَ اللِّقاءُ حَقِيقَةً لِرَدِّ إنْكارِ قَوْمِهِ البَعْثَ، وإنْ كانَ اللِّقاءُ مَجازًا فالتَّأْكِيدُ لِلِاهْتِمامِ بِذَلِكَ اللِّقاءِ. وقَدْ زِيدَ هَذا التَّأْكِيدُ تَأْكِيدًا بِجُمْلَةِ (ولَكِنِّيَ أراكم قَوْمًا تَجْهَلُونَ)
ومَوْقِعُ الِاسْتِدْراكِ هو أنَّ مَضْمُونَ الجُمْلَةِ ضِدُّ مَضْمُونِ الَّتِي قَبْلَها وهي جُمْلَةُ ﴿إنَّهم مُلاقُو رَبِّهِمْ﴾ أيْ لا رَيْبَ في ذَلِكَ ولَكِنَّكم تَجْهَلُونَ فَتَحْسَبُونَهم لا حَضْرَةَ لَهم وأنْ لا تَبِعَةَ في طَرْدِهِمْ.
وحَذْفُ مَفْعُولِ تَجْهَلُونَ لِلْعِلْمِ بِهِ، أيْ تَجْهَلُونَ ذَلِكَ.
وزِيادَةُ قَوْلِهِ: (قَوْمًا) يَدُلُّ عَلى أنَّ جَهْلَهم صِفَةٌ لازِمَةٌ لَهم كَأنَّها مِن مُقَوِّماتِ قَوْمِيَّتِهِمْ كَما تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعالى: ﴿لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ١٦٤] في سُورَةِ البَقَرَةِ.
{"ayah":"وَیَـٰقَوۡمِ لَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۚ وَمَاۤ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ۚ إِنَّهُم مُّلَـٰقُوا۟ رَبِّهِمۡ وَلَـٰكِنِّیۤ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمࣰا تَجۡهَلُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق