الباحث القرآني
﴿ألَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهم في تَضْلِيلٍ﴾ ﴿وأرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أبابِيلَ﴾ ﴿تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِن سِجِّيلٍ﴾ ﴿فَجَعَلَهم كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ .
هَذِهِ الجُمَلُ بَيانٌ لِما في جُمْلَةِ ﴿ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ﴾ [الفيل: ١] مِنَ الإجْمالِ، وسَمّى حَرْبَهم كَيْدًا؛ لِأنَّهُ عَمَلٌ ظاهِرُهُ الغَضَبُ مِن فِعْلِ الكِنانِيِّ الَّذِي قَعَدَ في القَلِيسِ، وإنَّما هو تَعِلَّةٌ تَعَلَّلُوا بِها لِإيجادِ سَبَبٍ لِحَرْبِ أهْلِ مَكَّةَ وهَدْمِ الكَعْبَةِ لِيَنْصَرِفَ العَرَبُ إلى حَجِّ القَلِيسِ في صَنْعاءَ فَيَتَنَصَّرُوا.
أوْ أُرِيدَ بِكَيْدِهِمْ بِناؤْهُمُ القَلِيسِ مُظْهِرِينَ أنَّهم بَنَوْا كَنِيسَةً وهم يُرِيدُونَ أنْ يُبْطِلُوا الحَجَّ إلى الكَعْبَةِ ويَصْرِفُوا العَرَبَ إلى صَنْعاءَ.
والكَيْدُ: الِاحْتِيالُ عَلى إلْحاقِ ضُرٍّ بِالغَيْرِ ومُعالَجَةِ إيقاعِهِ.
والتَّضْلِيلُ: جَعْلُ الغَيْرِ ضالًّا، أيْ: لا يَهْتَدِي لِمُرادِهِ، وهو هُنا مَجازٌ في الإبْطالِ وعَدَمِ نَوالِ المَقْصُودِ؛ لِأنَّ ضَلالَ الطَّرِيقِ عَدَمُ وُصُولِ السّائِرِ.
وظَرْفِيَّةُ الكَيْدِ في التَّضْلِيلِ مَجازِيَّةٌ، اسْتُعِيرَ حَرْفُ الظَّرْفِيَّةِ لِمَعْنى المُصاحَبَةِ (p-٥٤٩)الشَّدِيدَةِ، أيْ: أبْطَلَ كَيْدَهم بِتَضْلِيلٍ، أيْ: مُصاحِبًا لِلتَّضْلِيلِ لا يُفارِقُهُ، والمَعْنى: أنَّهُ أبْطَلَهُ إبْطالًا شَدِيدًا، إذْ لَمْ يَنْتَفِعُوا بِقُوَّتِهِمْ مَعَ ضَعْفِ أهْلِ مَكَّةَ وقِلَّةِ عَدَدِهِمْ. وهَذا كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إلّا في تَبابٍ﴾ [غافر: ٣٧] أيْ: ضَياعٍ وتَلَفٍ، وقَدْ شَمِلَ تَضْلِيلُ كَيْدِهِمْ جَمِيعَ ما حَلَّ بِهِمْ مِن أسْبابِ الخَيْبَةِ وسُوءِ المُنْقَلَبِ.
وجُمْلَةُ ﴿وأرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أبابِيلَ﴾ يَجُوزُ أنْ تُجْعَلَ مَعْطُوفَةً عَلى جُمْلَةِ فَعَلَ رَبُّكَ بِأصْحابِ الفِيلِ، أيْ: وكَيْفَ أرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا مِن صِفَتِها كَيْتُ وكَيْتُ، فَبَعْدَ أنْ وقَعَ التَّقْرِيرُ عَلى ما فَعَلَ اللَّهُ بِهِمْ مِن تَضْلِيلِ كَيْدِهِمْ عُطِفَ عَلَيْهِ تَقْرِيرٌ بِعِلْمِ ما سَلَّطَ عَلَيْهِمْ مِنَ العِقابِ عَلى كَيْدِهِمْ تَذْكِيرًا بِما حَلَّ بِهِمْ مِن نِقْمَةِ اللَّهِ تَعالى، لِقَصْدِهِمْ تَخْرِيبَ الكَعْبَةِ، فَذَلِكَ مِن عِنايَةِ اللَّهِ بِبَيْتِهِ لِإظْهارِ تَوْطِئَتِهِ لِبَعْثَةِ رَسُولِهِ ﷺ بِدِينِهِ في ذَلِكَ البَلَدِ، إجابَةً لِدَعْوَةِ إبْراهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَكَما كانَ إرْسالُ الطَّيْرِ عَلَيْهِمْ مِن أسْبابِ تَضْلِيلِ كَيْدِهِمْ، كانَ فِيهِ جَزاءٌ لَهم، لِيَعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ مانِعٌ بَيْتَهُ، وتَكُونُ جُمْلَةُ ﴿ألَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهم في تَضْلِيلٍ﴾ مُعْتَرِضَةً بَيْنَ الجُمْلَتَيْنِ المُتَعاطِفَتَيْنِ.
ويَجُوزُ أنْ تَجْعَلَ ﴿وأرْسَلَ عَلَيْهِمْ﴾ عَطْفًا عَلى جُمْلَةِ ﴿ألَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهم في تَضْلِيلٍ﴾ فَيَكُونَ داخِلًا في حَيِّزِ التَّقْرِيرِ الثّانِي بِأنَّ اللَّهَ جَعَلَ كَيْدَهم في تَضْلِيلٍ، وخَصَّ ذَلِكَ بِالذِّكْرِ لِجَمْعِهِ بَيْنَ كَوْنِهِ مُبْطِلًا لِكَيْدِهِمْ وكَوْنِهِ عُقُوبَةً لَهم، ومَجِيئُهُ بِلَفْظِ الماضِي بِاعْتِبارِ أنَّ المُضارِعَ في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهم في تَضْلِيلٍ﴾ قُلِبَ زَمانُهُ إلى المُضِيِّ لِدُخُولِ حَرْفِ (لَمْ) كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ألَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوى﴾ [الضحى: ٦] ﴿ووَجَدَكَ ضالًّا فَهَدى﴾ [الضحى: ٧] في سُورَةِ الضُّحى، فَكَأنَّهُ قِيلَ: ألَيْسَ جَعَلَ كَيْدَهم في تَضْلِيلٍ.
والطَّيْرُ: اسْمٌ، جَمْعُ طائِرٍ، وهو الحَيَوانُ الَّذِي يَرْتَفِعُ بِالجَوِّ بِعَمَلِ جَناحَيْهِ. وتَنْكِيرُهُ لِلنَّوْعِيَّةِ؛ لِأنَّهُ نَوْعٌ لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا عِنْدَ العَرَبِ. وقَدِ اخْتَلَفَ القَصّاصُونَ في صِفَتِهِ اخْتِلافًا خَيالِيًّا. والصَّحِيحُ ما رُوِيَ عَنْ عائِشَةَ: أنَّها أشْبَهُ شَيْءٍ بِالخَطاطِيفِ، وعَنْ غَيْرِها أنَّها تُشْبِهُ الوَطْواطَ.
وأبابِيلُ: جَماعاتٌ. قالَ الفَرّاءُ وأبُو عُبَيْدَةَ: أبابِيلُ اسْمُ جَمْعٍ لا واحِدَ لَهُ مِن لَفْظَهِ مِثْلَ عَبادِيدَ وشَماطِيطَ وتَبِعَهُما الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الرُّؤاسِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ: واحِدُ (p-٥٥٠)أبابِيلَ إبّالَةٌ مُشَدَّدَةَ المُوَحَّدَةِ مَكْسُورَةَ الهَمْزَةِ. ومِنهُ قَوْلُهم في المَثَلِ: ضِغْثٌ عَلى إبّالَةَ، وهي الحُزْمَةُ الكَبِيرَةُ مِنَ الحَطَبِ، وعَلَيْهِ فَوَصْفُ الطَّيْرِ بِأبابِيلَ عَلى وجْهِ التَّشْبِيهِ البَلِيغِ.
وجُمْلَةُ (تَرْمِيهِمْ) حالٌ مِن (طَيْرًا) وجِيءَ بِصِيغَةِ المُضارِعِ لِاسْتِحْضارِ الحالَةِ بِحَيْثُ تُخُيِّلَ لِلسّامِعِ كالحادِثَةِ في زَمَنِ الحالِ ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى: (﴿واللَّهُ الَّذِي أرْسَلَ الرِّيحَ فَتُثِيرُ سَحابًا فَسُقْناهُ إلى بَلَدٍ مَيِّتٍ﴾ [فاطر: ٩]) الآيَةَ.
وحِجارَةٌ: اسْمُ جَمْعِ حَجَرٍ.
وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: طِينٌ في حِجارَةٍ، وعَنْهُ أنَّ سِجِّيلَ مُعَرَّبُ (سَنْكِ كِلْ) مِنَ الفارِسِيَّةِ، أيْ: عَنْ كَلِمَةِ (سَنْكِ) وضُبِطَ بِفَتْحِ السِّينِ وسُكُونِ النُّونِ وكَسْرِ الكافِ، اسْمُ الحَجَرِ، وكَلِمَةُ (كِلْ) بِكَسْرِ الكافِ اسْمُ الطِّينِ وجُمُوعُ الكَلِمَتَيْنِ يُرادُ بِهِ الآجُرُّ.
وكِلْتا الكَلِمَتَيْنِ بِالكافِ الفارِسِيَّةِ المُعَمَّدَةِ وهي بَيْنَ مَخْرَجِ الكافِ ومَخْرَجِ القافِ، ولِذَلِكَ تَكُونُ (مِن) بَيانِيَّةً، أيْ: حِجارَةٌ هي سِجِّيلٌ، وقَدْ عَدَّ السُّبْكِيُّ كَلِمَةَ سِجِّيلٍ في مَنظُومَتِهِ في المُعَرَّبِ الواقِعِ في القُرْآنِ.
وقَدْ أشارَ إلى أصْلِ مَعْناهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِن طِينٍ﴾ [الذاريات: ٣٣] مَعَ قَوْلِهِ في آياتٍ أُخَرَ ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ [هود: ٨٢] فَعُلِمَ أنَّهُ حَجَرٌ أصْلُهُ طِينٌ.
وجاءَ نَظِيرُهُ في قِصَّةِ قَوْمِ لُوطٍ في سُورَةِ هُودٍ ﴿وأمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ﴾ [هود: ٨٢] وفي سُورَةِ الحِجْرِ ﴿فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وأمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ [الحجر: ٧٤] فَتَعَيَّنَ أنْ تَكُونَ الحِجارَةُ الَّتِي أُرْسِلَتْ عَلى أصْحابِ الفِيلِ مِن جِنْسِ الحِجارَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ عَلى قَوْمِ لُوطٍ، أيْ: لَيْسَتْ حَجَرًا صَخْرِيًّا ولَكِنَّها طِينٌ مُتَحَجِّرٌ دَلالَةً عَلى أنَّها مَخْلُوقَةٌ لِعَذابِهِمْ.
قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: كانَ الحَجْرُ إذا وقَعَ عَلى أحَدِهِمْ نَفِطَ جِلْدُهُ، فَكانَ ذَلِكَ أوَّلَ الجُدَرِيِّ. وقالَ عِكْرِمَةُ: إذا أصابَ أحَدَهم مِنها خَرَجَ بِهِ الجُدَرِيُّ.
(p-٥٥١)وقَدْ قِيلَ: إنَّ الجُدَرِيَّ لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا في مَكَّةَ قَبْلَ ذَلِكَ.
ورُوِيَ أنَّ الحَجَرَ كانَ قَدْرَ الحِمَّصِ، رَوى أبُو نُعَيْمٍ عَنْ نَوْفَلِ بْنِ أبِي مُعاوِيَةَ الدَّيْلَمِيِّ قالَ: رَأيْتُ الحَصى الَّتِي رُمِيَ بِها أصْحابُ الفِيلِ حَصًى مِثْلَ الحِمَّصِ حُمْرًا بِحُتْمَةٍ (أيْ سَوْداءَ) كَأنَّها جِزْعُ ظَفارِ. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: أنَّهُ رَأى مِن هَذِهِ الحِجارَةِ عِنْدَ أُمِّ هانِئٍ نَحْوَ قَفِيزٍ مُخَطَّطَةٍ بِحُمْرَةٍ بِالجِزْعِ الظَّفارِيِّ.
والعَصْفُ: ورَقُ الزَّرْعِ وهو جَمْعُ عَصْفَةٍ. والعَصْفُ إذا دَخَلَتْهُ البَهائِمُ فَأكَلَتْهُ داسَتْهُ بِأرْجُلِها وأكَلَتْ أطْرافَهُ وطَرَحَتْهُ عَلى الأرْضِ بَعْدَ أنْ كانَ أخْضَرَ يانِعًا. وهَذا تَمْثِيلٌ لِحالِ أصْحابِ الفِيلِ بَعْدَ تِلْكَ النَّضْرَةِ والقُوَّةِ كَيْفَ صارُوا مُتَساقِطِينَ عَلى الأرْضِ هالِكِينَ.
* * *
(p-٥٥٢)(p-٥٥٣)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ قُرَيْشٍ
سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورَةُ في عَهْدِ السَّلَفِ (سُورَةَ لِإيلافِ قُرَيْشٍ) قالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الأوْدِيُّ صَلّى عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ المَغْرِبَ فَقَرَأ في الرَّكْعَةِ الثّانِيَةِ (ألَمْ تَرَ كَيْفَ) و(لِإيلافِ قُرَيْشٍ) وهَذا ظاهِرٌ في إرادَةِ التَّسْمِيَةِ ولَمْ يَعُدَّها في الإتْقانِ في السُّوَرِ الَّتِي لَها أكْثَرُ مِنَ اسْمٍ.
وسُمِّيَتْ في المَصاحِفِ وكُتُبِ التَّفْسِيرِ (سُورَةَ قُرَيْشٍ) لِوُقُوعِ اسْمِ قُرَيْشٍ فِيها ولَمْ يَقَعْ في غَيْرِها، وبِذَلِكَ عَنْوَنَها البُخارِيُّ في صَحِيحِهِ.
والسُّورَةُ مَكِّيَّةٌ عِنْدَ جَماهِيرِ العُلَماءِ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: بِلا خِلافٍ. وفي القُرْطُبِيِّ عَنِ الكَلْبِيِّ والضَّحّاكِ أنَّها مَدَنِيَّةٌ، ولَمْ يَذْكُرْها في الإتْقانِ مَعَ السُّوَرِ المُخْتَلَفِ فِيها.
وقَدْ عُدَّتِ التّاسِعَةَ والعِشْرِينَ في عِدادِ نُزُولِ السُّوَرِ، نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ التِّينِ وقَبْلَ سُورَةِ القارِعَةِ.
وهِيَ سُورَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ بِإجْماعِ المُسْلِمِينَ عَلى أنَّها سُورَةٌ خاصَّةٌ.
وجَعَلَها أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ مَعَ سُورَةِ الفِيلِ سُورَةً واحِدَةً ولَمْ يَفْصِلْ بَيْنَهُما في مُصْحَفِهِ بِالبَسْمَلَةِ الَّتِي كانُوا يَجْعَلُونَها عَلامَةَ فَصْلٍ بَيْنَ السُّوَرِ، وهو ظاهِرُ خَبَرِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ قِراءَةِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ. والإجْماعُ الواقِعُ بَعْدَ ذَلِكَ نَقَضَ ذَلِكَ.
وعَدَدُ آياتِها أرْبَعٌ عِنْدَ جُمْهُورِ العادِّينَ. وعْدَّها أهْلُ مَكَّةَ والمَدِينَةِ خَمْسَ آياتٍ.
ورَأيْتُ في مُصْحَفٍ عَتِيقٍ مِنَ المَصاحِفِ المَكْتُوبَةِ في القَيْرَوانِ عَدَدُها أرْبَعُ آياتٍ مَعَ أنَّ قِراءَةَ أهْلِ القَيْرَوانِ قِراءَةُ أهْلِ المَدِينَةِ.
* * *
(p-٥٥٤)أمْرُ قُرَيْشٍ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ تَعالى بِالرُّبُوبِيَّةِ تَذْكِيرًا لَهم بِنِعْمَةِ أنَّ اللَّهَ مَكَّنَ لَهُمُ السَّيْرَ في الأرْضِ لِلتِّجارَةِ بِرِحْلَتَيِ الشِّتاءِ والصَّيْفِ لا يَخْشَوْنَ عادِيًا يَعْدُو عَلَيْهِمْ.
وبِأنَّهُ أمَّنَهم مِنَ المَجاعاتِ وأمَّنَهم مِنَ المَخاوِفِ لِما وقَرَ في نُفُوسِ العَرَبِ مِن حُرْمَتِهِمْ؛ لِأنَّهم سُكّانُ الحَرَمِ وعُمّارُ الكَعْبَةِ.
وبِما ألْهَمَ النّاسَ مِن جَلْبِ المِيرَةِ إلَيْهِمْ مِنَ الآفاقِ المُجاوِرَةِ كَبِلادِ الحَبَشَةِ.
ورَدِّ القَبائِلِ فَلا يُغِيرُ عَلى بَلَدِهِمْ أحَدٌ. قالَ تَعالى: ﴿أوَلَمْ يَرَوْا أنّا جَعَلْنا حَرَمًا آمِنًا ويُتَخَطَّفُ النّاسُ مِن حَوْلِهِمْ أفَبِالباطِلِ يُؤْمِنُونَ وبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾ [العنكبوت: ٦٧] فَأكْسَبَهم ذَلِكَ مَهابَةً في نُفُوسِ النّاسِ وعَطْفًا مِنهم.
{"ayahs_start":2,"ayahs":["أَلَمۡ یَجۡعَلۡ كَیۡدَهُمۡ فِی تَضۡلِیلࣲ","وَأَرۡسَلَ عَلَیۡهِمۡ طَیۡرًا أَبَابِیلَ","تَرۡمِیهِم بِحِجَارَةࣲ مِّن سِجِّیلࣲ","فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفࣲ مَّأۡكُولِۭ"],"ayah":"أَلَمۡ یَجۡعَلۡ كَیۡدَهُمۡ فِی تَضۡلِیلࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق