﴿وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ﴾ قال الحسن: أهلَكْنا [[تفسير الطبري ١٩/٥٢ واللسان ١١/٣٨.]] .
وقال غيره: [[كأبي عبيدة، كما في تفسير القرطبي ١٣/١٠٧.]] جَمَعْنا. أراد: جمعناهم في البحر حتى غَرِقوا. قال: ومنه قيل: "ليلةُ المُزْدَلِفَة" أي ليلة الازْدِلاف، وهو الاجتماع. ولذلك قيل للموضع: "جَمْعٌ".
ويقال: ﴿أَزْلَفْنَا﴾ قَدَّمْنا وقرَّبْنا. ومنه "أزْلَفَك الله" أي قَرَّبك. ويقال أزلَفَني كذا عند فلان؛ أي قَرَّبَنِي منه منظرًا. و "الزُّلَفُ": المَنازل والمَراقي؛ لأنها تَدْنوا بالمسافر والراقي والنازل.
وإلى هذا ذهب قَتَادةُ [[البحر المحيط ٧/٢٠.]] فقال: قَرَّبهم الله من البحر حتى أغرقهم فيه، ومنه: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [[سورة الشعراء ٩٠.]] أي أُدْنِيَتْ.
وكلُّ هذه التأويلات متقاربةٌ يرجعُ بعضها إلى بعض.
{"ayah":"وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡـَٔاخَرِینَ"}