﴿صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا﴾ أي ناصع صاف.
وقد ذهب قوم إلى أن الصفراء: السوداء [[في الدر المنثور ١/٧٨ عن الحسن البصري:"قال: سوداء شديدة السواد" وفي مجاز القرآن ٤٤ "إن شئت صفراء، وإن شئت سوداء، كقوله: (جمالات صفر) أي سود".]] . وهذا غلط في نُعُوت البقر. وإنما يكون ذلك في نُعُوت الإبل. يقال: بعير أصفر، أي أسود. وذلك أن السود من الإبل يَشُوبُ سوادَها صفرة. قال الشاعر:
تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وَتِلْكَ رِكَابِي ... هُنَّ صُفْرٌ أَوْلادُها كَالزَّبِيبِ [[البيت للأعشى، كما في ديوانه ٢١٩ واللسان ٦/١٣٠ والأضداد لابن الأنباري ١٣٨ وتأويل مشكل القرآن ٢٤٦ وتفسير القرطبي ١/٤٥٠ والخزانة ٢/٤٦٤ وتفسير الطبري ٢/٢٠٠ وتفسير الكشاف ١/٧٤ وقوله: "منه" أي من الممدوح وهو أبو الأشعث قيس بن قيس الكندي. والركاب: الإبل، لا واحد له من لفظه، وإنما يعبر عن واحده بالراحلة.]]
أي سود.
ومما يدلك على أنه أراد الصفرة بعينها - قوله ﴿فَاقِعٌ لَوْنُهَا﴾ والعرب لا تقول: أسود فَاقِع - فيما أعلم - إنما تقول: أسود حالك، وأحمر قاني، وأصفر فَاقِع [[قارن هذا بقول الطبري في تفسيره ٢/٢٠١.]] .
{"ayah":"قَالُوا۟ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ یُبَیِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ صَفۡرَاۤءُ فَاقِعࣱ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِینَ"}