﴿لا فَارِضٌ﴾ أي: لا مُسِنَّة. يقال: فَرَضَتْ البقرةُ فهي فارضٌ، إذا أَسَنَّتْ. قال الشاعر:
يَا رُبَّ ذِي ضِغْنٍ وَضَبٍّ فَارِضِ ... لَهُ قُرُوءٌ كَقُرُوءِ الحَائِضِ [[أنشده ابن قتيبة في المعاني الكبير ٢/٨٥٠، ١١٤٣:
"يارب مولى حاسد مباغض ... علي ذي ضغن وضب فارض
له قروء. . . " وقال في شرحه: " فارض: ضخم، قال الله تبارك وتعالى: (لا فارض ولا بكر) ، قروء: أي أوقات تهيج فيها عداوته. يقال: رجع فلان لقرئه: أي لوقته" وكذلك أنشده الجاحظ في الحيوان ٦/٦٦ نقلا عن ابن الأعرابي، ونقل عنه أيضا في اللسان ٩/٦٩ وهو كذلك في مجالس ثعلب ١/٣٦٤ وروي كروايته هنا في تفسير الطبري ٢/١٩٠ وتفسير القرطبي ١/٤٤٨ والبحر المحيط ١/٢٤٨ وفيهم "ضغن على فارض" والضب: الضغن والعداوة، كما في اللسان ٢/٢٨.]]
أي ضِغْن قديم.
﴿وَلا بِكْرٌ﴾ أي ولا صغيرة لم تلد، ولكنها ﴿عَوَانٌ﴾ بين تَيْنِك. ومنه يقال في المثل: "العَوَانُ: لا تُعَلَّمُ الخِمْرَة" [[يضرب للعالم بالأمر المجرب له، وهو في جمهرة الأمثال ١٣٩.]] . يراد أنها ليست بمنزلة الصغيرة التي لا تحسن أن تَخْتَمِر.
{"ayah":"قَالُوا۟ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ یُبَیِّن لَّنَا مَا هِیَۚ قَالَ إِنَّهُۥ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا فَارِضࣱ وَلَا بِكۡرٌ عَوَانُۢ بَیۡنَ ذَ ٰلِكَۖ فَٱفۡعَلُوا۟ مَا تُؤۡمَرُونَ"}