الباحث القرآني
هَذا حُكْمٌ آخَرُ مِن أحْكامِ الجِهادِ.
ومَعْنى ﴿ما كانَ لِنَبِيٍّ﴾ ما صَحَّ لَهُ وما اسْتَقامَ، قَرَأ أبُو عَمْرٍو وسُهَيْلٌ ويَعْقُوبُ ويَزِيدُ والمُفَضَّلُ " أنْ تَكُونَ " بِالفَوْقِيَّةِ وقَرَأ الباقُونَ بِالتَّحْتِيَّةِ، وقَرَأ أيْضًا يَزِيدُ والمُفَضَّلُ " أُسارى " وقَرَأ الباقُونَ " أسْرى " والأسْرى جَمْعُ أسِيرٍ، مِثْلَ قَتْلى وقَتِيلٍ، وجَرْحى وجَرِيحٍ.
ويُقالُ في جَمْعِ أسِيرٍ أيْضًا أُسارى بِضَمِّ الهَمْزَةِ وفَتْحِها، وهو مَأْخُوذٌ مِنَ الأسْرِ، وهو القَدُّ، لِأنَّهم كانُوا يَشُدُّونَ بِهِ الأسِيرَ، فَسُمِّيَ كُلُّ أخِيذٍ وإنْ لَمْ يُشَدَّ بِالقَدِّ أسِيرًا، قالَ الأعْشى:
؎وقَيَّدَنِي الشِّعْرُ في بَيْتِهِ كَما قَيَّدَتِ الأسَراتُ الحِمارا
وقالَ أبُو عَمْرِو بْنُ العَلاءِ: الأسْرى هم غَيْرُ المُوَثَّقِينَ عِنْدَما يُؤْخَذُونَ، والأُسارى هُمُ المُوَثَّقُونَ رِقًّا.
والإثْخانُ: كَثْرَةُ القَتْلِ والمُبالَغَةُ فِيهِ، تَقُولُ العَرَبُ: أثْخَنَ فُلانٌ في هَذا الأمْرِ: أيْ بالَغَ فِيهِ.
فالمَعْنى: ما كانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَكُونَ لَهُ أسْرى حَتّى يُبالِغَ في قَتْلِ الكافِرِينَ ويَسْتَكْثِرَ مِن ذَلِكَ، وقِيلَ: مَعْنى الإثْخانِ: التَّمَكُّنُ، وقِيلَ: هو القُوَّةُ.
أخْبَرَ اللَّهُ - سُبْحانَهُ - أنَّ قَتْلَ المُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ كانَ أوْلى مِن أسْرِهِمْ وفِدائِهِمْ، ثُمَّ لَمّا كَثُرَ المُسْلِمُونَ رَخَّصَ اللَّهُ في ذَلِكَ فَقالَ: ﴿فَإمّا مَنًّا بَعْدُ وإمّا فِداءً﴾ ( مُحَمَّدٍ: ٤ ) كَما يَأْتِي في سُورَةِ القِتالِ إنْ شاءَ اللَّهُ.
قَوْلُهُ: ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ﴾ الحَياةِ الدُّنْيا أيْ نَفْعَها ومَتاعَها بِما قَبَضْتُمْ مِنَ الفِداءِ، وسُمِّيَ عَرَضًا لِأنَّهُ سَرِيعُ الزَّوالِ كَما تَزُولُ الأعْراضُ الَّتِي هي مُقابِلُ الجَواهِرِ ﴿واللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾ أيْ يُرِيدُ لَكُمُ الدّارَ الآخِرَةَ بِما يَحْصُلُ لَكم مِنَ الثَّوابِ في الإثْخانِ بِالقَتْلِ.
وقُرِئَ " يُرِيدُ الآخِرَةِ " بِالجَرِّ عَلى تَقْدِيرِ مُضافٍ وهو المَذْكُورُ قَبْلَهُ: أيْ واللَّهُ يُرِيدُ عَرَضَ الآخِرَةِ واللَّهُ عَزِيزٌ لا يُغالَبُ حَكِيمٌ في كُلِّ أفْعالِهِ.
قَوْلُهُ: ﴿لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكم فِيما أخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ .
اخْتَلَفَ المُفَسِّرُونَ في هَذا الكِتابِ الَّذِي سَبَقَ ما هو ؟ عَلى أقْوالٍ: الأوَّلُ: ما سَبَقَ في عِلْمِ اللَّهِ مِن أنَّهُ سَيُحِلُّ لِهَذِهِ الأُمَّةِ الغَنائِمَ بَعْدَ أنْ كانَتْ مُحَرَّمَةً عَلى سائِرِ الأُمَمِ، والثّانِي: أنَّهُ مَغْفِرَةُ اللَّهِ لِأهْلِ بَدْرٍ ما تَقَدَّمَ مِن ذُنُوبِهِمْ وما تَأخَّرَ كَما في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «إنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلى أهْلِ بَدْرٍ» فَقالَ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكم.
القَوْلُ الثّالِثُ: هو أنَّهُ لا يُعَذِّبُهم ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِيهِمْ كَما قالَ - سُبْحانَهُ -: ﴿وما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهم وأنْتَ فِيهِمْ﴾ ( الأنْفالِ: ٣٣ ) .
القَوْلُ الرّابِعُ: أنَّهُ لا يُعَذِّبُ أحَدًا بِذَنْبٍ فَعَلَهُ جاهِلًا لِكَوْنِهِ ذَنْبًا.
القَوْلُ الخامِسُ: أنَّهُ ما قَضاهُ اللَّهُ مِن مَحْوِ الصَّغائِرِ بِاجْتِنابِ الكَبائِرِ.
القَوْلُ السّادِسُ: أنَّهُ لا يُعَذِّبُ أحَدًا إلّا بَعْدَ تَأْكِيدِ الحُجَّةِ وتَقْدِيمِ النَّهْيِ ولَمْ يَتَقَدَّمْ نَهْيٌ عَنْ ذَلِكَ.
وذَهَبَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ إلى أنَّ هَذِهِ المَعانِيَ كُلَّها داخِلَةٌ تَحْتَ اللَّفْظِ وأنَّهُ يَعُمُّها. لَمَسَّكم أيْ لَحَلَّ بِكم ﴿فِيما أخَذْتُمْ﴾ أيْ لِأجْلِ ما أخَذْتُمْ مِنَ الفِداءِ ﴿عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ .
والفاءُ في ﴿فَكُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ﴾ لِتَرْتِيبِ ما بَعْدَها عَلى سَبَبٍ مَحْذُوفٍ، أيْ قَدْ أبَحْتُ لَكُمُ الغَنائِمَ فَكُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ عاطِفَةً عَلى مُقَدَّرٍ مَحْذُوفٍ، أيِ اتْرُكُوا الفِداءَ فَكُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ مِن غَيْرِهِ، وقِيلَ: إنَّ ما عِبارَةٌ عَنِ الفِداءِ، أيْ كُلُوا مِنَ الفِداءِ الَّذِي غَنِمْتُمْ فَإنَّهُ مِن جُمْلَةِ الغَنائِمِ الَّتِي أحَلَّها اللَّهُ لَكم وحَلالًا طَيِّبًا مُنْتَصِبانِ عَلى الحالِ أوْ صِفَةِ المَصْدَرِ المَحْذُوفِ، أيْ أكْلًا حَلالًا طَيِّبًا ﴿واتَّقُوا اللَّهَ﴾ فِيما يُسْتَقْبَلُ فَلا تُقْدِمُوا عَلى شَيْءٍ لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ لَكم بِهِ ﴿إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ﴾ لِما فَرَطَ مِنكم رَحِيمٌ بِكم؛ فَلِذَلِكَ رَخَّصَ لَكم في أخْذِ الفِداءِ في مُسْتَقْبَلِ الزَّمانِ.
وقَدْ أخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أنَسٍ قالَ: «اسْتَشارَ النَّبِيُّ ﷺ النّاسَ في الأُسارى يَوْمَ بَدْرٍ فَقالَ: إنَّ اللَّهَ قَدْ أمْكَنَكم مِنهم، فَقامَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ اضْرِبْ أعْناقَهم، فَأعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ عادَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: يا أيُّها النّاسُ إنِ اللَّهَ قَدْ أمْكَنَكم مِنهم، وإنَّما هم إخْوانُكم بِالأمْسِ، فَقامَ عُمَرُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ اضْرِبْ أعْناقَهم، فَأعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ ﷺ ثُمَّ عادَ فَقالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَقامَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ نَرى أنْ تَعْفُوَ عَنْهم، وأنْ تَقْبَلَ مِنهُمُ الفِداءَ، فَعَفا عَنْهم وقَبِلَ مِنهُمُ الفِداءَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ، وحَسَّنَهُ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «لَمّا كانَ يَوْمُ بَدْرٍ جِيءَ بِالأُسارى وفِيهِمُ العَبّاسُ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ما تَرَوْنَ في هَؤُلاءِ الأُسارى ؟ فَقالَ أبُو بَكْرٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ قَوْمُكَ وأهْلُكَ فاسْتَبْقِهم لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، وقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللَّهِ كَذَّبُوكَ وأخْرَجُوكَ وقاتَلُوكَ، قَدِّمْهم فاضْرِبْ أعْناقَهم، وقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ: يا رَسُولَ اللَّهِ انْظُرْ وادِيًا كَثِيرَ الحَطَبِ فَأضْرِمْهُ عَلَيْهِمْ نارًا، فَقالَ العَبّاسُ وهو يَسْمَعُ: قَطَعْتَ رَحِمَكَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَيْهِمْ ولَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا، فَقالَ أُناسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ أبِي بَكْرٍ، وقالَ أُناسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عُمَرَ، وقالَ قَوْمٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: إنَّ اللَّهَ لَيُلَيِّنُ قُلُوبَ رِجالٍ فِيهِ حَتّى تَكُونَ ألْيَنَ مِنَ اللَّبَنِ، وإنَّ اللَّهَ لَيُشَدِّدُ قُلُوبَ رِجالٍ فِيهِ حَتّى تَكُونَ أشَدَّ مِنَ الحِجارَةِ، مَثَلُكَ يا أبا بَكْرٍ مَثَلُ إبْراهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - قالَ: ﴿فَمَن تَبِعَنِي فَإنَّهُ مِنِّي ومَن عَصانِي فَإنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ ( إبْراهِيمَ: ٣٦ ) (p-٥٥١)ومَثَلُكَ يا أبا بَكْرٍ مَثَلُ عِيسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - قالَ: ﴿إنْ تُعَذِّبْهم فَإنَّهم عِبادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لَهم فَإنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ ( المائِدَةِ: ١١٨ )، ومَثَلُكَ يا عُمَرُ مَثَلُ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - إذْ قالَ: ﴿رَبِّ لا تَذَرْ عَلى الأرْضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّارًا﴾ ( نُوحٍ: ٢٦ )، ومَثَلُكَ يا عُمَرُ مَثَلُ مُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - إذْ قالَ: ﴿رَبَّنا اطْمِسْ عَلى أمْوالِهِمْ واشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الألِيمَ﴾ ( يُونُسَ: ٨٨ ) أنْتُمْ عالَةٌ فَلا يَنْفَلِتَنَّ أحَدٌ مِنهم إلّا بِفِداءٍ أوْ ضَرْبِ عُنُقٍ، فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: يا رَسُولَ اللَّهِ إلّا سُهَيْلَ بْنَ بَيْضاءَ فَإنِّي سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ الإسْلامَ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَما رَأيْتُنِي في يَوْمٍ أخْوَفَ مِن أنْ تَقَعَ عَلَيَّ الحِجارَةُ مِنَ السَّماءِ مِن ذَلِكَ اليَوْمِ، حَتّى قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إلّا سُهَيْلَ بْنَ بَيْضاءَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ما كانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَكُونَ لَهُ أسْرى﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ عَنْ عَلِيٍّ قالَ: «قالَ النَّبِيُّ ﷺ في الأُسارى يَوْمَ بَدْرٍ: إنْ شِئْتُمْ قَتَلْتُمُوهم، وإنْ شِئْتُمْ فادَيْتُمْ واسْتَمْتَعْتُمْ بِالفِداءِ، واسْتَشْهَدَ مِنكم بِعِدَّتِهِمْ، فَكانَ آخِرُ السَبْعِينَ ثابِتَ بْنَ قَيْسٍ اسْتَشْهَدَ بِاليَمامَةِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، في مُصَنَّفِهِ وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عُبَيْدَةَ نَحْوَهُ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: «لَمّا أُسِرَ الأُسارى يَوْمَ بَدْرٍ أُسِرَ العَبّاسُ فِيمَن أسَرَهُ، أسَرَهُ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ وقَدْ وعَدَتْهُ الأنْصارُ أنْ يَقْتُلُوهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنِّي لَمْ أنَمِ اللَّيْلَةَ مِن أجْلِ عَمِّي العَبّاسِ، وقَدْ زَعَمَتِ الأنْصارُ أنَّهم قاتِلُوهُ، فَقالَ لَهُ عُمَرُ: فَآتِيهِمْ ؟ قالَ: نَعَمْ، فَأتى عُمَرُ الأنْصارَ فَقالَ: أرْسِلُوا العَبّاسَ، فَقالُوا: لا واللَّهِ لا نُرْسِلُ، فَقالَ لَهم عُمَرُ: فَإنْ كانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ رِضًا ؟، قالُوا: فَإنْ كانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ رِضًا فَخُذْهُ، فَأخَذَهُ عُمَرُ، فَلَمّا صارَ في يَدِهِ قالَ لَهُ: يا عَبّاسُ أسْلِمْ، فَواللَّهِ إنْ تُسْلِمْ أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ يُسْلِمَ الخَطّابُ، وما ذاكَ إلّا لَمّا رَأيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يُعْجِبُهُ إسْلامُكَ، قالَ: فاسْتَشارَ رَسُولُ اللَّهِ أبا بَكْرٍ فَقالَ أبُو بَكْرٍ: عَشِيرَتُكَ فَأرْسِلْهم، فاسْتَشارَ عُمَرَ فَقالَ: اقْتُلْهم، فَفاداهم رَسُولُ اللَّهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ما كانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَكُونَ لَهُ أسْرى﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، في قَوْلِهِ: ﴿حَتّى يُثْخِنَ في الأرْضِ﴾ يَقُولُ حَتّى يَظْهَرُوا عَلى الأرْضِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الإثْخانُ هو القَتْلُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ أيْضًا في الآيَةِ قالَ: ثُمَّ نَزَلَتِ الرُّخْصَةُ بَعْدُ، إنْ شِئْتَ فَمُنَّ، وإنْ شِئْتَ فَفادِ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ، ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا﴾ قالَ: أرادَ أصْحابُ مُحَمَّدٍ ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ الفِداءَ فَفادُوهم بِأرْبَعَةِ آلافٍ أرْبَعَةِ آلافٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا﴾ قالَ: الخَراجُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ﴾ قالَ: سَبَّقَ لَهُمُ المَغْفِرَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ: ما سَبَقَ لِأهْلِ بَدْرٍ مِنَ السَّعادَةِ.
وأخْرَجَ النَّسائِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قالَ: سَبَقَتْ لَهم مِنَ اللَّهِ الرَّحْمَةُ قَبْلَ أنْ يَعْمَلُوا بِالمَعْصِيَةِ.
وأخْرَجَ أبُو حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: سَبَقَ أنْ لا يُعَذِّبُ أحَدًا حَتّى يُبَيِّنَ لَهُ ويَتَقَدَّمَ إلَيْهِ.
{"ayahs_start":67,"ayahs":["مَا كَانَ لِنَبِیٍّ أَن یَكُونَ لَهُۥۤ أَسۡرَىٰ حَتَّىٰ یُثۡخِنَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ تُرِیدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡیَا وَٱللَّهُ یُرِیدُ ٱلۡـَٔاخِرَةَۗ وَٱللَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ","لَّوۡلَا كِتَـٰبࣱ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمۡ فِیمَاۤ أَخَذۡتُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ","فَكُلُوا۟ مِمَّا غَنِمۡتُمۡ حَلَـٰلࣰا طَیِّبࣰاۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ"],"ayah":"مَا كَانَ لِنَبِیٍّ أَن یَكُونَ لَهُۥۤ أَسۡرَىٰ حَتَّىٰ یُثۡخِنَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ تُرِیدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡیَا وَٱللَّهُ یُرِیدُ ٱلۡـَٔاخِرَةَۗ وَٱللَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق