الباحث القرآني

قَوْلُهُ: وإذْ مَنصُوبٌ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ مَعْطُوفٍ عَلى ما قَبْلَهُ كَما تَقَدَّمَ. قَوْلُهُ: مِن بَنِي آدَمَ اسْتَدَلَّ بِهَذا عَلى أنَّ المُرادَ بِالمَأْخُوذِينَ هُنا: هم ذُرِّيَّةُ بَنِي آدَمَ، أخْرَجَهُمُ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ نَسْلًا بَعْدَ نَسْلٍ. وقَدْ ذَهَبَ إلى هَذا جَماعَةٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ، قالُوا: ومَعْنى أشْهَدَهم عَلى أنْفُسِهِمْ دَلَّهم بِخَلْقِهِ عَلى أنَّهُ خالِقُهم فَقامَتْ هَذِهِ الدَّلالَةُ مَقامَ الإشْهادِ، فَتَكُونُ هَذِهِ الآيَةُ مِن بابِ التَّمْثِيلِ كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَقالَ لَها ولِلْأرْضِ اِئْتِيا طَوْعًا أوْ كَرْهًا قالَتا أتَيْنا طائِعِينَ﴾ ( فُصِّلَتْ: ١١ ) . وقِيلَ: المَعْنى: أنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ أخْرَجَ الأرْواحَ قَبْلَ خَلْقِ الأجْسادِ، وأنَّهُ جَعَلَ فِيها مِنَ المَعْرِفَةِ ما فَهِمَتْ مِن خِطابِهِ سُبْحانَهُ، وقِيلَ: المُرادُ بِبَنِي آدَمَ هُنا: آدَمُ نَفْسُهُ كَما وقَعَ في غَيْرِ هَذا المَوْضِعِ. والمَعْنى: أنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ لَمّا خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فاسْتَخْرَجَ مِنهُ ذُرِّيَّتَهُ وأخَذَ عَلَيْهِمُ العَهْدَ، وهَؤُلاءِ هم عالَمُ الذَّرِّ، وهَذا هو الحَقُّ الَّذِي لا يَنْبَغِي العُدُولُ عَنْهُ ولا المَصِيرُ إلى غَيْرِهِ لِثُبُوتِهِ مَرْفُوعًا إلى النَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - ومَوْقُوفًا عَلى غَيْرِهِ مِنَ الصَّحابَةِ ولا مُلْجِئَ لِلْمَصِيرِ إلى المَجازِ، وإذا جاءَ نَهْرُ اللَّهِ بَطَلَ نَهْرُ مَعْقِلٍ، وسَنَذْكُرُ آخِرَ هَذا البَحْثِ إنْ شاءَ اللَّهُ بَعْضَ ما ورَدَ في ذَلِكَ. قَوْلُهُ: ﴿مِن ظُهُورِهِمْ﴾ هو بَدَلٌ مِن بَنِي آدَمَ، بَدَلَ بَعْضٍ مِن كُلٍّ، وقِيلَ: بَدَلَ اشْتِمالٍ قَوْلُهُ: " ذُرِّيّاتِهِمْ "، قَرَأ الكُوفِيُّونَ وابْنُ كَثِيرٍ ذُرِّيَّتَهم بِالتَّوْحِيدِ، وهي تَقَعُ عَلى الواحِدِ والجَمْعِ، وقَرَأ الباقُونَ " ذُرِّيّاتِهِمْ " بِالجَمْعِ وأشْهَدَهم عَلى أنْفُسِهِمْ أيْ أشْهَدَ كُلَّ واحِدٍ مِنهم ألَسْتُ بِرَبِّكم أيْ قائِلًا: ألَسْتُ بِرَبِّكم فَهو عَلى إرادَةِ القَوْلِ قالُوا بَلى شَهِدْنا أيْ عَلى أنْفُسِنا بِأنَّكَ رَبُّنا. قَوْلُهُ: " أنْ تَقُولُوا "، قَرَأ أبُو عَمْرٍو بِالياءِ التَّحْتِيَّةِ في هَذا وُفي قَوْلِهِ: " أنْ يَقُولُوا " عَلى الغَيْبَةِ كَما كانَ فِيما قَبْلَهُ عَلى الغَيْبَةِ، وقَرَأ الباقُونَ بِالفَوْقِيَّةِ عَلى الخِطابِ. والمَعْنى: كَراهَةَ أنْ يَقُولُوا أوْ لِئَلّا يَقُولُوا: أيْ فَعَلْنا ذَلِكَ الأخْذَ والإشْهادَ كَراهَةَ أنْ يَقُولُوا: يَوْمَ القِيامَةِ ﴿إنّا كُنّا عَنْ هَذا غافِلِينَ﴾ أيْ: عَنْ (p-٥١١)كَوْنِ اللَّهِ رَبَّنا وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ. قَوْلُهُ: ﴿أوْ تَقُولُوا إنَّما أشْرَكَ آباؤُنا مِن قَبْلُ﴾ مَعْطُوفٌ عَلى تَقُولُوا الأوَّلِ أيْ فَعَلْنا ذَلِكَ كَراهَةَ أنْ تَعْتَذِرُوا بِالغَفْلَةِ أوْ تَنْسُبُوا الشِّرْكَ إلى آبائِكم دُونَكم، و" أوْ " لِمَنعِ الخُلُوِّ دُونَ الجَمْعِ، فَقَدْ يَعْتَذِرُونَ بِمَجْمُوعِ الأمْرَيْنِ مِن قَبْلُ أيْ مِن قَبْلِ زَمانِنا وكُنّا ذُرِّيَّةً مِن بَعْدِهِمْ لا نَهْتَدِي إلى الحَقِّ ولا نَعْرِفُ الصَّوابَ أفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ المُبْطِلُونَ مِن آبائِنا ولا ذَنْبَ لَنا لِجَهْلِنا وعَجْزِنا عَنِ النَّظَرِ، واقْتِفائِنا آثارَ سَلَفِنا، بَيَّنَ اللَّهُ سُبْحانَهُ في هَذِهِ الحِكْمَةِ الَّتِي لِأجْلِها أخْرَجَهم مِن ظَهْرِ آدَمَ وأشْهَدَهم عَلى أنْفُسِهِمْ، وأنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ لِئَلّا يَقُولُوا هَذِهِ المَقالَةَ يَوْمَ القِيامَةِ، ويَعْتَلُّوا بِهَذِهِ العِلَّةِ الباطِلَةِ ويَعْتَذِرُوا بِهَذِهِ المَعْذِرَةِ السّاقِطَةِ. وكَذَلِكَ أيْ ومِثْلَ ذَلِكَ التَّفْصِيلِ نُفَصِّلُ الآياتِ ولَعَلَّهم يَرْجِعُونَ إلى الحَقِّ ويَتْرُكُونَ ما هم عَلَيْهِ مِنَ الباطِلِ. وقَدْ أخْرَجَ مالِكٌ في المُوَطَّأِ وأحْمَدُ، في المُسْنَدِ وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبُخارِيُّ، في تارِيخِهِ، وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ، وحَسَّنَهُ والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ حِبّانَ، في صَحِيحِهِ، وأبُو الشَّيْخِ، والحاكِمُ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ والصِّفاتِ، والضِّياءُ في المُخْتارَةِ: أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ﴿وإذْ أخَذَ رَبُّكَ﴾ الآيَةَ فَقالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - يُسْألُ عَنْها فَقالَ: «إنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ فاسْتَخْرَجَ مِنهُ ذَرِّيَّةً، فَقالَ: خَلَقْتُ هَؤُلاءِ لِلْجَنَّةِ وبِعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ يَعْمَلُونَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فاسْتَخْرَجَ مِنهُ ذَرِّيَّةً، فَقالَ: خَلَقْتُ هَؤُلاءِ لِلنّارِ وبِعَمَلِ أهْلِ النّارِ يَعْمَلُونَ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ فَفِيمَ العَمَلُ ؟ فَقالَ: إنَّ اللَّهَ إذا خَلَقَ العَبْدُ لِلْجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ حَتّى يَمُوتَ عَلى عَمَلٍ مِن أعْمالِ أهْلِ الجَنَّةِ فَيُدْخِلَهُ بِهِ الجَنَّةَ، وإذا خَلَقَ العَبْدَ لِلنّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أهْلِ النّارِ حَتّى يَمُوتَ عَلى عَمَلٍ مِن أعْمالِ أهْلِ النّارِ فَيُدْخِلَهُ النّارَ» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ والصِّفاتِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ قالَ: «إنَّ اللَّهَ أخَذَ المِيثاقَ مِن ظَهْرِ آدَمَ بِنُعْمانَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَأخْرَجَ مِن صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأها فَنَشَرَها بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ كَلَّمَهم فَقالَ: ألَسْتُ بِرَبِّكم قالُوا بَلى شَهِدْنا إلى قَوْلِهِ:» المُبْطِلُونَ. وإسْنادُهُ لا مَطْعَنَ فِيهِ. وقَدْ أخْرَجَهُ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، مَوْقُوفًا عَلى ابْنِ عَبّاسٍ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَندَهْ، في كِتابِ الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ -: «وإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيّاتِهِمْ، قالَ: أخَذَهم مِن ظَهْرِهِ كَما يُؤْخَذُ المُشْطُ مِنَ الرَّأْسِ، فَقالَ لَهم: ألَسْتُ بِرَبِّكم ؟ قالُوا: بَلى، قالَتِ المَلائِكَةُ: شَهِدْنا أنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيامَةِ إنّا كُنّا عَنْ هَذا غافِلِينَ» وفي إسْنادِهِ أحْمَدُ بْنُ أبِي ظَيْبَةَ أبُو مُحَمَّدٍ الجُرْجانِيُّ قاضِي قَوْمَسَ كانَ أحَدَ الزُّهّادِ وأخْرَجَ لَهُ النَّسائِيُّ، في سُنَنِهِ. وقالَ أبُو حاتِمٍ الرّازِيُّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وقالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَ بِأحادِيثَ كَثِيرَةٍ غَرائِبَ. وقَدْ رَوى هَذا الحَدِيثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَنصُورٍ عَنْ مُجاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وهَؤُلاءِ أئِمَّةٌ ثِقاتٌ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، في نَوادِرِ الأُصُولِ والطَّبَرانِيُّ وأبُو الشَّيْخِ، في العَظَمَةِ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أبِي أُمامَةَ: «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - قالَ: لَمّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ وقَضى القَضِيَّةَ وأخَذَ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ وعَرْشُهُ عَلى الماءِ، فَأخَذَ أهْلَ اليَمِينِ بِيَمِينِهِ وأخَذَ أهْلَ الشَّمالِ بِيَدِهِ الأُخْرى وكِلْتا يَدَيِ الرَّحْمَنِ يَمِينٌ، فَقالَ: يا أصْحابَ اليَمِينِ، فاسْتَجابُوا لَهُ فَقالُوا: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ، قالَ: ألَسْتُ بِرَبِّكم قالُوا: بَلى» الحَدِيثَ والأحادِيثُ في هَذا البابِ كَثِيرَةٌ بَعْضُها مُقَيَّدٌ بِتَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ، وبَعْضُها مُطْلَقٌ يَشْتَمِلُ عَلى ذِكْرِ إخْراجِ ذَرِّيَّةِ آدَمَ مِن ظَهْرِهِ، وأخْذِ العَهْدِ عَلَيْهِمْ كَما في حَدِيثِ أنَسٍ مَرْفُوعًا في الصَّحِيحَيْنِ وغَيْرِهِما. وأمّا المَرْوِيُّ عَنِ الصَّحابَةِ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ بِإخْراجِ ذَرِّيَّةِ آدَمَ مِن صُلْبِهِ في عالَمِ الذَّرِّ وأخْذِ العَهْدِ عَلَيْهِمْ وإشْهادِهِمْ عَلى أنْفُسِهِمْ فَهي كَثِيرَةٌ، مِنها عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عِنْدَ عَبْدِ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، في قَوْلِهِ: ﴿وإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ﴾ الآيَةَ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وأخَذَ مِيثاقَهُ أنَّهُ رَبُّهُ وكَتَبَ أجَلَهُ ورِزْقَهُ، ثُمَّ أخْرَجَ ولَدَهُ مِن ظَهْرِهِ كَهَيْئَةِ الذَّرِّ، فَأخَذَ مَواثِيقَهم أنَّهُ رَبُّهم وكَتَبَ آجالَهم وأرْزاقَهم ومُصِيباتِهِمْ. وأخْرَجَ نَحْوَهُ عَنْهُ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، . وأخْرَجَ نَحْوَهُ عَنْهُ أيْضًا ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، . وأخْرَجَ نَحْوَهُ عَنْهُ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ، . وأخْرَجَ نَحْوَهُ عَنْهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَندَهْ، وهَذا المَعْنى مَرْوِيٌّ عَنْهُ مِن طُرُقٍ كَثِيرَةٍ غَيْرِ هَذِهِ مَوْقُوفَةً عَلَيْهِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ في قَوْلِهِ: ﴿وإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ﴾ الآيَةَ قالَ: أخَذَهم كَما يَأْخُذُ المُشْطَ مِنَ الرَّأْسِ. وأخْرَجَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ في التَّمْهِيدِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وناسٍ مِنَ الصَّحابَةِ في تَفْسِيرِ الآيَةِ نَحْوَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وعَبْدُ اللَّهُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ في رِوايَةِ المُسْنَدِ وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَندَهْ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ والصِّفاتِ والضِّياءُ في المُخْتارَةِ وابْنُ عَساكِرَ، في تارِيخِهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ في قَوْلِهِ: ﴿وإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ﴾ الآيَةَ قالَ: جَمَعَهم جَمِيعًا فَجَعَلَهم أرْواحًا في صُوَرِهِمْ، ثُمَّ اسْتَنْطَقَهم فَتَكَلَّمُوا، ثُمَّ أخَذَ عَلَيْهِمُ العَهْدَ والمِيثاقَ، ثُمَّ أشْهَدَهم عَلى أنْفُسِهِمْ. وقَدْ رُوِيَ عَنْ جَماعَةٍ مِمَّنْ بَعْدَ الصَّحابَةِ تَفْسِيرُ هَذِهِ الآيَةِ بِإخْراجِ ذَرِّيَّةِ آدَمَ مِن ظَهْرِهِ، وفِيما قالَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - في تَفْسِيرِها مِمّا قَدَّمْنا ذِكْرَهُ ما يُغْنِي عَنِ التَّطْوِيلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب