الباحث القرآني

لَمّا تَقَدَّمَ ذِكْرُ أوْصافِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - المَكْتُوبَةِ في التَّوْراةِ والإنْجِيلِ: أمَرَهُ سُبْحانَهُ أنْ يَقُولَ هَذا القَوْلَ المُقْتَضِي لِعُمُومِ رِسالَتِهِ إلى النّاسِ جَمِيعًا لا كَما كانَ غَيْرُهُ مِنَ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَإنَّهم كانُوا يُبْعَثُونَ إلى قَوْمِهِمْ خاصَّةً، وجَمِيعًا مَنصُوبٌ عَلى الحالِ: أيْ حالَ كَوْنِكم جَمِيعًا، و" ﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والأرْضِ﴾ إمّا في مَحَلِّ جَرٍّ عَلى الصِّفَةِ لِلِاسْمِ الشَّرِيفِ أوْ مَنصُوبٌ عَلى المَدْحِ، أوْ مَرْفُوعٌ عَلى أنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وجُمْلَةُ لا إلَهَ إلّا هو بَدَلٌ مِنَ الصِّلَةِ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِها مُبَيِّنٌ لَها، لِأنَّ مَن مَلَكَ السَّماواتِ والأرْضَ وما فِيهِما هو الإلَهُ عَلى الحَقِيقَةِ، وهَكَذا مَن كانَ يُحْيِي ويُمِيتُ هو المُسْتَحِقُّ لِتَفَرُّدِهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ ونَفْيِ الشُّرَكاءِ عَنْهُ، والأمْرُ بِالإيمانِ بِاللَّهِ وبِرَسُولِهِ مُتَفَرِّعٌ عَلى ما قَبْلَهُ، وقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ ﴿النَّبِيَّ الأُمِّيَّ﴾، وهُما وصْفانِ لِرَسُولِهِ، وكَذَلِكَ ﴿الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وكَلِماتِهِ﴾ وصْفٌ لَهُ، والمُرادُ بِالكَلِماتِ ما أنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ وعَلى الأنْبِياءِ مِن قَبْلِهِ أوِ القُرْآنُ فَقَطْ، وجُمْلَةُ واتَّبَعُوهُ مُقَرِّرَةٌ لِجُمْلَةِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ، ﴿ولَعَلَّكم تَهْتَدُونَ﴾ عِلَّةٌ لِلْأمْرِ بِالإيمانِ والِاتِّباعِ. وقَدْ أخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قالَ: «بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - إلى الأحْمَرِ والأسْوَدِ فَقالَ: يا أيُّها النّاسُ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكم جَمِيعًا» والأحادِيثُ الصَّحِيحَةُ الكَثِيرَةُ في هَذا المَعْنى مَشْهُورَةٌ فَلا نُطِيلُ بِذِكْرِها. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ، في قَوْلِهِ: يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وكَلِماتِهِ قالَ: آياتُهُ. وأخْرَجَ اَبُو عُبَيْدٍ وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ وكَلِماتِهِ قالَ: عِيسى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب