الباحث القرآني

تَفْسِيرُ سُورَةِ الأحْزابِ أخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ والنَّحّاسُ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ مِن طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ الأحْزابِ بِالمَدِينَةِ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ. وأخْرَجَ، عَبْدُ الرَّزّاقِ، في المُصَنَّفِ والطَّيالِسِيُّ وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحْمَدَ في زَوائِدِ المُسْنَدِ وابْنُ مَنِيعٍ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في المَصاحِفِ والدّارَقُطْنِيُّ في الأفْرادِ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والضِّياءُ في المُخْتارَةِ عَنْ زِرٍّ قالَ: قالَ لِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: كَأيٍّ تَقْرَأُ سُورَةَ الأحْزابِ أوْ كَأيِّنْ تَعُدُّها ؟، قُلْتُ ثَلاثًا وسَبْعِينَ آيَةً، فَقالَ أقَطُّ لَقَدْ رَأيْتُها وإنَّها لَتُعادِلُ سُورَةَ البَقَرَةِ، أوْ أكْثَرَ مِن سُورَةِ البَقَرَةِ، ولَقَدْ قَرَأْنا فِيها " الشَّيْخُ والشَّيْخَةُ إذا زَنَيا فارْجُمُوهُما ألْبَتَّةَ نَكالًا مِنَ اللَّهِ واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " فَرُفِعَ فِيما رُفِعَ، قالَ ابْنُ كَثِيرٍ: وإسْنادُهُ حَسَنٌ. وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ وغَيْرُهُما عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ قامَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثْنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: أمّا بَعْدُ أيُّها النّاسُ إنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالحَقِّ وأنْزَلَ عَلَيْهِ الكِتابَ، فَكانَ فِيما أنْزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَرَأْناها ووَعَيْناها " الشَّيْخُ والشَّيْخَةُ إذا زَنَيا فارْجُمُوهُما ألْبَتَّةَ " ورَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - ورَجَمْنا بَعْدَهُ، فَأخْشى أنْ يَطُولَ بِالنّاسِ زَمانٌ أنْ يَقُولَ قائِلٌ: لا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ في كِتابِ اللَّهِ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أنْزَلَها اللَّهُ. وقَدْ رُوِيَ عَنْهُ نَحْوُ هَذا مِن طُرُقٍ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: قالَ لِي عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ: كَمْ تَعُدُّونَ سُورَةَ الأحْزابِ ؟ قُلْتُ ثِنْتَيْنِ أوْ ثَلاثًا وسَبْعِينَ، قالَ: إنْ كانَتْ لَتُقارِبُ سُورَةَ البَقَرَةِ، وإنْ كانَ فِيها لَآيَةُ الرَّجْمِ. وأخْرَجَ البُخارِيُّ في تارِيخِهِ قالَ: قَرَأْتُ سُورَةَ الأحْزابِ عَلى رَسُولِ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - فَنَسِيتُ مِنها سَبْعِينَ آيَةً ما وجَدْتُها. وأخْرَجَ أبُو عُبَيْدٍ في الفَضائِلِ وابْنُ الأنْبارِيِّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: كانَتْ سُورَةُ الأحْزابِ تُقْرَأُ في زَمانِ النَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - مِائَتَيْ آيَةٍ، فَلَمّا كَتَبَ عُثْمانُ المَصاحِفَ لَمْ يُقَرِّرْ مِنها إلّا عَلى ما هو الآنَ. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (p-١١٥٦)قَوْلُهُ: ﴿ياأيُّها النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ﴾ أيْ: دُمْ عَلى ذَلِكَ وازْدَدْ مِنهُ ﴿ولا تُطِعِ الكافِرِينَ﴾ مِن أهْلِ مَكَّةَ ومَن هو عَلى مِثْلِ كُفْرِهِمْ والمُنافِقِينَ أيِ: الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الإسْلامَ ويُبْطِنُونَ الكُفْرَ. قالَ الواحِدِيُّ: إنَّهُ أرادَ - سُبْحانَهُ - بِالكافِرِينَ أبا سُفْيانَ وعِكْرِمَةَ وأبا الأعْوَرِ السُّلَمِيَّ، وذَلِكَ أنَّهم قالُوا لِلنَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ -: ارْفُضْ ذِكْرَ آلِهَتِنا، وقُلْ إنَّ لَها شَفاعَةً لِمَن عَبَدَها. قالَ: والمُنافِقِينَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أبِي سَرْحٍ. وسَيَأْتِي آخِرَ البَحْثِ بَيانُ سَبَبِ نُزُولِ الآيَةِ ﴿إنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ أيْ: كَثِيرَ العِلْمِ والحِكْمَةِ بَلِيغَهُما، قالَ النَّحّاسُ: ودَلَّ بِقَوْلِهِ: ﴿إنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ عَلى أنَّهُ كانَ يَمِيلُ إلَيْهِمْ: يَعْنِي النَّبِيَّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - اسْتِدْعاءً لَهم إلى الإسْلامِ، والمَعْنى: أنَّ اللَّهَ - عَزَّ وجَلَّ - لَوْ عَلِمَ أنَّ مَيْلَكَ إلَيْهِمْ فِيهِ مَنفَعَةٌ لَما نَهاكَ عَنْهم؛ لِأنَّهُ حَكِيمٌ، ولا يَخْفى بُعْدَ هَذِهِ الدَّلالَةِ الَّتِي زَعَمَها، ولَكِنَّ هَذِهِ الجُمْلَةَ تَعْلِيلٌ لِجُمْلَةِ الأمْرِ بِالتَّقْوى والنَّهْيِ عَنْ طاعَةِ الكافِرِينَ والمُنافِقِينَ، والمَعْنى: أنَّهُ لا يَأْمُرُكَ أوْ يَنْهاكَ إلّا بِما عَلِمَ فِيهِ صَلاحًا أوْ فَسادًا لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ وسَعَةِ حِكْمَتِهِ. ﴿واتَّبِعْ ما يُوحى إلَيْكَ مِن رَبِّكَ﴾ مِنَ القُرْآنِ أيِ: اتَّبِعِ الوَحْيَ في كُلِّ أُمُورِكَ ولا تَتَّبِعْ شَيْئًا مِمّا عَداهُ مِن مَشُوراتِ الكافِرِينَ والمُنافِقِينَ ولا مِنَ الرَّأْيِ البَحْتِ، فَإنَّ فِيما أُوحِيَ إلَيْكَ ما يُغْنِيكَ عَنْ ذَلِكَ، وجُمْلَةُ ﴿إنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ تَعْلِيلٌ لِأمْرِهِ بِاتِّباعِ ما أُوحِيَ إلَيْكَ، والأمْرُ لَهُ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - أمْرٌ لِأُمَّتِهِ، فَهم مَأْمُورُونَ بِاتِّباعِ القُرْآنِ كَما هو مَأْمُورٌ بِاتِّباعِهِ، ولِهَذا جاءَ بِخِطابِهِ وخِطابِهِمْ في قَوْلِهِ: بِما تَعْمَلُونَ عَلى قِراءَةِ الجُمْهُورِ بِالفَوْقِيَّةِ لِلْخِطابِ، واخْتارَ هَذِهِ القِراءَةَ أبُو عَبُيْدٍ وأبُو حاتِمٍ. وقَرَأ أبُو عَمْرٍو، والسُّلَمِيُّ، وابْنُ أبِي إسْحاقَ بِالتَّحْتِيَّةِ. ﴿وتَوَكَّلْ عَلى اللَّهِ وكَفى بِاللَّهِ وكِيلًا﴾ أيِ: اعْتَمِدْ عَلَيْهِ وفَوِّضْ أُمُورَكَ إلَيْهِ، وكَفى بِهِ حافِظًا يَحْفَظُ مَن تَوَكَّلَ عَلَيْهِ. ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحانَهُ - مَثَلًا تَوْطِئْةً وتَمْهِيدًا لِما يَتَعَقَّبُهُ مِنَ الأحْكامِ القُرْآنِيَّةِ الَّتِي هي مِنَ الوَحْيِ الَّذِي أمَرَهُ اللَّهُ بِاتِّباعِهِ فَقالَ: ﴿ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ﴾ . وقَدِ اخْتُلِفَ في سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ كَما سَيَأْتِي، وقِيلَ: هي مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْمُظاهِرِ أيْ: كَما لا يَكُونُ لِلرَّجُلِ قَلْبانِ كَذَلِكَ لا تَكُونُ امْرَأةُ المُظاهِرِ أُمَّهُ حَتّى يَكُونَ لَهُ أُمّانِ، وكَذَلِكَ لا يَكُونُ الدَّعِيُّ ابْنًا لِرَجُلَيْنِ. وقِيلَ: كانَ الواحِدُ مِنَ المُنافِقِينَ يَقُولُ: لِي قَلْبٌ يَأْمُرُنِي بِكَذا وقَلْبٌ بِكَذا. فَنَزَلَتِ الآيَةُ لِرَدِّ النِّفاقِ وبَيانِ أنَّهُ لا يَجْتَمِعُ مَعَ الإسْلامِ كَما لا يَجْتَمِعُ قَلْبانِ، والقَلْبُ بِضْعَةٌ صَغِيرَةٌ عَلى هَيْئَةِ الصَّنَوْبَرَةِ خَلَقَها اللَّهُ وجَعَلَها مَحَلًّا لِلْعِلْمِ ﴿وما جَعَلَ أزْواجَكُمُ اللّائِي تُظاهِرُونَ مِنهُنَّ أُمَّهاتِكم﴾ وقَرَأ الكُوفِيُّونَ، وابْنُ عامِرٍ " اللّائِي " بِياءٍ ساكِنَةٍ بَعْدَ هَمْزَةٍ، وقَرَأ أبُو عَمْرٍو والبَزِّيُّ بِياءٍ ساكِنَةٍ بَعْدَ ألِفٍ مَحْضَةٍ. قالَ أبُو عَمْرِو بْنُ العَلاءِ: إنَّها لُغَةُ قُرَيْشٍ الَّتِي أمَرَ النّاسَ أنْ يَقْرَءُوا بِها. وقَرَأ قُنْبُلٌ ووَرْشٌ بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ بِدُونِ ياءٍ. قَرَأ عاصِمٌ تُظاهِرُونَ بِضَمِّ الفَوْقِيَّةِ وكَسْرِ الهاءِ بَعْدَ ألِفِ مُضارِعِ ظاهَرَ، وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ بِفَتْحِ الفَوْقِيَّةِ والهاءِ وتَشْدِيدِ الظّاءِ مُضارِعِ تَظاهَرَ، والأصْلُ تَتَظاهَرُونَ وقَرَأ الباقُونَ " تَظَّهَّرُونَ " بِفَتْحِ الفَوْقِيَّةِ وتَشْدِيدِ الظّاءِ بِدُونِ ألِفٍ، والأصْلُ تَتَظَهَّرُونَ، والظِّهارُ مُشْتَقٌّ مِنَ الظَّهْرِ، وأصْلُهُ أنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِامْرَأتِهِ: أنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، والمَعْنى: وما جَعَلَ اللَّهُ نِساءَكُمُ اللّائِي تَقُولُونَ لَهُنَّ هَذا القَوْلَ كَأُمَّهاتِكم في التَّحْرِيمِ، ولَكِنَّهُ مُنْكَرٌ مِنَ القَوْلِ وزُورٌ " و " كَذَلِكَ ما جَعَلَ الأدْعِياءَ الَّذِينَ تَدَّعُونَ أنَّهم أبْناؤُكم أبْناءً لَكم، والأدْعِياءُ جَمْعُ دَعِيٍّ، وهو الَّذِي يَدَّعِي ابْنًا لِغَيْرِ أبِيهِ، وسَيَأْتِي الكَلامُ في الظِّهارِ في سُورَةِ المُجادَلَةِ، والإشارَةُ بِقَوْلِهِ: ذَلِكم إلى ما تَقَدَّمَ مِن ذِكْرِ الظِّهارِ والِادِّعاءِ، وهو مُبْتَدَأٌ وخَبَرُهُ ﴿قَوْلُكم بِأفْواهِكُمْ﴾ أيْ: لَيْسَ ذَلِكَ إلّا مُجَرَّدَ قَوْلٍ بِالأفْواهِ ولا تَأْثِيرَ لَهُ، فَلا تَصِيرُ المَرْأةُ بِهِ أُمًّا ولا ابْنُ الغَيْرِ بِهِ ابْنًا، ولا يَتَرَتَّبُ عَلى ذَلِكَ شَيْءٌ مِن أحْكامِ الأُمُومَةِ والبُنُوَّةِ. وقِيلَ: الإشارَةُ راجِعَةٌ إلى الِادِّعاءِ أيِ: ادِّعاؤُكم أنَّ أبْناءَ الغَيْرِ أبْناؤُكم لا حَقِيقَةَ لَهُ، بَلْ هو مُجَرَّدُ قَوْلٍ بِالفَمِ واللَّهُ يَقُولُ الحَقَّ الَّذِي يَحِقُّ اتِّباعُهُ لِكَوْنِهِ حَقًّا في نَفْسِهِ لا باطِلًا، فَيَدْخُلُ تَحْتَهُ دُعاءُ الأبْناءِ لِآبائِهِمْ ﴿وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ أيْ: يَدُلُّ عَلى الطَّرِيقِ المُوَصِّلَةِ إلى الحَقِّ، وفي هَذا إرْشادٌ لِلْعِبادِ إلى قَوْلِ الحَقِّ وتَرْكِ قَوْلِ الباطِلِ والزُّورِ. ثُمَّ صَرَّحَ - سُبْحانَهُ - بِما يَجِبُ عَلى العِبادِ مِن دُعاءِ الأبْناءِ لِلْآباءِ، فَقالَ: ﴿ادْعُوهم لِآبائِهِمْ﴾ لِلصُّلْبِ وانْسُبُوهم إلَيْهِمْ ولا تَدْعُوهم إلى غَيْرِهِمْ، وجُمْلَةُ ﴿هُوَ أقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ تَعْلِيلٌ لِلْأمْرِ بِدُعاءِ الأبْناءِ لِلْآباءِ، والضَّمِيرُ راجِعٌ إلى مَصْدَرِ ادْعُوهم، ومَعْنى أقْسَطُ أعْدَلُ أيْ: أعْدَلُ كُلِّ كَلامٍ يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ، فَتَرَكَ الإضافَةَ لِلْعُمُومِ كَقَوْلِهِ اللَّهُ أكْبَرُ، وقَدْ يَكُونُ المُضافُ إلَيْهِ مُقَدَّرًا خاصًّا أيْ: أعْدَلُ مِن قَوْلِكم هو ابْنُ فُلانٍ ولَمْ يَكُنِ ابْنَهُ لِصُلْبِهِ. ثُمَّ تَمَّمَ - سُبْحانَهُ - الإرْشادَ لِلْعِبادِ فَقالَ: ﴿فَإنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهم فَإخْوانُكم في الدِّينِ ومَوالِيكم﴾ أيْ: فَهم إخْوانُكم في الدِّينِ وهم مَوالِيكم، فَقُولُوا: أخِي ومَوْلايَ ولا تَقُولُوا ابْنُ فُلانٍ، حَيْثُ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهم عَلى الحَقِيقِيَّةِ: قالَ الزَّجّاجُ: ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَوالِيكم أوْلِياءَكم في الدِّينِ. وقِيلَ: المَعْنى: فَإنْ كانُوا مُحَرَّرِينَ ولَمْ يَكُونُوا أحْرارًا، فَقُولُوا مَوالِي فُلانٍ (p-١١٥٧)﴿ولَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ فِيما أخْطَأْتُمْ بِهِ﴾ أيْ: لا إثْمَ عَلَيْكم فِيما وقَعَ مِنكم مِن ذَلِكَ خَطَأً مِن غَيْرِ عَمْدٍ، ولَكِنْ الإثْمُ في ﴿ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ وهو ما قُلْتُمُوهُ عَلى طَرِيقَةِ العَمْدِ مِن نِسْبَةِ الأبْناءِ إلى غَيْرِ آبائِهِمْ مَعَ عِلْمِكم بِذَلِكَ. قالَ قَتادَةُ: لَوْ دَعَوْتَ رَجُلًا لِغَيْرِ أبِيهِ وأنْتَ تَرى أنَّهُ أبُوهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ بَأْسٌ ﴿وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ يَغْفِرُ لِلْمُخْطِئِ ويَرْحَمُهُ ويَتَجاوَزُ عَنْهُ، أوْ غَفُورًا لِلذُّنُوبِ رَحِيمًا بِالعِبادِ، ومِن جُمْلَةِ مَن يَغْفِرُ لَهُ ويَرْحَمُهُ مَن دَعا رَجُلًا لِغَيْرِ أبِيهِ خَطَأً. أوْ قَبْلَ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ. ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحانَهُ - لِرَسُولِهِ مَزِيَّةً عَظِيمَةً وخُصُوصِيَّةً جَلِيلَةً لا يُشارِكُهُ فِيها أحَدٌ مِنَ العِبادِ فَقالَ: ﴿النَّبِيُّ أوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ﴾ أيْ: هو أحَقُّ بِهِمْ في كُلِّ أُمُورِ الدِّينِ والدُّنْيا، وأوْلى بِهِمْ مِن أنْفُسِهِمْ فَضْلًا عَنْ أنْ يَكُونَ أوْلى بِهِمْ مِن غَيْرِهِمْ، فَيَجِبُ عَلَيْهِمْ أنْ يُؤْثِرُوهُ بِما أرادَهُ مِن أمْوالِهِمْ، وإنْ كانُوا مُحْتاجِينَ إلَيْها، ويَجِبُ عَلَيْهِمْ أنْ يُحِبُّوهُ زِيادَةً عَلى حُبِّهِمْ أنْفُسَهم، ويَجِبُ عَلَيْهِمْ أنْ يُقَدِّمُوا حُكْمَهُ عَلَيْهِمْ عَلى حُكْمِهِمْ لِأنْفُسِهِمْ. وبِالجُمْلَةِ فَإذا دَعاهُمُ النَّبِيُّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - لِشَيْءٍ ودَعَتْهم أنْفُسُهم إلى غَيْرِهِ وجَبَ عَلَيْهِمْ أنْ يُقَدِّمُوا ما دَعاهم إلَيْهِ ويُؤَخِّرُوا ما دَعَتْهم أنْفُسُهم إلَيْهِ، ويَجِبُ عَلَيْهِمْ أنْ يُطِيعُوهُ فَوْقَ طاعَتِهِمْ لِأنْفُسِهِمْ ويُقَدِّمُوا طاعَتَهُ عَلى ما تَمِيلُ إلَيْهِ أنْفُسُهم وتَطْلُبُهُ خَواطِرُهم. وقِيلَ: المُرادُ بِأنْفُسِهِمْ في الآيَةِ بَعْضُهم، فَيَكُونُ المَعْنى: أنَّ النَّبِيَّ أوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ. وقِيلَ: هي خاصَّةٌ بِالقَضاءِ أيْ: هو أوْلى بِهِمْ مِن أنْفُسِهِمْ فِيما قَضى بِهِ بَيْنَهم. وقِيلَ: أوْلى بِهِمْ في الجِهادِ بَيْنَ يَدَيْهِ وبَذْلِ النَّفْسِ دُونَهُ، والأوَّلُ أوْلى ﴿وأزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ﴾ أيْ: مِثْلُ أُمَّهاتِهِمْ في الحُكْمِ بِالتَّحْرِيمِ ومُنَزَّلاتٌ مَنزِلَتَهُنَّ في اسْتِحْقاقِ التَّعْظِيمِ فَلا يَحِلُّ لِأحَدٍ أنْ يَتَزَوَّجَ بِواحِدَةٍ مِنهُنَّ كَما لا يَحِلُّ لَهُ أنْ يَتَزَوَّجَ بِأُمِّهِ، فَهَذِهِ الأُمُومَةُ مُخْتَصَّةٌ بِتَحْرِيمِ النِّكاحِ لَهُنَّ وبِالتَّعْظِيمِ لِجَنابِهِنَّ، وتَخْصِيصُ المُؤْمِنِينَ يَدُلُّ عَلى أنَّهُنَّ لَسْنَ أُمَّهاتِ نِساءِ المُؤْمِنِينَ، ولا بَناتُهُنَّ أخَواتِ المُؤْمِنِينَ، ولا إخْوَتُهُنَّ أخْوالَ المُؤْمِنِينَ. وقالَ القُرْطُبِيُّ: الَّذِي يَظْهَرُ لِي أنَّهُنَّ أُمَّهاتُ الرِّجالِ والنِّساءِ تَعْظِيمًا لِحَقِّهِنَّ عَلى الرِّجالِ والنِّساءِ كَما يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: ﴿النَّبِيُّ أوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ﴾، وهَذا يَشْمَلُ الرِّجالَ والنِّساءَ ضَرُورَةً. قالَ: ثُمَّ إنَّ في مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ " وأزْواجُهُ أُمَّهاتُهم وهو أبٌ لَهم " وقَرَأ ابْنُ عَبّاسٍ " أوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ وهو أبٌ وأزْواجُهُ أُمَّهاتُهم "، ثُمَّ بَيَّنَ - سُبْحانَهُ - أنَّ القَرابَةَ أوْلى بِبَعْضِهِمُ البَعْضِ، فَقالَ: ﴿وأُولُو الأرْحامِ بَعْضُهم أوْلى بِبَعْضٍ﴾ المُرادُ بِأُولِي الأرْحامِ القَراباتُ أيْ: هم أحَقُّ بِبَعْضِهِمُ البَعْضِ في المِيراثِ، وقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الآيَةِ في آخِرِ سُورَةِ الأنْفالِ وهي ناسِخَةٌ لِما كانَ في صَدْرِ الإسْلامِ مِن التَّوارُثِ بِالهِجْرَةِ والمُوالاةِ. قالَ قَتادَةُ: لَمّا نَزَلَ قَوْلُهُ - سُبْحانَهُ - في سُورَةِ الأنْفالِ: ﴿والَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يُهاجِرُوا ما لَكم مِن ولايَتِهِمْ مِن شَيْءٍ حَتّى يُهاجِرُوا﴾ [الأنفال: ٧٢] فَتَوارَثَ المُسْلِمُونَ بِالهِجْرَةِ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِهَذِهِ الآيَةِ، وكَذا قالَ غَيْرُهُ. وقِيلَ: إنَّ هَذِهِ الآيَةَ ناسِخَةٌ لِلتَّوارُثِ بِالحَلِفِ والمُؤاخاةِ في الدِّينِ، و﴿فِي كِتابِ اللَّهِ﴾ يَجُوزُ أنْ يَتَعَلَّقَ بِأفْعَلَ التَّفْضِيلِ في قَوْلِهِ: ﴿أوْلى بِبَعْضٍ﴾ لِأنَّهُ يَعْمَلُ في الظَّرْفِ، ويَجُوزُ أنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ هو حالٌ مِنَ الضَّمِيرِ أيْ: كائِنًا في كِتابِ اللَّهِ والمُرادُ بِالكِتابِ اللَّوْحُ المَحْفُوظُ، أوِ القُرْآنُ، أوْ آيَةُ المَوارِيثِ، وقَوْلُهُ: مِنَ المُؤْمِنِينَ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ بَيانًا لِ ( أُولُو الأرْحامِ )، والمَعْنى أنَّ ذَوِي القَراباتِ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُهاجِرِينَ بَعْضُهم أوْلى بِبَعْضٍ، ويَجُوزُ أنْ يَتَعَلَّقَ بِأُولى أيْ: أُولُو الأرْحامِ بَعْضُهم أوْلى بِبَعْضٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُهاجِرِينَ الَّذِي هم أجانِبُ، وقِيلَ: إنَّ مَعْنى الآيَةِ: وأُولُو الأرْحامِ بِبَعْضُهم أوْلى بِبَعْضٍ: إلّا ما يَجُوزُ لِأزْواجِ النَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - مِن كَوْنِهِمْ كالأُمَّهاتِ في تَحْرِيمِ النِّكاحِ، وفي هَذا مِنَ الضَّعْفِ ما لا يَخْفى. ﴿إلّا أنْ تَفْعَلُوا إلى أوْلِيائِكم مَعْرُوفًا﴾ هَذا الِاسْتِثْناءُ إمّا مُتَّصِلٌ مِن أعَمِّ العامِّ، والتَّقْدِيرُ: وأُولُوا الأرْحامِ بَعْضُهم أوْلى بِبَعْضٍ في كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الإرْثِ وغَيْرِهِ إلّا أنْ تَفْعَلُوا إلى أوْلِيائِكم مَعْرُوفًا مِن صَدَقَةٍ أوْ وصِيَّةٍ فَإنَّ ذَلِكَ جائِزٌ. قالَهُ قَتادَةُ، والحَسَنُ وعَطاءٌ ومُحَمَّدُ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ. قالَ مُحَمَّدُ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ: نَزَلَتْ في إجازَةِ الوَصِيَّةِ لِلْيَهُودِيِّ والنَّصْرانِيِّ. فالكافِرُ ولِيٌّ في النَّسَبِ لا في الدِّينِ، فَتَجُوزُ الوَصِيَّةُ لَهُ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مُنْقَطِعًا، والمَعْنى: لَكِنَّ فِعْلَ المَعْرُوفِ لِلْأوْلِياءِ لا بَأْسَ بِهِ، ومَعْنى الآيَةِ: أنَّ اللَّهَ - سُبْحانَهُ - لَمّا نَسَخَ التَّوارُثَ بِالحَلِفِ والهِجْرَةِ أباحَ أنْ يُوصى لَهم. وقالَ مُجاهِدٌ: أرادَ بِالمَعْرُوفِ النُّصْرَةَ وحِفْظَ الحُرْمَةَ بِحَقِّ الإيمانِ والهِجْرَةِ، والإشارَةُ بِقَوْلِهِ: كانَ ذَلِكَ إلى ما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ أيْ: كانَ نَسْخُ المِيراثِ بِالهِجْرَةِ والمُحالَفَةِ والمُعاقَدَةِ، ورَدُّهُ إلى ذَوِي الأرْحامِ مِنَ القَراباتِ ﴿فِي الكِتابِ مَسْطُورًا﴾ أيْ: في اللَّوْحِ المَحْفُوظِ، أوْ في القُرْآنِ مَكْتُوبًا. وقَدْ أخْرَجَ أحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والضِّياءُ في المُخْتارَةِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قامَ النَّبِيُّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - يَوْمًا يُصَلِّي، فَخَطَرَ خَطْرَةً، فَقالَ المُنافِقُونَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ مَعَهُ: ألا تَرى أنَّ لَهُ قَلْبَيْنِ قَلْبًا مَعَكم وقَلْبًا مَعَهم ؟ فَنَزَلَ ﴿ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ﴾» . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ مِن طَرِيقٍ أُخْرى بِلَفْظِ صَلّى لِلَّهِ النَّبِيُّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - صَلاةً فَسَها فِيها، فَخَطَرَتْ مِنهُ كَلِمَةٌ فَسَمِعَها المُنافِقُونَ، فَقالُوا: إنْ لَهُ قَلْبَيْنِ، فَنَزَلَتْ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أيْضًا قالَ: كانَ رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ يُسَمّى مِن دَهائِهِ ذا القَلْبَيْنِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ هَذا في شَأْنِهِ. وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ وغَيْرُهُما عَنِ ابْنِ عُمَرَ «أنَّ زَيْدَ بْنَ حارِثَةَ مَوْلى رَسُولِ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - ما كُنّا نَدْعُوهُ إلّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتّى نَزَلَ القُرْآنُ ﴿ادْعُوهم لِآبائِهِمْ﴾ الآيَةَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ أنْتَ زَيْدُ بْنُ حارِثَةَ بْنِ شَراحِيلَ» . وأخْرَجَ البُخارِيُّ وغَيْرُهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - قالَ: «ما مِن مُؤْمِنٍ إلّا وأنا أوْلى النّاسِ بِهِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، اقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ ﴿النَّبِيُّ أوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ﴾ (p-١١٥٨)فَأيُّما مُؤْمِنٍ تَرَكَ مالًا فَلْتَرِثْهُ عُصْبَتُهُ مَن كانُوا، فَإنْ تَرَكَ دَيْنًا أوْ ضَياعًا فَلْيَأْتِنِي فَأنا مَوْلاهُ» . وأخْرَجَ أحْمَدُ وأبُو داوُدَ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِن حَدِيثِ جابِرٍ نَحْوَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأحْمَدُ، والنَّسائِيُّ «عَنْ بُرَيْدَةَ قالَ غَزَوْتُ مَعَ عَلِيٍّ إلى اليَمَنِ فَرَأيْتُ مِنهُ جَفْوَةً، فَلَمّا قَدِمْتُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - ذَكَرْتُ عَلِيًّا فَتَنَقَّصْتُهُ، فَرَأيْتُ وجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - تَغَيَّرَ وقالَ: يا بُرَيْدَةُ ألَسْتُ أوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ ؟ قُلْتُ: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: مَن كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ» وقَدْ ثَبَتَ في الصَّحِيحِ أنَّهُ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - قالَ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُؤْمِنُ أحَدُكم حَتّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن نَفْسِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ والنّاسِ أجْمَعِينَ» . وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ عَنْ عائِشَةَ أنَّ امْرَأةً قالَتْ لَها: يا أُمَّهْ، فَقالَتْ: أنا أُمُّ رِجالِكم ولَسْتُ أُمَّ نِسائِكم. وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ: أنا أُمُّ الرِّجالِ مِنكم والنِّساءِ وأخْرَجَ، عَبْدُ الرَّزّاقِ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وإسْحاقُ بْنُ راهْوَيْهِ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في دَلائِلِهِ عَنْ بَجالَةَ: قالَ مَرَّ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ بِغُلامٍ وهو يَقْرَأُ في المُصْحَفِ " النَّبِيُّ أوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ وأزْواجُهُ أُمَّهاتُهم وهو أبٌ لَهم " فَقالَ يا غُلامُ حُكَّها، فَقالَ: هَذا مُصْحَفُ أُبَيٍّ، فَذَهَبَ إلَيْهِ فَسَألَهُ، فَقالَ: إنَّهُ كانَ يُلْهِينِي القُرْآنُ ويُلْهِيكَ الصَّفْقُ في الأسْواقِ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ والحاكِمُ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ " النَّبِيُّ أوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ وهو أبٌ لَهم وأزْواجُهُ أُمَّهاتُهم " .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب