الباحث القرآني
قَوْلُهُ: ﴿ولَقَدْ آتَيْنا مُوسى الكِتابَ﴾ أيْ: التَّوْراةَ فَلا تَكُنْ يا مُحَمَّدُ في مِرْيَةٍ أيْ: شَكٍّ ورِيبَةٍ (p-١١٥٤)مِن لِقائِهِ، قالَ الواحِدِيُّ: قالَ المُفَسِّرُونَ: وُعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - أنَّهُ سَيَلْقى مُوسى قَبْلَ أنْ يَمُوتَ، ثُمَّ لَقِيَهُ في السَّماءِ أوْ في بَيْتِ المَقْدِسِ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ.
وهَذا قَوْلُ مُجاهِدٍ والكَلْبِيِّ والسُّدِّيِّ.
وقِيلَ: فَلا تَكُنْ في شَكٍّ مِن لِقاءِ مُوسى في القِيامَةِ وسَتَلْقاهُ فِيها.
وقِيلَ: فَلا تَكُنْ في شَكٍّ مِن لِقاءِ مُوسى لِلْكِتابِ، قالَهُ الزَّجّاجُ: وقالَ الحَسَنُ: إنَّ مَعْناهُ: ولَقَدْ آتَيْنا مُوسى الكِتابَ فَكُذِّبَ وأُوذِيَ، فَلا تَكُنْ في شَكٍّ مِن أنَّهُ سَيَلْقاكَ ما لَقِيَهُ مِنَ التَّكْذِيبِ والأذى فَيَكُونُ الضَّمِيرُ في لِقائِهِ عَلى هَذا عائِدًا عَلى مَحْذُوفٍ، والمَعْنى: مِن لِقاءِ ما لاقى مُوسى.
قالَ النَّحّاسُ: وهَذا قَوْلٌ غَرِيبٌ.
وقِيلَ: في الكَلامِ تَقْدِيرٌ وتَأْخِيرٌ، والمَعْنى: قُلْ يَتَوَفّاكم مَلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكم، فَلا تَكُنْ في مِرْيَةٍ مِن لِقائِهِ، فَجاءَ مُعْتَرِضًا بَيْنَ ﴿ولَقَدْ آتَيْنا مُوسى الكِتابَ﴾ وبَيْنَ ﴿وجَعَلْناهُ هُدًى لِبَنِي إسْرائِيلَ﴾ وقِيلَ: الضَّمِيرُ راجِعٌ إلى الكِتابِ الَّذِي هو الفُرْقانُ كَقَوْلِهِ: ﴿وإنَّكَ لَتُلَقّى القُرْآنَ﴾ [النمل: ٦] والمَعْنى: إنّا آتَيْنا مُوسى مِثْلَ ما آتَيْناكَ مِنَ الكِتابِ، ولَقَّيْناهُ مِثْلَ ما لَقَّيْناكَ مِنَ الوَحْيِ فَلا تَكُنْ في شَكٍّ مِن أنَّكَ لُقِّيتَ مِثْلَهُ ونَظِيرَهُ، وما أبْعَدَ هَذا، ولَعَلَّ الحامِلَ لِقائِلِهِ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: ﴿وجَعَلْناهُ هُدًى لِبَنِي إسْرائِيلَ﴾ فَإنَّ الضَّمِيرَ راجِعٌ إلى الكِتابِ، وقِيلَ: إنَّ الضَّمِيرَ في لِقائِهِ عائِدٌ إلى الرُّجُوعِ المَفْهُومِ مِن قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ إلى رَبِّكم تُرْجَعُونَ﴾ [السجدة: ١١] أيْ: لا تَكُنْ في مِرْيَةٍ مِن لِقاءِ الرُّجُوعِ وهَذا بَعِيدٌ أيْضًا.
واخْتُلِفَ في الضَّمِيرِ في قَوْلِهِ وجَعَلْناهُ فَقِيلَ: هو راجِعٌ إلى الكِتابِ أيْ: جَعَلْنا التَّوْراةَ هُدًى لِبَنِي إسْرائِيلَ، قالَهُ الحَسَنُ وغَيْرُهُ.
وقالَ قَتادَةُ: إنَّهُ راجِعٌ إلى مُوسى أيْ: وجَعَلْنا مُوسى هُدًى لِبَنِي إسْرائِيلَ.
﴿وجَعَلْنا مِنهم أئِمَّةً﴾ أيْ: قادَةً يَقْتَدُونَ بِهِ في دِينِهِمْ، وقَرَأ الكُوفِيُّونَ " أئِمَّةً " قالَ النَّحّاسُ: وهو لَحْنٌ عِنْدَ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ، لِأنَّهُ جَمْعٌ بَيْنَ هَمْزَتَيْنِ في كَلِمَةٍ واحِدَةٍ، ومَعْنى ﴿يَهْدُونَ بِأمْرِنا﴾ أيْ: يَدْعُونَهم إلى الهِدايَةِ بِما يُلْقُونَهُ إلَيْهِ مِن أحْكامِ التَّوْراةِ ومَواعِظِها بِأمْرِنا أيْ: بِأمْرِنا لَهم بِذَلِكَ، أوْ لِأجْلِ أمْرِنا.
وقالَ قَتادَةُ: المُرادُ بِالأئِمَّةِ الأنْبِياءُ مِنهم.
وقِيلَ: العُلَماءُ، لَمّا صَبَرُوا قَرَأ الجُمْهُورُ " لَمّا " بِفَتْحِ اللّامِ وتَشْدِيدِ المِيمِ أيْ: حِينَ صَبَرُوا، والضَّمِيرُ لِلْأئِمَّةِ، وفي لَمّا مَعْنى: الجَزاءِ، والتَّقْدِيرُ: لَمّا صَبَرُوا جَعَلْناهم أئِمَّةً، وقَرَأ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ، وخَلَفٌ، ووَرْشٌ عَنْ يَعْقُوبَ، ويَحْيى بْنُ وثّابٍ بِكَسْرِ اللّامِ، وتَخْفِيفِ المِيمِ أيْ: جَعَلْناهم أئِمَّةً لِصَبْرِهِمْ، واخْتارَ هَذِهِ القِراءَةَ أبُو عُبَيْدٍ مُسْتَدِلًّا بِقِراءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ " بِما صَبَرُوا " بِالباءِ، وهَذا الصَّبْرُ هو صَبْرُهم عَلى مَشاقِّ التَّكْلِيفِ والهِدايَةِ لِلنّاسِ، وقِيلَ: صَبَرُوا عَنِ الدُّنْيا وكانُوا بِآياتِنا التَّنْزِيلِيَّةِ يُوقِنُونَ أيْ: يُصَدِّقُونَها ويَعْلَمُونَ أنَّها حَقٌّ، وأنَّها مِن عِنْدِ اللَّهِ لِمَزِيدِ تَفَكُّرِهِمْ وكَثْرَةِ تَدَبُّرِهِمْ.
﴿إنَّ رَبَّكَ هو يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ﴾ أيْ: يَقْضِي بَيْنَهم ويَحْكُمُ بَيْنَ المُؤْمِنِينَ والكُفّارِ ﴿يَوْمَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ وقِيلَ: يَقْضِي بَيْنَ الأنْبِياءِ وأُمَمِهِمْ، حَكاهُ النَّقّاشُ.
أوَلَمْ يَهْدِ لَهم أيْ: أوَلَمْ يُبَيَّنْ لَهم، والهَمْزَةُ لِلْإنْكارِ، والفاعِلُ ما دَلَّ عَلَيْهِ ﴿كَمْ أهْلَكْنا مِن قَبْلِهِمْ مِنَ القُرُونِ﴾ أيْ: أوَلَمْ نُبَيِّنْ لَهم كَثْرَةَ إهْلاكِنا مَن قَبْلَهم.
قالَ الفَرّاءُ: كَمْ في مَوْضِعِ رَفْعٍ بِيَهْدِ.
وقالَ المُبَرِّدُ: إنَّ الفاعِلَ الهُدى المَدْلُولُ عَلَيْهِ بِيَهْدِ أيْ: أوَلَمْ يَهْدِ لَهُمُ الهُدى.
وقالَ الزَّجّاجُ: كَمْ في مَوْضِعِ نَصْبٍ بِأهْلَكْنا، قَرَأ الجُمْهُورُ " أوَلَمْ يَهْدِ " بِالتَّحْتِيَّةِ، وقَرَأ السُّلَمِيُّ، وقَتادَةُ وأبُو زَيْدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بِالنُّونِ، وهَذِهِ القِراءَةُ واضِحَةٌ.
قالَ النَّحّاسُ: والقِراءَةُ بِالياءِ التَّحْتِيَّةِ فِيها إشْكالٌ؛ لِأنَّهُ يُقالُ: الفِعْلُ لا يَخْلُو مِن فاعِلٍ فَأيْنَ الفاعِلُ لِيَهْدِ ؟ ويُجابُ عَنْهُ بِأنَّ الفاعِلَ هو ما قَدَّمْنا ذِكْرَهُ، والمُرادُ بِالقُرُونِ: عادٌ وثَمُودُ ونَحْوُهم، وجُمْلَةُ ﴿يَمْشُونَ في مَساكِنِهِمْ﴾ في مَحَلِّ نَصْبٍ عَلى الحالِ مِن ضَمِيرِ لَهم أيْ: والحالُ أنَّهم يَمْشُونَ في مَساكِنِ المُهْلَكِينَ ويُشاهِدُونَها، ويَنْظُرُونَ ما فِيها مِنَ العِبَرِ، وآثارِ العَذابِ، ولا يَعْتَبِرُونَ بِذَلِكَ، وقِيلَ: يَعُودُ إلى المُهْلَكِينَ، والمَعْنى: أهْلَكْناهم حالَ كَوْنِهِمْ ماشِينَ في مَساكِنِهِمْ، والأوَّلُ أوْلى: إنَّ في ذَلِكَ المَذْكُورِ لَآياتٍ عَظِيماتٍ أفَلا يَسْمَعُونَها ويَتَّعِظُونَ بِها.
﴿أوَلَمْ يَرَوْا أنّا نَسُوقُ الماءَ إلى الأرْضِ الجُرُزِ﴾ أيْ: أوَلَمْ يَعْلَمُوا بِسَوْقِنا الماءَ إلى الأرْضِ الَّتِي لا تَنْبُتُ إلّا بِسَوْقِ الماءِ إلَيْها، وقِيلَ: هي اليابِسَةُ، وأصْلُهُ مِنَ الجَرْزِ وهو القَطْعُ: أيِ: الَّتِي قُطِعَ نَباتُها لِعَدَمِ الماءِ، ولا يُقالُ لِلَّتِي لا تُنْبِتُ أصْلًا كالسِّباخِ جُرُزٌ لِقَوْلِهِ: ﴿فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا﴾ قِيلَ: هي أرْضُ اليَمَنِ، وقِيلَ: أرْضُ عَدَنٍ.
وقالَ الضَّحّاكُ: هي الأرْضُ العَطْشى.
وقالَ الفَرّاءُ: هي الأرْضُ الَّتِي لا نَباتَ فِيها.
وقالَ الأصْمَعِيُّ: هي الأرْضُ الَّتِي لا تُنْبِتُ شَيْئًا.
قالَ المُبَرِّدُ: يَبْعُدُ أنْ تَكُونَ الأرْضُ بِعَيْنِها لِدُخُولِ الألِفِ واللّامِ، وقِيلَ: هي مُشْتَقَّةٌ مِن قَوْلِهِمْ رَجُلٌ جَرُوزٌ: إذا كانَ لا يُبْقِي شَيْئًا إلّا أكَلَهُ، ومِنهُ قَوْلُ الرّاجِزِ:
؎خِبٌّ جَرُوزٌ وإذا جاعَ بَكى ويَأْكُلُ التَّمْرَ ولا يُلْقِي النَّوى
وكَذَلِكَ ناقَةٌ جَرُوزٌ: إذا كانَتْ تَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ تَجِدُهُ.
وقالَ مُجاهِدٌ: إنَّها أرْضُ النِّيلِ، لِأنَّ الماءَ إنَّما يَأْتِيها في كُلِّ عامٍ ﴿فَنُخْرِجُ بِهِ﴾ أيْ: بِالماءِ ﴿زَرْعًا تَأْكُلُ مِنهُ أنْعامُهم﴾ أيْ: مِنَ الزَّرْعِ كالتِّبْنِ والوَرَقِ ونَحْوِهِما مِمّا لا يَأْكُلُهُ النّاسُ وأنْفُسُهم أيْ: يَأْكُلُونَ الحُبُوبَ الخارِجَةَ في الزَّرْعِ مِمّا يَقْتاتُونَهُ، وجُمْلَةُ ﴿تَأْكُلُ مِنهُ أنْعامُهُمْ﴾ في مَحَلِّ نَصْبٍ عَلى الحالِ. ﴿أفَلا يُبْصِرُونَ﴾ هَذِهِ النِّعَمَ ويَشْكُرُونَ المُنْعِمَ ويُوَحِّدُونَهُ لِكَوْنِهِ المُنْفَرِدَ بِإيجادِ ذَلِكَ.
﴿ويَقُولُونَ مَتى هَذا الفَتْحُ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ القائِلُونَ هُمُ الكُفّارُ عَلى العُمُومِ، أوْ كُفّارُ مَكَّةَ عَلى الخُصُوصِ أيْ: مَتى الفَتْحُ الَّذِي تَعِدُونَنا بِهِ، يَعْنُونَ بِالفَتْحِ: القَضاءَ والفَصْلَ بَيْنَ العِبادِ، وهو يَوْمُ البَعْثِ الَّذِي يَقْضِي اللَّهُ فِيهِ بَيْنَ عِبادِهِ، قالَهُ مُجاهِدٌ وغَيْرُهُ.
وقالَ الفَرّاءُ والقُتَيْبِيُّ: هو فَتْحُ مَكَّةَ. قالَ قَتادَةُ: قالَ أصْحابُ النَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - لِلْكُفّارِ: إنَّ لَنا يَوْمًا نَنْعَمُ فِيهِ ونَسْتَرِيحُ ويَحْكُمُ اللَّهُ بَيْنَنا وبَيْنَكم: يَعْنُونَ يَوْمَ القِيامَةِ، فَقالَ الكُفّارُ: مَتى هَذا الفَتْحُ ؟ وقالَ السُّدِّيُّ: هو يَوْمُ بَدْرٍ، لِأنَّ أصْحابَ النَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - كانُوا (p-١١٥٥)يَقُولُونَ لِلْكُفّارِ: إنَّ اللَّهَ ناصِرُنا ومُظْهِرُنا عَلَيْكم، ومَتى في قَوْلِهِ: ﴿مَتى هَذا الفَتْحُ﴾ في مَوْضِعِ رَفْعٍ، أوْ في مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلى الظَّرْفِيَّةِ.
ثُمَّ أمَرَ اللَّهُ - سُبْحانَهُ - نَبِيَّهُ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - أنْ يُجِيبَ عَلَيْهِمْ، فَقالَ: ﴿قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إيمانُهم ولا هم يُنْظَرُونَ﴾ وفي هَذا دَلِيلٌ عَلى أنَّ يَوْمَ الفَتْحِ هو يَوْمُ القِيامَةِ، لِأنَّ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ويَوْمَ بَدْرٍ هُما مِمّا يَنْفَعُ فِيهِ الإيمانُ، وقَدْ أسْلَمَ أهْلُ مَكَّةَ يَوْمَ الفَتْحِ وقَبِلَ ذَلِكَ مِنهُمُ النَّبِيُّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ -، ومَعْنى ﴿ولا هم يُنْظَرُونَ﴾ لا يُمْهَلُونَ ولا يُؤَخَّرُونَ، ويَوْمَ في يَوْمِ الفَتْحِ مَنصُوبٌ عَلى الظَّرْفِيَّةِ، وأجازَ الفَرّاءُ الرَّفْعَ.
﴿فَأعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ أيْ: عَنْ سَفَهِهِمْ وتَكْذِيبِهِمْ ولا تُجِبْهم إلّا بِما أُمِرْتَ بِهِ ﴿وانْتَظِرْ إنَّهم مُنْتَظِرُونَ﴾ أيْ: وانْتَظِرْ يَوْمَ الفَتْحِ، وهو يَوْمُ القِيامَةِ، أوْ يَوْمُ إهْلاكِهِمْ بِالقَتْلِ إنَّهم مُنْتَظِرُونَ بِكَ حَوادِثَ الزَّمانِ مِن مَوْتٍ أوْ قَتْلٍ أوْ غَلَبَةٍ كَقَوْلِهِ: ﴿فَتَرَبَّصُوا إنّا مَعَكم مُتَرَبِّصُونَ﴾ [التوبة: ٥٢] ويَجُوزُ أنْ يُرادَ إنَّهم مُنْتَظِرُونَ لِإهْلاكِهِمْ، والآيَةُ مَنسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ، وقِيلَ: غَيْرُ مَنسُوخَةٍ، إذْ قَدْ يَقَعُ الإعْراضُ مَعَ الأمْرِ بِالقِتالِ.
وقَرَأ ابْنُ السَّمَيْفَعِ " إنَّهم مُنْتَظَرُونَ " بِفَتْحِ الظّاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، ورُوِيَتْ هَذِهِ القِراءَةُ عَنْ مُجاهِدٍ وابْنِ مُحَيْصِنٍ.
قالَ الفَرّاءُ: لا يَصِحُّ هَذا إلّا بِإضْمارٍ، أيْ: إنَّهم مُنْتَظَرٌ بِهِمْ.
قالَ أبُو حاتِمٍ: الصَّحِيحُ الكَسْرُ أيِ: انْتَظِرْ عَذابَهم إنَّهم مُنْتَظِرُونَ هَلاكَكَ.
وقَدْ أخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ وغَيْرُهُما مِن حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ -: «رَأيْتُ لَيْلَةَ أُسَرِيَ بِي مُوسى بْنَ عِمْرانَ رَجُلًا طَوِيلًا جَعْدًا كَأنَّهُ مِن رِجالِ شَنُوءَةَ، ورَأيْتُ عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ مَرْبُوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبَياضِ سَبْطَ الرَّأْسِ، ورَأيْتُ مالِكًا خازِنَ جَهَنَّمَ والدَّجّالَ في آياتٍ أراهُنَّ اللَّهُ إيّاهُ» قالَ ﴿فَلا تَكُنْ في مِرْيَةٍ مِن لِقائِهِ﴾ فَكانَ قَتادَةُ يُفَسِّرُها أنَّ النَّبِيَّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - قَدْ لَقِيَ مُوسى ﴿وجَعَلْناهُ هُدًى لِبَنِي إسْرائِيلَ﴾ قالَ: جَعَلَ اللَّهُ مُوسى هُدًى لِبَنِي إسْرائِيلَ.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والضِّياءُ في المُخْتارَةِ بِسَنَدٍ قالَ السُّيُوطِيُّ: صَحِيحٌ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - ﴿فَلا تَكُنْ في مِرْيَةٍ مِن لِقائِهِ﴾ قالَ مِن لِقاءِ مُوسى، قِيلَ: أوَ لَقِيَ مُوسى ؟ قالَ نَعَمْ، ألا تَرى إلى قَوْلِهِ: ﴿واسْألْ مَن أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رُسُلِنا﴾ [الزخرف: ٤٥] .
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿أوَلَمْ يَرَوْا أنّا نَسُوقُ الماءَ إلى الأرْضِ الجُرُزِ﴾ قالَ: الجُرُزُ الَّتِي لا تُمْطَرُ إلّا مَطَرًا لا يُغْنِي عَنْها شَيْئًا إلّا ما يَأْتِيها مِنَ السُّيُولِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْهُ في قَوْلِهِ: ﴿إلى الأرْضِ الجُرُزِ﴾ قالَ: أرْضٌ بِاليَمَنِ.
قالَ القُرْطُبِيُّ في تَفْسِيرِهِ: والإسْنادُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ صَحِيحٌ لا مَطْعَنَ فِيهِ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ويَقُولُونَ مَتى هَذا الفَتْحُ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ قالَ: يَوْمُ بَدْرٍ فُتِحَ لِلنَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - فَلَمْ يَنْفَعِ الَّذِينَ كَفَرُوا إيمانُهم بَعْدَ المَوْتِ.
{"ayahs_start":23,"ayahs":["وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ فَلَا تَكُن فِی مِرۡیَةࣲ مِّن لِّقَاۤىِٕهِۦۖ وَجَعَلۡنَـٰهُ هُدࣰى لِّبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ","وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ یَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُوا۟ۖ وَكَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا یُوقِنُونَ","إِنَّ رَبَّكَ هُوَ یَفۡصِلُ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فِیمَا كَانُوا۟ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ","أَوَلَمۡ یَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ یَمۡشُونَ فِی مَسَـٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتٍۚ أَفَلَا یَسۡمَعُونَ","أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّا نَسُوقُ ٱلۡمَاۤءَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡجُرُزِ فَنُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعࣰا تَأۡكُلُ مِنۡهُ أَنۡعَـٰمُهُمۡ وَأَنفُسُهُمۡۚ أَفَلَا یُبۡصِرُونَ","وَیَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلۡفَتۡحُ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ","قُلۡ یَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا یَنفَعُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِیمَـٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ یُنظَرُونَ","فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ"],"ayah":"وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ فَلَا تَكُن فِی مِرۡیَةࣲ مِّن لِّقَاۤىِٕهِۦۖ وَجَعَلۡنَـٰهُ هُدࣰى لِّبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











