الباحث القرآني
لَمّا أمَرَ اللَّهُ سُبْحانَهُ بِالِاقْتِداءِ بِمَن تَقَدَّمَ مِن أنْصارِ الأنْبِياءِ حَذَّرَ عَنْ طاعَةِ الكُفّارِ، وهم مُشْرِكُو العَرَبِ، وقِيلَ: اليَهُودُ والنَّصارى، وقِيلَ: المُنافِقُونَ في قَوْلِهِمْ لِلْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ الهَزِيمَةِ ارْجِعُوا إلى دِينِ آبائِكم.
وقَوْلُهُ: ﴿يَرُدُّوكم عَلى أعْقابِكُمْ﴾ أيْ: يُخْرِجُوكم مِن دِينِ الإسْلامِ إلى الكُفْرِ ﴿فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ﴾ أيْ: تَرْجِعُوا مَغْبُونِينَ. وقَوْلُهُ: ﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلاكم﴾ إضْرابٌ عَنْ مَفْهُومِ الجُمْلَةِ الأُولى؛ أيْ: إنْ تُطِيعُوا الكافِرِينَ يَخْذُلُوكم ولا يَنْصُرُوكم بَلِ اللَّهُ ناصِرُكم لا غَيْرُهُ، وقُرِئَ بَلِ اللَّهَ بِالنَّصْبِ عَلى تَقْدِيرِ بَلْ أطِيعُوا اللَّهَ.
قَوْلُهُ: " سَنُلْقِي " قَرَأ السَّخْتِيانِيُّ بِالياءِ التَّحْتِيَّةِ، وقَرَأ الباقُونَ بِالنُّونِ. وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ والكِسائِيُّ ( الرُّعُبَ ) بِضَمِّ العَيْنِ.
وقَرَأ الباقُونَ بِالسُّكُونِ وهُما لُغَتانِ، يُقالُ: رَعَبْتُهُ رُعْبًا ورُعُبًا فَهو مَرْعُوبٌ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا، والرُّعُبُ بِالضَّمِّ الِاسْمُ، وأصْلُهُ المَلْءُ، يُقالُ سَيْلٌ راعِبٌ؛ أيْ: يَمْلَأُ الوادِيَ، ورَعَبْتُ الحَوْضَ مَلَأْتُهُ، فالمَعْنى: سَنَمْلَأُ قُلُوبَ الكافِرِينَ رُعْبًا؛ أيْ: خَوْفًا وفَزَعًا، والإلْقاءُ يُسْتَعْمَلُ حَقِيقَةً في الأجْسامِ، ومَجازًا في غَيْرِها كَهَذِهِ الآيَةِ، وذَلِكَ أنَّ المُشْرِكِينَ بَعْدَ وقْعَةِ أُحُدٍ نَدِمُوا أنْ لا يَكُونُوا اسْتَأْصَلُوا المُسْلِمِينَ، وقالُوا: بِئْسَما صَنَعْنا قَتَلْناهم حَتّى إذا لَمْ يَبْقَ مِنهم إلّا الشَّرِيدُ تَرَكْناهم، ارْجِعُوا فاسْتَأْصِلُوهم. فَلَمّا عَزَمُوا عَلى ذَلِكَ ألْقى اللَّهُ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ حَتّى رَجَعُوا عَمّا هَمُّوا بِهِ ﴿بِما أشْرَكُوا بِاللَّهِ﴾ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: سَنُلْقِي وما مَصْدَرِيَّةٌ؛ أيْ: بِسَبَبِ إشْراكِهِمْ ﴿ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطانًا﴾ أيْ: ما لَمْ يُنَزِّلِ اللَّهُ بِجَعْلِهِ شَرِيكًا لَهُ حُجَّةً وبَيانًا وبُرْهانًا، والنَّفْيُ يَتَوَجَّهُ إلى القَيْدِ والمُقَيَّدِ؛ أيْ: لا حُجَّةَ ولا إنْزالَ، والمَعْنى: أنَّ الإشْراكَ (p-٢٤٩)بِاللَّهِ لَمْ يَثْبُتْ في شَيْءٍ مِنَ المِلَلِ. والمَثْوى: المَكانُ الَّذِي يُقامُ فِيهِ، يُقالُ: ثَوى يَثْوِي ثَواءً.
قَوْلُهُ: ﴿ولَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وعْدَهُ﴾ نَزَلَتْ لَمّا قالَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ مِن أيْنَ أصابَنا هَذا وقَدْ وعَدَنا اللَّهُ النَّصْرَ، وذَلِكَ أنَّهُ كانَ الظَّفَرُ لَهم في الِابْتِداءِ، حَتّى قَتَلُوا صاحِبَ لِواءِ المُشْرِكِينَ وتِسْعَةَ نَفَرٍ بَعْدَهُ، فَلَمّا اشْتَغَلُوا بِالغَنِيمَةِ وتَرَكَ الرُّماةُ مَرْكَزَهم طَلَبًا لِلْغَنِيمَةِ كانَ ذَلِكَ سَبَبَ الهَزِيمَةِ. والحِسُّ: الِاسْتِئْصالُ بِالقَتْلِ، قالَهُ أبُو عُبَيْدٍ.
يُقالُ جَرادٌ مَحْسُوسٌ: إذا قَتَلَهُ البَرُّ، وسَنَةٌ حَسُوسٌ؛ أيْ: جَدْبَةٌ تَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ. قِيلَ: وأصْلُهُ مِنَ الحِسِّ الَّذِي هو الإدْراكُ بِالحاسَّةِ، فَمَعْنى حِسِّهِ: أذْهَبَ حِسَّهُ بِالقَتْلِ، وتَحُسُّونَهم: تَقْتُلُونَهم وتَسْتَأْصِلُونَهم، قالَ الشّاعِرُ:
؎حَسَسْناهم بِالسَّيْفِ حِسًّا فَأصْبَحَتْ بَقِيَّتُهم قَدْ شُرِّدُوا وتَبَدَّدُوا
وقالَ جَرِيرٌ:
؎تَحُسُّهُمُ السُّيُوفُ كَما تَسامى ∗∗∗ حَرِيقُ النّارِ في الأجْمِ الحَصِيدِ
بِإذْنِهِ أيْ: بِعِلْمِهِ وقَضائِهِ ﴿حَتّى إذا فَشِلْتُمْ﴾ أيْ: جَبُنْتُمْ وضَعُفْتُمْ، قِيلَ: جَوابُ حَتّى مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ امْتُحِنْتُمْ وقالَ الفَرّاءُ: جَوابُ حَتّى قَوْلُهُ: وتَنازَعْتُمْ والواوُ مُقْحَمَةٌ زائِدَةٌ كَقَوْلِهِ: ﴿فَلَمّا أسْلَما وتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ [الصافات: ١٠٣] وقالَ أبُو عَلِيٍّ: يَجُوزُ أنْ يَكُونَ الجَوابُ صَرَفَكم عَنْهم، وقِيلَ فِيهِ تَقْدِيمٌ وتَأْخِيرٌ؛ أيْ: حَتّى إذا تَنازَعْتُمْ وعَصَيْتُمْ فَشِلْتُمْ، وقِيلَ: إنَّ الجَوابَ عَصَيْتُمْ، والواوُ مُقْحَمَةٌ.
وقَدْ جَوَّزَ الأخْفَشُ مِثْلَهُ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿حَتّى إذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأرْضُ بِما رَحُبَتْ وضاقَتْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: ١١٨]، وقِيلَ: حَتّى بِمَعْنى إلى، وحِينَئِذٍ لا جَوابَ لَها، والتَّنازُعُ المَذْكُورُ هو ما وقَعَ مِنَ الرُّماةِ حِينَ قالَ بَعْضُهم: نَلْحَقُ الغَنائِمَ، وقالَ بَعْضُهم: نَثْبُتُ في مَكانِنا كَما أمَرَنا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ. ومَعْنى قَوْلِهِ: ﴿مِن بَعْدِ ما أراكم ما تُحِبُّونَ﴾ ما وقَعَ لَهم مِنَ النَّصْرِ في الِابْتِداءِ في يَوْمِ أُحُدٍ كَما تَقَدَّمَ ﴿مِنكم مَن يُرِيدُ الدُّنْيا﴾ يَعْنِي الغَنِيمَةَ ﴿ومِنكم مَن يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾ أيِ: الأجْرُ بِالبَقاءِ في مَراكِزِهِمُ امْتِثالًا لِأمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ( ﴿ثُمَّ صَرَفَكم عَنْهم لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾ ) أيْ: رَدَّكُمُ اللَّهُ عَنْهم بِالِانْهِزامِ بَعْدَ أنِ اسْتَوْلَيْتُمْ عَلَيْهِمْ لِيَمْتَحِنَكم ﴿ولَقَدْ عَفا عَنْكُمْ﴾ لَمّا عَلِمَ مِن نَدَمِكم فَلَمْ يَسْتَأْصِلْكم بَعْدَ المَعْصِيَةِ والمُخالَفَةِ، والخِطابُ لِجَمِيعِ المُنْهَزِمِينَ وقِيلَ: لِلرُّماةِ فَقَطْ.
قَوْلُهُ: إذْ تُصْعِدُونَ: مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: صَرَفَكم أوْ بِقَوْلِهِ: ﴿ولَقَدْ عَفا عَنْكُمْ﴾ أوْ بِقَوْلِهِ: ( لِيَبْتَلِيَكم ) وقَرَأهُ الجُمْهُورُ بِضَمِّ التّاءِ وكَسْرِ العَيْنِ، وقَرَأ أبُو رَجاءٍ العُطارِدِيُّ وأبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ والحَسَنُ وقَتادَةُ بِفَتْحِ التّاءِ والعَيْنِ. وقَرَأ ابْنُ مُحَيْصِنٍ وقُنْبُلٌ ( تَصْعَدُونَ ) بِالتَّحْتِيَّةِ.
قالَ أبُو حاتِمٍ: أصْعَدْتُ إذا مَضَيْتَ حِيالَ وجْهِكَ، وصَعِدْتُ إذا ارْتَقَيْتَ في جَبَلٍ، فالإصْعادُ السَّيْرُ في مُسْتَوى الأرْضِ وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، والصُّعُودُ الِارْتِفاعُ عَلى الجِبالِ والسُّطُوحِ والسَّلالِمِ والدَّرَجِ، فَيَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ صُعُودُهم في الجَبَلِ بَعْدَ إصْعادِهِمْ في الوادِي، فَيَصِحُّ المَعْنى عَلى القِراءَتَيْنِ. وقالَ القُتَيْبِيُّ: أصْعَدَ إذا أبْعَدَ في الذَّهابِ وأمْعَنَ فِيهِ، ومِنهُ قَوْلُ الشّاعِرِ:
؎ألا أيُّهَذا السّائِلِي أيْنَ أصْعَدَتْ ∗∗∗ فَإنَّ لَها مِن بَطْنِ يَثْرِبَ مَوْعِدا
وقالَ الفَرّاءُ: الإصْعادُ الِابْتِداءُ في السَّفَرِ، والِانْحِدارُ الرُّجُوعُ مِنهُ، يُقالُ: أصْعَدْنا مِن بَغْدادَ إلى مَكَّةَ وإلى خُراسانَ وأشْباهِ ذَلِكَ: إذا خَرَجْنا إلَيْها وأخَذْنا في السَّفَرِ، وانْحَدَرْنا إذا رَجَعْنا.
وقالَ المُفَضَّلُ: صَعِدَ وأصْعَدَ بِمَعْنًى واحِدٍ. ومَعْنى ( تَلْوُونَ ) تَعْرُجُونَ وتُقِيمُونَ: أيْ: لا يَلْتَفِتُ بَعْضُكم إلى بَعْضٍ هَرَبًا، فَإنَّ المُعَرِّجَ إلى الشَّيْءِ يَلْوِي إلَيْهِ عُنُقَهُ أوْ عُنُقَ دابَّتِهِ، عَلى أحَدٍ: أيْ عَلى أحَدٍ مِمَّنْ مَعَكم، وقِيلَ: عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ.
وقَرَأ الحَسَنُ تَلُونَ بِواوٍ واحِدَةٍ، وقَرَأ عاصِمٌ في رِوايَةٍ عَنْهُ بِضَمِّ التّاءِ وهي لُغَةٌ. قَوْلُهُ: ﴿والرَّسُولُ يَدْعُوكم في أُخْراكُمْ﴾ أيْ: في الطّائِفَةِ المُتَأخِّرَةِ مِنكم، يُقالُ: جاءَ فُلانٌ في آخِرِ النّاسِ، وآخِرَةِ النّاسِ، وأُخْرى النّاسِ، وأُخْرَياتِ النّاسِ. وكانَ دُعاءُ النَّبِيِّ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ: ( أيْ عِبادَ اللَّهِ ارْجِعُوا ) .
قَوْلُهُ: فَأثابَكم: عَطْفٌ عَلى صَرَفَكم؛ أيْ: فَجازاكُمُ اللَّهُ غَمًّا حِينَ صَرَفَكم عَنْهُ بِسَبَبِ غَمٍّ أذَقْتُمُوهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ بِعِصْيانِكم، أوْ غَمًّا مَوْصُولًا بِغَمٍّ بِسَبَبِ ذَلِكَ الإرْجافِ والجُرْحِ والقَتْلِ وظَفَرِ المُشْرِكِينَ، والغَمُّ في الأصْلِ التَّغْطِيَةُ، غَمَّيْتُ الشَّيْءَ غَطَّيْتُهُ، ويَوْمٌ غَمٌّ، ولَيْلَةٌ غَمَّةٌ: إذا كانا مُظْلِمَيْنِ: ومِنهُ غَمُّ الهِلالِ، وقِيلَ: الغَمُّ الأوَّلُ الهَزِيمَةُ، والثّانِي إشْرافُ أبِي هُرَيْرَةَ وخالِدِ بْنِ الوَلِيدِ عَلَيْهِمْ في الجَبَلِ.
قَوْلُهُ: لِكَيْلا تَحْزَنُوا: اللّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ: فَأثابَكم أيْ: هَذا الغَمُّ بَعْدَ الغَمِّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَ مِنَ الغَنِيمَةِ ولا ما أصابَكم مِنَ الهَزِيمَةِ، تَمْرِينًا لَكم عَلى المَصائِبِ وتَدْرِيبًا لِاحْتِمالِ الشَّدائِدِ. وقالَ المُفَضَّلُ: مَعْنى لِكَيْلا تَحْزَنُوا لِكَيْ تَحْزَنُوا، ولا زائِدَةٌ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿ما مَنَعَكَ ألّا تَسْجُدَ﴾ [الأعراف: ١٢] أيْ: أنْ تَسْجُدَ، وقَوْلُهُ: ﴿لِئَلّا يَعْلَمَ أهْلُ الكِتابِ﴾ [الحديد: ٢٩] أيْ لِيَعْلَمَ.
وقَدْ أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ المُنْذِرِ وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: ﴿ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ قالَ: لا تَنْصَحُوا اليَهُودَ والنَّصارى عَلى دِينِكم ولا تَصْدُقُوهم بِشَيْءٍ في دِينِكم. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ يَقُولُ: إنْ تُطِيعُوا أبا سُفْيانَ بْنَ حَرْبٍ يَرُدُّكم كُفّارًا.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ في قَوْلِهِ: ﴿سَنُلْقِي في قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ﴾ نَحْوَ ما قَدَّمْناهُ في سَبَبِ نُزُولِ الآيَةِ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ عَنْ عُرْوَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وعْدَهُ﴾ قالَ: كانَ اللَّهُ وعَدَهم عَلى الصَّبْرِ والتَّقْوى أنْ يَمُدَّهم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ، وكانَ قَدْ فَعَلَ، فَلَمّا عَصَوْا أمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ وتَرَكُوا مَصافَّهم وتَرَكَتِ الرُّماةُ عَهْدَ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ أنْ لا يَبْرَحُوا مَنازِلَهم، وأرادُوا الدُّنْيا رُفِعَ عَنْهم مَدَدُ المَلائِكَةِ.
وقِصَّةُ أُحُدٍ مُسْتَوْفاةٌ في السِّيَرِ والتَّوارِيخِ فَلا حاجَةَ إلى إطالَةِ الشَّرْحِ هُنا. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ في قَوْلِهِ: إذْ تَحُسُّونَهم قالَ: الحَسُّ القَتْلُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ مِثْلَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ المُنْذِرِ عَنْهُ. قالَ: الفَشَلُ الجُبْنُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ في (p-٢٥٠)قَوْلُهُ: ﴿مِن بَعْدِ ما أراكم ما تُحِبُّونَ﴾ قالَ: الغَنائِمُ وهَزِيمَةُ القَوْمِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ولَقَدْ عَفا عَنْكم قالَ: يَقُولُ اللَّهُ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكم أنْ لا أكُونَ اسْتَأْصَلْتُكم.
وأخْرَجَ أيْضًا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ إذْ تُصْعِدُونَ قالَ: أصْعَدُوا في أُحُدٍ فِرارًا والرَّسُولُ يَدْعُوهم في أُخْراهم: ( إلَيَّ عِبادَ اللَّهِ ارْجِعُوا إلَيَّ عِبادَ اللَّهِ ارْجِعُوا ) .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ﴿فَأثابَكم غَمًّا بِغَمٍّ﴾ قالَ: الغَمُّ الأوَّلُ بِسَبَبِ الهَزِيمَةِ، والثّانِي: حِينَ قِيلَ قُتِلَ مُحَمَّدٌ، وكانَ ذَلِكَ عِنْدَهم أعْظَمَ مِنَ الهَزِيمَةِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ المُنْذِرِ وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: غَمًّا بِغَمٍّ، قالَ: فِرَةٌ بَعْدَ الفِرَةِ الأُولى حِينَ سَمِعُوا الصَّوْتَ أنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ المُنْذِرِ وابْنُ أبِي حاتِمٍ قالَ: الغَمُّ الأوَّلُ الجِراحُ والقَتْلُ، والغَمُّ الآخَرُ حِينَ سَمِعُوا أنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ قَدْ قُتِلَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الرَّبِيعِ مِثْلَهُ.
{"ayahs_start":149,"ayahs":["یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تُطِیعُوا۟ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُوا۟ خَـٰسِرِینَ","بَلِ ٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ خَیۡرُ ٱلنَّـٰصِرِینَ","سَنُلۡقِی فِی قُلُوبِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعۡبَ بِمَاۤ أَشۡرَكُوا۟ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ یُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَـٰنࣰاۖ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلظَّـٰلِمِینَ","وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥۤ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰۤ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَیۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَاۤ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن یُرِیدُ ٱلدُّنۡیَا وَمِنكُم مَّن یُرِیدُ ٱلۡـَٔاخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِیَبۡتَلِیَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ","۞ إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰۤ أَحَدࣲ وَٱلرَّسُولُ یَدۡعُوكُمۡ فِیۤ أُخۡرَىٰكُمۡ فَأَثَـٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمࣲّ لِّكَیۡلَا تَحۡزَنُوا۟ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا مَاۤ أَصَـٰبَكُمۡۗ وَٱللَّهُ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ"],"ayah":"۞ إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰۤ أَحَدࣲ وَٱلرَّسُولُ یَدۡعُوكُمۡ فِیۤ أُخۡرَىٰكُمۡ فَأَثَـٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمࣲّ لِّكَیۡلَا تَحۡزَنُوا۟ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا مَاۤ أَصَـٰبَكُمۡۗ وَٱللَّهُ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق