الباحث القرآني
قَوْلُهُ: ولْتَكُنْ قَرَأهُ الجُمْهُورُ بِإسْكانِ اللّامِ، وقُرِئَ بِكَسْرِ اللّامِ عَلى الأصْلِ، ومِن في قَوْلِهِ: مِنكم لِلتَّبْعِيضِ وقِيلَ: لِبَيانِ الجِنْسِ. ورُجِّحَ الأوَّلُ بِأنَّ الأمْرَ بِالمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ مِن فُرُوضِ الكِفاياتِ يَخْتَصُّ بِأهْلِ العِلْمِ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ كَوْنَ ما يَأْمُرُونَ بِهِ مَعْرُوفًا ويَنْهَوْنَ عَنْهُ مُنْكَرًا.
قالَ القُرْطُبِيُّ: الأوَّلُ أصَحُّ فَإنَّهُ يَدُلُّ عَلى أنَّ الأمْرَ بِالمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ فَرْضٌ عَلى الكِفايَةِ، وقَدْ عَيَّنَهُمُ اللَّهُ سُبْحانَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ إنْ مَكَّنّاهم في الأرْضِ﴾ [الحج: ٤١] الآيَةَ. وقَرَأ ابْنُ الزُّبَيْرِ " ولْتَكُنْ مِنكم أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ ويَسْتَعِينُونَ بِاللَّهِ عَلى ما أصابَهم " قالَ أبُو بَكْرِ بْنُ الأنْبارِيِّ: وهَذِهِ الزِّيادَةُ تَفْسِيرٌ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وكَلامٌ مِن كَلامِهِ غَلَطَ فِيهِ بَعْضُ النّاقِلِينَ فَألْحَقَهُ بِألْفاظِ القُرْآنِ.
وقَدْ رُوِيَ أنَّ عُثْمانَ قَرَأها كَذَلِكَ ولَكِنْ لَمْ يَكْتُبْها في مُصْحَفِهِ فَدَلَّ عَلى أنَّها لَيْسَتْ بِقُرْآنٍ. وفي الآيَةِ دَلِيلٌ عَلى وُجُوبِ الأمْرِ بِالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، ووُجُوبُهُ ثابِتٌ بِالكِتابِ والسُّنَّةِ وهو مِن أعْظَمِ واجِباتِ الشَّرِيعَةِ المُطَهَّرَةِ، وأصْلٌ عَظِيمٌ مِن أُصُولِها، ورُكْنٌ مُشَيَّدٌ مِن أرْكانِها، وبِهِ يَكْمُلُ نِظامُها ويَرْتَفِعُ سَنامُها.
وقَوْلُهُ: ﴿يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ﴾ مِن بابِ عَطْفِ الخاصِّ عَلى العامِّ، إظْهارًا لِشَرَفِهِما، وأنَّهُما الفَرْدانِ الكامِلانِ مِنَ الخَيْرِ الَّذِي أمَرَ اللَّهُ عِبادَهُ بِالدُّعاءِ إلَيْهِ، كَما قِيلَ في عَطْفِ جِبْرِيلَ ومِيكائِيلَ عَلى المَلائِكَةِ، وحَذْفِ مُتَعَلِّقِ الأفْعالِ الثَّلاثَةِ؛ أيْ: يَدْعُونَ ويَأْمُرُونَ ويَنْهَوْنَ لِقَصْدِ التَّعْمِيمِ؛ أيْ: كُلُّ مَن وقَعَ مِنهُ سَبَبٌ يَقْتَضِي ذَلِكَ، والإشارَةُ في قَوْلِهِ: وأُولَئِكَ تَرْجِعُ إلى الأُمَّةِ بِاعْتِبارِ اتِّصافِها بِما ذُكِرَ بَعْدَها ﴿هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ أيِ المُخْتَصُّونَ بِالفَلاحِ، وتَعْرِيفُ المُفْلِحِينَ لِلْعَهْدِ أوْ لِلْحَقِيقَةِ الَّتِي يَعْرِفُها كُلُّ أحَدٍ.
قَوْلُهُ: ﴿ولا تَكُونُوا كالَّذِينَ تَفَرَّقُوا﴾ هُمُ اليَهُودُ والنَّصارى عِنْدَ جُمْهُورِ المُفَسِّرِينَ، وقِيلَ: هُمُ المُبْتَدِعَةُ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ، وقِيلَ: الحَرُّورِيَّةُ، والظّاهِرُ الأوَّلُ.
والبَيِّناتُ الآياتُ الواضِحَةُ المُبَيِّنَةُ لِلْحَقِّ المُوجِبَةُ لِعَدَمِ الِاخْتِلافِ. قِيلَ: وهَذا النَّهْيُ عَنِ التَّفَرُّقِ والِاخْتِلافِ يَخْتَصُّ بِالمَسائِلِ الأُصُولِيَّةِ، وأمّا المَسائِلُ الفُرُوعِيَّةُ الِاجْتِهادِيَّةُ فالِاخْتِلافُ فِيها جائِزٌ، وما زالَ الصَّحابَةُ فَمَن بَعْدَهم مِنَ التّابِعِينَ وتابِعِيهِمْ مُخْتَلِفِينَ في أحْكامِ الحَوادِثِ، وفِيهِ نَظَرٌ فَإنَّهُ ما زالَ في تِلْكَ العُصُورِ المُنْكِرُ لِلِاخْتِلافِ مَوْجُودًا وتَخْصِيصُ بَعْضِ مَسائِلِ الدِّينِ بِجَوازِ الِاخْتِلافِ فِيها دُونَ البَعْضِ الآخَرِ لَيْسَ بِصَوابٍ، (p-٢٣٧)فالمَسائِلُ الشَّرْعِيَّةُ المُساوِيَةُ الأقْدامِ في انْتِسابِها إلى الشَّرْعِ.
وقَوْلُهُ: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ﴾ مُنْتَصِبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ؛ أيِ: اذْكُرْ، وقِيلَ: بِما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: ﴿لَهم عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ فَإنَّ تَقْدِيرَهُ اسْتَقَرَّ لَهم عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ، أيْ: يَوْمَ القِيامَةِ حِينَ يُبْعَثُونَ مِن قُبُورِهِمْ تَكُونُ وُجُوهُ المُؤْمِنِينَ مُبْيَضَّةً ووُجُوهُ الكافِرِينَ مُسْوَدَّةً. ويُقالُ: إنَّ ذَلِكَ عِنْدَ قِراءَةِ الكِتابِ إذا قَرَأ المُؤْمِنُ كِتابَهُ رَأى حَسَناتِهِ فاسْتَبْشَرَ وابْيَضَّ وجْهُهُ، وإذا قَرَأ الكافِرُ كِتابَهُ رَأى سَيِّئاتِهِ فَحَزِنَ واسْوَدَّ وجْهُهُ.
والتَّنْكِيرُ في وُجُوهٍ لِلتَّكْثِيرِ؛ أيْ: وُجُوهٌ كَثِيرَةٌ. وقَرَأ يَحْيى بْنُ وثّابٍ تَبْيَضُّ وتَسْوَدُّ بِكَسْرِ التّاءَيْنِ.
وقَرَأ الزُّهْرِيُّ تَبْياضُّ وتَسْوادُّ. قَوْلُهُ: أكَفَرْتُمْ أيْ: فَيُقالُ لَهم: أكَفَرْتُمْ، والهَمْزَةُ لِلتَّوْبِيخِ والتَّعْجِيبِ مِن حالِهِمْ، وهَذا تَفْصِيلٌ لِأحْوالِ الفَرِيقَيْنِ بَعْدَ الإجْمالِ، وقَدَّمَ بَيانَ حالِ الكافِرِينَ لِكَوْنِ المَقامِ مَقامَ تَحْذِيرٍ وتَرْهِيبٍ، قِيلَ: هم أهْلُ الكِتابِ، وقِيلَ: المُرْتَدُّونَ، وقِيلَ: المُنافِقُونَ، وقِيلَ: المُبْتَدِعُونَ.
وقَوْلُهُ: ﴿فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ أيْ: في جَنَّتِهِ ودارِ كَرامَتِهِ، عَبَّرَ عَنْ ذَلِكَ بِالرَّحْمَةِ إشارَةً إلى أنَّ العَمَلَ لا يَسْتَقِلُّ بِدُخُولِ صاحِبِهِ الجَنَّةَ، بَلْ لا بُدَّ مِنَ الرَّحْمَةِ، ومِنهُ حَدِيثُ «لَنْ يَدْخُلَ أحَدٌ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ» وهو في الصَّحِيحِ. وقَوْلُهُ: ﴿هم فِيها خالِدُونَ﴾ جُمْلَةٌ اسْتِئْنافِيَّةٌ جَوابُ سُؤالٍ مُقَدَّرٍ.
وتِلْكَ إشارَةٌ إلى ما تَقَدَّمَ مِن تَعْذِيبِ الكافِرِينَ وتَنْعِيمِ المُؤْمِنِينَ. وقَوْلُهُ: ﴿نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالحَقِّ﴾ جُمْلَةٌ حالِيَّةٌ، وبِالحَقِّ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ؛ أيْ: مُتَلَبِّسَةٌ بِالحَقِّ وهو العَدْلُ.
وقَوْلُهُ: ﴿وما اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعالَمِينَ﴾ جُمْلَةٌ تَذْيِيلِيَّةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ ما قَبْلَها، وفي تَوَجُّهِ النَّفْيِ إلى الإرادَةِ الواقِعَةِ عَلى النَّكِرَةِ دَلِيلٌ عَلى أنَّهُ سُبْحانَهُ لا يُرِيدُ فَرْدًا مِن أفْرادِ الظُّلْمِ الواقِعَةِ عَلى فَرْدٍ مِن أفْرادِ العالَمِ. والمُرادُ بِما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ مَخْلُوقاتُهُ سُبْحانَهُ؛ أيْ: لَهُ ذَلِكَ يَتَصَرَّفُ فِيهِ كَيْفَ يَشاءُ وعَلى ما يُرِيدُ، وعَبَّرَ بِما تَغْلِيبًا لِغَيْرِ العُقَلاءِ عَلى العُقَلاءِ لِكَثْرَتِهِمْ أوْ لِتَنْزِيلِ العُقَلاءِ مَنزِلَةَ غَيْرِهِمْ.
قالَ الَمَهْدَوِيُّ: وجْهُ اتِّصالِ هَذا بِما قَبْلَهُ أنَّهُ لَمّا ذَكَرَ أحْوالَ المُؤْمِنِينَ والكافِرِينَ وأنَّهُ لا يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعالَمِينَ وصَلَهُ بِذِكْرِ اتِّساعِ قُدْرَتِهِ وغِناهُ عَنِ الظُّلْمِ لِكَوْنِ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ في قَبْضَتِهِ، وقِيلَ: هو ابْتِداءُ كَلامٍ يَتَضَمَّنُ البَيانَ لِعِبادِهِ بِأنَّ جَمِيعَ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ لَهُ حَتّى يَسْألُوهُ ويَعْبُدُوهُ ولا يَعْبُدُوا غَيْرَهُ. وقَوْلُهُ: ﴿وإلى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾ أيْ: لا إلى غَيْرِهِ لا شَرِكَةً ولا اسْتِقْلالًا.
وقَدْ أخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أبِي جَعْفَرٍ الباقِرِ قالَ: «قَرَأ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ﴿ولْتَكُنْ مِنكم أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ﴾ قالَ: الخَيْرُ اتِّباعُ القُرْآنِ وسُنَّتِي» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: كُلُّ آيَةٍ ذَكَرَها اللَّهُ في القُرْآنِ في الأمْرِ بِالمَعْرُوفِ فَهو الإسْلامُ، والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ فَهو عِبادَةُ الأوْثانِ والشَّيْطانِ انْتَهى.
وهُوَ تَخْصِيصٌ بِغَيْرِ مُخَصِّصٍ، فَلَيْسَ في لُغَةِ العَرَبِ ولا في عُرْفِ الشَّرْعِ ما يَدُلُّ عَلى ذَلِكَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ قالَ: ﴿يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ﴾ أيِ الإسْلامِ ﴿ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ﴾ بِطاعَةِ رَبِّهِمْ ﴿ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ﴾ عَنْ مَعْصِيَةِ رَبِّهِمْ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الضَّحّاكِ في الآيَةِ قالَ: هم أصْحابُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ خاصَّةً وهُمُ الرُّواةُ انْتَهى. ولا أدْرِي ما وجْهُ هَذا التَّخْصِيصِ، فالخِطابُ في هَذِهِ الآيَةِ كالخِطابِ بِسائِرِ الأُمُورِ الَّتِي شَرَعَها اللَّهُ لِعِبادِهِ وكَلَّفَهم بِها.
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ وابْنُ ماجَهْ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ: «افْتَرَقَتِ اليَهُودُ عَلى إحْدى وسَبْعِينَ فِرْقَةً، وتَفَرَّقَتِ النَّصارى عَلى ثِنْتَيْنِ وسَبْعِينَ فِرْقَةً، وتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلى ثَلاثٍ وسَبْعِينَ فِرْقَةً» . وأخْرَجَ أحْمَدُ وأبُو داوُدَ والحاكِمُ عَنْ مُعاوِيَةَ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ، وزادَ «كُلُّها في النّارِ إلّا واحِدَةٌ وهي الجَماعَةُ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَرْفُوعًا نَحْوَهُ أيْضًا، وزادَ «كُلُّها في النّارِ إلّا مِلَّةٌ واحِدَةٌ، فَقِيلَ لَهُ: ما الواحِدَةُ ؟ قالَ: ما أنا عَلَيْهِ اليَوْمَ وأصْحابِي» . وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ عَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ، وفِيهِ «فَواحِدَةٌ في الجَنَّةِ وثِنْتانِ وسَبْعُونَ في النّارِ، قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ مَن هم ؟ قالَ: الجَماعَةُ». وأخْرَجَهُ أحْمَدُ مِن حَدِيثِ أنَسٍ، وفِيهِ «قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ مَن تِلْكَ الفِرْقَةُ ؟ قالَ: الجَماعَةُ» .
وقَدْ ورَدَتْ آياتٌ وأحادِيثُ كَثِيرَةٌ في الأمْرِ بِالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ وفي الأمْرِ بِالكَوْنِ في الجَماعَةِ والنَّهْيِ عَنِ الفُرْقَةِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ والخَطِيبُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ﴾ قالَ: تَبْيَضُّ وُجُوهُ أهْلِ السُّنَّةِ والجَماعَةِ وتَسْوَدُّ وُجُوهُ أهْلِ البِدَعِ والضَّلالَةِ.
وأخْرَجَهُ الخَطِيبُ والدَّيْلَمِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا وأخْرَجَهُ أيْضًا مَرْفُوعًا أبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ في الإبانَةِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ المُنْذِرِ وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ في الآيَةِ قالَ: صارُوا فِرْقَتَيْنِ يَوْمَ القِيامَةِ، يُقالُ لِمَنِ اسْوَدَّ وجْهُهُ: أكَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانِكم ؟ فَهو الإيمانُ الَّذِي كانَ في صُلْبِ آدَمَ حَيْثُ كانُوا أُمَّةً واحِدَةً، وأمّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهم فَهُمُ الَّذِينَ اسْتَقامُوا عَلى إيمانِهِمْ وأخْلَصُوا لَهُ الدِّينَ فَبَيَّضَ اللَّهُ وُجُوهَهم وأدْخَلَهم في رِضْوانِهِ وجَنَّتَهُ، وقَدْ رُوِيَ غَيْرُ ذَلِكَ.
{"ayahs_start":104,"ayahs":["وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةࣱ یَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَیۡرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ","وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ","یَوۡمَ تَبۡیَضُّ وُجُوهࣱ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهࣱۚ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِیمَـٰنِكُمۡ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ","وَأَمَّا ٱلَّذِینَ ٱبۡیَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِی رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ","تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَیۡكَ بِٱلۡحَقِّۗ وَمَا ٱللَّهُ یُرِیدُ ظُلۡمࣰا لِّلۡعَـٰلَمِینَ","وَلِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ"],"ayah":"وَلِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق