الباحث القرآني
.
قَوْلُهُ: ﴿قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ﴾ قَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ، وحَفْصٌ ( يَقُولُونَ ) بِالياءِ التَّحْتِيَّةِ، وقَرَأ الباقُونَ بِالفَوْقِيَّةِ عَلى الخِطابِ لِلْقائِلِينَ بِأنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى، و( إذَنْ ) جَوابٌ (p-٨٢٥)عَنْ مَقالَتِهِمُ الباطِلَةِ وجَزاءٌ لِ ( لَوْ ) ﴿لابْتَغَوْا إلى ذِي العَرْشِ﴾ وهو اللَّهُ سُبْحانَهُ سَبِيلًا طَرِيقًا لِلْمُغالَبَةِ والمُمانَعَةِ كَما تَفْعَلُ المُلُوكُ مَعَ بَعْضِهِمُ البَعْضِ مِنَ المُقاتَلَةِ والمُصاوَلَةِ، وقِيلَ: مَعْناهُ: إذَنْ لابْتَغَتِ الآلِهَةُ إلى اللَّهِ القُرْبَةَ والزُّلْفَةَ عِنْدَهُ، لِأنَّهم دُونَهُ، والمُشْرِكُونَ إنَّما اعْتَقَدُوا أنَّها تُقَرِّبُهم إلى اللَّهِ.
والظّاهِرُ المَعْنى الأوَّلُ، ومِثْلُ مَعْناهُ قَوْلُهُ سُبْحانَهُ: ﴿لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إلّا اللَّهُ لَفَسَدَتا﴾ .
ثُمَّ نَزَّهَ تَعالى نَفْسَهُ، فَقالَ سُبْحانَهُ والتَّسْبِيحُ: التَّنْزِيهُ، وقَدْ تَقَدَّمَ وتَعالى تَباعَدَ عَمّا يَقُولُونَ مِنَ الأقْوالِ الشَّنِيعَةِ والفِرْيَةِ العَظِيمَةِ عُلُوًّا أيْ تَعالِيًا، ولَكِنَّهُ وضَعَ العُلُوَّ مَوْضِعَ التَّعالِي كَقَوْلِهِ: ﴿واللَّهُ أنْبَتَكم مِنَ الأرْضِ نَباتًا﴾ ثُمَّ وصَفَ العُلُوَّ بِالكِبَرِ مُبالَغَةً في النَّزاهَةِ، وتَنْبِيهًا عَلى أنَّ بَيْنَ الواجِبِ لِذاتِهِ والمُمْكِنِ لِذاتِهِ، وبَيْنَ الغَنِيِّ المُطْلَقِ، والفَقِيرِ المُطْلَقِ مُبايَنَةً لا تُعْقَلُ الزِّيادَةُ عَلَيْها.
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحانَهُ جَلالَةَ مُلْكِهِ وعَظَمَةَ سُلْطانِهِ فَقالَ: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ والأرْضُ ومَن فِيهِنَّ﴾ قُرِئَ بِالمُثَنّاةِ التَّحْتِيَّةِ في ( يُسَبِّحُ ) وبِالفَوْقِيَّةِ، وقالَ فِيهِنَّ بِضَمِيرِ العُقَلاءِ لِإسْنادِهِ إلَيْها التَّسْبِيحَ الَّذِي هو فِعْلُ العُقَلاءِ، وقَدْ أخْبَرَ سُبْحانَهُ عَنِ السَّماواتِ والأرْضِ بِأنَّها تُسَبِّحُهُ، وكَذَلِكَ مَن فِيها مِن مَخْلُوقاتِهِ الَّذِينَ لَهم عُقُولٌ وهُمُ المَلائِكَةُ والإنْسُ والجِنُّ وغَيْرُهم مِنَ الأشْياءِ الَّتِي لا تَعْقِلُ، ثُمَّ زادَ ذَلِكَ تَعْمِيمًا وتَأْكِيدًا فَقالَ: ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ فَشَمَلَ كُلَّ ما يُسَمّى شَيْئًا كائِنًا ما كانَ، وقِيلَ: إنَّهُ يُحْمَلُ قَوْلُهُ: ومَن فِيهِنَّ عَلى المَلائِكَةِ والثَّقَلَيْنِ، ويُحْمَلُ ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ عَلى ما عَدا ذَلِكَ مِنَ المَخْلُوقاتِ.
وقَدِ اخْتَلَفَ أهْلُ العِلْمِ في هَذا العُمُومِ هَلْ هو مَخْصُوصٌ أمْ لا ؟ فَقالَتْ طائِفَةٌ: لَيْسَ بِمَخْصُوصٍ، وحَمَلُوا التَّسْبِيحَ عَلى تَسْبِيحِ الدَّلالَةِ لِأنَّ كُلَّ مَخْلُوقٍ يَشْهَدُ عَلى نَفْسِهِ ويُدِلُّ غَيْرَهُ بِأنَّ اللَّهَ خالِقٌ قادِرٌ.
وقالَتْ طائِفَةٌ: هَذا التَّسْبِيحُ عَلى حَقِيقَتِهِ والعُمُومُ عَلى ظاهِرِهِ.
والمُرادُ أنَّ كُلَّ المَخْلُوقاتِ تُسَبِّحُ لِلَّهِ سُبْحانَهُ هَذا التَّسْبِيحُ الَّذِي مَعْناهُ التَّنْزِيهُ وإنْ كانَ البَشَرُ لا يَسْمَعُونَ ذَلِكَ ولا يَفْهَمُونَهُ، ويُؤَيِّدُ هَذا قَوْلُهُ سُبْحانَهُ: ﴿ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ فَإنَّهُ لَوْ كانَ المُرادُ تَسْبِيحَ الدَّلالَةِ لَكانَ أمْرًا مَفْهُومًا لِكُلِّ أحَدٍ.
وأُجِيبُ بِأنَّ المُرادَ بِقَوْلِهِ ( لا تَفْقَهُونَ ) الكُفّارُ الَّذِينَ يُعْرِضُونَ عَنِ الِاعْتِبارِ.
وقالَتْ طائِفَةٌ: إنَّ هَذا العُمُومَ مَخْصُوصٌ بِالمَلائِكَةِ والثَّقَلَيْنِ دُونَ الجَماداتِ، وقِيلَ: خاصٌّ بِالأجْسامِ النّامِيَةِ فَيَدْخُلُ النَّباتاتُ، كَما رُوِيَ هَذا القَوْلُ عَنْ عِكْرِمَةَ، والحَسَنِ وخَصَّ تَسْبِيحَ النَّباتاتِ بِوَقْتِ نُمُوِّها لا بَعْدَ قَطْعِها وقَدِ اسْتُدِلَّ لِذَلِكَ بِحَدِيثِ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ عَلى قَبْرَيْنِ وفِيهِ ثُمَّ دَعا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ اثْنَيْنِ، وقالَ: إنَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُما ما لَمْ يَيْبَسا» ويُؤَيِّدُ حَمْلَ الآيَةِ عَلى العُمُومِ قَوْلُهُ: ﴿إنّا سَخَّرْنا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالعَشِيِّ والإشْراقِ﴾ وقَوْلُهُ: ﴿وإنَّ مِنها لَما يَهْبِطُ مِن خَشْيَةِ اللَّهِ﴾، وقَوْلُهُ: ﴿وتَخِرُّ الجِبالُ هَدًّا﴾ ونَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ، وثَبَتَ في الصَّحِيحِ أنَّهم «كانُوا يَسْمَعُونَ تَسْبِيحَ الطَّعامِ، وهم يَأْكُلُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ» -، وهَكَذا حَدِيثُ حَنِينِ الجِذْعِ، وحَدِيثُ أنَّ حَجَرًا بِمَكَّةَ كانَ يُسَلِّمُ عَلى النَّبِيِّ ﷺ وكُلُّها في الصَّحِيحِ ومِن ذَلِكَ تَسْبِيحُ الحَصى في كَفِّهِ ﷺ .
ومُدافَعَةُ عُمُومِ هَذِهِ الآيَةِ بِمُجَرَّدِ الِاسْتِبْعاداتِ لَيْسَ دَأْبَ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ سُبْحانَهُ ويُؤْمِنُ بِما جاءَ مِن عِنْدِهِ، ومَعْنى ﴿إلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ إلّا يُسَبِّحُ مُتَلَبِّسًا بِحَمْدِهِ ﴿ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهم﴾ .
قَرَأ الحَسَنُ، وأبُو عَمْرٍو، ويَعْقُوبُ، وحَفْصٌ، وحَمْزَةُ، والكِسائِيُّ وخَلَفٌ ( تُسَبِّحُ ) بِالمُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ عَلى الخِطابِ، وقَرَأ الباقُونَ بِالتَّحْتِيَّةِ، واخْتارَ هَذِهِ القِراءَةَ أبُو عُبَيْدٍ إنَّهُ كانَ حَلِيمًا غَفُورًا فَمِن حِلْمِهِ الإمْهالُ لَكم وعَدَمُ إنْزالِ عُقُوبَتِهِ عَلَيْكم، ومِن مَغْفِرَتِهِ لَكم أنَّهُ لا يُؤاخِذُ مَن تابَ مِنكم.
ولَمّا فَرَغَ سُبْحانَهُ مِنَ الإلَهِيّاتِ شَرَعَ في ذِكْرِ بَعْضٍ مِن آياتِ القُرْآنِ وما يَقَعُ مِن سامِعِيهِ فَقالَ: ﴿وإذا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا﴾ جَعَلْنا بَيْنَكَ يا مُحَمَّدُ وبَيْنَ المُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا، أيْ: إنَّهم لِإعْراضِهِمْ عَنْ قِراءَتِكَ وتَغافُلِهِمْ عَنْكَ كَمَنَ بَيْنَكَ وبَيْنَهُ حِجابٌ يَمُرُّونَ بِكَ ولا يَرَوْنَكَ، ذَكَرَ مَعْناهُ الزَّجّاجُ وغَيْرُهُ، ومَعْنى ( مَسْتُورًا ) ساتِرٌ.
قالَ الأخْفَشُ: أرادَ ساتِرًا، والفاعِلُ قَدْ يَكُونُ في لَفْظِ المَفْعُولِ كَما تَقُولُ: إنَّكَ لَمَشْئُومٌ ومَيْمُونٌ. وإنَّما هو شائِمٌ ويامِنٌ، وقِيلَ: مَعْنى ( مَسْتُورًا ) ذا سِتْرٍ، كَقَوْلِهِمْ سَيْلٌ مُفْعَمٌ، أيْ: ذُو إفْعامٍ، وقِيلَ: هو حِجابٌ لا تَراهُ الأعْيُنُ فَهو مَسْتُورٌ عَنْها، وقِيلَ: حِجابٌ مِن دُونِهِ حِجابٌ فَهو مَسْتُورٌ بِغَيْرِهِ، وقِيلَ: المُرادُ بِالحِجابِ المَسْتُورُ الطَّبْعِ والخَتْمِ.
﴿وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أكِنَّةً﴾ الأكِنَّةُ: جَمْعُ كِنانٍ.
وقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ في الأنْعامِ، وقِيلَ: هو حِكايَةٌ لِما كانُوا يَقُولُونَهُ مِن قَوْلِهِمْ: قُلُوبُنا غُلْفٌ ﴿وفِي آذانِنا وقْرٌ ومِن بَيْنِنا وبَيْنِكَ حِجابٌ﴾ وأنْ يَفْقَهُوهُ مَفْعُولٌ لِأجْلِهِ، أيْ: كَراهَةَ أنْ يَفْقَهُوهُ، أوْ لِئَلّا يَفْقَهُوهُ، أيْ يَفْهَمُوا ما فِيهِ مِنَ الأوامِرِ والنَّواهِي والحِكَمِ والمَعانِي ﴿وفِي آذانِهِمْ وقْرًا﴾ أيْ صَمَمًا وثَقَلًا، وفي الكَلامِ حَذْفٌ، والتَّقْدِيرُ: إنْ يَسْمَعُوهُ.
ومِن قَبائِحِ المُشْرِكِينَ أنَّهم كانُوا يُحِبُّونَ أنْ يَذْكُرَ آلِهَتُهم كَما يَذْكُرُ اللَّهُ سُبْحانَهُ فَإذا سَمِعُوا ذِكْرَ اللَّهِ دُونَ ذِكْرِ آلِهَتِهِمْ نَفَرُوا عَنِ المَجْلِسِ، ولِهَذا قالَ اللَّهُ: ﴿وإذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ في القُرْآنِ وحْدَهُ﴾ أيْ واحِدًا غَيْرَ مَشْفُوعٍ بِذِكْرِ آلِهَتِهِمْ، فَهو مَصْدَرٌ وقَعَ مَوْقِعَ الحالِ ﴿ولَّوْا عَلى أدْبارِهِمْ نُفُورًا﴾ هو مَصْدَرٌ، والتَّقْدِيرُ: هَرَبُوا نُفُورًا، أوْ نَفَرُوا نُفُورًا، وقِيلَ: جَمْعُ نافِرٍ كَقاعِدٍ وقُعُودٍ.
والأوَّلُ أوْلى.
ويَكُونُ المَصْدَرُ في مَوْضِعِ الحالِ، أيْ: ولَّوْا نافِرِينَ.
﴿نَحْنُ أعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ﴾ أيْ يَسْتَمِعُونَ إلَيْكَ مُتَلَبِّسِينَ بِهِ مِنَ الِاسْتِخْفافِ بِكَ وبِالقُرْآنِ واللَّغْوِ في ذِكْرِكَ لِرَبِّكَ وحْدَهُ وقِيلَ: الباءُ زائِدَةٌ والظَّرْفُ في ﴿إذْ يَسْتَمِعُونَ إلَيْكَ﴾ مُتَعَلِّقٍ بِأعْلَمَ، أيْ: نَحْنُ أعْلَمُ وقْتَ يَسْتَمِعُونَ إلَيْكَ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ، وفِيهِ تَأْكِيدٌ لِلْوَعِيدِ، وقَوْلُهُ: ﴿وإذْ هم نَجْوى﴾ مُتَعَلِّقٌ بِأعْلَمَ أيْضًا، أيْ: ونَحْنُ أعْلَمُ بِما يَتَناجَوْنَ بِهِ فِيما بَيْنَهم وقْتَ تَناجِيهِمْ، وقَدْ (p-٨٢٦)كانُوا يَتَناجَوْنَ بَيْنَهم بِالتَّكْذِيبِ والِاسْتِهْزاءِ، يَقُولُ بَدَلٌ مِن وإذْ هم نَجْوى.
﴿إنْ تَتَّبِعُونَ إلّا رَجُلًا مَسْحُورًا﴾ أيْ يَقُولُ كُلٌّ مِنهم لِلْآخَرِينَ عِنْدَ تَناجِيهِمْ: ما تَتَّبِعُونَ إلّا رَجُلًا سُحِرَ فاخْتَلَطَ عَقْلُهُ وزالَ عَنْ حَدِّ الِاعْتِدالِ.
قالَ ابْنُ الأعْرابِيِّ: المَسْحُورُ الذّاهِبُ العَقْلِ الَّذِي أُفْسِدَ مِن قَوْلِهِمْ طَعامٌ مَسْحُورٌ إذا أُفْسِدَ عَمَلُهُ، وأرْضٌ مَسْحُورَةٌ أصابَها مِنَ المَطَرِ أكْثَرُ مِمّا يَنْبَغِي فَأفْسَدَها.
وقِيلَ: المَسْحُورُ المَخْدُوعُ، لِأنَّ السِّحْرَ حِيلَةٌ وخَدِيعَةٌ، وذَلِكَ لِأنَّهم زَعَمُوا أنَّ مُحَمَّدًا ﷺ كانَ يَتَعَلَّمُ مِن بَعْضِ النّاسِ، وكانُوا يَخْدَعُونَهُ بِذَلِكَ التَّعْلِيمِ.
وقالَ أبُو عُبَيْدَةَ: مَعْنى ( مَسْحُورًا ) أنَّ لَهُ سَحْرًا، أيْ: رِئَةً، فَهو لا يَسْتَغْنِي عَنِ الطَّعامِ والشَّرابِ فَهو مِثْلُكم، وتَقُولُ العَرَبُ لِلْجَبانِ: قَدِ انْتَفَخَ سَحْرُهُ، وكُلُّ مَن كانَ يَأْكُلُ مِن آدَمِيٍّ أوْ غَيْرِهِ مَسْحُورٌ، ومِنهُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ:
؎أرانا مَوْضِعَيْنِ لِأمْرِ غَيْبٍ ونَسْحَرُ بِالطَّعامِ وبِالشَّرابِ
أيْ نُغَذِّي ونُعَلِّلُ.
قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: لا أدْرِي ما حَمَلَهُ عَلى هَذا التَّفْسِيرِ المُسْتَكْرَهِ مَعَ أنَّ السَّلَفَ فَسَّرُوهُ بِالوُجُوهِ الواضِحَةِ.
﴿انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأمْثالَ﴾ أيْ قالُوا تارَةً إنَّكَ كاهِنٌ وتارَةً ساحِرٌ، وتارَةً شاعِرٌ، وتارَةً مَجْنُونٌ فَضَلُّوا عَنْ طَرِيقِ الصَّوابِ في جَمِيعِ ذَلِكَ ﴿فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا﴾ إلى الهُدى أوْ إلى الطَّعْنِ الَّذِي تَقْبَلُهُ العُقُولُ ويَقَعُ التَّصْدِيقُ لَهُ لا أصْلَ الطَّعْنِ، فَقَدْ فَعَلُوا مِنهُ ما قَدَرُوا عَلَيْهِ، وقِيلَ: لا يَسْتَطِيعُونَ مَخْرَجًا لِتَناقُضِ كَلامِهِمْ كَقَوْلِهِمْ: ساحِرٌ مَجْنُونٌ.
وقَدْ أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿إذًا لابْتَغَوْا إلى ذِي العَرْشِ سَبِيلًا﴾ قالَ: عَلى أنْ يُزِيلُوا مُلْكَهُ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وأبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ والبَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ والصِّفاتِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إلى المَسْجِدِ الأقْصى كانَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ ومِيكائِيلُ عَنْ يَسارِهِ، فَطارَ بِهِ حَتّى بَلَغَ السَّماواتِ العُلى، فَلَمّا رَجَعَ قالَ: سَمِعْتُ تَسْبِيحًا مِنَ السَّماواتِ العُلى مَعَ تَسْبِيحٍ كَثِيرٍ سَبَّحَتِ السَّماواتُ العُلى مِن ذِي المَهابَةِ مُشْفِقاتٍ لِذِي العُلُوِّ بِما عَلا، سُبْحانَ العَلِيِّ الأعْلى سُبْحانَهُ وتَعالى» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أنَسٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ وهو جالِسٌ مَعَ أصْحابِهِ إذْ سَمِعَ هِدَّةً فَقالَ: أطَّتِ السَّماءُ ويَحِقُّ لَها أنْ تَئِطَّ، والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ما فِيها مَوْضِعُ شِبْرٍ إلّا فِيهِ جَبْهَةُ مَلَكٍ ساجِدٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ عَنْ جابِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ألا أُخْبِرُكم بِشَيْءٍ أمَرَ بِهِ نُوحٌ ابْنَهُ ؟ إنَّ نُوحًا قالَ لِابْنِهِ: يا بُنَيَّ آمُرُكَ أنْ تَقُولَ سُبْحانَ اللَّهِ، فَإنَّها صَلاةُ الخَلائِقِ، وتَسْبِيحُ الخَلْقِ، وبِها يُرْزَقُ الخَلْقُ، قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِن حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: ما مِن عَبْدٍ سَبَّحَ تَسْبِيحَةً إلّا سَبَّحَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ قالَ: ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ قالَ ابْنُ كَثِيرٍ إسْنادُهُ فِيهِ ضَعْفٌ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ وغَيْرُهُما عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأنْبِياءِ فَأمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ فَأوْحى اللَّهُ إلَيْهِ: مِن أجْلِ نَمْلَةٍ واحِدَةٍ أحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ» .
وأخْرَجَ النَّسائِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قالَ «نَهى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ قَتْلِ الضُّفْدَعِ وقالَ: نَقِيقُها تَسْبِيحٌ» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ قالَ: الزَّرْعُ يُسَبِّحُ وأجْرُهُ لِصاحِبِهِ والثَّوْبُ يُسَبِّحُ ويَقُولُ الوَسِخُ إنْ كُنْتَ مُؤْمِنًا فاغْسِلْنِي إذَنْ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْهُ قالَ: كُلُّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ إلّا الكَلْبَ والحِمارَ.
وأخْرَجَ ابْنُ راهَوَيْهِ في مَسْنَدِهِ مِن طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ قالَ: أتى أبُو بَكْرٍ بِغُرابٍ وافِرِ الجَناحَيْنِ، فَجَعَلَ يَنْشُرُ جَناحَيْهِ ويَقُولُ: ما صِيدَ مِن صَيْدٍ ولا عُضِدَ مِن شَجَرَةٍ إلّا بِما ضَيَّعَتْ مِنَ التَّسْبِيحِ.
وأخْرَجَهُ أحْمَدُ في الزُّهْدِ وأبُو الشَّيْخِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرانَ قالَ: أتى أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَذَكَرَهُ مِن قَوْلِهِ غَيْرُ مَرْفُوعٍ.
وأخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِن حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ بِنَحْوِهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِن حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِمَعْنى بَعْضِهِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ مِن حَدِيثِ أبِي الدَّرْداءِ بِمَعْناهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ مِن حَدِيثِ أبِي رُهْمٍ نَحْوَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الحَسَنِ قالَ: هَذِهِ الآيَةُ في التَّوْراةِ كَقَدْرِ ألْفِ آيَةٍ ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ قالَ: في التَّوْراةِ تُسَبِّحُ لَهُ الجِبالُ ويُسَبِّحُ لَهُ الشَّجَرُ، ويُسَبِّحُ لَهُ كَذا، ويُسَبِّحُ لَهُ كَذا، وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو الشَّيْخِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: صَلّى داوُدُ لَيْلَةً حَتّى أصْبَحَ، فَلَمّا أصْبَحَ وجَدَ في نَفْسِهِ سُرُورًا فَنادَتْهُ ضُفْدَعَةٌ يا داوُدُ كُنْتُ أدْأبَ مِنكَ قَدْ أغْفَيْتَ إغْفاءَةً.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسارٍ قالَ: كانَ داوُدُ في مِحْرابِهِ فَأبْصَرَ دُودَةً صَغِيرَةً فَفَكَّرَ في خَلْقِها وقالَ: ما يَعْبَأُ اللَّهُ بِخَلْقِ هَذِهِ، فَأنْطَقَها اللَّهُ فَقالَتْ: يا داوُدُ أتُعْجِبُكَ نَفْسُكَ، لَأنا عَلى قَدْرِ ما آتانِي اللَّهُ أذْكَرُ لِلَّهِ وأشْكَرُ لَهُ مِنكَ عَلى ما آتاكَ اللَّهُ، قالَ اللَّهُ: ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ .
وفِي البابِ أحادِيثُ ورِواياتٌ عَنِ السَّلَفِ فِيها التَّصْرِيحُ بِتَسْبِيحِ جَمِيعِ المَخْلُوقاتِ.
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وأبُو نُعَيْمٍ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أسْماءَ بِنْتِ أبِي بَكْرٍ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ ﴿تَبَّتْ يَدا أبِي لَهَبٍ﴾ أقْبَلَتِ العَوْراءُ أُمُّ جَمِيلٍ ولَها ولْوَلَةٌ، وفي يَدِها فِهْرٌ وهي تَقُولُ:
؎مُذَمَّمًا أبَيْنا ∗∗∗ ودِينَهُ قَلَيْنا
؎وأمْرَهُ عَصَيْنا
ورَسُولُ اللَّهِ جالِسٌ وأبُو بَكْرٍ إلى جَنْبِهِ، فَقالَ أبُو بَكْرٍ: لَقَدْ أقْبَلَتْ هَذِهِ وأنا أخافُ أنْ تَراكَ، فَقالَ: إنَّها لَنْ تَرانِي، وقَرَأ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ كَما قالَ تَعالى: ﴿وإذا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا﴾ فَجاءَتْ حَتّى قامَتْ عَلى أبِي بَكْرٍ فَلَمْ تَرَ النَّبِيَّ ﷺ فَقالَتْ: يا أبا بَكْرٍ بَلَغَنِي أنَّ صاحِبَكَ هَجانِي، فَقالَ أبُو بَكْرٍ: لا ورَبِّ هَذا (p-٨٢٧)البَيْتِ ما هَجاكِ. فانْصَرَفَتْ وهي تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أنِّي بِنْتُ سَيِّدِها»، وقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ القِصَّةُ بِألْفاظٍ مُخْتَلِفَةٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وإذا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا﴾ قالَ: الحِجابُ المَسْتُورُ أكِنَّةٌ عَلى قُلُوبِهِمْ أنْ يَفْقَهُوهُ وأنْ يَنْتَفِعُوا بِهِ أطاعُوا الشَّيْطانَ فاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ في الآيَةِ قالَ: ذاكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذا قَرَأ القُرْآنَ عَلى المُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ سَمِعُوا قِراءَتَهُ ولا يَرَوْنَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَّوْا عَلى أدْبارِهِمْ نُفُورًا﴾ قالَ: الشَّياطِينُ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ في قَوْلِهِ: ﴿إذْ يَسْتَمِعُونَ إلَيْكَ﴾ قالَ: عُتْبَةُ، وشَيْبَةُ ابْنا رَبِيعَةَ، والوَلِيدُ بْنُ المُغِيرَةِ، والعاصِ بْنُ وائِلٍ.
{"ayahs_start":42,"ayahs":["قُل لَّوۡ كَانَ مَعَهُۥۤ ءَالِهَةࣱ كَمَا یَقُولُونَ إِذࣰا لَّٱبۡتَغَوۡا۟ إِلَىٰ ذِی ٱلۡعَرۡشِ سَبِیلࣰا","سُبۡحَـٰنَهُۥ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یَقُولُونَ عُلُوࣰّا كَبِیرࣰا","تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا","وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَیۡنَكَ وَبَیۡنَ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ حِجَابࣰا مَّسۡتُورࣰا","وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن یَفۡقَهُوهُ وَفِیۤ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰاۚ وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُۥ وَلَّوۡا۟ عَلَىٰۤ أَدۡبَـٰرِهِمۡ نُفُورࣰا","نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا یَسۡتَمِعُونَ بِهِۦۤ إِذۡ یَسۡتَمِعُونَ إِلَیۡكَ وَإِذۡ هُمۡ نَجۡوَىٰۤ إِذۡ یَقُولُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلࣰا مَّسۡحُورًا","ٱنظُرۡ كَیۡفَ ضَرَبُوا۟ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّوا۟ فَلَا یَسۡتَطِیعُونَ سَبِیلࣰا"],"ayah":"تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق