الباحث القرآني
.
لَمّا اسْتَدَلَّ سُبْحانَهُ عَلى وُجُودِهِ وكَمالِ قُدْرَتِهِ وبَدِيعِ صَنْعَتِهِ بِعَجائِبِ أحْوالِ الحَيَواناتِ أرادَ أنْ يَذْكُرَ الِاسْتِدْلالَ عَلى المَطْلُوبِ بِغَرائِبِ أحْوالِ النَّباتِ فَقالَ: ﴿هُوَ الَّذِي أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ﴾ أيْ مِن جِهَةِ السَّماءِ، وهي السَّحابُ ماءً أيْ نَوْعًا مِن أنْواعِ الماءِ، وهو المَطَرُ ﴿لَكم مِنهُ شَرابٌ﴾ يَجُوزُ أنْ يَتَعَلَّقَ ( لَكم ) بِـ ( أنْزَلَ ) أوْ هو خَبَرٌ مُقَدَّمٌ، و( شَرابٌ ) مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ، والجُمْلَةُ صِفَةٌ لِما ومِنهُ في مَحَلِّ نَصْبٍ عَلى الحالِ، والشَّرابُ اسْمٌ لِما يُشْرَبُ كالطَّعامِ لِما يُطْعَمُ، والمَعْنى: (p-٧٧٥)أنَّ الماءَ النّازِلَ مِنَ السَّماءِ قِسْمانِ: قِسْمٌ يَشْرَبُهُ النّاسُ، ومِن جُمْلَتِهِ ماءُ الآبارِ والعُيُونِ، فَإنَّهُ مِنَ المَطَرِ لِقَوْلِهِ: ﴿فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ في الأرْضِ﴾ [الزمر: ٢١] وقِسْمٌ يَحْصُلُ مِنهُ شَجَرٌ تَرْعاهُ المَواشِي.
قالَ الزَّجّاجُ: كُلُّ ما يَنْبُتُ مِنَ الأرْضِ فَهو شَجَرٌ، لِأنَّ التَّرْكِيبَ يَدُلُّ عَلى الِاخْتِلاطِ، ومِنهُ تَشاجَرَ القَوْمُ: إذا اخْتَلَطَ أصْواتُ بَعْضِهِمْ بِالبَعْضِ، ومَعْنى الِاخْتِلاطِ حاصِلٌ في العُشْبِ والكَلَأِ وفِيما لَهُ ساقٌ.
وقالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: المُرادُ مِنَ الشَّجَرِ في الآيَةِ الكَلَأُ، وقِيلَ: الشَّجَرُ كُلُّ ما لَهُ ساقٌ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدانِ﴾ [الرحمن: ٦] والعَطْفُ يَقْتَضِي التَّغايُرَ، فَلَمّا كانَ النَّجْمُ ما لا ساقَ لَهُ وجَبَ أنْ يَكُونَ الشَّجَرُ ما لَهُ ساقٌ، وأُجِيبَ بِأنَّ عَطْفَ الجِنْسِ عَلى النَّوْعِ جائِزٌ ﴿فِيهِ تُسِيمُونَ﴾ أيْ في الشَّجَرِ تَرْعَوْنَ مَواشِيَكم، يُقالُ سامَتِ السّائِمَةُ تَسُومُ سَوْمًا رَعَتْ فَهي سائِمَةٌ، وأسَمْتُها، أيْ: أخْرَجْتُها إلى الرَّعْيِ فَأنا مُسِيمٌ وهي مُسامَةٌ وسائِمَةٌ، وأصْلُ السَّوْمِ الإبْعادُ في المَرْعى.
قالَ الزَّجّاجُ: أُخِذَ مِنَ السَّوْمَةِ وهي العَلامَةُ، لِأنَّها تُؤَثِّرُ في الأرْضِ عَلاماتٍ بِرَعْيِها.
﴿يُنْبِتُ لَكم بِهِ الزَّرْعَ والزَّيْتُونَ والنَّخِيلَ والأعْنابَ﴾ قَرَأ أبُو بَكْرٍ عَنْ عاصِمٍ ( نُنْبِتُ ) بِالنُّونِ، وقَرَأ الباقُونَ بِالياءِ التَّحْتِيَّةِ، أيْ: يُنْبِتُ اللَّهُ لَكم بِذَلِكَ الماءِ الَّذِي أنْزَلَهُ مِنَ السَّماءِ، وقَدَّمَ الزَّرْعَ لِأنَّهُ أصْلُ الأغْذِيَةِ الَّتِي يَعِيشُ بِها النّاسُ، وأتْبَعَهُ بِالزَّيْتُونِ لِكَوْنِهِ فاكِهَةً مِن وجْهٍ وإدامًا مِن وجْهٍ لِكَثْرَةِ ما فِيهِ مِنَ الدُّهْنِ، وهو جَمْعُ زَيْتُونَةٍ، ويُقالُ لِلشَّجَرَةِ نَفْسِها: زَيْتُونَةٌ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّخِيلَ لِكَوْنِهِ غِذاءً وفاكِهَةً وهو مَعَ العِنَبِ أشْرَفُ الفَواكِهِ، وجَمَعَ الأعْنابَ لِاشْتِمالِها عَلى الأصْنافِ المُخْتَلِفَةِ، ثُمَّ أشارَ إلى سائِرِ الثَّمَراتِ فَقالَ: ﴿ومِن كُلِّ الثَّمَراتِ﴾ كَما أجْمَلَ الحَيَواناتِ الَّتِي لَمْ يَذْكُرْها فِيما سَبَقَ بِقَوْلِهِ: ﴿ويَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ النَّحْلِ ٨، وقَرَأ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ( يَنْبُتُ لَكم بِهِ الزَّرْعُ ) يَرْفَعُ ( الزَّرْعَ ) وما بَعْدَهُ إنَّ في ذَلِكَ أيِ الإنْزالِ والإنْباتِ لَآيَةً عَظِيمَةً دالَّةً عَلى كَمالِ القُدْرَةِ والتَّفَرُّدِ بِالرُّبُوبِيَّةِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ في مَخْلُوقاتِ اللَّهِ ولا يُهْمِلُونَ النَّظَرَ في مَصْنُوعاتِهِ.
﴿وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ﴾ مَعْنى تَسْخِيرِهِما لِلنّاسِ تَصْيِيرُهُما نافِعَيْنِ لَهم بِحَسَبِ ما تَقْتَضِيهِ مَصالِحُهم وتَسْتَدْعِيهِ حاجاتُهم، يَتَعاقَبانِ دائِمًا كالعَبْدِ الطّائِعِ لِسَيِّدِهِ لا يُخالِفُ ما يَأْمُرُهُ بِهِ ولا يَخْرُجُ عَنْ إرادَتِهِ ولا يُهْمِلُ السَّعْيَ في نَفْعِهِ، وكَذا الكَلامُ في تَسْخِيرِ الشَّمْسِ والقَمَرِ والنُّجُومِ، فَإنَّها تَجْرِي عَلى نَمَطٍ مُتَّحِدٍ يَسْتَدِلُّ بِها العِبادُ عَلى مَقادِيرِ الأوْقاتِ، ويَهْتَدُونَ بِها ويَعْرِفُونَ أجْزاءَ الزَّمانِ، ومَعْنى ( مُسَخَّراتٌ ) مُذَلَّلاتٌ.
وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ وأهْلُ الشّامِ " ﴿والشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ﴾ " بِالرَّفْعِ عَلى الِابْتِداءِ والخَبَرِ.
وقَرَأ الباقُونَ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلى اللَّيْلِ والنَّهارِ، وقَرَأ حَفْصٌ عَنْ عاصِمٍ بِرَفْعِ النُّجُومُ عَلى أنَّهُ مُبْتَدَأٌ وخَبَرُهُ ﴿مُسَخَّراتٌ بِأمْرِهِ﴾ وعَلى قِراءَةِ النَّصْبِ في ( مُسَخَّراتٍ ) يَكُنْ حالًا مُؤَكِّدَةً، لِأنَّ التَّسْخِيرَ قَدْ فُهِمَ مِن قَوْلِهِ وسَخَّرَ، وقَرَأ حَفْصٌ في رِوايَةٍ بِرَفْعِ ( مُسَخَّراتٌ ) مَعَ نَصْبِ ما قَبْلَهُ عَلى أنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، أيْ: هي مُسَخَّراتٌ إنَّ في ذَلِكَ التَّسْخِيرِ﴿لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ أيْ يُعْمِلُونَ عُقُولَهم في هَذِهِ الآثارِ الدّالَّةِ عَلى وُجُودِ الصّانِعِ وتَفَرُّدِهِ وعَدَمِ وُجُودِ شَرِيكٍ لَهُ، وذَكَرَ الآياتِ لِأنَّ الآثارَ العُلْوِيَّةَ أظْهَرُ دَلالَةً عَلى القُدْرَةِ الباهِرَةِ، وأبْيَنُ شَهادَةً لِلْكِبْرِياءِ والعَظَمَةِ، وجَمَعَها لِيُطابِقَ قَوْلَهُ ( مُسَخَّراتٌ )، وقِيلَ: إنَّ وجْهَ الجَمْعِ هو أنَّ كُلًّا مِن تَسْخِيرِ اللَّيْلِ والنَّهارِ والشَّمْسِ والقَمَرِ والنُّجُومِ آيَةٌ في نَفْسِها بِخِلافِ ما تَقَدَّمَ مِنَ الإنْباتِ فَإنَّهُ آيَةٌ واحِدَةٌ، ولا يَخْلُو كُلُّ هَذا عَنْ تَكَلُّفٍ، والأوْلى أنْ يُقالَ: إنَّ هَذِهِ المَواضِعَ الثَّلاثَةَ الَّتِي أفْرَدَ الآيَةَ في بَعْضِها وجَمَعَها في بَعْضِها كُلُّ واحِدٍ مِنها يَصْلُحُ لِلْجَمْعِ بِاعْتِبارٍ ولِلْإفْرادِ بِاعْتِبارٍ، فَلَمْ يُجْرِها عَلى طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ افْتِنانًا وتَنْبِيهًا عَلى جَوازِ الأمْرَيْنِ وحُسْنِ كُلِّ واحِدٍ مِنهُما.
﴿وما ذَرَأ لَكم في الأرْضِ﴾ أيْ خَلَقَ: يُقالُ ذَرَأ اللَّهُ الخَلْقَ يَذْرَؤُهم ذَرْءًا: خَلَقَهم: فَهو ذارِئٌ، ومِنهُ الذُّرِّيَّةُ، وهي نَسْلُ الثِّقَلَيْنِ، وقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ هَذا، وهو مَعْطُوفٌ عَلى النُّجُومُ رَفْعًا ونَصْبًا، أيْ: وسَخَّرَ لَكم ما ذَرَأ في الأرْضِ.
فالمَعْنى: أنَّهُ سُبْحانَهُ سَخَّرَ لَهم تِلْكَ المَخْلُوقاتِ السَّماوِيَّةِ والمَخْلُوقاتِ الأرْضِيَّةِ، وانْتِصابُ ﴿مُخْتَلِفًا ألْوانُهُ﴾ عَلى الحالِ، وألْوانُهُ: هَيْئاتُهُ ومَناظِرُهُ، فَإنَّ ذَرْءَ هَذِهِ الأشْياءَ عَلى اخْتِلافِ الألْوانِ والأشْكالِ مَعَ تَساوِي الكُلِّ في الطَّبِيعَةِ الجِسْمِيَّةِ آيَةٌ عَظِيمَةٌ دالَّةٌ عَلى وُجُودِ الصّانِعِ سُبْحانَهُ وتَفَرُّدِهِ ﴿إنَّ في ذَلِكَ﴾ التَّسْخِيرِ لِهَذِهِ الأُمُورِ لَآيَةً واضِحَةً ﴿لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ فَإنَّ مَن تَذَكَّرَ اعْتَبَرَ، ومَنِ اعْتَبَرَ اسْتَدَلَّ عَلى المَطْلُوبِ، قِيلَ وإنَّما خُصَّ المَقامُ الأوَّلُ بِالتَّفَكُّرِ لِإمْكانِ إيرادِ الشُّبْهَةِ المَذْكُورَةِ، وخُصَّ المَقامُ الثّانِي بِالعَقْلِ لِذِكْرِهِ بَعْدَ إماطَةِ الشُّبْهَةِ وإزاحَةِ العِلَّةِ، فَمَن لَمْ يَعْتَرِفْ بَعْدَها بِالوَحْدانِيَّةِ فَلا عَقْلَ لَهُ، وخُصَّ المَقامُ الثّالِثُ بِالتَّذَكُّرِ لِمَزِيدِ الدَّلالَةِ، فَمَن شَكَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلا حِسَّ لَهُ، وفي هَذا مِنَ التَّكَلُّفِ ما لا يَخْفى.
والأوْلى أنْ يُقالَ هُنا كَما قُلْنا فِيما تَقَدَّمَ في إفْرادِ الآيَةِ في البَعْضِ وجَمْعِها في البَعْضِ الآخَرِ، وبَيانُهُ أنَّ كُلًّا مِن هَذِهِ المَواضِعِ الثَّلاثَةِ يَصْلُحُ لِذِكْرِ التَّفَكُّرِ ولِذِكْرِ التَّعَقُّلِ ولِذِكْرِ التَّذَكُّرِ لِاعْتِباراتٍ ظاهِرَةٍ غَيْرِ خَفِيَّةٍ، فَكانَ في التَّعْبِيرِ في كُلِّ مَوْضِعٍ بِواحِدٍ مِنها افْتِنانٌ حَسَنٌ لا يُوجَدُ في التَّعْبِيرِ بِواحِدٍ مِنها في جَمِيعِ المَواضِعِ الثَّلاثَةِ.
﴿وهو الَّذِي سَخَّرَ البَحْرَ﴾ امْتَنَّ اللَّهُ سُبْحانَهُ بِتَسْخِيرِ البَحْرِ بِإمْكانِ الرُّكُوبِ عَلَيْهِ واسْتِخْراجِ ما فِيهِ مِن صَيْدٍ وجَواهِرَ، لِكَوْنِهِ مِن جُمْلَةِ النِّعَمِ الَّتِي أنْعَمَ اللَّهُ بِها عَلى عِبادِهِ مَعَ ما فِيهِ مِنَ الدَّلالَةِ عَلى وحْدانِيَّةِ الرَّبِّ سُبْحانَهُ وكَمالِ قُدْرَتِهِ، وقَدْ جَمَعَ اللَّهُ سُبْحانَهُ لِعِبادِهِ في هَذا المَقامِ بَيْنَ التَّذْكِيرِ لَهم بِآياتِهِ الأرْضِيَّةِ والسَّماوِيَّةِ والبَحْرِيَّةِ، فَأرْشَدَهم إلى النَّظَرِ والِاسْتِدْلالِ بِالآياتِ المُتَنَوِّعَةِ المُخْتَلِفَةِ الأمْكِنَةِ إتْمامًا لِلْحُجَّةِ، وتَكْمِيلًا لِلْإنْذارِ، وتَوْضِيحًا لِمَنازِعِ الِاسْتِدْلالِ، ومَناطاتِ البُرْهانِ، ومَواضِعِ النَّظَرِ والِاعْتِبارِ، ثُمَّ ذَكَرَ العِلَّةَ في تَسْخِيرِ البَحْرِ فَقالَ: ﴿لِتَأْكُلُوا مِنهُ لَحْمًا طَرِيًّا﴾ المُرادُ بِهِ السَّمَكُ، ووَصَفَهُ بِالطَّراوَةِ لِلْإشْعارِ بِلَطافَتِهِ، والإرْشادُ إلى المُسارَعَةِ بِأكْلِهِ لِكَوْنِهِ مِمّا يَفْسَدُ بِسُرْعَةٍ ﴿وتَسْتَخْرِجُوا مِنهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها﴾ (p-٧٧٦)أيْ لُؤْلُؤًا ومَرْجانًا كَما في قَوْلِهِ سُبْحانَهُ: ﴿يَخْرُجُ مِنهُما اللُّؤْلُؤُ والمَرْجانُ﴾ [الرحمن: ٢٢]، وظاهِرُ قَوْلِهِ تَلْبَسُونَها أنَّهُ يَجُوزُ لِلرِّجالِ أنْ يَلْبَسُوا اللُّؤْلُؤَ والمَرْجانَ، أيْ: يَجْعَلُونَهُ حِلْيَةً لَهم كَما يَجُوزُ لِلنِّساءِ، ولا حاجَةَ لِما تَكَلَّفَهُ جَماعَةٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَلْبَسُونَها بِقَوْلِهِ تَلْبَسُهُ نِساؤُهم، لِأنَّهُنَّ مَن جُمْلَتِهِمْ، أوْ لِكَوْنِهِنَّ يَلْبَسْنَها لِأجْلِهِمْ، ولَيْسَ في الشَّرِيعَةِ المُطَهَّرَةِ ما يَقْتَضِي مَنعَ الرِّجالِ مِنَ التَّحَلِّي بِاللُّؤْلُؤِ والمَرْجانِ ما لَمْ يَسْتَعْمِلْهُ عَلى صِفَةٍ لا يَسْتَعْمِلُهُ عَلَيْها إلّا النِّساءُ خاصَّةً، فَإنَّ ذَلِكَ مَمْنُوعٌ مِن جِهَةِ كَوْنِهِ تَشَبُّهًا بِهِنَّ، وقَدْ ورَدَ الشَّرْعُ بِمَنعِهِ لا مِن جِهَةِ كَوْنِهِ حِلْيَةَ لُؤْلُؤٍ أوْ مَرْجانٍ ﴿وتَرى الفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ﴾ أيْ تَرى السُّفُنَ شَواقَّ لِلْماءِ تَدْفَعُهُ بِصَدْرِها.
ومَخْرُ السَّفِينَةِ: شَقُّها الماءَ بِصَدْرِها.
قالَ الجَوْهَرِيُّ: مَخَرَ السّابِحُ: إذا شَقَّ الماءَ بِصَدْرِهِ، ومَخَرَ الأرْضَ: شَقَّها لِلزِّراعَةِ، وقِيلَ مَواخِرُ: جِوارِي، وقِيلَ مُعْتَرِضَةٌ، وقِيلَ تَذْهَبُ وتَجِيءُ، وقِيلَ مُلَجَّجَةٌ.
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ: المَخْرُ في اللُّغَةِ: صَوْتُ هُبُوبِ الرِّيحِ، ولَمْ يُقَيَّدْ بِكَوْنِهِ في ماءٍ ﴿ولِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ﴾ مَعْطُوفٌ عَلى تَسْتَخْرِجُوا، وما بَيْنَهُما اعْتِراضٌ، أوْ عَلى عِلَّةٍ مَحْذُوفَةٍ تَقْدِيرُهُ لِتَنْتَفِعُوا بِذَلِكَ ولِتَبْتَغُوا، أوْ عَلى تَقْدِيرِ فِعْلِ ذَلِكَ ( لِتَبْتَغُوا )، أيْ: لِتَتَّجِرُوا فِيهِ فَيَحْصُلُ لَكُمُ الرِّبْحُ مِن فَضْلِ اللَّهِ سُبْحانَهُ ﴿ولَعَلَّكم تَشْكُرُونَ﴾ أيْ إذا وجَدْتُمْ فَضْلَهُ عَلَيْكم وإحْسانَهُ إلَيْكُمُ اعْتَرَفْتُمْ بِنِعْمَتِهِ عَلَيْكم فَشَكَرْتُمْ ذَلِكَ بِاللِّسانِ والأرْكانِ.
قِيلَ ولَعَلَّ وجْهَ تَخْصِيصِ هَذِهِ النِّعْمَةِ بِالتَّعْقِيبِ بِالشُّكْرِ مِن حَيْثُ أنَّ فِيها قَطْعًا لِمَسافَةٍ طَوِيلَةٍ مَعَ أحْمالٍ ثَقِيلَةٍ مِن غَيْرِ مُزاوَلَةِ أسْبابِ السَّفَرِ، بَلْ مِن غَيْرِ حَرَكَةٍ أصْلًا مَعَ أنَّها في تَضاعِيفِ المَهالِكِ، ويُمْكِنُ أنْ يُضَمَّ إلى ما ذُكِرَ مِن قَطْعِ المَسافَةِ عَلى الصِّفَةِ المَذْكُورَةِ ما اشْتَمَلَ عَلَيْهِ البَحْرُ مَن كَوْنِ فِيهِ أطْيَبُ مَأْكُولٍ وأنْفَسُ مَلْبُوسٍ وكَثْرَةُ النِّعَمِ مَعَ نَفاسَتِها وحُسْنُ مَوْقِعِها مِن أعْظَمِ الأسْبابِ المُسْتَدْعِيَةِ لِلشُّكْرِ المُوجِبَةِ لَهُ.
ثُمَّ أرْدَفَ هَذِهِ النِّعَمَ المُوجِبَةَ لِلتَّوْحِيدِ المُفِيدَةَ لِلِاسْتِدْلالِ عَلى المَطْلُوبِ بِنِعْمَةٍ أُخْرى وآيَةٍ كُبْرى فَقالَ: ﴿وألْقى في الأرْضِ رَواسِيَ﴾ أيْ جِبالًا ثابِتَةً، يُقالُ رَسا يَرْسُو: إذا ثَبَتَ وأقامَ، قالَ الشّاعِرُ:
؎فَصَبَرْتُ عارِفَةً لِذَلِكَ حُرَّةً تَرْسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ
﴿أنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ أيْ كَراهَةَ أنْ تَمِيدَ بِكم عَلى ما قالَهُ البَصْرِيُّونَ، أوْ لِئَلّا تَمِيدَ بِكم عَلى ما قالَهُ الكُوفِيُّونَ.
والمَيْدُ: الِاضْطِرابُ يَمِينًا وشِمالًا، مادَ الشَّيْءُ يَمِيدُ مَيْدًا: تَحَرَّكَ، ومادَتِ الأغْصانُ تَمايَلَتْ، ومادَ الرَّجُلُ: تَبَخْتَرَ وأنْهارًا أيْ وجَعَلَ فِيها أنْهارًا، لِأنَّ الإلْقاءَ هاهُنا بِمَعْنى الجَعْلِ والخَلْقِ كَقَوْلِهِ: ﴿وألْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾ [طه: ٣٩]، وسُبُلًا أيْ وجَعَلَ فِيها سُبُلًا وأظْهَرَها وبَيَّنَها لِأجْلِ تَهْتَدُونَ بِها في أسْفارِكم إلى مَقاصِدِكم.
والسُّبُلُ: الطُّرُقُ.
وعَلاماتٍ أيْ وجَعَلَ فِيها عَلاماتٍ وهي مَعالِمُ الطُّرُقِ.
والمَعْنى: أنَّهُ سُبْحانَهُ جَعَلَ لِلطُّرُقِ عَلاماتٍ يَهْتَدُونَ بِها ﴿وبِالنَّجْمِ هم يَهْتَدُونَ﴾ المُرادُ بِالنَّجْمِ الجِنْسُ، أيْ: يَهْتَدُونَ بِهِ في سَفَرِهِمْ لَيْلًا.
وقَرَأ ابْنُ وثّابٍ " وبِالنُّجُمِ " بِضَمِّ النُّونِ والجِيمِ، ومُرادُهُ النُّجُومُ فَقَصَرَهُ، أوْ هو جَمْعٌ نَحْوَ: سَقْفٍ وسُقُفٍ، وقِيلَ المُرادُ بِالنَّجْمِ هُنا الجَدْيُ والفَرْقَدانِ. قالَهُ الفَرّاءُ، وقِيلَ: الثُّرَيّا، وقِيلَ: العَلاماتُ: الجِبالُ، وقِيلَ: هي النُّجُومُ، لِأنَّ مِنَ النُّجُومِ ما يُهْتَدى بِهِ، ومِنها ما يَكُونُ عَلامَةً لا يُهْتَدى بِها.
وذَهَبَ الجُمْهُورُ إلى أنَّ المُرادَ في الآيَةِ الِاهْتِداءُ في الأسْفارِ، وقِيلَ هو الِاهْتِداءُ إلى القِبْلَةِ، ولا مانِعَ مِن حَمْلِ ما في الآيَةِ عَلى ما هو أعَمُّ مِن ذَلِكَ.
قالَ الأخْفَشُ: تَمَّ الكَلامُ عِنْدَ قَوْلِهِ ( وعَلاماتٍ )، وقَوْلُهُ: ﴿وبِالنَّجْمِ هم يَهْتَدُونَ﴾ كَلامٌ مُنْفَصِلٌ عَنِ الأوَّلِ.
ثُمَّ لَمّا عَدَّدَ الآياتِ الدّالَّةَ عَلى الصّانِعِ ووَحْدانِيَّتِهِ وكَمالِ قُدْرَتِهِ أرادَ أنْ يُوَبِّخَ أهْلَ الشِّرْكِ والعِنادِ فَقالَ: ﴿أفَمَن يَخْلُقُ﴾ هَذِهِ المَصْنُوعاتِ العَظِيمَةَ ويَفْعَلُ هَذِهِ الأفاعِيلَ العَجِيبَةَ ﴿كَمَن لا يَخْلُقُ﴾ شَيْئًا مِنها ولا يَقْدِرُ عَلى إيجادِ واحِدٍ مِنها، وهو هَذِهِ الأصْنامُ الَّتِي تَعْبُدُونَها وتَجْعَلُونَها شُرَكاءَ لِلَّهِ سُبْحانَهُ، وأطْلَقَ عَلَيْها لَفْظَ مِن إجْراءً لَها مَجْرى أُولِي العِلْمِ جَرْيًا عَلى زَعْمِهِمْ بِأنَّها آلِهَةٌ، أوْ مُشاكَلَةً لِقَوْلِهِ ﴿أفَمَن يَخْلُقُ﴾ لِوُقُوعِها في صُحْبَتِهِ، وفي هَذا الِاسْتِفْهامِ مِنَ التَّقْرِيعِ والتَّوْبِيخِ لِلْكُفّارِ ما لا يَخْفى، وما أحَقَّهم بِذَلِكَ، فَإنَّهم جَعَلُوا بَعْضَ المَخْلُوقاتِ شَرِيكًا لِخالِقِهِ ﴿تَعالى اللَّهُ عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ [الأعراف: ١٩٠]، ﴿أفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ مَخْلُوقاتِ اللَّهِ الدّالَّةَ عَلى وُجُودِهِ وتَفَرُّدِهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ وبَدِيعِ صَنْعَتِهِ فَتَسْتَدِلُّونَ بِها عَلى ذَلِكَ، فَإنَّها لِوُضُوحِها يَكْفِي في الِاسْتِدْلالِ بِها مُجَرَّدُ التَّذَكُّرِ لَها.
ثُمَّ لَمّا فَرَغَ مِن تَعْدِيدِ الآياتِ الَّتِي هي بِالنِّسْبَةِ إلى المُكَلَّفِينَ نِعَمٌ.
قالَ: ﴿وإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها﴾ وقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُ هَذا في سُورَةِ إبْراهِيمَ، قالَ العُقَلاءُ: إنَّ كُلَّ جُزْءٍ مِن أجْزاءِ الإنْسانِ لَوْ ظَهَرَ فِيهِ أدْنى خَلَلٍ وأيْسَرُ نَقْصٍ لَنَغَّصَ النِّعَمَ عَلى الإنْسانِ، وتَمَنّى أنْ يُنْفِقَ الدُّنْيا لَوْ كانَتْ في مِلْكِهِ حَتّى يَزُولَ عَنْهُ ذَلِكَ الخَلَلُ، فَهو سُبْحانُهُ يُدِيرُ بَدَنَ هَذا الإنْسانِ عَلى الوَجْهِ المُلائِمِ لَهُ، مَعَ أنَّ الإنْسانَ لا عِلْمَ لَهُ بِوُجُودِ ذَلِكَ فَكَيْفَ يُطِيقُ حَصْرَ بَعْضِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ أوْ يَقْدِرُ عَلى إحْصائِها، أوْ يَتَمَكَّنُ مِن شُكْرِ أدْناها ؟
يا رَبَّنا هَذِهِ نَواصِينا بِيَدِكَ خاضِعَةٌ لِعَظِيمِ نِعَمِكَ مُعْتَرِفَةٌ بِالعَجْزِ عَنْ بادِيَةِ الشُّكْرِ لِشَيْءٍ مِنها، لا نُحْصِي ثَناءً عَلَيْكَ أنْتَ كَما أثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ، ولا نُطِيقُ التَّعْبِيرَ بِالشُّكْرِ لَكَ، فَتَجاوَزْ عَنّا واغْفِرْ لَنا وأسْبِلْ ذُيُولَ سِتْرِكَ عَلى عَوْراتِنا فَإنَّكَ إنْ لا تَفْعَلْ ذَلِكَ نَهْلَكْ بِمُجَرَّدِ التَّقْصِيرِ في شُكْرِ نِعَمِكَ، فَكَيْفَ بِما قَدْ فَرَطَ مِنّا مِنَ التَّساهُلِ في الِائْتِمارِ بِأوامِرِكَ والِانْتِهاءِ عَنْ مَناهِيكَ، وما أحْسَنُ ما قالَ مَن قالَ:
؎العَفْوُ يُرْجى مِن بَنِي آدَمَ ∗∗∗ فَكَيْفَ لا يُرْجى مِنَ الرَّبِّ
فَقُلْتُ مُذَيِّلًا لِهَذا البَيْتِ الَّذِي هو قَصْرٌ مَشِيدٌ:
؎فَإنَّهُ أرْأفُ بِي مِنهُمُ ∗∗∗ حَسْبِي بِهِ حَسْبِي بِهِ حَسْبِي
وما أحْسَنُ ما خَتَمَ بِهِ هَذا الِامْتِنانَ الَّذِي لا يَلْتَبِسُ عَلى إنْسانٍ مُشِيرًا إلى عَظِيمِ غُفْرانِهِ وسِعَةِ رَحْمَتِهِ فَقالَ: (p-٧٧٧)﴿إنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ أيْ كَثِيرُ المَغْفِرَةِ والرَّحْمَةِ لا يُؤاخِذُكم بِالغَفْلَةِ عَنْ شُكْرِ نِعَمِهِ، والقُصُورِ عَنْ إحْصائِها، والعَجْزِ عَنِ القِيامِ بِأدْناها، ومِن رَحْمَتِهِ إدامَتُها عَلَيْكم وإدْرارُها في كُلِّ لَحْظَةٍ وعِنْدَ كُلِّ نَفَسٍ تَتَنَفَّسُونَهُ وحَرَكَةٍ تَتَحَرَّكُونَ بِها.
اللَّهُمَّ إنِّي أشْكُرُكَ عَدَدَ ما شَكَرَكَ الشّاكِرُونَ بِكُلِّ لِسانٍ في كُلِّ زَمانٍ وعَدَدَ ما سَيَشْكُرُكَ الشّاكِرُونَ بِكُلِّ لِسانٍ في كُلِّ زَمانٍ، فَقَدْ خَصَصْتَنِي بِنِعَمٍ لَمْ أرَها عَلى كَثِيرٍ مِن خَلْقِكَ، وإنْ رَأيْتُ مِنها شَيْئًا عَلى بَعْضِ خَلْقِكَ لَمْ أرَ عَلَيْهِ بَقِيَّتَها، فَأنّى أُطِيقُ شُكْرَكَ وكَيْفَ أسْتَطِيعُ بادِيَةَ أدْنى شُكْرِ أدْناها فَكَيْفَ أسْتَطِيعُ أعْلاها ؟ فَكَيْفَ أسْتَطِيعُ شُكْرَ نَوْعٍ مِن أنْواعِها ؟
ثُمَّ بَيَّنَ لِعِبادِهِ بِأنَّهُ عالِمٌ بِجَمِيعِ ما يَصْدُرُ مِنهم لا تَخْفى عَلَيْهِ مِنهُ خافِيَةٌ فَقالَ: ﴿واللَّهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ﴾ أيْ تُضْمِرُونَهُ مِنَ الأُمُورِ وما تُعْلِنُونَ أيْ تُظْهِرُونَهُ مِنها، وفِيهِ وعِيدٌ وتَعْرِيضٌ وتَوْبِيخٌ، وتَنْبِيهٌ عَلى أنَّ الإلَهَ يَجِبُ أنْ يَكُونَ عالِمًا بِالسِّرِّ والعَلانِيَةِ لا كالأصْنامِ الَّتِي يَعْبُدُونَها، فَإنَّها جَماداتٌ لا شُعُورَ لَها بِشَيْءٍ مِنَ الظَّواهِرِ فَضْلًا عَنِ السَّرائِرِ فَكَيْفَ يَعْبُدُونَها ؟ .
وقَدْ أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وما ذَرَأ لَكم في الأرْضِ﴾ قالَ: ما خَلَقَ لَكم في الأرْضِ مُخْتَلِفًا مِنَ الدَّوابِّ، والشَّجَرِ والثِّمارِ نِعَمٌ مِنَ اللَّهِ مُتَظاهِرَةٌ فاشْكُرُوها لِلَّهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْهُ في قَوْلِهِ: ﴿لِتَأْكُلُوا مِنهُ لَحْمًا طَرِيًّا﴾ يَعْنِي حِيتانَ البَحْرِ ﴿وتَسْتَخْرِجُوا مِنهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها﴾ قالَ: هَذا اللُّؤْلُؤُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿وهو الَّذِي سَخَّرَ البَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنهُ لَحْمًا طَرِيًّا﴾ قالَ: هو السَّمَكُ وما فِيهِ مِنَ الدَّوابِّ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي جَعْفَرٍ قالَ: لَيْسَ في الحُلى زَكاةٌ، ثُمَّ قَرَأ ﴿وتَسْتَخْرِجُوا مِنهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها﴾ .
أقُولُ: وفي هَذا الِاسْتِدْلالِ نَظَرٌ.
والَّذِي يَنْبَغِي التَّعْوِيلُ عَلَيْهِ أنَّ الأصْلَ البَراءَةُ مِنَ الزَّكاةِ حَتّى يَرِدَ الدَّلِيلُ بِوُجُوبِها في شَيْءٍ مِن أنْواعِ المالِ فَتَلْزَمُ، وقَدْ ورَدَ في الذَّهَبِ والفِضَّةِ وما هو مَعْرُوفٌ، ولَمْ يَرِدْ في الجَواهِرِ عَلى اخْتِلافِ أصْنافِها ما يَدُلُّ عَلى وُجُوبِ الزَّكاةِ فِيها.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ مَواخِرَ قالَ: جِوارِي.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ مَواخِرَ قالَ: تَشُقُّ الماءَ بِصَدْرِها.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ مَواخِرَ قالَ: السَّفِينَتانِ تَجْرِيانِ بِرِيحٍ واحِدَةٍ مُقْبِلَةٌ ومُدْبِرَةٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿ولِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ﴾ قالَ: هي التِّجارَةُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: رَواسِيَ قالَ: الجِبالُ ﴿أنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ قالَ: حَتّى لا تَمِيدَ بِكم، كانُوا عَلى الأرْضِ تَمُورُ بِهِمْ لا تَسْتَقِرُّ، فَأصْبَحُوا صُبْحًا وقَدْ جَعَلَ اللَّهُ الجِبالَ، وهي الرَّواسِي أوْتادًا في الأرْضِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: وسُبُلًا قالَ: السُّبُلُ هي الطُّرُقُ بَيْنَ الجِبالِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والخَطِيبُ عَنْ قَتادَةَ وسُبُلًا قالَ: طُرُقًا وعَلاماتٍ قالَ: هي النُّجُومُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في الآيَةِ قالَ: عَلاماتُ النَّهارِ الجِبالُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الكَلْبِيِّ وعَلاماتٍ قالَ: الجِبالُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وعَلاماتٍ يَعْنِي مَعالِمَ الطُّرُقِ بِالنَّهارِ ﴿وبِالنَّجْمِ هم يَهْتَدُونَ﴾ يَعْنِي بِاللَّيْلِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿أفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لا يَخْلُقُ﴾ قالَ: اللَّهُ هو الخالِقُ الرّازِقُ، وهَذِهِ الأوْثانُ الَّتِي تُعْبَدُ مِن دُونِ اللَّهِ تُخْلَقُ ولا تَخْلُقُ شَيْئًا ولا تَمْلِكُ لِأهْلِها ضَرًّا ولا نَفْعًا.
{"ayahs_start":10,"ayahs":["هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰۖ لَّكُم مِّنۡهُ شَرَابࣱ وَمِنۡهُ شَجَرࣱ فِیهِ تُسِیمُونَ","یُنۢبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرۡعَ وَٱلزَّیۡتُونَ وَٱلنَّخِیلَ وَٱلۡأَعۡنَـٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰتِۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَةࣰ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ","وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَ ٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَعۡقِلُونَ","وَمَا ذَرَأَ لَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُخۡتَلِفًا أَلۡوَ ٰنُهُۥۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَةࣰ لِّقَوۡمࣲ یَذَّكَّرُونَ","وَهُوَ ٱلَّذِی سَخَّرَ ٱلۡبَحۡرَ لِتَأۡكُلُوا۟ مِنۡهُ لَحۡمࣰا طَرِیࣰّا وَتَسۡتَخۡرِجُوا۟ مِنۡهُ حِلۡیَةࣰ تَلۡبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلۡفُلۡكَ مَوَاخِرَ فِیهِ وَلِتَبۡتَغُوا۟ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ","وَأَلۡقَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰسِیَ أَن تَمِیدَ بِكُمۡ وَأَنۡهَـٰرࣰا وَسُبُلࣰا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ","وَعَلَـٰمَـٰتࣲۚ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ یَهۡتَدُونَ","أَفَمَن یَخۡلُقُ كَمَن لَّا یَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ","وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَاۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ","وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ"],"ayah":"وَأَلۡقَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰسِیَ أَن تَمِیدَ بِكُمۡ وَأَنۡهَـٰرࣰا وَسُبُلࣰا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق