(ووالد وما ولد) عطف على البلد قال قتادة ومجاهد والضحاك والحسن وأبو صالح: ووالد أي آدم وما ولد أي وما تناسل من ولده، ومثله عن ابن عباس.
وأقسم بهم لأنهم أعجب ما خلق الله على وجه الأرض لما فيهم من البيان والعقل والتدبير، واستخراج العلوم، وفيهم الأنبياء والأولياء والصالحون والدعاة إلى الله والانتصار لدينه، وكل ما في الأرض من مخلوق لأجلهم، وأمر الملائكة بالسجود لآدم وعلمه الأسماء كلها، فيكون قد أقسم بجميع الآدميين صالحهم وطالحهم.
وقيل هو قسم بآدم والصالحين من ذريته، وأما الطالحون فكأنهم ليسوا من أولاده وكأنهم بهائم، وفائدة التنكير في (والد) التعجب والمدح، قاله الرازي.
وقال أبو عمران الجوني (الوالد) إبراهيم عليه السلام (وما ولد) ذريته، قال الفراء إن (ما) عبارة عن الناس كقوله: (ما طاب لكم) وقيل الوالد إبراهيم والولد إسماعيل ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقال عكرمة وسعيد بن جبير (ووالد) يعني الذي يولد له (وما ولد) يعني العاقر الذي لا يولد له وكأنهما جعلا (ما) نافية هو بعيد ولا يصح ذلك إلا بإضمار الموصول أي ووالد والذي ما ولد ولا يجوز إضمار الموصول عند البصريين، وقال عطية العوفي هو عام في كل والد ومولود من جميع الحيوانات واختار هذا ابن جرير.
وعن ابن عباس (الوالد) الذي يلد (وما ولد) العاقر لا يلد من الرجال والنساء، وقد استدل بعض الجهال بهذه الآية على جواز الاحتفال لمولده صلى الله عليه وسلم، وهذا تحريف لمعاني كتاب الله لم يذهب إليه أحد من المفسرين بل هو خلاف إجماع المسلمين.
{"ayah":"وَوَالِدࣲ وَمَا وَلَدَ"}