الباحث القرآني

(فأقم) خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمته أسوته فيه، كأن المعنى: إذاً قد ظهر الفساد بالسبب المتقدم فأقم (وجهك) يا محمد (للدين القيم) قال الزجاج: اجعل جهتك اتباع الدين القيم البليغ الاستقامة، الذي لا يتأتى فيه عوج وهو الإسلام. وقيل: المعنى: أوضح الحق وبالغ في الإعذار، واشتغل بما أنت فيه ولا تحزن عليهم. قاله القرطبي. (من قبل أن يأتي يوم) يعني يوم القيامة (لا مرد له من الله) المرد مصدر، رد، أي لا يقدر أحد على أن يرده كقوله: لا يستطيعون ردها فلا بد من وقوعه، وقيل: المعنى لا يرده الله لتعلق إرادته القديمة بمجيئه، قاله أبو السعود (يومئذ) أي: يوم إذ يأتي هذا اليوم. (يصدعون) أصله يتصدعون، والتصدع: التفرق، يقال: تصدع القوم، إذا تفرقوا، ومنه قول الشاعر [[الشاعر هو متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً الذي قتل في حروب الردة والبيت الذي يليه: فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً. المطيعي]]: وكنا كندماني حذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا وفي المصباح: صدعته صدعاً من باب نفع؛ شققته فانصدع. وصدعت القوم صدعاً فتصدعوا. أي: فرقتهم فتفرقوا، وقوله: فاصدع بما تؤمر، قيل: مأخوذ من هذا، أي: شق جماعاتهم بالتوحيد، وقيل: افرق بذلك بين الحق والباطل. وقيل: أظهر ذلك، وصدعت بالحق: تكلمت به جهاراً، وصدعت الفلاة: قطعتها، والمراد بتفرقهم أن أهل الجنة يصيرون إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، ثم فصل سبحانه المتصدعين بقوله:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب