(فلما أتاها) أي النار التي أنسها (نودي) من الشجرة كما هو مصرح بذلك في سورة القصص أي من جهتها وناحيتها، قيل كانت الشجرة سمرة خضراء وقيل كانت من عوسج وقيل كانت العليق وقيل شجرة من العقاب والله أعلم بما كان.
وقيل لم يكن الذي رآه ناراً، بل كان نوراً وذكر بلفظ النار، لأن موسى حسبه ناراً، وقيل هي النار بعينها، وهي إحدى حجب الرب سبحانه، ويدل له ما روي عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " حجابه النار، لو كشفها لأهلكت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " [[مسلم 179.]] أخرجه مسلم.
(يا موسى) أي نودي من الشجرة، فقيل يا موسى وهذا أول الكلمات بينه وبين الله تعالى، وسيأتي آخرها وهو قوله: (أن العذاب على من كذب وتولى)؛ وهذا بالنسبة لهذه الواقعة، وهذه الحالة وإلا فله مكالمات أخر قاله سليمان الجمل ولما نودي موسى، قال: من المتكلم فقال الله تعالى:
{"ayah":"فَلَمَّاۤ أَتَىٰهَا نُودِیَ یَـٰمُوسَىٰۤ"}