وقوله: ﴿لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ﴾.
يقول القائل: كيف قال: "على ظهوره"، فأضاف الظهور إلى واحد؟ يقال له: إن ذلك الواحد فى معنى جمع بمنزلة الجند والجيش والجميع، فإن قال: فهلا قلت: لتستووا على ظهره، فجعلت الظهر واحداً إذا أضفته إلى واحد؟ قلت: إن الواحد فيه معنى الجمع، فرددت الظهور إلى المعنى ولم تقل: ظهره، فيكون كالواحد الذى معناه ولفظه واحد، فكذلك تقول: قد كثرت نساء الجند، وقلت: ورفع الجند أعينه ولا تقل عينه. وكذلك كل ما أضفت إليه من الأسماء الموضوعة، فأَخْرِجها على الجمع، فإذا أضفت إليه اسما فى معنى فعل جاز جمعه وتوحيده مثل قولك: رفع الجند صوته وأصواته أجود، وجاز هذا لأن الفعل لا صورة له فى الإثنين إلا كصورته فى الواحد.
وقوله: ﴿وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾.
مطيقين، تقول للرجل: قد أقرنتَ لهذا أى أطقتَه، وصرتَ له قرِنا.
{"ayah":"لِتَسۡتَوُۥا۟ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُوا۟ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَیۡتُمۡ عَلَیۡهِ وَتَقُولُوا۟ سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِی سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِینَ"}