وقوله: ﴿وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ يقول: يرضى الشكر لكم. وهذا مِثْل قوله: ﴿فأخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيماناً﴾ أى فزادهم قولُ الناس، فإن قال قائل: كيف قال ﴿وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ﴾ وقد كفروا؟ قلتُ: إنه لا يرضى أن يكفرو. فمعنى الكفر: أن يكفروا. وليسَ معناه الكفر بعينه. ومثله ممّا يبيّنه لك أن تقول: لست أحبّ الإساءة، وإنى لأحب أن يسىء فلان فيُعذَّب فهذا ممّا يبيّن لك مَعناه.
{"ayah":"إِن تَكۡفُرُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا یَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُوا۟ یَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ"}