الباحث القرآني
وقوله: ﴿لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ﴾ القراءة بالرفع بغير تنوينٍ؛ لأنهما فى المعْنَى يراد بهما الإضافَة إلى شىء لامحالة. فلمَّا أدّتا عن مَعْنى ما أُضيفتا إليه وسَمُوهما بالرفع وهما مخفوضتان؛ ليكون الرفع دليلاً عَلَى ما سَقط ممَّا أضفتهما إليه. وَكذلكَ ما أشبههما، كقول الشاعر: * إن تأتِ من تحتُ أجِئْها من عَلُ * ومثله قول الشاعر: إذا أنا لم أُومَن عَليكِ ولم يَكُن * لقاؤكِ إلاَّ من ورَاءُ ورَاءُ ترفع إذا جَعَلته غايةً ولم تذكر بعده الذى أضفته إليه فَإن نويت أن تظهره أو أظهرته قلت: لله الأمر منْ قبلِ ومن بَعْدِ: كأنكَ أظهرتَ المخفوض الذى أسْنَدْت إليه (قَبْل) و (بعد). وسمع الكسَائىُّ بعض بنى أسَدٍ يقرؤها (لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلِ وَمِن بَعْدُ} يخفض (قبل) ويرفع (بَعد) عَلَى ما نوى وأنشدنى (هو يعنى) الكسَائىّ: أكابِدهَا حَتى أُعَرِّسَ بَعْد مَا * يكون سُحُيْراً أو بُعَيدَ فأهْجَعَا أراد بُعَيدَ السحَّر فأضمره. ولو لم يُرِد ضمير الإضافة لرفع فقال: بُعَيْدُ. ومثله قول الشَّاعر: لَعَمْركَ ما أدرى وإنى لأَوجَلُ * على أيِّنا تَعْدو المنيَّةُ أوّلُ رفعت (أوّل) لأنه غاية؛ ألا ترى أنها مسنَدة إلى شىء هى أوّلهُ؛ كما تعرِف أنّ (قبل) لا يكون إلاَّ قبل شىء، وأنَّ (بعد) كذلكَ. ولو أطلقتهما بالعربيّة فنوَّنت وفيهما مَعْنى الإضَافة فخفضت فى الخفض ونوَّنت فى النصب والرفع لكان صَوَاباً، قد سُمع ذلكَ من العرب، وجَاء فى أشعارها، فقال بعضهم:
وساغَ لى الشرابُ وكنت قبلاً * أكاد أغَصُّ بالمَاء الحمِيم فنوَّنَ وكذلكَ تقول: جئتك من قبل فرأيتكَ. وكذلك قوله: مِكَرٍّ مِفَرٍّ مقبل مُدبرٍ معاً * كجُلمودِ صخرٍ حطّه السيلُ من عَلِ فهذا مخفوض. وإن شئت نوَّنت وأن شئت لم تنون على نيّتك؟ وقال الآخر فرفع: كَأنّ مِحَطّا فى يدَى حارثيَّةٍ * صَنَاعٍ علت منّى به الجِلدَ من عَلُ المِحَطّ: منقاش تشِم به يدها.
وأمّا قول الآخر: هتكت به بيوتَ بنى طَرِيفٍ * على ما كان قبلٌ من عِتاب فنوَّن ورَفَع فإن ذلك لضرورة الشعر، كما يُضطَرّ إليه الشاعر فينوّن فى النداء المفرد فيقول: يا زيدٌ أَقْبل؛ قَالَ: قدَّمُوا إذْ قيل قيسٌ قدِّمُوا * وارفعُوا المجدَ بأطرافِ الأَسَل وأنشدنى بعض بنى عُقيل: ونحن قتلنا الأَسْدَ أَسْدَ شَنُوءَة * فما شرِبُوا بعدٌ عَلَى لذَّة خمرَا ولو ردّه إلى النصب إذ نوّن كان وجهاً؛ كما قال: وسَاغ لى الشراب وكنت قبلاً * أكاد أغَصَّ بالمََـَاء الحَمِيم وكذلك النداء لو رُدّ النصب إذا نُوَّن فيه كَانَ وَجْهاً؛ كما قال: فطِر خالداً إن كنتَ تَسْطيع طَيْرةً * وَلا تَقَعْن إلاَّ وقلبُـكَ حَاذِِر
ولا تنكرنَّ أن تضيف قبل وبعدَ وأشباههما وإن لم يظهر فقد قال: إِلاَّ بُدَاهةَ أو عُلاَلَة * سَابحٍ نَهْدِ الجُزَاره
وقال الآخر:
يامن يرى عَرِضاً أكفكفُهُ * بين ذِرَاعىْ وجَبْهةِ الأَسَدِ
وسمعت أبا ثَرْوَان العُكْلِىّ يقول: قطع الله الغداة يد ورجل من قاله. وإنما يجوز هَذَا فى الشيئين يَصْطحبَان؛ مثل اليد والرجل، ومثل قوله: عندى نصفُ أو ربعُ درهَمٍ، وجئتك قبلَ أو بعدَ العصرِ. ولا يجوز فى الشيئين يتباعَدان؛ مثل الدار والغلام: فلا تُجيزنّ: اشتريت دارَ أو غلام زيد؛ ولكن عَبْدَ أَوْ أَمَةَ زَيدٍ، وعينَ أو أذُن، ويد أو رِجْلَ، وما أشبهه.
{"ayah":"فِی بِضۡعِ سِنِینَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَیَوۡمَىِٕذࣲ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق