وقوله: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَى﴾ قرأ أصحاب عبدالله (الرياح) ثلاثة مواضع. منهما حرفان فى قراءتنا، وحرف فى النحل وليسَ فى قراءتنا، مَكَان قوله ﴿والنجوم مُسَخرات بأمره﴾ وَهَذَا وَاحِدٌ يعنى الذى فى القرقان. والآخر فى الروم ﴿الرياح مُبَشِّراتٍ﴾ وكَانَ عَاصم يقرأ ما كانَ من رحمةِ الريح وما كان منْ عذاب قرأه ريح. وقد اختلف القراء فى الرحمة فمنهم من قرأ الرّيح ومنهم من قرأ الرياح ولم يختلفوا فى العذاب بالريح ونُرَى أنهم اختارُوا الرياح للرحمة لأن رياح الرَّحْمَة تكون من الصَّبَا والجَنُوب والشَّمال من الثلاث المعروفة؛ وأكثر ما تأتى بالعذاب وما لا مطر فيه الدَّبُورُ لأن الدَّبُور لا تكاد تُلْقِح فسمّيت ريحاً موحّدةً لأنها لا تدور كما تدور اللواقح.
حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قالَ حدثنا الفرَّاء قال حَدثنى قَيس بن الربيع عن أبى إسحاق عن الأسْوَد بن يزيد ومسروق بن الأجدع أنهما قرءا (نَشْراً) وقد قرأت القراء (نُشُراً) و (نُشْراً) وقرأ عاصم (بُشراً) حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدّثنى قَيْس عن أبى إسْحَاق عن أبى عبدالرحمن أنه قرأ (بُشُراً) كأنه بشيرة وبُشُر.
{"ayah":"وَهُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ ٱلرِّیَـٰحَ بُشۡرَۢا بَیۡنَ یَدَیۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ طَهُورࣰا"}