الباحث القرآني
وقوله: ﴿ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا﴾ * الّلونُ مرفوعٌ؛ لأنك لم تُرِد أن تجعل "ما" صلةً فتقول: بيّن لنا ما لونَها * ولو قَرأ به قارئٌ كان صوابا، ولكنه أراد - والله أعلم -: ادع لنا ربك يُبَيِّن لنا أىُّ شىءٍ لونُها، ولم يصلح للفعل الوقوعُ على أىّ؛ لأن أصل "أىّ" تَفَرُّق جَمْع مِن الاستفهام، ويقول القائل: بين لنا أسوداءُ هى أم صَفْراء؟ فلما لم يصلح للتَّبَيُّن أن يقع على الاستفهام فى تفرّقه لم يقع على أىّ؛ لأنها جمعُ ذلك المتفرِّق، وكذلك ما كان فى القرآن مثله، فأعملْ فى "ما" "وأىّ" الفعلَ الذى بعدَهما، ولا تُعمِل الذى قبلهما إذا كان مُشتقّاً من العِلْم؛ كقولك: ما أعلم أَيُّهم قال ذاك، ولا أعلمنّ أَيُّهم قال ذاك، وما أدرِى أَيَّهم ضربت، فهو فى العِلِم والإخبار والإنْباء وما أشبهها على ما وصفتُ لك. منه قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ﴾ ﴿وَمَا أَدْرَاكَ ما يَوْمُ الدَّينِ﴾ "ما" الثانية رفعٌ، فرفعتَها بيوم؛ كقولك: ماأدراك أىُّ شئ يومُ الدّين، وكذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿لِنَعْلَمَ أَىُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى﴾ رفعتَه بأَحْصَى، وتقول إذا كان الفعل واقعا على أىّ: ما أدرى أَيَّهم ضربت. وإنما امتنعت من أن تُوقع على أى الفعل الذى قبلها من العلم وأشباهه؛ لأنك تجِدُ الفعلَ غيرَ واقع على أىّ فى المعنى؛ ألا ترى أنك إذا قلت: اذْهَبْ فاعلم أيُّهما قام أنك تسأل غيرهما عن حالهما فتجد الفعل واقعا على الذى أعلمك، كما أنك تقول: سل أيُّهُمْ قام، والمعنى: سل الناس أيُّهُمْ قام. ولو أوقعت الفعل على "أىّ" فقلت: اسأل أيَّهُمْ قام لكنت كانك تضمر أيّاً مرّة أخرى؛ لأنك تقول: سل زيدا أيُّهُمْ قام، فإذا أوقعت الفعل على زيد فقد جاءت "أىّ" بعده. فكذلك "أىّ" إذا أوقعت عليها الفعل خرجت من معنى الاستفهام، وذلك إن أردته، جائز، تقول: لأضْرِبَنَّ أيَّهُم يقول ذاك؛ لأنّ الضرب لا يقع على [اسم ثم يأتى بعد ذلك استفهام، وذلك لأن الضرب لا يقع على] اثنين، وأنتَ تقول فى المسألة: سل عبدالله عن كذا، كأنك قلت: سله عن كذا، ولا يجوز ضربت عبدالله كذا وكذا إلا أن تريد صفة الضرب، فأما الأسماء فلا. وقول الله: ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنّ مِنْ كُلِّ شِيعةٍ أيُّهُم أشَدُّ على الرّحْمَنِ عِتيّاً﴾ من نصب أيّاً أوقع عليها النزع وليس باستفهام، كأنه قال: ثم لنستخرجن العاتىَ الذى هو أشد. وفيها وجهان من الرفع؛ أحدهما أن تجعل الفعل مكتفيا بِمن فى الوقوع عليها، كما تقول: قد قتلنا من كل قوم، وأصبنا من كل طعام، ثم تستأنف أيّاً فترفعها بالذى بعدها، كما قال جلّ وعزّ: ﴿يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ أى ينظرون أيُّهُم أقرب. ومثله ﴿يُلْقُونَ أقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ﴾. وأما الوجه، الآخر فإن فى قوله تعالى: ﴿ثم لَنَنْزِعَنّ مِنْ كلِّ شِيعَةٍ﴾ لننزعن من الذين تشايعوا على هذا، ينظرون بالتشايع أيهم أشدّ وأخبث، وأيهم أشدّ علىالرحمن عِتيّاً، والشيعة ويتشايعون سواء فى المعنى. وفيه وجه ثالث من الرفع أن تجعل ﴿ثُمّ لَننْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ﴾ بالنداء؛ أى لننادين ﴿أيُّهُمْ أشدُّ على الرّحْمَنِ عِتيّاً﴾ وليس هذا الوجه يريدون. ومثله مما تعرفه به قوله: ﴿أفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِيِنَ آمنَوُا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لهَدَى النَّاس جَميعاً﴾ فقال بعض المفسرين ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: ألم يعلم، والمعنى - والله أعلم - أفلم ييأسوا علما بأن الله لو شاء لهدى الناس جميعا. وكذلك "لَنَنْزِعَنّ" يقول يريد ننزعهم بالنداء.
{"ayah":"قَالُوا۟ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ یُبَیِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ صَفۡرَاۤءُ فَاقِعࣱ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق