الباحث القرآني
وقوله: ﴿وَقُولُواْ حِطَّةٌ﴾ يقول - والله أعلم - قولوا: ما أُمِرتم به؛ أى هى حطة، فخالَفُوا إلى كلام بالنَّبطِية، فذلك قوله: ﴿فَبَدّلَ الَّذيِنَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ﴾.
وبلغنى أنّ ابن عباس قال: أُمِروا أن يقولوا: نستغفر الله؛ فإن يك كذلك فينبغى أن تكون "حِطّة" منصوبة فى القراءة؛ لأنك تقول: قلتُ لا إله إلا الله، فيقول القائل: قلتَ كلمةً صالحة، وإنما تكون الحكاية إذا صلح قبلها إضمارُ ما يرفع أو يخفض أو ينصب، فإذا ضممت ذلك كله فجعلته كلمة كان منصوبا بالقول كقولك: مررت بزيد، ثم تجعل هذه كلمةً فتقول: قلت كلاما حسنا * ثم تقول: قلتُ زيدٌ قائمٌ، فيقول: قلتَ كلاما. * وتقول: قد ضربتُ عمرا، فيقول أيضا: قلتَ كلمةً صالحة.
فأما قول الله تبارك وتعالى: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ إلى آخر ماذكر من العدد فهو رفعٌ لأن قبله ضميرَ أسمائهم؛ سيقولون: هم ثلاثة، إلى آخر الآية. وقوله ﴿وَلاَ تَقُولُولُوا ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ﴾ رفع؛ أى قولوا: الله واحدٌ، ولا تقولوا الآلهةُ ثلاثةٌ. وقوله: ﴿قَالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُم﴾ ففيها وجهان: إن أردت: ذلك الذى قلنا معذرةٌ إلى ربكم رفعتَ، وهو الوجه. وإن أردت: قلنا ما قلنا معذرةً إلى الله؛ فهذا وجهُ نصْب. وأما قوله: ﴿ويَقُولُونَ طاعَةٌ فإذا بَرَزُوا﴾ فإن العرب لا تقوله إلاّرفعا؛ وذلك أنّ القوم يُؤمَرون بالأمْر يكرهونه فيقول أحدهم: سمعٌ وطاعةٌ، أى قد دخلنا أوّلَ هذا الدِّين على أن نَسمعَ ونُطيعَ فيقولون: علينا ما ابتدأناكم به، ثم يخرجون فيخالفون، كما قال عز وجل: ﴿فإذا بَرَزُوا مِن عِندِك[بيَّتَ طائفةٌ منهم غير الذى تقول]﴾ [أى] فإذا خرجوا من عندك بدّلوا. ولو أردت فى مثله من الكلام: أى نطيع، فتكون الطاعة جوابا للأمر بعينه جازَ النصبُ، لأنّ كلّ مصدر وقع موقع فعَل ويَفْعل جاز نصبُه، كما قال الله تبارَك وتعالى: ﴿مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَأخُذَ﴾ [معناه والله أعلم: نعوذ بالله أن نأخذ]. ومثله فى النور: ﴿قُلْ لاَ تُقْسِمُوا طاعّةٌ مَعْرُوفَةٌ﴾ الرفع على ليكن منكم ما يقوله أهلُ السَّمع والطاعة. وأما قوله فى النحل: ﴿وَإذَا قِيلَ لَهُمْ ْمَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُم قالوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ﴾ * فهذا قولُ أهل الجَحْد؛ لأنهم قالوا لم ينزل شيئا، إنما هذا أساطير الأوّلين * وأما الذين آمنوا فإنهم أقرّوا فقالوا: أنزل ربُّنا خيراً، ولو رُفع خيرٌ على: الذى أنزله خيرٌ لكان صوابا، فيكون بمنزلة قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ ماذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾ و ﴿قُلِ الْعَفْوُ﴾ النّصبُ على الفعل: يُنفقون العفوَ، والرفعُ على: الذى يُنفقون عفوُ الأمْوالِ. وقوله: ﴿قَالُوا سلاماً قَالَ سَلاَمٌ﴾ فأما السلام (فقولٌ يقال)، فنُصب لوقوع الفعلِ عليه، كأنّك قلتَ: قلتُ كلاماً.
وأما قوله: ﴿قَالَ سَلاَمٌ﴾ فإنه جاء فيه نحن"سَلاَمٌ" وأنتم "قَوْمٌ مُنْكَرُونَ".
وبعض المفسرين يقول: ﴿قَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ﴾ يريد سلّموا عليه فردّ عليهم، فيقول القائل: ألا كان السّلام رفعاً كلّه أونصباً كلّه؟ قلت: السّلام على معنيين: إذا أردتَ به الكلام نصبتَه، وإذا أضمرت معه "عليكم" رفعتَه.فإن شِئتَ طرحتَ الإضمارَ من أحد الحرفين وأضمرتَه فى أحدهما، وإن شِئتَ رفعتَهما معا، وإن شِئْت نصبتهما جميعا. والعرب تقول إذا التقوا فقالوا سلامٌ: سلامٌ، على معنى قالوا السلام عليكم فرّد عليهم الآخرون. والنصب يجوز فى إحدى القراءتين "قَالوا سَلاَماً قَالَ سَلاَماً". وأنشدنى بعضُ بنى عُقَيْل: فَقُلْنا السَّلامُ فاتَّقَتْ مِنْ أَمِيرِهَا * فَما كَانَ إِلاَّ وَمْؤُهَا بِالْحَواجِبِ فرفع السَّلامُ؛ لأنه أراد سلّمنا عليها فاتَّقَتْ أن تردّ علينا. ويجوز أن تنصب السلام على مثل قولك: قلنا الكلام، قلنا السلام، ومثله: قرأت "الحمدَ" وقرأتُ "الحمدُ" إذا قلت قرأت "الحمدَ" أوقعت عليه الفعل، وإذا رفعت جعلته حكاية على قرأتُ "الحمدُ لله".
{"ayah":"وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُوا۟ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةَ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدࣰا وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدࣰا وَقُولُوا۟ حِطَّةࣱ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَـٰیَـٰكُمۡۚ وَسَنَزِیدُ ٱلۡمُحۡسِنِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق