وقوله: ﴿فَأَجَآءَهَا ٱلْمَخَاضُ﴾ من جئت كما تقول: فجاء بها المخاضُ إلى جِذْع النخلة. فلمّا ألقَيْتَ الباء جعلتَ فى الفعل ألِفا؛ كما تقول: آتيتكَ زيدا تريد: أتيتك بزيد. ومثله ﴿آتُونِى زُبَرَ الحَدِيدِ﴾ فلمَّا ألقيت الباء زدْت ألِفا وإنما هو ائتونى بزُبَر الحديد. ولغة أخرى لا تصلح فى الكتاب وهى تميميّة: فأشَاءَهَا المَخَاضُ، ومن أمثال العرب: شرٌّ مَا ألجأك إلى مُخَّة عُرْقُوب. وأهل الحجاز وأهل العالية يقولون: شرّ مَا أجاءك إلى مُخَّة عرقوب، والمعنى واحد. وتميم تقول: شرّ مَا أشاءك إلى مُخَّة عرقوب.
وقوله: ﴿وَكُنتُ نَسْياً﴾ 109 ا أصحاب عبدالله قرءوا نَسْيا بفتح النون. وسائر العرب تكسر النون وهما لغتان مثل الجَسْر والجِسْر والحَجْر والحِجْرِ والوَتْر والوِتْر. والنِّسْى: ما تلقيه المرأة من خِرَق اعتلالها (لأنه إِذا رُمى به لم يُرَدّ) وهو الَلَقَى مقصور. وهو النَّسْىُ ولو أردت بالنَّسْى مصدر النسيان كان صواباً.
بمنزلة قولك: حِجْرا محجوراً: حراما محرما، نَسْيا مَنِسيّا. والعرب تقول: نسيته نِسياناً، ونسيا، أنشدنى بعضهم:
* من طاعة الربّ وعَصْى الشيطان *
يريد: وعصيان الشيطان. وكذلك أتيته إتيانا وأَتْياً. قال الشاعر: أَتْىُ الفواحشِ فيهمُ معروفة * ويرون فعل المكرُمات حَرَامَا
{"ayah":"فَأَجَاۤءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ یَـٰلَیۡتَنِی مِتُّ قَبۡلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسۡیࣰا مَّنسِیࣰّا"}