قوله عزّ وجلّ: ﴿رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ﴾ يقال: كيف دخلت (رب) على فعل لم يكن؛ لأن مودّة الذين كفروا إنما تكون فى الآخرة؟ فيقال: إن القرآن نزل وعدُه ووعيده وما كَان فيه، حَقّا فإنه عِيان، فجرى الكلامُ فيما لم يكن منه كمجراه فى الكائن. ألا ترى قوله عز وَجل: ﴿وَلَوْ تَرَى إذِ المُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ﴾ وقوله: ﴿وَلَوْ تَرَى إذْ فَزِعُوا﴾ كأنه مَاض وهو منتظر لصدقه فى المَعْنى، وأن القائل يقول إذا نَهَى أو أَمَر فعصَاه المأمور: أمَا والله لرُبِّ ندامة لك تَذكُر قولى فيها، لعلمه أنه سيندم ويقول: فقول الله عَز وجل أصْدق من قول المخلوقين.
{"ayah":"رُّبَمَا یَوَدُّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡ كَانُوا۟ مُسۡلِمِینَ"}