قوله عز وجل: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ ٱلْفِيلِ﴾.
يقول: ألم تُخبرَ عن الحبشة، وكانوا غزوا البيت وأهلَ مكة، فلما كانوا بذى المجاز مروا براعٍ لعبد المطلب فاستاقوا إبله، فركب دابته وجاء إلى مكة، فصرخ بصراخ الفزع ثم أخبرهم الخبر، فجال عبدالمطلب فى متن فرسه ثم لحقهم، فقال له رجلان من كندة وحضرموت: ارجع [149/ا]، وكانا صديقين له، فقال: والله لا أبرح حتى آخذ أبلى، أو أُوخَذَ معها، فقالوا لأَصْحمة رئيس الحبشة: ارددها عليه؛ فإنه آخذها غدوة، فرجع بإبله، وأخبر أهل مكة الخبر، فمكثوا أياما لا يرون شيئًا، فعاد عبد المطلب إلى مكانهم فإِذا هم كما قال الله تبارك وتعالى: "كالْعَصْف المَأْكُولِ" قد بعث الله تبارك وتعالى عليهم طيرا فى مناقيرها الحجارة كبعر الغنم، فكان الطائر يرسل الحجر فلا يخطىء رأس صاحبه، فيخرج من دبره فقتلتهم جميعا، فأخذ عبد المطلب من الصفراء والبيضاء يعنى: الذهب والفضة ما شاء، ثم رجع إلى أهل مكة فأخبرهم، فخرجوا إلى عسكرهم فانتبهوا ما فيه.
{"ayah":"أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِیلِ"}