﴿إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ أَيْ قَامَ، وَالِانْبِعَاثُ: هُوَ الْإِسْرَاعُ فِي الطَّاعَةِ لِلْبَاعِثِ، أَيْ: كَذَّبُوا بِالْعَذَابِ، وَكَذَّبُوا صَالِحًا لَمَّا انْبَعَثَ أَشْقَاهَا وَهُوَ: قُدَارُ، بْنُ سَالِفٍ، وَكَانَ أَشْقَرَ أَزْرَقَ [الْعَيْنَيْنِ] [[ساقط من "أ".]] قَصِيرًا قَامَ لِعَقْرِ النَّاقَةِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ] [[ما بين القوسين ساقط من "ب".]] ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هُشَامٌ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَخْطُبُ وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَهَا فَقَالَ [رَسُولُ اللَّهِ ﷺ] : [[ساقط من "أ".]] "إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا"، انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ [عَارِمٌ] [[هو الشرير المفسد الخبيث، وقيل: القوي الشرس.]] مَنِيعٌ فِي أَهْلِهِ مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ" [[أخرجه البخاري في التفسير - تفسير سورة الشمس -: ٨ / ٧٠٥، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها برقم: (٢٨٥٥) : ٤ / ٢١٩١.]] .
﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ﴾ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ﴿نَاقَةَ اللَّهِ﴾ أَيِ احْذَرُوا عَقْرَ نَاقَةِ اللَّهِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْصُوبٌ عَلَى مَعْنَى: ذَرُوا نَاقَةَ اللَّهِ، ﴿وَسُقْيَاهَا﴾ شُرْبَهَا، أَيْ: ذَرُوا نَاقَةَ اللَّهِ وَذَرُوا شُرْبَهَا مِنَ الْمَاءِ، [فَلَا تَعْرِضُوا] [[في "ب" فلا تعترضوا.]] لِلْمَاءِ يَوْمَ شُرْبِهَا.
﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ يَعْنِي صَالِحًا، ﴿فَعَقَرُوهَا﴾ يَعْنِي النَّاقَةَ.
﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ﴾ قَالَ عَطَاءٌ وَمُقَاتِلٌ: فَدَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ فَأَهْلَكَهُمْ. قَالَ الْمُؤَرِّجُ: الدَّمْدَمَةُ إِهْلَاكٌ بِاسْتِئْصَالٍ.
﴿بِذَنْبِهِمْ﴾ بِتَكْذِيبِهِمُ الرَّسُولَ وَعَقْرِهِمُ النَّاقَةَ، ﴿فَسَوَّاهَا﴾ فَسَوَّى الدَّمْدَمَةَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَعَمَّهُمْ بِهَا فَلَمْ يَفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَوَّى الْأُمَّةَ وَأَنْزَلَ الْعَذَابَ بِصَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا، يَعْنِي سَوَّى بَيْنَهُمْ.
﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ قَرَأَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ: "فَلَا" بِالْفَاءِ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَهَكَذَا فِي مَصَاحِفِهِمْ ﴿عُقْبَاهَا﴾ عَاقِبَتَهَا.
قَالَ الْحَسَنُ: مَعْنَاهُ: لَا يَخَافُ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ تَبِعَةً فِي إِهْلَاكِهِمْ. وَهِيَ رِوَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ، وَالسُّدِّيُّ، وَالْكَلْبِيُّ: هُوَ رَاجِعٌ إِلَى الْعَاقِرِ، وَفِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ، وَتَقْدِيرُهُ: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا.
{"ayahs_start":12,"ayahs":["إِذِ ٱنۢبَعَثَ أَشۡقَىٰهَا","فَقَالَ لَهُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقۡیَـٰهَا","فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمۡدَمَ عَلَیۡهِمۡ رَبُّهُم بِذَنۢبِهِمۡ فَسَوَّىٰهَا","وَلَا یَخَافُ عُقۡبَـٰهَا"],"ayah":"إِذِ ٱنۢبَعَثَ أَشۡقَىٰهَا"}