الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِمَكَّةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ فِي سُجُودِهِ: يَا أللَّهُ يَا رَحْمَنُ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا يَنْهَانَا عَنْ آلِهَتِنَا وَهُوَ يَدْعُو إِلَهَيْنِ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ [[أخرجه الطبري في التفسير: ١٥ / ١٨٢، وانظر: أسباب النزول للواحدي ص (٣٤١) الدر المنثور: ٥ / ٣٤٨، القرطبي: ١٠ / ٣٤٢.]] . وَمَعْنَاهُ: أَنَّهُمَا اسْمَانِ لِوَاحِدٍ. ﴿أَيًّا مَا تَدْعُوا﴾ "مَا" صِلَةٌ مَعْنَاهُ: أَيًّا مَا تَدْعُوا مِنْ هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ وَمِنْ جَمِيعِ أَسْمَائِهِ ﴿فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ فَإِذَا سَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ ﷺ: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾ أَيْ بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعَهُمْ: ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [[أخرجه البخاري في تفسير سورة الإسراء باب "ولا تجهر بصلاتك ول تخافت بها": ٨ / ٤٠٤-٤٠٥، ومسلم في الصلاة الجهرية ... برقم (٤٤٦) : ١ / ٣٢٩.]] . وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ وَزَادَ ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ أَسْمِعْهُمْ وَلَا تَجْهَرْ حَتَّى يَأْخُذُوا عَنْكَ الْقُرْآنَ [[أخرجه البخاري في التوحيد باب قول الله تعالى: "أنزله بعلمه والملائكة يشهدون": ١٣ / ٤٦٣.]] . وَقَالَ قَوْمٌ: الْآيَةُ فِي الدُّعَاءِ وَهُوَ قَوْلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَالنَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي قَوْلِهِ: "وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا" قَالَتْ: أُنْزِلَ ذَلِكَ فِي الدُّعَاءِ [[أخرجه البخاري في التفسير باب قول الله تعالى: "أنزله بعلمه والملائكة يشهدون": ٨ / ٤٠٥.]] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ: كَانَ أَعْرَابٌ مَنْ بَنِي تَمِيمٍ إِذَا سَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ قَالُوا: "اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَالًا وَوَلَدًا فَيَجْهَرُونَ بِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾ [[أخرجه الطبري في التفسير: ١٥ / ١٨٤، وزاد السيوطي نسبته لابن أبي شيبة وابن المنذر انظر: الدر المنثور: ٥ / ٣٥١.]] أَيْ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ بِقِرَاءَتِكَ أَوْ بِدُعَائِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا [[ورجح الطبري القول الأول الذي قاله ابن عباس لأن ذلك أصح الأسانيد التي روي عن صحابي فيه قول مخرجا وأشبه الأقوال بما دل عليه ظاهر التنزيل وذلك أن قوله: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها" عقيب قوله: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن.." وعقيب تقريع الكفار بكفرهم بالقرآن وذلك بعدهم منه ومن الإيمان=فإذا كان ذلك كذلك فالذي هو أولى وأشبه بقوله: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها": أن يكون من سبب ما هو في سياقه من الكلام ما لم يأت بمعنى يوجب صرفه عنه أو يكون على انصرافه عنه دليل يعلم به الانصراف عما هو في سياقه. تفسير الطبري: ١٥ / ١٨٨.]] . وَالْمُخَافَتَةُ: خَفْضُ الصَّوْتِ وَالسُّكُوتُ "وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا" أَيْ: بَيْنَ الْجَهْرِ وَالْإِخْفَاءِ. أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عن عَبْدِ الله بْنِ أَبِي رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: "مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ وَأَنْتَ تَخْفِضُ مِنْ صَوْتِكَ فَقَالَ: إِنِّي أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ فَقَالَ: ارْفَعْ قَلِيلًا وَقَالَ لِعُمَرَ: مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ وَأَنْتَ تَرْفَعُ صَوْتَكَ فَقَالَ إِنِّي [[ساقط من "ب".]] أُوقِظُ الْوَسْنَانَ وَأَطْرُدُ الشَّيْطَانَ فَقَالَ اخْفِضْ قَلِيلًا" [[أخرجه أبو داود في التطوع باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل: ٢ / ٩٦، والترمذي في المواقيت باب ما جاء في القراءة في الليل: ٢ / ٥٢٦، وقال: حديث غريب. وإنما أسنده يحيى بن إسحاق عن حماد بن سلمة وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت عن عبد اله بن رباح مرسلا: قال المنذري: "ويحيى بن إسحاق هذا هو البجلي السيلحيني وقد احتج به مسلم في صحيحه" وصحح الألباني إسناده في تعليقه على المشكاة: ١ / ٣٨٠، لأن الذي أسنده ثقة.]] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب