الباحث القرآني

شرح الكلمات: مالكم؟: أي أي شيء ثبت لكم من الأعذار. انفروا: أي اخرجوا مستعجلين مندفعين. اثاقلتم: أي تباطأتم كأنكم تحملون أثقالاً. إلا تنصروه: أي الرسول محمد ﷺ. ثاني اثنين: أي هو وأبو بكر رضي الله عنه. في الغار: غار ثور أي في جبل يقال له ثور بمكة. لصاحبه: هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. سكينتهُ: أي طمأنينته. كلمة الذين كفروا: هي الدعوة إلى الشرك. السفلى: أي مغلوبة هابطة لا يسمع لها صوت. وكلمة الله هي العليا: أي دعوة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هي العليا الغالبة الظاهرة. معنى الآيات: هذه الآيات نزلت في غزوة تبوك فقد بلغ النبي ﷺ أن هرقل ملك الروم قد جمع جموعه لحرب الرسول ﷺ، فأعلن النبي ﷺ التعبئة العامة، وكان الزمن صيفاً حاراً وبالبلاد جدب ومجاعة، وكان ذلك في شوال من سنة تسع، وسميت هذه الغزوة بغزوة العسرة فاستحثَّ الربّ تبارك وتعالى المؤمنين ليخرجوا مع نبيهم لقتال أعدائه الذين عزموا على غزوه في عقر داره فأنزل تعالى قوله ﴿يٰأيُّها ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ما لَكُمْ إذا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ والقائل هو رسول الله ﷺ ﴿ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ أي اخرجوا للجهاد ﴿فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ أي لأجل رضاه سبحانه وتعالى وما عنده من نعيم مقيم. وقوله ﴿ما لَكُمْ﴾ أي أي شيء يجعلكم لا تنفرون؟ وأنتم المؤمنون طلاب الكمال والإسعاد في الدارين، وقوله ﴿ٱثّاقَلْتُمْ إلى ٱلأَرْضِ﴾ أي تباطأتم عن الخروج راضين ببقائكم في دوركم وبلادكم. ﴿أرَضِيتُمْ بِٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيا مِنَ ٱلآخِرَةِ﴾؟ ينكر تعالى على من هذه حاله منهم، ثم يقول لهم ﴿فَما مَتاعُ ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيا﴾ أي ما كل ما يوجد فيها من متع على اختلافها بالنسبة إلى ما في الآخرة من نعيم مقيم في جوار رب العالمين ﴿إلاَّ قَلِيلٌ﴾ تافه لا قيمة له، فكيف تؤثرون القليل على الكثير والفاني على الباقي. ثم قال لهم ﴿إلاَّ تَنفِرُواْ﴾ أي إن تخليتم عن نصرته ﷺ وتركتموه يخرج إلى قتال الروم وحده ﴿يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً ألِيماً ويَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ولا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وٱللَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. وفي هذا الخبر وعيد شديد اهتزت له قلوب المؤمنين. وقوله تعالى ﴿إلاَّ تَنصُرُوهُ﴾ أي إن خذلتموه ولم تخرجوا معه في هذا الظرف الصعب فقد نصره الله تعالى في ظرف أصعب منه نصره في الوقت الذي أخرجه الذين كفروا ﴿ثانِيَ ٱثْنَيْنِ﴾ أي هو وأبو بكر لا غير، ﴿إذْ هُما فِي ٱلْغارِ﴾ أي غار ثور، ﴿إذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ﴾: لما قال لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا يا رسول الله، ﴿لا تَحْزَنْ إنَّ ٱللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾ فسكنت نفسه واطمأن وذهب الخوف من قلبه، ﴿وأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْها وجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ وهي دعوتهم إلى الشرك جعلها ﴿ٱلسُّفْلىٰ﴾ مغلوبة هابطة ﴿وكَلِمَةُ ٱللَّهِ﴾ كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ﴿هِيَ ٱلْعُلْيا﴾ الغالبة الظاهرة ﴿وٱللَّهُ عَزِيزٌ﴾ غالب لا يغالب ﴿حَكِيمٌ﴾ في تصرفه وتدبيره، ينصر من أراد نصره بلا ممانع ويهزم من أراد هزيمته بلا مغالب. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- وجوب الخروج إلى الجهاد إذا دعا الإمام بالدعوة العامة وهو ما يعرف بالتعبئة العامة أو النفير العام. ٢- يجب أن يكون النفير في سبيل الله لا في سبيلٍ غير سبيله تعالى. ٣- بيان حقارة الدنيا وضآلتها أمام الآخرة. ٤- وجوب نصرة رسول الله ﷺ في دينه في أمته في سنته. ٥- شرف أبي بكر الصديق وبيان فضله. ٦- الإسلام يعلو ولا يعلى عليه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب