الباحث القرآني

شرح الكلمات: عدة: أي عدد. الشهور: جمع شهر والشهر تسعة وعشرون يوماً، أو ثلاثون يوماً. في كتاب الله: أي كتاب المقادير: اللوح المحفوظ. أربعة حرم: هي رجب، والقعدة، والحجة، ومحرم، الواحد منها حرام والجمع حرم. الدين القيم: أي الشرع المستقيم الذي لا اعوجاج فيه. فلا تظلموا فيهن أنفسكم: أي لا ترتكبوا في الأشهر الحرم المعاصي فإنها أشد حرمة. كافة: أي جميعاً وفي كل الشهور حلالها وحرامها. مع المتقين: أي بالتأييد والنّصر، والمتقون هم الذين لا يعصون الله تعالى. إنما النسيء: أي تأخير حرمة شهر المحرم إلى صفر. يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً: أي النسيء عاماً يحلونه وعاماً يحرمونه. ليواطئوا عدة ما حرم الله: أي ليوافقوا عدد الشهور المحرمة وهي أربعة. زين لهم سوء عملهم: أي زين لهم الشيطان هذا التأخير للشهر الحرام وهو عمل سيء لأنه إفتيات على الشارع واحتيال على تحليل الحرام. معنى الآيتين عاد السياق للحديث على المشركين بعد ذلك الاعتراض الذي كان للحديث عن أهل الكتاب فقال تعالى ﴿إنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنا عَشَرَ شَهْراً﴾ لا تزيد ولا تنقص، وأنها هكذا في اللوح المحفوظ ﴿يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضَ﴾. وأن منها أربعة أشهر حرم أي محرمات وهي رجب، والقعدة والحجة ومحرم، وحرمها الله تعالى أي حرم القتال فيها لتكون هدنة يتمكن العرب معها من السفر للتجارة وللحج والعمرة ولا يخافون أحداً، ولما جاء الإسلام وأعز الله أهله، نسخ حرمة القتال فيها. وقوله تعالى ﴿ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ﴾ أي تحريم هذه الأشهر واحترامها بعدم القتال فيها هو الشرع المستقيم وقوله تعالى ﴿فَلا تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أنْفُسَكُمْ﴾ أي لا ترتكبوا الذنوب والمعاصي في الأشهر الحرم فإن ذلك يوجب غضب الله تعالى وسخطه عليكم فلا تعرضوا أنفسكم له، وقوله تعالى ﴿وقاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ﴾ هذا خطاب للمؤمنين يأمرهم تعالى بقتال المشركين بعد انتهاء المدة التي جعلت لهم وهي أربعة أشهر وقوله ﴿كَآفَّةً﴾ أي جميعاً لا يتأخر منكم أحد كما هم يقاتلونكم مجتمعين على قتالكم فاجتمعوا أنتم على قتالهم، وقوله ﴿وٱعْلَمُوۤاْ أنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ﴾ وهم الذين اتقوا الشرك والمعاصي ومعناه أن الله معكم بنصره وتأييده على المشركين العصاة وقوله عز وجل ﴿إنَّما ٱلنَّسِيۤءُ زِيادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ﴾ أي إنما تأخير حرمة محرم إلى صفر كما يفعل أهل الجاهلية ليستبيحوا القتال في الشهر الحرام بهذه الفُتيا الشيطانية هذا التأخير زيادة في كفر الكافرين، لأنه محاربة لشرع الله وهي كفر قطعاً لقوله تعالى ﴿يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ أي بالنسيء يزدادون ضلالاً فوق ضلالهم. وقوله ﴿يُحِلُّونَهُ عاماً ويُحَرِّمُونَهُ عاماً﴾ يعني النسيء وهو الشهر الذي أخروه أي أخروا حرمته إلى الشهر الذي بعده ليتمكنوا من القتال في الشهر الحرام، فعاماً يحلون وعاماً يحرمون حتى يوافقوا عدة الأشهر الحُرُم بلا زيادة ولا نقصان، ظناً منهم أنهم ما عصوا مستترين بهذه الفتيا الإبليسية كما قال تعالى ﴿زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أعْمالِهِمْ﴾ والمزين للباطل قطعاً هو الشيطان. وقوله تعالى ﴿وٱللَّهُ لا يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكافِرِينَ﴾ يخبر تعالى أنه عز وجل لا يهدي القوم الكافرين لما هو الحق والخير وذلك عقوبة لهم على كفرهم به وبرسوله، وإصرارهم على ذلك. هداية الآيتين من هداية الآيتين: ١- بيان أن شهور السنة الهجرية اثنا عشر شهراً وأيامها ثلثمائة وخمسة وخمسون يوماً. ٢- بيان أن الأشهر الحرم أربعة وقد بينها الرسول ﷺ وهي رجب، والقعدة والحجة ومحرم. ٣- حرمة الأشهر الحرم، ومضاعفة السيآت فيها أي قبح الذنوب فيها. ٤- صفة المعية لله تعالى وهي معية خاصة بالنصر والتأييد لأهل تقواه. ٥- حرمة الاحتيال على الشرع بالفتاوى الباطلة لاحلال الحرام، وأن هذا الاحتيال ما هو إلا زيادة في الإثم. ٦- تزيين الباطل وتحسين المنكر من الشيطان. ٧- حرمان أهل الكفر والفسق من هداية الله تعالى وتوفيقه لما هو حق وخير حالاً ومآلاً.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب