الباحث القرآني

شرح الكلمات: اللهم: أي يا الله حذفت ياء النداء من أوله وعوض عنها الميم من آخره. إن كان هذا: أي الذي جاء به محمد ويخبر به. فأمطر: أنزل علينا حجارة. يصدون عن المسجد الحرام: يمنعون الناس من الدخول إليه للاعتمار. مكاء وتصدية: المكاء: التصفير، والتصدية: التصفيق. معنى الآيات: ما زال السياق في التنديد ببعض أقوال المشركين وأفعالهم فهذا النضر بن الحارث القائل في الآيات السابقة ﴿لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنا مِثْلَ هَٰذا إنْ هَٰذَآ إلاَّ أساطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ﴾ [الأنفال: ٣١] يخبر تعالى عنه أنه قال ﴿ٱللَّهُمَّ إن كانَ هَٰذا﴾ أي القرآن ﴿هُوَ ٱلْحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ﴾ فنهلك بها، ولا نرى محمداً ينتصر دينه بيننا. ﴿أوِ ٱئْتِنا بِعَذابٍ ألِيمٍ﴾ حتى نتخلص من وجودنا. فقال تعالى ﴿وما كانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنتَ فِيهِمْ﴾ فوجودك بينهم أمان لهم ﴿وما كانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ إذ كانوا إذا طافوا يقول بعضهم غفرانك ربنا غفرانك، ثم قال تعالى ﴿وما لَهُمْ ألاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرامِ﴾ أي أيُّ شيء يصرف العذاب عنهم وهم يرتكبون أبشع جريمة وهي صدهم الناس عن دخول المسجد الحرام للطواف بالبيت الحرام، فقد كانوا يمنعون المؤمنين من الطواف بالبيت والصلاة في المسجد الحرام. وقوله تعالى ﴿وما كانُوۤاْ أوْلِيَآءَهُ﴾ رد على مزاعمهم بأنهم ولاة الحرم والقائمون عليه فلذا لهم أن يمنعوا من شاءوا ويأذنوا لمن شاءوا فقال تعالى رداً عليهم ﴿وما كانُوۤاْ أوْلِيَآءَهُ﴾ أي أولياء المسجد الحرام، كما لم يكونوا أيضاً أولياء الله إنّما أولياء الله والمسجد الحرام المتقون الذين يتقون الشرك والمعاصي ﴿ولَٰكِنَّ أكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ هذا لجهل بعضهم وعناد آخرين. وقوله ﴿وما كانَ صَلاتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إلاَّ مُكَآءً وتَصْدِيَةً﴾ إذ كان بعضهم إذ طافوا يصفقون ويصفرون كما يفعل بعض دعاة التصوف حيث يرقصون وهم يصفقون ويصفرون ويعدون هذا حضرة أولياء الله، والعياذ بالله من الجهل والضلال وقوله تعالى ﴿فَذُوقُواْ ٱلْعَذابَ بِما كُنتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ أذاقهموه يوم بدر إذ أذلهم فيه وأخزاهم وقتل رؤساءهم. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- بيان ما كان عليه المشركون في مكة من بغض للحق وكراهية له حتى سألوا العذاب العام ولا يرون راية الحق تظهر ودين الله ينتصر. ٢- النبي ﷺ أمان أمته من العذاب فلم تُصب هذه الأمة بعذاب الاستئصال والإبادة الشاملة. ٣- فضيلة الاستغفار وأنه ينجي من عذاب الدنيا والآخرة. ٤- بيان عظم جرم من يصد عن المسجد الحرام للعبادة الشرعية فيه. ٥- بيان أولياء الله تعالى والذين يحق لهم أن يلوا المسجد الحرام وهو المتقون. ٦- كراهية الصفير والتصفيق، وبطلان الرقص في التعبد.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب