الباحث القرآني

معنى الكلمات: أرسل إليهم: هم الأمم والأقوام. فلنقصن عليهم بعلم: فلنخبرنهم بأعمالهم متتبعين لها فلا نترك منها شيئاً. وما كنا غائبين: أي عنهم أيام كانوا يعملون. الوزن يومئذ الحق: أي العدل. فمن ثقلت موازينه: أي بالحسنات فأولئك هم المفلحون بدخول الجنة. خسروا أنفسهم: بدخولهم النار والإصطلاء بها أبداً. معايش: جمع معيشة بمعنى العيش الذي يعيشه الإنسان. قليلاً ما تشكرون: أي شكراً قليلاً والشكر ذكر النعمة للمنعم وطاعته بفعل محابه وترك مكارهه. معنى الآيات: قوله تعالى: ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ ولَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وما كُنّا غَآئِبِينَ﴾ يخبر تعالى أنه إذا جمع الخلائق لفصل القضاء مؤكداً الخبر بالقسم أنه يسأل كل أمة أو جماعة أو فرد أرسل إليهم رسله يسألهم عن مدى إجابتهم دعوة رسله إليهم، فهل آمنوا بما جاءتهم به الرسل، وأطاعوهم فيما بلغوهم، من التوحيد والعبادة والطاعة والانقياد، كما يسأل الرسل أيضاً هل بلغوا ما ائتمنهم عليه من رسالته المتضمنة أمر عباده بالإيمان به وتوحيده وطاعته في أمره ونهيه، ثم يقصُّ تعالى على الجميع بعلمه كل ما كان منهم من ظاهر الأعمال وباطنها، ولا يستطيعون إخفاء شيء أبداً، ولم يكن سؤاله لهم أولاً، إلا من باب إقامة الحجة وإظهار عدالته سبحانه وتعالى فيهم، ولتوبيخ من يستحق التوبيخ منهم، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وما كُنّا غَآئِبِينَ﴾ عنهم حينما كانوا في الدنيا يعملون فكل أعمالهم كانت مكشوفة ظاهرة له تعالى ولا يخفى عليه منها شيء وهو السميع البصير. هذا ما دلت عليه الآية الأولى [٦] والثانية [٧] أما الآيتان الثالثة الرابعة فقد أخبر تعالى أنه بعد سؤالهم وتعريفهم بأعمالهم ينصب الميزان وتوزن لهم أعمالهم فمن ثقلت موازين حسناته أفلح بالنجاة من النار ودخول الجنة دار السلام ومن خَّفت لقلة حسناته وكثرة سيئاته خسر نفسه بإلقائه في جهنم ليخلد في عذاب أبدي، وعلل تعالى لهذا الخسران في جهنم بقوله ﴿بِما كانُواْ بِآياتِنا يِظْلِمُونَ﴾ أي يكذبون ويجحدون، وأطلق الظلم وأريد به التكذيب والجحود لأمرين هما: أولاً: اكتفاء بحرف الجر الباء إذ لا تدخل على ظلم ولكن على كذب أو جحد يقال كذب به وجحد به ولا يقال ظلم به ولكن ظلمه وهذا من باب التضمين وهو سائغ في لغة العرب التي نزل بها القرآن. وثانياً: أنهم بدل أن يؤمنوا بالآيات وهي واضحات كذبوا بها فكانوا كأنهم ظلموا الآيات ظلماً حيث لم يؤمنوا بها وهي بينات. هذا ما دلت عليه الآيتان أما الآية الخامسة [١٠] فقد تضمنت امتنان الله تعالى على عباده، وكان المفروض أن يشكروا نعمه عليهم بالإيمان به وتوحيده وطاعته، ولكن الذي حصل هو عدم الشكر من أكثرهم قال تعالى ﴿ولَقَدْ مَكَّنّاكُمْ فِي ٱلأَرْضِ﴾ حيث جعلهم متمكنين في الحياة عليها يتصرفون فيها ويمشون في مناكبها، وقوله ﴿وجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ﴾ هذه نعمة أخرى وهي أن جعل لهم فيها معايش وأرزاقاً يطلبونها فيها ويحصلون عليها وعليها قامت حياتهم، وقوله ﴿قَلِيلاً مّا تَشْكُرُونَ﴾ أي لا تشكرون إلا شكراً يسيراً لا يكاد يذكر. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- تقرير عقيدة البعث والسؤال والحساب ووزن الأعمال يوم القيامة. ٢- صعوبة الموقف حيث تسأل الأمم والرسل عليهم السلام كذلك. ٣- الفلاح والخسران مبنيان على الكسب في الدنيا فمن كسب خيراً نجا، ومن كسب شراً هلك. ٤- وجوب شكر النعم بالإيمان والطاعة لله ورسوله.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب