الباحث القرآني

شرح الكلمات: نوحاً: هذا أول الرسل هذا العبد الشكور هو نوح بن لَمْك بن متوشلخ بن أخنوخ أي أدريس عليهما السلام، أحد أولي العزم الخمسة من الرسل عاش داعياً وهادياً ومعلماً ألفاً ومائتين وأربعين سنة، ومدة الدعوة ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً، وما بعدها عاشها هادياً ومعلماً للمؤمنين. عذاب يوم عظيم: هو عذاب يوم القيامة. الملأ: أشراف القوم ورؤساؤهم الذين يملأون العين والمجلس. وأنصح لكم: أريد لكم الخير لا غير. أوَعجبتم: الاستفهام للإنكار، وعجبتم الواو عاطفة والمعطوف عليه جملة هي كذبتم أي أكذبتم وعجبتم. لينذركم: أي العذاب المترتب على الكفر والمعاصي. ولتتقوا: أي الله تعالى بالإيمان به وتوحيده وطاعته فترحمون فلا تعذبون. والذين معه في الفلك: هم المؤمنون من قومه والفلك هي السفينة التي صنعها بأمر الله تعالى وعونه. عمين: جمع عمٍ وهو أعمى البصيرة أما أعمى العينين يقال فيه أعمى. معنى الآيات: هذا شروع في ذكر قصص ستة من الرسل وهم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام والمراد من ذكر هذا القصص هو تنويع أسلوب الدعوة ليشاهد المدعون من كفار قريش صوراً ناطقة ومشاهد حية لأمم سبقت وكيف كانت بدايتها وبم ختمت نهايتها، وهي لا تختلف إلا يسيراً عما هم يعيشونه من أحداث الدعوة والصراع الدائر بينهم وبين نبيهم لعلهم يتعظون، ومع هذا فالقصص يقرر نبوة محمد ﷺ إذ لو لم يكن رسولاً يوحى إليه لما تأتى له أن يقص من أخبار الماضين ما بهر العقول كما أن المؤمنين مع نبيهم يكتسبون من العبر ما يحملهم على الثبات والصبر، ويجنبهم القنوط واليأس من حسن العافية والظفر والنصر. وهذا أول قصص يقوله تعالى فيه ﴿لَقَدْ أرْسَلْنا نُوحاً إلىٰ قَوْمِهِ﴾ أي وعزتنا لقد أرسلنا نوحا إلى قومه كما أرسلناك أنت يا رسولنا إلى قومك من العرب والعجم، فقال: أي نوح في دعوته: ﴿ياقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ما لَكُمْ مِّنْ إلَٰهٍ غَيْرُهُ﴾ أي ليس لكم على الحقيقة إله غيره، إذ الإله الحق من يخلق ويرزق ويدبر فيحيي ويميت ويعطي ويمنع، ويضر وينفع، ويسمع ويبصر فأين هذا من آلهة نحتموها يأيديكم، ووضعتموها في بيوتكم عمياء لا تبصر صماء لا تسمع بكماء لا تنطق فكيف يصح أن يطلق عليها اسم الإله وتعبد ﴿إنِّيۤ أخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ أنذرهم عذاب يوم القيامة إن هم أصروا على الشرك والعصيان فأجابه الملأ منهم وهم أهل الحل والعقد في البلاد قائلين: ﴿إنّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ بسبب موقفك العدائي هذا لآلهتنا، ولعبادتنا إياها فأجاب عليه السلام قائلاً ﴿يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَٰلَةٌ﴾ مجرد ضلالة فكيف بالضلال كله كما تقولون، ﴿ولَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ أي إليكم ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وأَنصَحُ لَكُمْ﴾ أي بما هو خير لكم في حالكم ومآلكم، واعلموا أني ﴿وأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ فأنا على علم بما عليه ربي من عظمة وسلطان، وجلال، وجمال، وما عنده من رحمة وإحسان، وما لديه من نكال وعذاب، وأنتم لا تعلمون فاتقوا الله إذاً وأطيعوني يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى آجالكم، ولا يعجل بفنائكم وواصل حديثه معهم وقد دام ألف سنة إلا خمسين عاماً قائلاً: أكذبتم بما دعوتكم إليه وجئتكم به وعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم، ولتتقوا الله بتوحيده وعبادته وطاعته رجاء أن ترحموا فلا تعذبوا أمن هذا يتعجب العقلاء؟ وكانت نتيجة لهذه الدعوة المباركة الخيّرة أن كذبوه فأنجاه ربه والمؤمنين معه، وأغرق الظالمين المكذبين، لأنهم كانوا قوماً عمين فلا يستحقون البقاء والنجاة قال تعالى ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْناهُ وٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وأَغْرَقْنا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآياتِنَآ إنَّهُمْ كانُواْ قَوْماً عَمِينَ﴾ لا يبصرون الآيات ولا يرون النذر والشواهد. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- تقرير نبوة محمد ﷺ كنبوة نوح عليه السلام. ٢- تقرير وتأكيد التوحيد، وبيان معنى لا إله إلا الله. ٣- التحذير من عذاب يوم القيامة بالتذكير به. ٤- أصحاب المنافع من مراكز وغيرها هم الذين يردون دعوة الحق لمنافاتها للباطل. ٥- تقرير مبدأ العاقبة للمتقين. ٦- عمى القلوب أخطر من عمى العيون على صاحبه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب