الباحث القرآني

شرح الكلمات: العفو: ما كان سهلاً لا كلفة فيه وهو ما يأتي بدون تكلف. بالعرف: أي المعروف في الشرع بالأمر به أو الندب إليه. وأعرض عن الجاهلين: الجاهلون: هم الذين لم تستنر قلوبهم بنور العلم والتقوى، والإعراض عنهم بعدم مؤاخذتهم على سوء قولهم أو فعلهم. نزغ الشيطان: أي وسوسته بالشر. فاستعذ بالله: أي قل أعوذ بالله يدفعه عنك إنه أي الله سميع عليم. اتقوا: أي الشرك والمعاصي. طائف من الشيطان: أي ألم بهم شيء من وسوسته. وإخوانهم يمدونهم في الغي: أي إخوان الشياطين من أهل الشرك والمعاصي يمدونهم في الغي. ثم لا يقصرون: أي لا يكفون عن الغي الذي هو الضلال والشر والفساد. معنى الآيات: لما علّم تعالى رسوله كيف يحاج المشركين لإبطال باطلهم في عبادة غير الله تعالى والإشراك به عز وجل علمه في هذه الآية أسمى الآداب وأرفعها، وأفضل الأخلاق وأكملها فقال له: ﴿خُذِ ٱلْعَفْوَ وأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجاهِلِينَ﴾ أي خذ من أخلاق الناس ما سهل عليهم قوله وتيسر لهم فعله، ولا تطالبهم بما لا يملكون أو بما لا يعلمون وأمرهم بالمعروف، وأعرض عن الجاهلين منهم فلا تعنفهم ولا تغلظ القول لهم فقد سأل ﷺ عن معنى هذه الآية جبريل عليه السلام فقال له: (تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك) وقوله ﴿وإماَّ يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ﴾ أي أثار غضبك حتى لا تلتزم بهذا الأدب الذي أمرت به ﴿فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ﴾ بدفعه عنك إنه سميع لأقوالك عليم بأحوالك. ثم قال تعالى مقرراً حكم الاستعاذة مبيناً جدواها ونفعها لمن يأخذ بها. ﴿إنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ﴾ أي ربهم فلم يشركوا به أحداً ولم يفرطوا في الواجبات ولم يغشوا المحرمات هؤلاء ﴿إذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطانِ﴾ بأن نزغهم بإثارة الغضب أو الشهوة فيهم تذكروا أمر الله ونهيه ووعده ووعيده ﴿فَإذا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ يرون قبح المعصية وسوء عاقبة فاعلها فكفوا عنها ولم يرتكبوها. وقوله تعالى: ﴿وإخْوانُهُمْ﴾ أي إخوان الشياطين من أهل الشرك والمعاصي ﴿يَمُدُّونَهُمْ﴾ أي الشياطين ﴿فِي ٱلْغَيِّ﴾ أي في المعاصي والضلالات ويزيدونهم في تزيينها لهم وحملهم عليها، ﴿ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ﴾ عن فعلها ويكفون عن ارتكابها. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- الأمر بالتزام الآداب والتحلي بأكمل الأخلاق ومن أرقاها العفو عمن ظلم وإعطاء من حرم، وصلة من قطع. ٢- وجوب الاستعاذة بالله عند الشعور بالوسوسة أو الغضب أو تزيين الباطل. ٣- فضيلة التقوى وهي فعل الفرائض وترك المحرمات. ٤- شؤم أخوة الشياطين حيث لا يقصر صاحبها بمد الشياطين له عن الغي الذي هو الشر والفساد.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب