الباحث القرآني

شرح الكلمات: واختار موسى قومه سبعين رجلاً: أي أخذ خيار قومه وهم سبعون رجلاً. لميقاتنا: أي للوقت الذي حددناه ليأتينا مع سبعين رجلاً. أخذتهم الرجفة: الصاعقة التي رجفت لها القلوب. السفهاء: جمع سفيه: وهو الذي لا رشد له في سائر تصرفاته. إن هي إلا فتنتك: أي ما هي إلا فتنتك أي اختبارك لأهل الطاعة من عبادك. أنت ولينا: أي المتولي أمرنا وليس لنا من ولي سواك. هدنا إليك: أي رجعنا إليك وتبنا. الأمي: الذي لا يقرأ ولا يكتب. المعروف، والمنكر: ما عرفه الشرع والمنكر: ما أنكره الشرع. ويحرم عليهم الخبائث: أي بإذن الله والخبائث جمع خبيثة: كالميتة مثلاً. ويضع عنهم إصرهم والأغلال: الإصر: العهد والأغلال: الشدائد في الدين. عزروه: أي وقروه وعظموه. واتبعوا النور الذي أنزل معه: القرآن الكريم. هم المفلحون: الفائزون أي الناجون من النار الداخلون الجنة. معنى الآيات: ما زال السياق في أحداث موسى مع بني إسرائيل فإنه بعد الحدث الجلل الذي حصل في غيبة موسى وذلك هو عبادة جل بني إسرائيل العجل واتخاذهم له إلهاً فإن الله تعالى وقت لموسى وقتاً يأتيه فيه مع خيار بني إسرائيل يطلب لهم التوبة من الله سبحانه وتعالى. قال تعالى ﴿وٱخْتارَ مُوسىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً﴾ ولما انتهى بهم إلى جبل الطور وغشيت الجبل غمامة وأخذ موسى يناجي ربه تعالى وهم يسمعون قالوا لموسى لن نؤمن لك بأن الذي كان يكلمك الرب تعالى حتى نرى الله جهرة أي عياناً وهنا غضب الله تعالى عليهم فأخذتهم صيحة رجفت لها قلوبهم والأرض من تحتهم فماتوا كلهم، وهو معنى قوله تعالى ﴿فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ﴾ [الأعراف: ٧٨، ٩١] وهنا أسف موسى عليه السلام لموت السبعين رجلاً وقد اختارهم الخير فالخير فإذا بهم يموتون أجمعون فخاطب ربه قائلا ﴿رَبِّ لَوْ شِئْتَ أهْلَكْتَهُمْ مِّن قَبْلُ﴾ أي من قبل مجيئنا إليك ﴿وإيّايَ﴾ وذلك في منزل بني إسرائيل حيث عبدوا العجل ﴿أتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ﴾ أي بسبب فعل السفهاء الذين لا رشد لهم، وهم من عبدوا العجل كمن سألوا رؤية الله تعالى، وقوله عليه السلام ﴿إنْ هِيَ إلاَّ فِتْنَتُكَ﴾ أي إلا اختبارك وبليتك ﴿تُضِلُّ بِها مَن تَشَآءُ وتَهْدِي مَن تَشَآءُ أنتَ ولِيُّنا﴾ فليس لنا سواك ﴿فَٱغْفِرْ لَنا﴾ أي ذنوبنا ﴿وٱرْحَمْنا﴾ برفع العذاب عنا ﴿وأَنتَ خَيْرُ ٱلْغافِرِينَ﴾ ﴿وٱكْتُبْ لَنا فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنْيا حَسَنَةً﴾ بأن توفقنا لعمل الصالحات وتتقبلها منا، ﴿وفِي ٱلآخِرَةِ﴾ تغفر ذنوبنا وتدخلنا جنتك مع سائر عبادك الصالحين، وقوله ﴿إنّا هُدْنَآ إلَيْكَ﴾ أي إنا قد تبنا إليك فأجابه الرب تعالى بقوله ﴿عَذابِيۤ أُصِيبُ بِهِ مَن أشَآءُ﴾ أي من عبادي وهم الذين يفسقون عن أمري ويخرجون عن طاعتي ﴿ورَحْمَتِي وسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ويُؤْتُونَ ٱلزَّكاةَ وٱلَّذِينَ هُم بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ﴾ وبهذا القيد الوصفي، وبما بعده خرج إبليس واليهود وسائر أهل الملل ودخلت أمة الإسلام وحدها إلا من آمن من أهل الكتاب واستقام على دين الله وهو الإسلام. وقوله ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ﴾ هو محمد ﷺ ﴿ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْراةِ وٱلإنْجِيلِ﴾ وذلك بذكر صفاته والثناء عليه وعلى أمته، وقوله ﴿يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ ويَنْهاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ ويُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّباتِ﴾ أي التي كانت قد حرمت عليهم بظلمهم ﴿ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ﴾ الخمر ولحم الخنزير والربا وسائر المحرمات في الإسلام، وقوله ﴿ويَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ﴾ أي ويحط عنهم تبعة العهد الذي أخذ عليهم بالعمل فيما في التوراة والإنجيل بأن يعملوا بكل ما جاء في التوراة والإنجيل، وقوله ﴿وٱلأَغْلالَ ٱلَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ أي الشدائد المفروض عليهم القيام بها وذلك كقتل النفس بالنفس إذ لا عفو ولا دية وكقطع الثوب للنجاسة تصيبه وغير ذلك من التكاليف الشاقة كل هذا يوضع عليهم إذا أسلموا بدخولهم في الإسلام وقوله تعالى ﴿فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ﴾ أي بمحمد ﷺ ﴿وعَزَّرُوهُ﴾ أي وقروه وعظموه ﴿ونَصَرُوهُ﴾ على أعدائه من المشركين والكافرين والمنافقين ﴿وٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ﴾ وهو القرآن الكريم ﴿أُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾ أي وحدهم دون سواهم الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنة. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- وجوب التوبة من كل ذنوب، ومشروعية صلاة ركعتين وسؤال الله تعالى عقبها أن يقبل توبة التائب ويغفر ذنبه. ٢- كل سلوك ينافي الشرع فهو من السفه المذموم، وصاحبه قد يوصف بأنه سفيه. ٣- الهداية والإضلال كلاهما بيد الله تعالى فعلى العبد أن يطلب الهداية من الله تعالى ويسأله أن لا يضله. ٤- رحمة الله تعالى بأمة محمد ﷺ فلا تنال اليهود ولا النصارى ولا غيرهم. ٥- بيان شرف النبي محمد ﷺ وأمته. ٦- بيان فضل تزكية النفس بعمل الصالحات وإبعادها عن المدسيات من الذنوب. ٧- بيان فضل التقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ٨- وجوب توقير النبي ﷺ وتعظيمه ونصرته واتباع الكتاب الذي جاء به والسنن التي سنها لأمته.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب