الباحث القرآني

شرح الكلمات: ولمن خاف مقام ربه جنتان: أي ولمن خاف الوقوف بين يدي الله في عرصات القيامة فآمن واتقى جنتان. ذواتا أفنان: أي أغصان من شأنها أن تُورق وتُثمر وتمد الظل. فيهما من كل فاكهة زوجان: أي من كل ما يتفكه به من أنواع الفواكه صنفان. بطائنها من استبرق: أي بطائن الفرش من استبرق وهو ما غلظ من الديباج والظهائر من السندس وهو مارقَّ من الديباج الذي هو الحرير. وجنى الجنتين دان: أي وما يُجنى من ثمار الجنة دان قريب التناول يناله القائم والقاعد. فيهن قاصرات الطرف: أي قاصرات النظر بأعينهن على أزواجهن فقط. لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان: أي لم يفتضهن قبل أزواجهن إنس ولا جان. كأنهن الياقوت والمرجان: أي كأنهن في جمالهن الياقوت في صفائه والمرجان اللؤلؤ الأبيض. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان: أي ما جزاء الإحسان بالطاعة إلا الإحسان بالنعيم. معنى الآيات: ما زال السياق الكريم في تعداد النعم وذكر أنواعها فقال تعالى ﴿ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ﴾ أي الوقوف بين يديه في ساحة فصل القضاء يوم القيامة فأطاعه بأداء الفرائض واجتناب المحرمات ﴿جَنَّتانِ﴾ أي بستانان فبأي آلاء ربكما تكذبان أبإثابة أحدكم الذي إذا هم بالمعصية ذكر قيامه بين يدي ربه فتركها فأثابه الله بجنتين. وقوله ذواتا أفنان هذا وصف للجنتين وصفهما بأنهما ذواتا أفنان جمع فنن لون أفنان ألوان ولأشجارها أغصان من شأنها تورق وتثمر وتمد الظلال فبأي آلاء ربكما تكذبان أبهذا النعيم والإثابة للمتقين تكذبان. وقوله ﴿فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ﴾ أي في الجنتين ذواتي الأفنان عينان تجريان بالماء العذب الزلال الصافي خلال تلك القصور والأشجار فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الجن والإنسان أبمثل هذا العطاء والإفضال تكذبان؟ وقول الرحمن فيهما من كل فاكهة زوجان أي في تينك الجنتين من كل فاكهة من الفواكه صنفان فلا يكتفى بصنف واحد إتماماً للنعيم والتنعُّم فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا الإنعام والإكرام لأهل التقوى تكذبان؟ وقوله ما أوسع رحمته وهو الرحمن ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ أي حال تنعمهم على فرش على الأرائك بطائن تلك الفرش من استبرق وهو الغليظ من الديباج أما الظواهر فهي السندس وهو مارق من الديباج. وقوله ﴿وجَنى ٱلْجَنَّتَيْنِ دانٍ﴾ أي وثمارها التي تجنى من أشجارها دانية أي قريبة التناول يتناولها المتقى وهو مضطجع أو قاعد أو قائم، لا شوك فيها ولا بعد لها فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا الإنعام والإكرام تكذبان. قول الرحمن: ﴿فِيهِنَّ قاصِراتُ ٱلطَّرْفِ﴾ أي وفي تينك الجنتين نساء من الحور العين ﴿قاصِراتُ ٱلطَّرْفِ﴾ أي العين على أزواجهن فلا ترى إلا زوجها أي فلا تنظر إلا إلى زوجها وتقول له وعزة ربي وجلاله وجماله ما أرى في الجنة شيئاً أحسن منك فالحمد لله الذي جعلك زوجي وجعلني زوجك. وقوله ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ أي لم يجامعهن فيفتضهن قبل أزواجهن ﴿إنسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَآنٌّ﴾ أي لم يجامع الإنسية قبل زوجها الإنسي إنسي ولم يجامع الجنية قبل زوجها الجني جان فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا الإنعام تكذبان؟ وقوله ﴿كَأَنَّهُنَّ ٱلْياقُوتُ﴾ أي في صفائهن ﴿وٱلْمَرْجانُ﴾ في بياضهن إذ الحوراء منهن يُرى مخُّ ساقها تحت ثيابها كما يرى الخيط أو السلك في داخل الياقوته لصفائها فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا العطاء والإنعام تكذبان. وقوله عظم فضله وجل عطاؤه وهو الرحمن ﴿هَلْ جَزَآءُ ٱلإحْسانِ﴾ أي في الإيمان والطاعات من العبادات ﴿إلاَّ ٱلإحْسانُ﴾ إليه بمثل هذا النعيم العظيم الذي ذكر في هذه الآيات. فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الإنس والجان فقولا: لا بشيء من آلاء ربنا نكذب فلك الحمد. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- فضل الخوف من الله تعالى وذلك كأنْ تعرض للعبد المعصية فيتركها خوفا من الله تعالى. ٢- فضل نساء أهل الجنة في حبهن لأزواجهن بحيث لا ينظرن إلا إليهم. ٣- بيان أن أفضل النساء في الدنيا تلك التي تقصر نظرها على زوجها فتحبه ولا تحب غيره من الرجال. ٤- بيان أن الجن المتقين يدخلون الجنة ولهم أزواج كما للإنس سواء بسواء. ٥- الإشادة بالإحسان وبيان جزائه والإحسان هو إخلاص العبادة لله والإتيان بها على الوجه الذي شرع أداؤها عليه، مع الإحسان إلى الخلق بكف الأذى عنهم وبذل الفضل لمن احتاجه منهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب