الباحث القرآني

شرح الكلمات: إن المتقين: أي الذين اتقوا ربهم فعبدوه وحده بما شرع لهم فأدوا الفرائض واجتنبوا النواهي. فاكهين: أي متلذذين بأكل الفواكه الكثيرة التي آتاهم ربهم. ووقاهم عذاب الجحيم: أي وحفظهم من عذاب الجحيم عذاب النار. على سرر مصفوفة: أي بعضها إلى جنب بعض. وزوجناهم بحور عين: أي قرناهم بنساء عظام الأعين حِسانها. معنى الآيات: لما ذكر تعالى حال أهل النار ذَكر حال أهل الجنة وهذا أسلوب الترغيب والترهيب الذي أمتاز به القرآن الكريم فقال تعالى مخبراً عن حال أهل الجنة: ﴿إنَّ ٱلْمُتَّقِينَ﴾ أي الذين اتقوا في الدنيا الشرك والمعاصي ﴿فِي جَنّاتٍ﴾ أي بساتين ونعيم مقيم يحوى كل ما لذّ وطاب مما تشتهيه الأنفس وتلذه الأعين. فاكهين بما آتاهم ربُّهم أي متلذذين بأكل الفواكه الكثيرة الموصوفة بقول الله تعالى: لا معطوعة ولا ممنوعة. ﴿ووَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ ٱلْجَحِيمِ﴾ أي حفظهم من عذاب النار. ويقال لهم: ﴿كُلُواْ وٱشْرَبُواْ هَنِيئاً بِما كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أي بسبب ما كُنتم تعملونه من أعمال البر والإصلاح بعد الفرائض واجتناب الشرك والمعاصي. وقوله ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ أي حال كونهم وهم في نعيمهم متكئين على سرر مصفوفة قد صُف بعضها إلى جنب بعض. وقوله تعالى ﴿وزَوَّجْناهُم بِحُورٍ عِينٍ﴾ أي قرناهم بزوجات من الحور العين والحور جمع حوراء وهي التي يغلب بياض عينها على سوادها والعِين جمع عَينْاء وهي الواسعة العينين. جعلنا الله ممن يُزوجّون بهن إنه كريم. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- فضل التقوى وكرامة أهلها. ٢- بيان منة الله وفضله على أهل الإيمان والتقوى وهم أولياء الله تعالى. ٣- مشروعية الدعاء بكلمة هنيئا لمن أكل أو شرب ائتساء بأهل الجنة. ٤- الإيمان والأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة وليست ثمنا لها لأن الجنة أغلى من عمل الإنسان، وإنما العمل الصالح يزكى النفس فيؤهل صاحبها لدخول الجنة فالباء في قوله ﴿بِما كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ سببية وليست للعوض كما في قولك بعتك الدار بألف مثلا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب