الباحث القرآني

شرح الكلمات: يكتمون: أي يضمرون في نفوسهم ويخفونه فيها. في الإثم والعدوان: الإثم كل ضار وفاسد وهو ما حرمه الله تعالى من اعتقاد أو قول أو عمل، والعدوان: الظلم. السحت: المال الحرام كالرشوة والربا، وما يأخذونه من مال مقابل تحريف الكلم وتأويله. الربانيون والأحبار: الربانيون هنا العباد المربون كمشايخ التصوف عندنا. والأحبار: العلماء. معنى الآيات: ما زال السياق الكريم في فضح وبيان خبثهم زيادة في التنفير من موالاتهم فأخبر تعالى في الآية الأولى عن منافقيهم فقال: ﴿وإذا جَآءُوكُمْ﴾ يريد: غشوكم في مجالسكم، ﴿قالُوۤاْ آمَنّا﴾ وما آمنوا ولكنهم ينافقون لا غير فقد دخلوا بالكفر في قلوبهم وخرجوا به، ﴿وٱللَّهُ أعْلَمُ بِما كانُواْ يَكْتُمُونَ﴾ من الكفر والكيد لكم. هذا معنى قوله تعالى في الآية الأولى [٦١] ﴿وإذا جَآءُوكُمْ قالُوۤاْ آمَنّا وقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ وهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وٱللَّهُ أعْلَمُ بِما كانُواْ يَكْتُمُونَ﴾ وأما الآية الثانية [٦٢] فقد أخبر تعالى رسوله أنهم لكثرة ما يرتكبون من الذنوب ويغشون من المعاصي ترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت علناً لا يستترون به ولا يخفونه ثم ذمهم الله تعالى على ذلك وقبح فعلهم فقال ﴿لَبِئْسَ ما كانُواْ يَعْمَلُونَ﴾. وفي الآية الأخيرة: أنكر على عبادهم وعلمائهم سكوتهم عن جرائم عوامهم ورضاهم بها مصانعة لهم ومداهنة فقال تعالى: ﴿لَوْلا يَنْهاهُمُ ٱلرَّبّانِيُّونَ وٱلأَحْبارُ﴾ أي لم لا ينهونهم عن قولهم الإثم أي الكذب وأكلهم السحت الرشوة والربا، ثم ذم تعالى سكوت العلماء عنهم بقوله ﴿لَبِئْسَ ما كانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ أي وعزتي وجلالي لبئس صنيع هؤلاء من صنيع حيث أصبح السكوت المتعمد لمنافع خاصة يحصلون عليها صنعة لهم أتقنوها وحذقوها. والعياذ بالله. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- وجود منافقين منَ اليهود على عهد الرسول ﷺ بالمدينة. ٢- بيان استهتار اليهود وعدم مبالاتهم بارتكابهم الجرائم علانية. ٣- قبح سكوت العلماء على المنكر وإغضائهم على فاعليه، ولذا قال كثير من السلف في هذه الآية أشد آية وأخطرها على العلماء.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب