الباحث القرآني

شرح الكلمات: وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن: أي واذكر إذ أملنا إليك نفراً من الجن جن نصيبين أو نينوي. فلما حضروه قالوا أنصتوا: أي حضروا سماع القرآن قالوا أي بعضهم لبعض أصغوا لاستماع القرآن. فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين: أي فرغ من قراءته رجعوا إلى قومهم مخوفين لهم من العذاب. مصدقا لما بين يديه: أي من الكتب السابقة كالتوراة والانجيل والزبور وغيرها. يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم: أي من العقائد في الشرائع والإسلام. ويجركم من عذاب أليم: أي ويحفظكم هو عذاب يوم القيامة. فليس بمعجز في الأرض: أي فليس بمعجز الله هرباً منه فيفوته. أولئك في ضلال مبين: أي الذين لم يجيبوا داعي الله وهو محمد ﷺ إلى الإيمان، أي في ضلال عن طريق الإسعاد والكمال ظاهر بيّن. معنى الآيات: ما زال السياق في طلب هداية قوم النبي ﷺ إنه بعد أن ذكرهم بعاد وما أصابها من دمار وهلاك نتيجة شركها وكفرها وإصرارها على ذلك فقال تعالى ﴿وٱذْكُرْ أخا عادٍ﴾ إلى آخر الآيات ذكرهم هنا بما هو تقريع لهم وتوبيخ إذ أراهم أن الجن خير منهم لسرعة استجابتهم للدعوة والقيام بتبليغها فقال تعالى ﴿وإذْ صَرَفْنَآ إلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ﴾ أي اذكر لقومك من كفار مكة وغيرها إذ صرفنا إليك نفراً من الجن وهم عدد ما بين السبعة إلى التسعة من جن نصيبين وكانوا من أشراف الجن وسادتهم صرفناهم إليك أي أملناهم إليك وأنت تقرأ في صلاة الصبح ببطن نخلة بين مكة والطائف صرفناهم إليك يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا أي أصغوا واستمعوا ولا تشوشوا، قاله بعضهم لبعض، فلما قضي أي القرآن فرغ منه، ولّوا إلى قومهم أي رجعوا إلى قومهم من الجن بنصيبين ونينوي منذرين إياهم أي مخوفينهم من عذاب الله إذا استمروا على الشرك والمعاصي فماذا قالوا لهم قالوا ما أخبر تعالى به عنهم قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أُنزل من بعد موسى وهو القرآن مصدقا لما بين يديه أي من الكتب الإلهية التي سبق نزولها كصحف إبراهيم والتوراة والزبور والإنجيل، ووصفوا القرآن بما يلي يهدي إلى الحق والصواب في كل شيء اختلف فيه الناس من العقائد والديانات والأحكام، ويهدي إلى صراط مستقيم أي طريق قاصد غير جور ألا وهو الإسلام دين الأنبياء عامة. وقالوا مبلغين منذرين ﴿يٰقَوْمَنَآ أجِيبُواْ داعِيَ ٱللَّهِ﴾ وهو محمد رسول الله ﷺ ﴿وآمِنُواْ بِهِ﴾ أجيبوه إلى ما يدعو إليه من توحيد الله وطاعته وآمنوا بعموم رسالته وبكل ما جاء به من الهدى ودين الحق ويكون جزاؤكم على ذلك أن ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ ويُجِرْكُمْ مِّنْ عَذابٍ ألِيمٍ﴾ أي يغفر لكم الذنوب التي بينكم وبين الله تعالى بسترها عليكم ولا يؤاخذكم بها، وأما الذنوب التي بينكم وبين بعضكم بعضاً فإنها لا تغفر إلا من قِبل المظلوم نفسه باستسماحه أو ردِّ الحق إليه، وقوله ويجركم من عذاب أليم أي ويحفظكم منقذاً لكم من عذاب أليم أي ذي ألمٍ موجع وهو عذاب النار، ثم قالوا: ﴿ومَن لاَّ يُجِبْ داعِيَ ٱللَّهِ﴾ أي لم يستجب لنداء محمد فيؤمن به ويوحد الله تعالى فليس بمعجز في الأرض أي لله بل الله غالب على أمره ومهما حاول الهرب فإن الله مدركه لا محالة ﴿ولَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أوْلِيَآءُ﴾ يتولون أمره ولا أنصار ينصرونه. قال تعالى ﴿أُوْلَٰئِكَ﴾ أي المذكورون في هذا السياق ممن لم يجيبوا داعي الله محمد ﷺ ﴿فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ أي في عمى وغواية بين أمرهم واضح لا يستره شيء. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- إثبات عالم الجن وتقريره في هذا السياق ولذا كان إنكار الجن كإنكار الملائكة كفراً. ٢- وجوب التأدب عند تلاوة القرآن بالإصغاء التام. ٣- وجوب البلاغ عن رسول الله ﷺ وفي الحديث «بلغو عني ولو آية». ٤- الإعراض عن دين الله يوجب الخذلان والحرمان.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب