الباحث القرآني

شرح الكلمات: قل إن كان للرحمن ولد: أي قل يا رسولنا لهؤلاء المشركين الزاعمين أن الملائكة بنات الله إن كان للرحمن ولد فرضاً. فأنا أول العابدين: أي فأنا أول من يعبده تعظيماً لله وإجلالاً ولكن لا ولد له فلا عبادة إذاً لغيره. سبحان رب السماوات: أي تنزَّه وتقدس. عما يصفون: أي عما يصفون به الله تعالى من أن له ولداً وشركاء. فذرهم يخوضوا ويلعبوا: أي اتركهم يا رسولنا يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم. وهو الذي في السماء إله: أي معبود في السماء. وفي الأرض إله: أي ومعبود في الأرض. وتبارك الذي له ملك السماوات: أي تعاظم وجل جلال الذي له ملك السماوات. وعنده علم الساعة: أي عنده علم وقت مجيئها. معنى الآيات: سبق أن بكّت تعالى المشركين في دعواهم أن الملائكة بنات الله وتوعدهم بالعذاب على قولهم الباطل وهنا قال لرسوله محمد ﷺ قل لهم إن كان للرحمن ولد كما تفترون فرضاً وتقديراً فأنا أول العابدين له، ولكن لم يكن للرحمن ولد. فلم أكن لأعبد غير الله تعالى، هذا ما دل عليه قوله تعالى: ﴿قُلْ إن كانَ لِلرَّحْمَٰنِ ولَدٌ فَأَناْ أوَّلُ ٱلْعابِدِينَ﴾. وقوله: ﴿سُبْحانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمّا يَصِفُونَ﴾ نزه تعالى نفسه وقدسها وهو رب السماوات والأرض ورب العرش أي مالك ذلك كله وسلطانه عليه جميعه عما يصفه المشركون به من أن له ولداً وشركاء. وهنا قال تعالى لرسوله إذا أصروا على باطلهم من الشرك والعذاب على الله والافتراء عليه فذرهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون وهو يوم عذابهم المعد لهم وذلك يوم القيامة. وقوله تعالى: ﴿وهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إلَٰهٌ وفِي ٱلأَرْضِ إلَٰهٌ﴾ أي معبود في السماء ومعبود في الأرض أي معظم غاية التعظيم، ومحبوب غاية الحب ومتذلل له غاية الذل في الأرض والسماء وهو الحكيم في صنعه وتدبيره العليم بأحوال خلقه فهل مثله تعالى يفتقر إلى زوجة وولد تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وقوله ﴿وتَبارَكَ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ وما بَيْنَهُما وعِندَهُ عِلْمُ ٱلسّاعَةِ وإلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ أي تعاظم وجل جلاله وعظم سلطانه الذي له ﴿مُلْكُ ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ وما بَيْنَهُما﴾ والدنيا والآخرة، وعنده علم الساعة وإليه ترجعون أن يكون له ولد ولم تكن له صاحبة، وهو على كل شيء قدير. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- مشروعية التلطف في الخطاب والتنزل مع المخاطب لإقامة الحجة عليه كقوله تعالى: ﴿وإنَّآ أوْ إيّاكُمْ لَعَلىٰ هُدًى أوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ [سبأ: ٢٤] وكما هنا قل إنْ كان للرحمن ولد من باب الفرض والتقدير فأنا أول العابدين له ولكن لا ولد له فلا أعبد غيره سبحانه وتعالى. ٢- تهديد المشركين بعذاب يوم القيامة. ٣- إقامة البراهين على بطلان نسبة الولد إلى الله تعالى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب