الباحث القرآني

شرح الكلمات: ألم تر: ألم تبصر أي بقلبك أي تعلم. نصيباً: حظاً وقسطاً. يشترون الضلالة: أي الكفر بالإيمان. الأعداء: جمع عدو وهو من يقف بعيداً عنك يود ضرك ويكره نفعك. هادوا: أي اليهود قيل لهم ذلك لقولهم: ﴿إنّا هُدْنَآ إلَيْكَ﴾ [الأعراف: ١٥٦] أي تبنا ورجعنا. يحرفون: التحريف: الميل بالكلام عن معناه إلى معنى باطل للتضليل. الكلم: الكلام وهو كلام الله تعالى في التوراة. واسمع غير مسمع: أي اسمع ما تقول لا أسمعك الله. وهذا كفر منهم صريح. وطعناً في الدين: سبهم للرسول ﷺ هو الطعن الأعظم في الدين. وانظرنا: وأمهلنا حتى نسمع فنفهم. أقوم: أعدل وأصوب. لعنهم الله بكفرهم: طردهم من رحمته وأبعدهم من هداه بسبب كفرهم برسول الله ﷺ. معنى الآيات: روي أن هذه الآيات نزلت في رفاعة بن زيد بن التابوت أحد عظماء اليهود بالمدينة، كان إذا كلم رسول ﷺ لَوّى لسانه وقال راعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك، ثم طعن في الإسلام وعابه فأنزل الله تعالى هذه الآيات الثلاث إلى قوله ﴿فَلا يُؤْمِنُونَ إلاَّ قَلِيلاً﴾ وهذا شرحها: قوله تعالى: ﴿ألَمْ تَرَ إلى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ ويُرِيدُونَ أن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ﴾ أي ألم ينته إلى علمك وإلى علم أصحابك ما يحملكم على التعجب: العلم بالدين أتوا نصيباً من الكتاب وهم رفاعة بن زيد وإخوانه من اليهود، أعطوا حظاً من التوراة فعرفوا صحة الدين الإسلامي، وصدق نبيه ﷺ ﴿يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ﴾ وهو الكفر يشترونها بالإيمان، حيث جحدوا نعوت النبي وصفاته في التوراة للإبقاء على مركزهم بين قومهم يسودون ويتفضلون، ويريدون مع ذلك أن تضلوا أيها المؤمنون السبيل سبيل الحق والرشد وهو الإيمان بالله ورسوله والعمل بطاعتهما للإسعاد والإكمال. ﴿وٱللَّهُ أعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ﴾ الذين يودون ضركم ولا يودون نفعكم، ولذا أخبركم بهم لتعرفوهم وتجتنبوهم فتنجوا من مكرهم وتضليلهم. ﴿وكَفىٰ بِٱللَّهِ ولِيّاً﴾ لكم تعتمدون عليه وتفوضون أموركم إليه ﴿وكَفىٰ بِٱللَّهِ نَصِيراً﴾ ينصركم عليهم وعلى غيرهم فاعبدوه وتوكلوا عليه. ﴿مِّنَ ٱلَّذِينَ هادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّواضِعِهِ﴾ أي هم من اليهود الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، والكلام هو كلام الله تعالى في التوراة وتحريفه بالميل به عن القصد، أو بتبديله وتغييره تضليلاً للناس وإبعاداً لهم عن الحق المطلوب منهم الإيمان به والنطقُ والعمل به. ويقولون للنبي ﷺ كفراً وعناداً ﴿سَمِعْنا وعَصَيْنا وٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ﴾ أي لا أسمعك الله ﴿ورَٰعِنا﴾ وهي كلمة ظاهرها أنها من المراعاة وباطنها الطعن في رسول الله ﷺ إذ اليهود يعدونها من الرعونة يقولونها لرسول الله ﷺ سباً وشتماً له قبحهم الله ولعنهم وقطع دابرهم وقوله تعالى: ﴿لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وطَعْناً فِي ٱلدِّينِ﴾ أي يلوون ألسنتهم بالكلمة التي يسبون بها حتى لا تظهر عليهم، ويطعنون بها رسول الله ﷺ. وقوله تعالى: ﴿ولَوْ أنَّهُمْ قالُواْ سَمِعْنا وأَطَعْنا وٱسْمَعْ وٱنْظُرْنا﴾ أي انتظرنا بدل راعنا لكان خيراً لهم وأقوم أي أعدل وأكثر لياقة وأدباً ولكن لا يقولون هذا لأن الله تعالى لعنهم وحرمهم من كل توفيق بسبب كفرهم ومكرهم فهم لا يؤمنون إلا قليلاً. اي إيماناً لا ينفعهم لقلته فهو لا يصلح أخلاقهم ولا يطهر نفوسهم ولا يهيئهم للكمال في الدنيا ولا في الآخرة. هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- بيان مكر اليهود بالمؤمنين بالعمل على إضلالهم في عهد النبوة وإلى اليوم. ٢- في كفاية الله للمؤمنين ونصرته ما يغنيهم أن يطلبوا ذلك من أحد غير ربهم عز وجل. ٣- الكشف عن سوء نيات وأعمال اليهود إزاء رسول الله ﷺ. ٤- الإيمان القليل لا يجدي صاحبه ولا ينفعه بحال.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب