الباحث القرآني

شرح الكلمات: إنا أوحينا اليك: الوحي: الإعلام السريع الخفي، ووحي الله تعالى إلى أنبيائه إعلامهم بما يريد أن يعلمهم به من أمور الدين وغيره. الأسباط: أولاد يعقوب عليهم السلام. زبوراً: الزبور أحد الكتب الإلهية أنزله على نبيه داود عليه السلام. قد قصصناهم عليك: ورد منهم في سورة الأنعام ثمانية عشر رسولا وسبعة ذكروا في سور أخرى وهم محمد ﷺ وهود وشعيب وصالح وذو الكفل وإدريس وآدم. حجة: عذر يعتذرون به إلى ربهم عز وجل. معنى الآيات: روي أن اليهود لما سمعوا ما أنزل الله تعالى فيهم في الآية السابقة أنكروا أن يكون هذا وحيا وقالوا لم يوح الله تعالى إلى غير موسى فرد الله تعالى قولهم بقوله: ﴿إنَّآ أوْحَيْنَآ إلَيْكَ كَمَآ أوْحَيْنَآ إلىٰ نُوحٍ وٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ..﴾ فذكر عدداً من الأنبياء، ثم قال ورسلا: أي وأرسلنا رسلاً قد قصصناهم عليك من قبل أي قص عليه أسماءهم وبعض ما جرى لهم مع أممهم وهم يبلغون دعوة ربهم، وأرسل رسلا لم يقصصهم عليه، وفوق ذلك أنه كلم موسى تكليما فأسمعه كلاماً بلا واسطة، فكيف ينكر اليهود ذلك ويزعمون أنه ما أنزل الله على بشرٍ من شيء وقد أرسلهم تعالى رسلا مبشرين من آمن وعمل صالحا بالجنة، ومنذرين من كفر وأشرك وعمل سوءً بالنار وما فعل ذلك إلا لقطع حجة الناس يوم القيامة حتى لا يقولوا ربنا ما أرسلت إلينا رسولاً هذا معنى قوله تعالى ﴿رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ ومُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ..﴾ أي بعد إرسالهم، ﴿وكانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً﴾ غالبا لا يمانع في شىء أراده ﴿حَكِيماً﴾ في أفعاله وتدبيره، هذا بعض ما تضمنته الآيات الثلاث [١٦٣ - ١٦٤ - ١٦٥] أما الآية الرابعة [١٦٦] وهي قوله تعالى: ﴿لَّٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أنزَلَ إلَيْكَ أنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وٱلْمَلاۤئِكَةُ يَشْهَدُونَ وكَفىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً﴾. فقد روي أن يهوداً جمعهم النبي ﷺ وأبلغهم أنه رسول الله صدقا وحقا ودعاهم إلى الإيمان به وبما جاء به من الدين الحق فقالوا: من يشهد لك بالرسالة إذ كانت الأنبياء توجد في وقت واحد فيشهد بعضهم لبعض، وأنت من يشهد لك فأنزل الله تعالى قوله: ﴿لَّٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أنزَلَ إلَيْكَ...﴾ يريد إنزال كتاب إليك شهادة منه لك بالنبوة والرسالة، أنزله بعلمه بأنك أهل للاصطفاء والإرسال، وبكل ما تحتاج إليه البشرية في إكمالها وإسعادها إذ حوى أعظم تشريع تعجز البشرية لو اجتمعت أن تأتي بمثله، أليس هذا كافيا في الشهادة لك بالنبوة والرسالة، بلى، والملائكة أيضاً يشهدون ﴿.. وكَفىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً﴾ فلا تطلب شهادة بعد شهادته تعالى لو كانوا يعقلون. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- تقرير مبدأ الوحي الإلهي. ٢- أول الرسل نوح عليه السلام وآخرهم محمد ﷺ. ٣- إثبات صفة الكلام لله تعالى. ٤- بيان الحكمة في إرسال الرسل وهي قطع الحجة على الناس يوم القيامة. ٥- شهادة الرب تبارك وتعالى والملائكة بنبوة خاتم الأنبياء ورسالته ﷺ. ٦- ما حواه القرآن من تشريع وما ضمه بين دفتيه من معارف وعلوم أكبر شهادة للنبي محمد ﷺ بالنبوة والرسالة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب